tadwina-18873864-tadwina

tadwina-18873864-tadwina

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 1 يونيو 2011

هل فكرتم في الإنتحار؟

هل فكرتم في الإنتحار؟

علي المستوى الشرعي الإقدام علي أزهاق الروح بالإنتحار يدخل صاحبة دائرة الكفر بالكلية ويخرجه من رحمة الله عز وجل ، لكن ليس كل إنتحار هو إزهاق للروح ومغادرة دنيانا ، فعلي سبيل المثال من يقارف الدنايا من الأفعال ينتحر أجتماعيا ويصبح ميتا لدي من حوله ومن يصر علي مقارعة الذلل ولا يتعلم من أخطائه ينتحر ايضا دون أن يشعر ، ومن يبيع بني جلدته لمنافع شخصية بعدما وثقوا فيه ورفعوه علي الأعناق ينتحر سياسيا وهكذا ..،

وقد ألمني أن أري بعض المثقفين والإعلاميين أثناء وبعد الثورة في الوطن العربي يصرون علي الإنتحار إصرارا عجيبا ، وتجد الواحد منهم لا يكتفي بتغيير جلده من وقت لأخر بل إنه يغتنم كل فرصة ليعيد تلوين توجهه حسب رؤيتة للقادم وحسب توقعاته الخاسرة دوما لكونها بنيت علي أساس مصلحة شخصيه مرتجاة وليس عن قناعة أو عقيدة محددة ،

وقد يهون كل هذا كون المتضرر الوحيد هو هذا المتلون الذي لا يلبث أن يكشف عن وجهه القبيح وينهار ليرحل إلي غير رجعة بعدما أصبح الجميع علي درجة من الوعي تحميهم من الغفلة وتصديق الوهم ، إلا أصحابنا هؤلاء الذين صورت لهم شياطين أنفسهم إنهم الأذكي والأكثر وعيا وإدراكا وفهما ، فسقطوا في هاوية الظن وخسروا الكثير.

أقول هذا وأنا اتابع بحسرة زيف الأعلام الرسمي العربي وهو يتناول ما يحدث في كل قطر باستخفاف للعقول وتزييف يصل لحد السذاجه وتأليه للطغمه الحاكمه وتجميل للطغاة بكل ما أوتو من قوة ويقيني إنهم جميعا يدركون سخافة اللعبة وأن ما يروجون له لن يلبث أن ينهار وينتهي بقانون لا يصح إلا الصحيح ،

لكنهم أما طامعون في جني ما يستطيعون من أرباح مع تغيير الوجهه وتبيدل الجلد في اللحظة التي يرونها مناسبة ، أو إنهم يراهنون علي استمرار الأنظمة القمعيه وينحازون لمن يظنونه باقيا . وفي الحالتين فأن هؤلاء سبة في جبين المثقفين والأعلاميين وسيدون التاريخ عارهم علي صفحات سوداء تفوح برائحة قبح ما ظلوا يدافعون عنه وهم علي يقين من بطلانه ،

وقد أثارني جدا ما أطالعه علي قنوات أنظمه بعينها مثل النظام الليبي واليمني والسوري – (مع أعترافي بأن الإعلام في باق الدول حتي التي نجحت ثورتها جزئيا كمصر وتونس لا يزال يرزخ تحت وطأة الحرس القديم لكنه يحاول من خلال قنوات خاصة أن يحدث توازن في المعادلة )- أما الغث والذي تتناقلة القنوات الرسميه في الدول التي ذكرت أنفا فأنه يصيب المرء بالغثيان ، ويجعلنا نكرر ما قلناه في البدء – هل فكرتم في الإنتحار؟

مؤامرة المجلس العسكري علي الثوره

مؤامرة المجلس العسكري علي الثوره



هناك حالة من الوجل والخجل إنتابت الجميع وتلبست الأقلام والألسن كلما أتي الحديث عن المجلس العسكري ، وكأنه تابوا أو هيئه مقدسة يمنع الإقتراب من نعتها بأي نقص أو خلل ، مع إنه كان من المفترض خلال تلك الفترة التي نعيشها بعد قيام الثوره أن يطر ح كل شيء وأي شيء للنقاش ، فما قامت تلك الثورة المجيدة ، وما سالت دماء الشهداء الأبرار إلا من أجل أن تسود الحريات ، وتتوج العدالة مسار حياتنا ، وتصبح المساوة بين أبناء هذا الشعب هي ديدن كل تناول أو تصرف ،

فما بالنا وقد ألجمنا ألسنتنا جميعا وحرمنا علي أنفسنا حرية الحديث حول أخطاء هذا المجلس ، كلنا يعترف بفضله في بداية الثورة وانحيازه إليها ، لكن ما حدث من تباطؤ مكن كثيرين من تعديل أوضاعهم أو تهريب أموالهم أو حتي الهروب خارج البلاد ، وضع أكثر من علامة إستفهام حقيقية أمام تصرفات هذا المجلس ، كما إن إصراره علي عدم الزج بالرئيس السابق في سجن طره والتحايل علي ذلك بحالته الصحيه يجعل علامة الأستفهام تكبر وتزداد ،

المجلس العسكري يجب أن يتحلي بشفافيه مطلقه ويجب أن يوضح للجميع ما إذ كان هناك إتفاق خفي قد أبرم بينه وبين الرئيس السابق ليتنحي ولا يوضع داخل السجن ، يجب علي المجلش العسكري أن يخبرنا إذا كان هناك إنقسام داخله يعطل تنفيذ القرارات ، أو ما إذا كان هناك بداخل تلك المنظومه من يدين بالولاء للرئيس المخلوع ، هذا حقنا ، وأيضا هذا سيوضح لنا لما دوما القرارات متأخره وغير حاسمة او حازمة ، وسيبرئ ذمة الشرفاء من أعذاء المجلس من تهم التواطئ التي بات البعض يرددها سرا ،

قد يتهمني البعض بقلة الوفاء لهذا المجلس الذي وقف ويقف دوما ظاهريا مع الثورة ومع الشعب ، لكن نحن شعب ظلم لعقود ومن حقنا أن نتألم الأن وأن نصرخ وان نشعر ولاة أمورنا في هذه الفترة بمعاناتنا ونصدح بشكوانا وشكوكنا فقد مضي زمن الصمت وولي زمن الموارة ، وما عرف عن المؤسسة العسكريه من حزم وحسم تتميز بهما يجعلنا نثق في أن الصدق والوضوح هم السبيل الوحيد لاراحة كثيرن من عناء الشك والتفكير والظن السيء بأن المجلس العسكري ضالع في مؤامرة علي الثورة

الولادة

الولادة

فيسولوجيا هي خروج كائن حي من كائن اخر تدب فيه الروح ، وهي منشأ لأي حياة تتهادي لتري النور ، والعجيب هو أن الولادة كحدث لا يستلزم بالضرورة وجود حاضنه ، فقد يولد الإنسان وهو كامل ناضج في لحظة تنويريه تضيء له العالم من حوله ، كما حدث ويحدث مع من يجد طريقه الهدايه إلي الله فتتغير حياته من شقاء وبؤس المعصية وضلال الإنحطاط إلي رحابة سعة رحمة المولي بما تحويه من رحمات وتهبه من عطايا ،

وأيضا تحدث تلك الولادة للبعض حين يجد نفسه وقد أشرقت بضياء حب جديد قد يكون حب حفيد أو صديق وقد يكون حب حبيب أنبثق من ظلام الوحده وتيه الضياع لينير الطريق من جديد فيولد الشخص علي يديه من جديد فيقبل علي الحياة ويعيش اللحظه بفرحة مبهجه ويمارس الدهشة طقوسا سامقه والحياة عيشا فاعلا بعد أن كان يعيش خاملا رافضا لمظاهر الحياة من حولة .

رغم أن كل أنواع الولادة هي بعث لحياة جديدة وجميعها ينبع من القلب ويفيض ليعم سائر الجسد ، إلا إن الشائع لدي الكثير من البشر هو ولادة ناتجه عن مشاعر آثرة لقلب يخفق بثبات بعد أن كاد الثبات والحزن يقتله ، ولادة حياة في قلب من يشع نور حبيبة علي ارض قلبه فتنتفض العروق حياة ، وتزهر الروح وتبنبت السعادة علي المسام ، وتفيض أنهار الود والبشاشه فترى السعادة وقد عانقت العينين ، والسكينة وقد اكتسيت الملامح بها ، والسمو وقد عانق كل حركات وسكنات المحب ،

هي ولادة بكل ما تحملة الكلمه من معنى ، فهي لا تعني بتغير هذا الكائن من حال إلي حال بل تشكل إنسان جديد بالكلية إنسان ولد من رحم الفضائل وشذبت ملكاته بفعل نور الحب الذي أضاء نفسه والسكينة التي عمته جراء عشقه لكيان وجد فية سعادتة وشاركة نفسه وروحه بكل نبضه وخفقة قلب فتمازج الروحان ليعشقا سويا كل شيء وأي شيء دون أن يكون هناك إتفاق مسبق أو مكتوب ،

وأنا لا اعجب حين أسمع هذا التعبير من احد المحبين ( لقد ولدت من جديد ) لأني علي قناعة بما يقول وقد جربت هذا الشعور فخبرت مدي صدق هذا الشعور ورسخت عندي القناعة حين عايشت هذه الولادة التي شملت نفسي بالتطهير الداخلي وخلقت مني إنسانا جديدا ولد سعيدا .








كم من الوقت تحتاجين لتصبحي جينفر؟


كم من الوقت تحتاجين لتصبحي جينفر؟

كم تحتاجين سيدتي من الوقت كي تبهرين عقول صغار الرجال ، وكم تحتاجين من ألوان لترسمي لوحة وهمية علي وجهك ، وتنقشي رسمك المزيف علي شاشات العرض وانت تتمايلين وترقصين ، كم تحتاجين من كذب لتلفقي كل تلك الخدع وتبدلي أراء السفهاء في النساء ، ليحلموا بك أنت الحلم الذي تصنعه أكاذيب صناع الموضه من نخاسي العصر الحديث ، ومروجي الألوان والزيوت من دجالي القرن الواحد والعشرين ،

الوحش فقط هو من ينحي المشاعر جانبا لان هذا ما جبل عليه وينتقي الأكمل من فرائسه ليفترسها أما نحن بني البشر فقد منحنا الله الكثير لنختار علي أسس أكثر عمقا وأرسخ تركيز أسس باقيه لا تزول مع مرور الزمن وتغير الحال طبقا لناموس الحياة الذي أرتضاه لنا المولي عز وجل ، أسس ليس لها علاقه بالعين الكحيله ولا الشفاة الكرزيه ولا القد النحيل ، بقدر ما هي معنيه بالجمال الذي يشع نورا عبر العينين وعبر الشفتين .

الناظر إلي نساء شاشات العرض من فنانات ومذيعات يهيء له أنهن خلق غير الخلق الذي يصادفه في شارعة أو بيته ، وهو واهم ، فليس كل ما يلمع ذهبا كما علمنا الاجداد ووراء هذه القشره الزاهيه في أغلب الأحوال نفسا هشه وفكرا عقيما واخلاق فقيره ذلك ان الانسان حين يجد جانب قد اشرقت به حياته يكرس كل مجهوده لتعظيم هذا الجانب وينسي ويتناسي أي جوانب اخري ، ويهيء له غروره إنه قد وصل للقمه فيتقاعس عن إدراك ما سوي هذا الجانب وهذا ديدن الفاشلين والمعاقين فكريا ممن يتمتعون بأرفع الالقاب وهم أبعد ما يكون عن معانقة معانيها ،

حدثتني صديقه عملت فتره بالإعلام وكانت تضحك وهي تسرد قصة الساعات التي تمضيها أي فنانه أو إعلاميه لتظهر بتلك الصوره أمام الناس ، وهو عرف تعود عليه الجميع وكأن المتلقي لن يفهم أو يتابع إذ لم تكن الأنثي التي أمامه من عالم الأحلام ، وهو ضيق أفق لدي صناع الإعلام في منطقتنا إستقيناه من صناع الإعلام الغربي ، وطبقناه بلا تفكير ، ولو هناك بعض التفكير لعلمنا إننا نخدع ونغالي في خدعتنا لدرجه قد تضعنا في مصاف المجرمين والمزورين ، والمصيبه هي في نتائج هذا التدليس فقد ترتفع نسب الطلاق أو الخلافات بين الازواج بسبب ظهور إحداهن بمظهر ملائكي خداع يجعل الجميع يقارن ، وربما تكون هي أقل بكثير ممن يقارنها بها لكنه الخداع والرغبه والبريق الذي يساعد في جذب الأعين بأي طريقه وباي ثمن.

فهل تستطعين سيدتي أن تقدري الوقت اللازم لك كي تصبحين مثلهن ؟ أم تراك ستتكفين بما أنت عليه وتكتمين ضحكتك وأنت تسخرين من تلك العقول الصغيره ؟

ورحل الشيخ المجاهد

ورحل الشيخ المجاهد


قد نختلف او نتفق في أمر هذا الرجل كما اختلفت وتصالحت مع نفسي بشأنه مرارا ، لكن الان ثبت عندي بعد رحيله أنه كان رجل فاضل وشيخ مجاهد ولا نزكي علي الله أحدا

أما لماذا اصبحت هذه قناعتي ربما لأن الرجل استشهد بيد الأمريكان ولم يطعن أو يقضي علي يد رجل من أتباعه مثلا أو يموت علي فراشة ميتة عادية تطوي طي النسيان ، لكن موته بهذا الشكل الدراماتيكي وألقاء جثته في البحر ينبئ عن شيئ ويفصح عن قدره في قلوب أعدائه الذين خشوه حيا وميتا فعلي ما اعتقد هذا اول إنسان يدفن في البحر علي مدار التاريخ وبيد أعدائه وكأنهم أردوا ان يتخلصوا من كل ما يذكرهم بفشلهم في الأمساك به او الحد من سطوته رغم أمتلاكهم لكل هذه الأله العسكريه الجباره .

بن لادن لمن لم يقرأ عنه هو ابن لاسرة ثرية ، تقلب في النعم وسافر ومكث في امريكا في مقتبل عمره ، لكنه وفي لحظة صدق مع النفس قرر أن يبدأ في مساعدة الفقراء حول العالم ، وقد بدأ يطوف ويوزع المنح ويساعد الفقراء خاصة في بلدان القاره السمراء وبدأ في هذا الوقت يتشكل لديه الوعي ويستشعر مرارة الظلم وهو يري تقلب اغنياء العالم في النعيم الدنيوي وموت الفقراء جوعا وقهرا ، شعر بفداحة الظلم القائم علي مصالح وعلاقات والذي لا يعترف سوي بالقوه ، الظلم القاسي الذي يدوس بكل عنجهية علي كل عرف إنساني أو عدالة سماويه وبدأ الرجل في التفكير والتفت ليري القوي العظمي لا تكتفي برعايتها للظلم والظالمين بل إنها تمتد بالبغي للدول الاخري خاصة الاسلاميه منها ،فكانت البدايه بعد مشاريعه ومساعداته التي أسسها في افريقيا وفي السودان تحديد ، أن إتجه إلي افغانستان ليمد يد العون للمجاهدين هناك الذين كانوا يعانون قهر وظلم الدب الروسي ، وقد وجد دعما لوجستيا كبيرا في هذا الوقت من أمريكا صاحبة المصلحة في هزيمة الدب الروسي ، لكن لم يكن أحد ليتصور أن ينكسر الروس أمام تلك الحفنة من المقاتلين وهم من هم بقوتهم العسكرية العظمي ، وحينها بدأ التفكير في خطر تلك المجموعه علي مصالح أمريكا ، وبدأ مسلسل العداء بين حلفاء الامس ، ولان امريكا تملك الاعلام فقد وظفته لتشوية صورة هؤلاء الذين كانت تحالفهم في الامس القريب ، ثم وبمعاونة الانظمه المواليه لها أخذت في مطارادتهم والتضييق عليهم فلم يتمكن أي منهم من العودة لوطنه وقد كان هذا غباء خططي وسياسي كلف امريكا في نهاية المطاف غاليا بعد نسف البرجين في احداث 11 سبتمبر التي جعلت امركيا تسفر عن وجهها القبيح وتعادي الاسلام علانية علي لسان زعمائها ، وتعلن الحرب علي بن لادن وتنظيم القاعدة الذي ساهمت في بنائه منذ البدايه ، وأصبح بن لادن هدفا دائما لامريكا وباستخبارتها وقواتها ، لكنها فشلت علي مدار عشرة أعوام في النيل منه ،


رحل الرجل مخلفا ورائه الكثير والكثير ، وترك الجميع يرتب اوراقه في حقبة ما بعد أسامة الزعيم للقاعدة ، والكل يترقب هل سيستمر هذا التنظيم العالمي ام إنه سينهار بعد سقوط زعيمة ؟ وهل من الممكن أن ينتقم لزعيمة بنفس القوة التي حدثت في أحداث سبتمبر ، ؟ هل سينكمش تنظيم القاعدة ويتقلص دوره ؟ ام هل سيعيد تنظيم نفسه من جديد بقيادات جديده وفكر جديد ؟ كلها أسئلة مطروحه خلفها رحيل الرجل الاشهر عالميا أسامة بن لادن .






اشرف نبوي

السبت، 21 مايو 2011

مازال السوس ينخر

مازال السوس ينخر
غر من يتصور أن الأمواج سكنت وأن الخفافيش قد غادرت إلي اوكارها إلي غير رجعه ، واهم كل من يتخيل أن المد الثوري قد حقق مبتغاة سواء في الدول التي أفلح أبنائها في اسقاط رموز انظمتها او تلك التي تجاهد لأسقاط عبدة الكراسي من طواغيت الامة المستبدين والواهمين بدوام الحال ،
السوس مازال ينخر في جسد الأمة وما اكتشفناه لا يعدو ان يكون ما يظهر تحت القشرة الخارجيه أما اللب فقد نجح أعدائنا علي مدار سنوات وسنوات من نخره وتفتيته حتي إذا ما اتت لحظه الحقيقة إنهار البناء وسقطت الامه في غيبوبة لا تفيق من جرائها ولو بعد سنين وسنين ، لقد تم العبث بكل شيء ابتداء من العقول والافكار وحتي المسلمات والثوابت ومرورا بالقيم والموروثات .
والادهي من كل هذا انه تم زراعة فيروسات مدمره في جسد الامه ومن قبل بعض أبنائها الخونة ليستمر الداء العضال وينتشر دون أن يكون هناك علاج لانتشار الداء وتوغله في جسد الامه المنهكة المريضة فلا تتعاف أبدا وترك لبعض هؤلاء الدخلاء أمر تنفيذ باق المخطط بعدما ابتعد الاعداء خوفا من افتضاح أمرهم وحتى لا يستفيق ما تبقي من الجسد فيبدا في حماية ذاته من فتك أعدائه .
أذن فنحن هالكون لا محالة ! وسائرون إلي مصير معلوم وهوة سحيقة نعرف من الأن مآلها ! نحن ماضون إلي قدرنا المحتوم متجهون الي الدمار والفناء ! ربما تكون تلك هي الصورة الجليه الأن بعد أن ينتبه كل منا ويتيقن من صدق كلامي ، لكن هذه الصورة مغلوطه فبرغم كل ما ذكرت نحن قادرون علي استعادة عافيتنا كأمه ذكرت بالخيريه من قبل المولي عز وجل وخصت بالكثير من المناقب التي حرمت غيرها منها
أمة لم تلعن علي لسان أي من انبياء الله او رسوله ، امه حملت اعظم كتب الله ، ورفعت راية الجهاد قرون ، أمة سادت العالم حين حكمت شرع الله وسارت علي نهج نبيه أمه تحمل عظمتها بين جنباتها في قلوبها وضمائرها ، وعزتها في أيديها الممدودة بالسلام والخير والممسكه بالسيف في وجه كل ظلم وكل فساد أو إفساد في الارض
هذه الامه بابنائها قادرة أن هي اردات ان توقف نخر السوس وان ترمم ما انهار من عقيدتها وتصلح الكثير إن هي ارادت وإن اجتمع ابنائها علي قلب رجل واحد إن صدقوا وصدقوا وحكموا العلم مقترنا بإيمان راسخ وعزيمة صلدة وجلد وصبر علي ما وصل إليه حال الأمة ، وقتها فقط أنا علي يقين من قيام نهضة شامخة تضعنا في مصاف الأمم المتقدمة بل ربما تجعلنا نتفوق عليها بما نملكة من إرث ثقافي راق.

محاكمة مبارك عربيا

محاكمة مبارك عربيا
الرئيس المخلوع ساهم ليس فقط في إذلال مصر وتركيعها ، بل إنه كان سببا رئيسا في تركيع الأمه من المحيط إلي الخليج بادئ ذي بدء مع العراق حين وافق بدم بارد علي إستباحة دولة العراق من قبل االقوات الأمريكيه التي ارتدت الثوب الدولي في محاولة لاضفاء الشرعيه علي احتلالها للعراق ونهب ثرواته والقضاء عليه كقوه اقليميه تهدد امن حليفتها اسرائيل ، ولم يكن لاي قوة علي وجه البسيطه تستطيع إقناع الولايات المتحده بمهاجمة العراق دون أن تحمي ظهرها بموافقه ومباركة مصريه وهلع خليجي بثته إلي قلوب حكام الخليج عن طريق الطاغيه مبارك الذي ظل يردد طوال تلك الفتره بلا خجل أو شعور بالعار مقولة أنه نصح صدام وانه يخاف عليه وعلي المنطقه بأسرها ، وهو الذي دق أول مسمار في نعش القوه العراقيه ، ويفي راي المتواضع ان هذا يستلزم محاكمة عادله من الشعب العراقي لهذا الطاغيه الفاسد
ثم غزة أرض العزه والنضال التي ساهم الرئيس بأوامر مباشرة من تل أبيب في حصارها ومحاولة إذلال أهلها ولم يفلح وبقي اطفال غزة مرفوعي الرأس جباههم وضاءه بنور الأيمان وصدق عزيمتهم وتوكلهم علي الله رغم ما حاوله من خنق وتجويع بحصار ظالم إنساق في تنفيذه لأوامر سادته في تل ابيب بلا رادع من دين أو وازع من ضمير وتمادي في عناده لقتل أطفال فلسطين بغزة الأبيه رغم معارضة كل فئات الشعب لهذا الحصار وحين كان الضغط يشتد عليه داخليا كان يفتح المعابر علي إستحياء لمدد قصيره ثم يغلقها ، ثم تفتق ذهنه الشيطاني عن فكرة الجدار الفولاذي التي وسوس له بها الصهاينه فوافق علي تنفيذها علي الفور ، يفصل بينه وبين بني جلدته ويترك لأعدائه حدوده مفتحة الأبواب يستمتعون بشواطئ سيناء ومنتجعاتها بلا رقيب او حسيب.
وأخيرا وليس آخرا الوهن الذي أصاب الجسد العربي والفرقه التي أسس لها بتعليمات غربيه نفذها بحذفيرها ليشتت جهود الأمه في إتجاهات عديده ويعمق جروحها وينشيء عداوات ومشاحنات بين الجميع تارة بانحيازه لطرف علي حساب أخر وتارة بسبب قضايا ثانويه وأخيرا بسبب مبارة لكرة القدم ، فتشرزمت الامه علي عدة أحزاب يعادي بعضها بعض ووقف هو مبتسما وقد شعر بأن مخططه الذي رسمه له اعدائنا قد نفذه بدقة وبدهاء ونجح في تفريق شمل الامه وغضعافها وقبض الثمن .
فهل بعد هذا الذي ذكرت وهو بعض من كل يصعب محاكمة هذا الطاغيه عربيا بأسم الامه وبأسم الشعوب التي داسها هو ونظامه بكل قسوة وبلا هواده ؟

هات بوذا

هات بوذا

ضحكت كثيرا وقد كان غاب عن وجهي الفرح طويلا وانا اعايش الحزن المرسوم فوق شفاة الأرامل والثكالي من نساء الامه الذين أبت اطماع حكامهم إلا ان تأد أحلامهن البسيطه في معانقة الحرية بعد طول أسر وسيطرة للظلم من قبل طواغيت الأمة الأكثر شرها وطمعا وجهلا من فرعون وهامان والاكثر قسوه من جنودهما .
أقول عرفت البسمة طريقها الي شفتاي وأنا اطالع اليوم خبرا بثته وكالات الأنباء عن الأحتفال بعيد ميلاد بوذا ، وركز معي قليلا اخي الكريم حين أكرر عيد ميلاد بوذا – وبوذا هذا معبود البوذيين لعنهم الله والذين يدين له اكثرية دول الشرق الأدني ويقدسوه كمعبود لهم ، وبعيدا عن السخرية فهذا البوذا لا يعدوا ان يكون مسخ له من التماثيل ما يجعل المرء يخر مغشيا عليه من الضحك ناهيك عن شكله وصورته التي تصدم العقل بتفاهة الاعتقادات وتذهل القلب بكيفية سيطرة أبليس علي بني البشر واستخفافه بهم لهذا الحد .
ومرجع ضحكي أنني تخيلت هذا الاله المزعوم وهو قابع بين مريديه وعباده وامامه قالب الكيك الذي غرزت فيه خمسمائه شمعه او يزيد واصواتهم تصدح بسنه حلوه يا جميل ( لهذا القمئ) وعيد سعيد يا بوذا وهو قابع بلا حراك وعيناه محملقه في اللا شيء تمثال أصم ابكم تشهد المادة المنحوت منها علي حمق بعض بني البشر وضحالة فكرهم ، وعدت اضحك وقد عادت لي ذاكرة الضحك التي افتقدتها زمنا حين تذكرت صغيري وقد كان يتعلم الكلام ويقول هات بوذا يابابا ، فكنت اقبله وابتسم في زمن كان الضحك فيه متاحا .

اشرف نبوي

دبابيس


دبابيس
في برنامج الطبعه الأولي تساءل الأعلامي المتميز احمد المسلماني عن سبب الاصرار علي توقيع الكشف الطبي علي الرئيس السابق من قبل الطب الشرعي والذي هو كما نعرف وعرفنا دوما هو انه يتعلق بالاموات
وقد نسي الاستاذ احمد المسلماني في معرض تبيانه للاسباب وتوضيحه للامر أننا بالفعل كنا نحكم من خلال رجل ميت فما هو الإنسان حين يموت قلبه وضميره ؟ أليس ميت يمشي علي قدمين

الذين يدافعون عن مبارك الان ويزايدون علي العداله أين كانت اصواتهم حين اعدمت العداله علي ايدي زبانية النظام ؟ والذين يدافعون عن كرامة الرئيس الرمز – اين كانت ضمائرهم حين أهينت كرامة 80 مليون مصري بعدما أهينت وهمشت بلدهم ؟

الامارات العربيه وقفت دوما بجوار مصر وسواء اكان ما يتداول عن قطيعه بين الانظمه حقيقه ام مجرد شائعات فأن العلاقة بين الشعبين لن تهتز وكان يجب علي الدكتور شرف ان يقوم بزيارة الامارات لوئد الاشاعات لأن عدم قيامه بهذه الخطوة رسخت لدي الجميع وجود فجوه في العلاقات .

ليبيا – اليمن - سوريا – تعددت الانظمه وتشعبت المصالح والظلم واحد

من يستغل ما تمر به مصر الان لتصفية حساباته مع من يختلف معهم او لا يحبهم هو خائن بدرجة عميل ، ويحزنني أن هناك كثيرين ينطبق عليهم هذا الوصف الأن بعدما ظننا أن البلد نضفت

يذكرني الوضع في مصر الان بسباق بين ارنب وسلحفاة ارنب ظل يعدو وهو يحاول جمع وتبديد اكبر قدر ممكن من ثروات الوطن وسلحفاة تحاول تطبيق القاون في محاسبة من داسوا علي كل قانون وشرع ، والخوف كل الخوف ان يعود الأرنب من جديد او يظهر له اخوة يغتالون تلك السلحفاة

البعث والعبث

البعث والعبث
رغم تشابه هاتين الكلمتين ظاهريا إلا إنهما علي النقيض في المعني ، فالبعث يعني عودة الروح إلي الميت سواء أكان جسدا او أمة أما العبث فهو الإستهانه والتلاعب وإهادر مقدرات أمه بوعي أو بدون فقد يكون هذا العبث مخططا وقد يكون عفويا ناتجا عن جهل وغوغائية .
وإذا كانت ثورة 25 يناير في مصر وماسبقها من ثوره في تونس الشقيقه أو ما تبعها في ليبيا أو اليمن أو سوريا قد مثلت البعث لأبناء الأمه من سباتهم الذي طال وأستطال ظلمة وظلم فإن ما يحدث الأن في هذه البلدان جميعا هو عبث بكل معني الكلمه ، أولا في تونس التهافت علي السلطه من قبل الحرس القديم بدأت نيرانه تشتعل وأساليبه القذرة لا تهتم سوي بضرب الخصوم وإساقطهم مهما كلف الامر
وفي مصر بدأت الأيدي الخفيه بالعبث من جديد في محاولة لارجاع العجلة للوراء وهم متشبثون بحلمهم القديم ، وكان أسهل ملف لهم هو ملف الفتنه الطائفيه لسهولة تحريكه عن طريق المتشددين من الاقباط والمسلمين الأغبياء من فاقدي البصر والبصيره الذين لا يرون أبعد من أرنبة أنفهم فهؤلاء يزايدون علي الوطن ولا يهمهم سوى أنفسهم ويساهم الإعلام في طرح غثائهم الفج وقذارتهم المرعبه حين يتحدثون بطائفيه مقيته ووجوههم مكفهرة وكأننا أعداء نقتسم الوطن ولم نتعايش علي مدار قرون بلا ضغينة .
ثم يأتي مسلسل العبث المتشابه في سوريا واليمن وليبيا من جوقة المنتفيعن الذين يتشبثون بالكراسي دفاعا عن مصالحهم ودعما للواجهه الرئيس وهم يتشدقون بكلمات تافهه عن الديموقراطيه التي لا يعون معناها لكنهم ماضون في محاولاتهم لوئد بعث الأمه من جديد والذي سيتحقق بأذن الله لكن بعد أن تراق دماء كثيرة سببها عبث العابثين .

أشرف نبوي

عذرا جويده .. هكذا تكتب القصيده

عذرا جويده .. هكذا تكتب القصيده
في قصيدته الرائعه ( الطقس هذا العام ) يقول العملاق جويده
فزواج عصر القهر
بالشرفاء باطل
مابين مخبول.. ودجال ..وجاهل
وأنا حين قرئتها أسقطت الرؤية علي ثلاث حقب عشناها حكما فيها ثلاثة كنت أتصور أن الصفات التي خلعها عليهم تكاد تنطبق عليهم لكني اكتشفت أن أستاذنا وشاعرنا إن كان قد قصد ما ذهبت إليه فقد أخطأ والصحيح
فزواج عصر القهر
بالشرفاء باطل
ما بين مغرور .. ومحتال .. وفاسد
ستقول وما الفارق او كما يقول المثل المصري ( أنت جيت تكحلها عمتها ) لكني سأبين الفارق وهو شاسع
فأذا افترضنا أن الشاعر كان يعني زعمائنا الثلاثه فعبد الناصر لم يكن مخبولا بل كان وطنيا مخلصا ومحبا لأمته التي أصابه إيمانه بها وبالقوميه بالغرور فخسر الكثير دون أن يقصد عبد الناصر كان مغرورا بنجاح ثورة يوليو ومن ثم بالقومية العربية لكنه أبد لم يكن مخبولا.
والسادات كان زعيما وطنيا ذا رؤية مستقبلية بشهادة اعدائه وقد كان محتالا لصالح نفسه ولصالح الوطن فقد أحتال ليتخلص من كل خصومه ومناوئيه بعد رحيل عبد الناصر وأحتال في الترتيب وأستكمال التجهيز لحرب أكتوبر وأخيرا أحتال علي الصهاينه ليأخذ الأرض بلا طلقه واحده وهذا لم يحدث في التاريخ مع اليهود أبدا ، وهو كان يعلم إن اكتوبر لن تكون أخر الحروب مع الصهاينه وصرح بذلك لكنه إحتال عليهم
اما الأخير حسني قبحه الله فقد اعتقدنا بجهله زمنا وإنه لم يكن مع موعد ليصبح زعيما لأكبر دولة عربيه لكنه الحظ الذي دفع به فكنا نحاول إختلاق الأعذار له وربما ظننا إن محدودية أفقه وجهله هي سبب ما نحن فيه من مصائب
لكننا اكتشفنا إنه فاسد أفسد من حوله وأفسد الحياة في مصر علي كافة الاصعدة السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه عن عمد ولا أستبعد ان نكتشف إنه كان جاسوسا محترفا لاعدائنا .
اشرف نبوي

كل النساء أنت

كل النساء أنت
حين نبحر في كتب العشق ونقرأ عن قصص العشاق تخاطفنا الكثير من التوجهات وتتحكم في نظرتنا ثوابتنا التي هي إرث ثقافتنا بكل من تحمله من نظرات متناقضه تتفاوت في تفاعلها مع ما يطرح من رؤى ، فنر يالذي تحكمة توجاهت دينيه صرفة قد أدان العشق ووصم العشاق بكل تهم التي تخرجهم من المله وتطرحهم في غيابات الضلال ، اما الذي تحكمه توجاهات وثقافات ماديه بحته فهو ينظر باستعلاء إلي العشق ويري إنه من ضروب السفه واختلال التفكير ، وعلي النقيض نجد الشعراء والأدباء قد غالوا في وصفهم للعشق أثره ومآثره .
ولنكن منصفين فالعشق او الحب كمشاعر جبل عليها بني البشر يظل الأحساس الأسمى والراق ، والرابط الأقوى بين خلق الله طلما كان هذا في سياق شرعي طبيعي وطالما ساهم هذا الشعور برقي في التعامل واتباع المنهج القويم في سلوك طريق العشق ومجانبة تخطي الحدود شرعا في كل ما يتعلق به وبأطرافة .
وأنت حين تسأل أي عاشق بصدق عن محبوبه فهو يكيل لك من صنوف المديح ما قد لا تصدقه او يستوعبه فهمك ، لكن اعلم أن هذا هو شعوره بحق ، وان أحساسه بالحب يسيطر علي كل ذرات جسده وتفكيره ، وهو لا يكاد يري في محبوبه أي عيب أو فيما يفعل أو يقول أي نقيصه .
المحب ذكر كان او أنثي يري من يحب قد ترقى ليقترب من حد الكمال بنظره ، وأنا اري ان هذه نعمه من نعم الله علينا ، ذلك لأن الإنسان بطبعه يميل إلي الانحطاط ببشريته ونفسه الاماره بالسوء ، أما حين يعشق ويحب فأنه يحاول أن يسموا بذاته مرتين مره لأن عاشقه يراه في مراتب أعلي بكثير من حقيقته فيحاول ان يتسامي ليلحق بتصور الحبيب ويزيد من العشق ، ومرة لأنه يريد أن يكون أفضل من أجل حبيبه ، ويظل هذا الأضطراد طالما بقى العشق متأجج في القلوب فتتسامي الأنفس وترتقي ببهاء .
والجميل أن العاشق لا يري في الكون سوي محبوبه فيصبح جمال حبيبه وعقله واخلاقه هي الميزان الذي يقيس من خلاله باق البشر ينعدم المطلق ليحل محله مقاييس الحبيب ويري الوجود من خلال مايراه في محبوبه ، وكم من مره سمعنا او قرأنا من يتغزل في محبوبته بقوله كل النساء انت ، فكأنه أختزل النساء جميعا رغم الأختلاف البين بين نساء الأرض في هذه الأنثي التي يري فيها كل النساء ، والحال كذلك لكل انثي عاشقه فهي تري كل الرجال فيمن عشقت وتكتفي بهذا الرجل عن كل رجال الأرض لانها حين تعشق وتصدق تسموا بمشاعرها لتصبح هي الأنثى الأنموزج للرجل الفذ الواحد علي ظهر الارض

الجمعة، 6 مايو 2011

العلاقة بين الشيخ وجدي غنيم وحداد وجاهين

العلاقة بين الشيخ وجدي غنيم وحداد وجاهين
الشيخ وجدي غنيم داعية إسلامي محب لأمته ومدافعا عنها لأبعد حد قد يتصوره إنسان ، جرئ وواضح متحدث بدرجة صريح ، صراحته وجرئتة في الحق كانت سببا في دخوله السجن وأيضا في تواجده الدائم بمنفاه الاختياري خارج وطنه بعدما طاردته أحكام زبانية النظام السابق في مصر حتى إنها طاردته وهو في المنفي بضغوط شديدة علي عدد من الدول التي كان يقيم فيها لترحيله وقد أفلحت في كثير من الأحيان حتى انه اضطر أن يقيم بأمريكا مرغما لفترة .
فؤاد حداد شيوعي مركسي لكنه شاعر الوطنية والحزن الذي عشق أمته وتغني بحبها وذاق في سبيل هذا الحب الأمرين فسجن وعذب لأنه حلم بالحرية وغني للمساواة والعدل وصدح برأيه في جراءه أغضبت زبانية الاستبداد والظلم فحاولوا وئد صوته وذبح كلماته فمات هو وظلت أشعاره شاهد على عشقة للحرية ،
صلاح جاهين علماني ناصري يؤمن بالاشتراكية عاشق متيم لأمته عاطفته الجياشة أسالت من عين الشعر جداول الوطنية المجدولة بحب دافئ ظل يشدو بحب أمته في غير وجل وظلت أشعاره تتداول حتى وهو بالسجن الذي مكث فيه ربما أكثر مما مكث بالخارج ،
لكن ما علاقة كل هذا ببعضه البعض ؟ أمس جمعتني وبعض الأصدقاء جلسة مع فضيلة الشيخ الجليل وجدي غنيم وأنت لا تمل صحبة هذا الرجل لغزارة علمه وعدم خشيته في الله لومة لائم وخفة ظله التي لا تفارقه لحظه رغم حمله لهم الدعوة وكثرة ما يتعرض له من مشقه وترحال في سبيل الدعوة وبعد أن انتهينا من جلستنا وعدت للبيت وجدت برنامجا علي احدي القنوات يتحدث عن حداد وجاهين ، وقد وجدتني بغير ترتيب مسبق اعقد مقارنة بين ثلاثتهم بعدما لاحظت بعض أوجه التشابه بين الثلاثة .
ورغم أن الظاهر ينبئك أنه لا يوجد أدني وجه للتشابه بين الثلاثة إلا انك لو دققت النظر لوجدت تلك الخيوط الرفيعة التي تربطهم
الثلاثة عاشقون لامتهم ، والثلاثة تعرضوا للسجن والاضطهاد بسبب هذا الحب ، الثلاثة يتمتعون بالجراءة والشجاعة ، والثلاثة يتمتعون بخفة الظل ، والثلاثة استخدموا ما وهبهم الله من قدرات لإيصال رسالتهم ،
لكن رغم هذا التشابه وتلك العلاقة التي قد تبدوا قوية فأننا نري أن الثلاثة مختلفون جذريا في تطبيق طريقة حبهم لأمتهم فبينما سلك الشيخ طريقا ابتغي به وجه الله أولا ومن ثم نصرة أمته حيث علم أن الأعمال بالنيات وقد كانت نيته نصرة الله والعقيدة وهو يجاهد الظلم والفاسد مبتغيا للاجر والمثوبة من الله وقد خلصت نيته في كل ما يقوم به لله ، نري أن جاهين وحداد كان دافعهم قومي صرف ونيتهم كانت تبعا لعقيدتهم الانتصار للوطن وللحرية فحرموا من الأجر والمثوبة واقتصرت الثمار التي جنوها علي زيوع شهرتهم وتخليد اسمائهم في سجل الدنيا وعلي ألسنة طلاب الحرية .
دفع الثلاثة غاليا من أجل قضية الحرية ومحاربة الفساد والمفسدين ، لكن يظل الفارق بينهم كبير والعلاقة بين حصلة كل منهم اكبر بكثير من ان يتصورها عقل ، وخلاصة القول ان الهدف قد يكون واحدا لكن الوصول إليه يتطلب حنكه وفطنة يفتقدها كثير منا .

اشرف نبوي

نص ما دار في الاجتماع الأخير لمبارك مع هيئة الدفاع عنه

نص ما دار في الاجتماع الأخير لمبارك مع هيئة الدفاع عنه
همهم وزمجر مبارك وهو يهم بالدخول علي الثلاثي الانجليزي المتين الذي احضره ليدافعوا عن موقفه اللعين ويثبتوا للعالمين أنه نضيف ولم يمد يده علي أموال الشعب المسكين بل إن ما حصله لم يكن سوي عمولات يستحقها بعد أن باع الغث والسمين لكنه لم يفكر يوما كما هي حال الباقين من سدنة نظامه اللئيم الذين تطاولوا ومدو أيديهم في جيوب أبناء الشعب المسكين ، أن يد العدالة ستطالهم فتمادوا في غيهم.
نظر نظرة تعالي واستكبار وهو يحدث نفسه بفلوسي يا كلاب ، ثم توجه إلي أولهم الذي يدعي ديفيد كوهين وأشار له أن يبدأ بالحديث ويطلعه علي أخر موضات الكذب والتدليس فأبتسم الخبيث وقال وهو ينظر من تحت نظارته علمت يا سيدي ان النائب العام الجبان طلب إحضارك في الحال والرأي عندي والمشورة أن توجه كلمه للشعب الغلبان تخلط فيها المسكنة بالغباء والوعيد بالاستعلاء فتكون نعم الخلطة التي تدخل علي قلب أصحابك الغبطة وتزرع في نفوسهم الأمل من جديد بعد ان زينت أيدهم الأساور الحديد ويعرفوا أن لا رئيس إلا أنت ولا منقذ سواك .
فغر الرئيس فاهة في بلاهة وهو يستمع لقول ابن كوهين اللعين ثم قطب ما بين حاجبيه كعادته القديمة والتفت إلي المحامي الثاني جيمس بيكهام الهمام ذو الأربطة والأكمام والذي سال لعابه حين وعده المخلوع بهبره سمينه من كنوز مصر العظيمة أن هو طلعه من مصيبته زيي الشعرة من العجينة ، فوسوست له نفسه الوضيعة بالحضور من بلاد الانجليز للترافع والدفاع عن صاحب الطلعة البهية والكنوز المدارية ، وقد كان أكثرهم طمعا في العطية وولها بما وعد من الهدية فصمت برهة ثم قال أما أنا يا سيدي فأري أن الهروب السريع هو انجح الحلول وعندي طريقه مضمونه لهروبك بالسفينه أنت والست سوزان المصونة في حال عارض خطتنا الجسورة احد أبنائك بأي صوره ، وحين رأي عين الرئيس احمرت وظن أن الملك سينادي شهريار المنتظر بالباب ليقطع الرقاب استطرد وهو يرتجف هلاعا هذه واحده يا سيدي أما الأخرى فهي أن نختلق الأعذار ونطلق أجراس الإنذار بان حالتك الصحية تنهار ولست بقادر علي مغادرة الدار ونستمر في إشاعة تلك الحيلة اللولبية كلما هاجت الرعية وطالبوا بمحاكمة علنية .
لم يعجب الرئيس كلام الخنيث فامتعض وأشاح بوجهه وهو ينتظر ان يستمع لرأي ثالث الأباليس ادوارد ابن برنيس وقد كان أصغرهم سنا وأكثرهم خبثا وسوء طوية ، فتحدث وابتسامة صفراء تظهر سنانه وقال بفحيح يحاكي صوت الريح يا سيدي الرأي عندي أن تجاري المجانين من أبناء شعبك اللعين ، وتوافق علي الذهاب إلي التحقيق شرط أن يكون التحقيق في قصرك المنيف وعرينك المخيف ليدرك الجميع انك لازلت الرئيس ، ويطمئن أحبابك المتاعيس في سجن طره ، ويصدقوا انك عائد لتخرج كل المحابيس ، فيغلقوا أفواههم بالمتاريس ولا يذكروا من مناقبك من يوقعنا في البلية ويجرسنا في شتي بقاع البرية ، ووقتها سيدرك العامة انك ربما تكون مظلوم، وبدمعتين ووشم وشك بالهموم تنال صك البراءة وتعود إلي عيشك الرغيد هنا في القصر العتيد وتترك لهم زحام كايرو البغيض .
هز الرئيس رأسه في رضا وهو يقلب أفكارهم في رأسه الذي كساه المشيب بعد أن فارقته أيدي الصباغين ، وحك رأسه وهو يسألهم وكيف لي بالظهور بهذا الشكل الغير معقول ؟ فضحك ثالثهم وهو يرد سنجد لها حلا يا سيدي الفرعون ، وفجأه دخل العريس جمال أوناسيس الذي كان غاضبا في هستريا وتظهر عليه علامات التهييس ، ثم غادر مبرطعا برطعة الجواميس ، وتبعه علاء المتين الذي كسا وجه السواد والطين ، فهز رأسه هزتين وهو ينظر لأبيه مرتين ثم قلب شفتيه ولحق بأخيه ،
كل هذا والست سوزي القوية المفترية تجلس خلف الكواليس ، تستمع لرأي هذا وذاك قبل أن تخرج مهرولة وهي تلعن أفكارهم المنيلة وتبكي مولولة علي العز الذي راح ، والغراب الذي بالخراب علي رؤوسهم ناح بعد أن كانوا ملئ السمع والبصر في شتى النواح واقتربت من الرئيس الذي انكمش في كرسيه بعد أن كان منفوش الريش ، فنظرت إليه نظرة حيزبون ضربها الجنون ثم رمت الثلاثه بنظره كلها حقد وشماتة وخرجت علي غير هدي تاركه الرئيس تعيس يبحث عن حل مع الثلاثة المهاويس

اشرف نبوي

إلغاء اتفاقية كامب ديفيد

إلغاء اتفاقية كامب ديفيد
هي فوضى – استعير اسم هذا الفيلم مع الاعتذار للراحل شاهين والمتميز خالد يوسف لأصف طلبات البعض الآن بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد ، بداية لم أكن يوما هذا الاتفاقية ولن أكون ، لكن ونضع هذه اللاكن ألف خط لنتساءل
هل نحن مستعدون لنتائج إلغائها ؟
هل الظرف مناسب الآن وكل جراحنا مفتحه أن نخطو لتلك الخطوة ؟
ما هو العائد الذي سنجنيه من جراء إلغاء هذه الاتفاقية المشئومة الآن ؟
كيف سيتعامل معنا العالم الخارجي الذي بدأ ينظر لنا كدولة كبيرة مؤثرة ونحن نتخذ تلك الخطوة ؟
ماذا سيفعل أصدقاء الكيان الصهيوني في الغرب والشرق إزاء تلك الخطوة ؟
لماذا التعجل وهذه الاتفاقية باعتراف الكيان الصهيوني لما تتعد في كثير من الأحوال ما كتب من حبر علي ورق ؟
وبإمكاني سرد العديد من الأسئلة لكني سأكتفي بهذا ، فقد أردت فقط أن أاقول إنها فوضي فكرية لا يدرك أصحابها أولويات المرحلة وظروف الوطن ومتطلبات خطط النهضة والقيام من الكبوة التي وضعنا فيها نظام مارس الانبطاح لعدة عقود ، يجب علي الجميع أن يدرك أن نجاح ثورتنا يرتبط كليا بطريقة تفكيرنا المنهجي والمنظم الذي يرتب لنتائج تعلي من شأن هذا الوطن ، لا ان نتقن فقط ثقافة الفمفمة والصياح ونركب موجة الثورة وظننا أن المزايدة هي اقصر الطرق للظهور لا احد يجب أن يزيد علي احد من أبناء هذا الوطن فنحن جميعا أبناء متساوون في الحقوق والواجبات وقد اتت هذه الثورة لتؤصل لهذا وتقننه فلا اقل من أن نتمسك بتلابيب هذه الثورة الأم التي علمتنا كيف يكون الوطن للجميع بلا تمييز .
كل ما أتمناه أن يفكر كل منا قبل أن يتكلم قبل أن يصيح ويصرخ ويزايد ، فالنتحاور ونتناقش بلا عصبية أو نرجسية ونتقل الأخر فنحن شركاء في هذا الوطن وكل منا حين يحاول ان يقدم شيء فهو علي قناعة بأنة يساهم في البناء فقط يجب أن نطرح الحلول بهدوء ونري الأفضل الذي يستحقه هذا الوطن ثم نقوم به ، فليس منا من هو أكثر وطنية من الأخر ، ومهما اختلفت الرؤى سيبقي الجميع أبناء لهذا الوطن يشغلهم حاله ، المهم أن يبقي الحوار فيما بيننا لتحقيق الأفضل وألا تحكما الفوضى بل نساهم بأفكارنا وسواعدنا ضمن منظومة راقية منتظمة ومتسقة مع ما نراه من خير لهذا الوطن ، أمامنا الكثير والكثير لنقدمه من أفكار للنهوض بالوطن ، وترتيب اوراقنا ، ومن ثم ننظر في جميع الإتفاقيات والمعاهدات ثم نطرحها للنقاش والاستفتاء من خلال قنوات شرعية ، وحينها حين نقوم بإلغاء أي اتفاقية سنحوز احترام العالم أجمع لأن إلغائها تم ديموقراطيا وحسب رغبة أبناء الوطن ، أيضا سنكون وقتها قد ثبتنا أقدامنا ورفعنا قامتنا ولن يضيرنا غضب من يغضب إذا غضب أو مقاطعة من يقاطع فحينها سنكون قادرين علي الوقوف بوجه أي كان ورفع هامتنا وسط الأمم .
أشرف نبوي

ممنوع الدخول لأقل من 18 سنه

ممنوع الدخول لأقل من 18 سنه
كمثل هذا العنوان الذي سيجعل كثيرين يلجون الصفحة عملا بقاعدة (الممنوع مرغوب) ، كانت دعاية أفلام زمان تزدان بخط احمر كبير بتلك العبارة وتلك القاعدة التي أثرت وتؤثر بطريقة ما علي التوجه العام في تناول أي قضية أو التعامل مع أي موضوع ،مازال لها وقع السحر ،وأنا أتذكر قبل عشرون عاما أو يزيد حين كنا صغارا هذه العبارة الشهيرة التي كانت تلفت النظر لأي فيلم يعرض في دار سينما درجة ثالثه فيسارع كل الشباب الصغير للدخول أما بدافع الاستطلاع أو بدافع أثبات انه لم يعد صغيرا ، وقد كان أصحاب دور العرض تلك قد فطنوا لهذا مبكرا فكانت العبارة تلصق علي إعلانات أي فيلم خاصة إذا كان فيلما غير ناطق بالعربية ورغم هذه العبارة فقد كان يسمح للجميع بالمشاهدة وهذا الجميع كان دوما طلبة المدارس المتسربين من مدارسهم ،
الآن وبعد نجاح الشباب في أرجاء الوطن العربي في إشعال ثورة التغيير فقد بدأ البعض يهمس ثم علا الهمس وأصبح كلاما وأخيرا صراخا ، بماذا ؟ بأن يترك الكبار الدفة للصغار لكي يديروا الأمور فهم أكثر قدرة وأكثر مبادرة وشجاعة من معشر الشيوخ ، وهذا منتهي السفه وغاية في التطرف ولن تختلف نتيجته - إذ لا قدر الله حدث - عن نفس نتيجة تنحية الشباب ووضع الأمر كله بأيدي الكبار ممن أفسدوا علينا حياتنا في مشارق الأمة ومغاربها ، الأمر يحتاج لوقفه لنتعلم من تجاربنا فنحن بحاجه إلي مزيج متوازن من عنفوان الشباب وفورته وعقلانية الشيوخ وحكمتهم ، لا يجب أن نرفض وجود خبرات الكبار لان بعضهم اخطأ وأوصلنا لما وصلنا إليه ولا يجب أن نستهين بشباب مصر الذي صنع ثورته برقي وعظمة شهد لها العالم أجمع ، أقول هذا بعدما قرأت وسمعت من البعض أن الشباب قد أدى دوره ويجب أن يترك الحكماء ليديروا أمر هذا الوطن وكأنه يريد العودة إلي عبارة ممنوع الدخول لأقل من 18 سنه بل إنه يريد ان يوسعها فيقول ممنوع الدخول لأقل من 50 سنه ، وفي المقابل سمعت من بعض الشباب مقولات تسفه من خبرات الكبار وتصمهم بالفشل وبأنهم بجبنهم وتخاذلهم كانوا السبب الرئيس فيما وصل إليه حالنا .
سنة الله في أرضه أن يتواصل الخلق مهما اختلفت مشاربهم وأصولهم وأعمارهم لينتج عن هذا التواصل والتجاوب الإنساني أعمار الأرض ، ونحن إن أدركنا هذا نوفر علي أنفسنا الكثير من تبادل التهم وضياع فرص البناء لوطن توقف به الزمن كثيرا وأثخن بجراح مازال بعضها ينزف ولا أري برء لجروحه بغير تكاتف أبناء الأمة نساء ورجالا شبابا وشيوخا كي نضع أقدامنا علي بداية طريق نهضة تستحقها الأمة ، ونحن قصرنا في تحقيقها بتخاذلنا وجبننا جميعا فلا أقل من أن نحاول تعويض ما فات ولا نفكر في إقصاء طرف لصالح أخر ، فإن المرحلة القادمة تحتاج لسواعد الجميع وفكر الجميع وعزيمة الجميع ، ويقيني إننا حين ندرك هذا فلن يقف شيء بطريق صنع نهضتنا ومجدنا .
اشرف نبوي

قتل محمد صلي الله عليه وسلم

قتل محمد صلي الله عليه وسلم
حدثان رغم البعد البين بينهما ظاهريا إلا إنهم يصبان في نفس المصب وينبعان من نفس المنبع وقبل أن اذكرهما مبينا صدق ما أقول أتمنى لو يقرأ كلامي لآخره فنحن أمام قضية خطيرة لا تمثل فقط بتلك الأحداث التي هي نموذج مصغر بقدر ما تنبئ عن تراكمات حدثت خلال ثلاث عقود أو يزيد أصلت لحدوث هوة عقديه وأخلاقيه لا يعلم إلا الله إلي ماذا ستوصلنا ،
أما الحدث الأول فهو السلفيين والأضرحة ، نحن أمام معضلة كبيرة فالكل يعي أن موضوع الأضرحة الذي يتبناه الصوفية ومن هم علي شاكلتهم موضوع شركي تحدث فيه الكثيرين من العلماء الثقات وبينوا حرمته ، ومرجع وصمة بالشركية يأتي من السنة المطهرة في أحاديث كثيرة حثت علي طمس وتسوية القبور بالأرض وعدم التبرك بولي أو شيخ أو صاحب كرامة مهما بلغ شأنه بين العباد لعدم مشروعية ذلك ولدخوله بالكلية في مظنة الشرك بالله خاصة لدي العامة الذين يعتقدون في الولي ويتبركون به وبمقامه في بدعه خارجه عن الإطار الشرعي والفطرة السليمة ويغالي الكثير من أهل البدع والصوفية في هؤلاء الأولياء والمشايخ بدرجات تخرج البعض عن الملة وتضعهم في مصاف المشركين بالله وقد نادي الكثيرين من علماء الأمة بإخراج قبور هؤلاء الأولياء من المساجد لحرمة ذلك بل ونادي البعض بطمس القبر وتسويته بالأرض حتى لا يستشكل علي العامة الذين يغالون بغير علم فيمن يعتقدون ولكن لم يستجيب احد علي مر السنين إما لاعتقادات خاطئ أو لمصالح تتحقق من وراء إدارة مثل تلك الأماكن وصناديق النذور التي كان يتقاسم ريعها الوزراء مع بعض رجال الدين فيما مضي ، ورغم كل هذا فأنا لست مع من يدعي وصايته علي الأمة الآن من بعض السلفيين الجهلاء بالأصول الشرعية التي تراعي في مثل ما نمر به من ظروف والقاعدة الشهيرة التي تنص علي تقديم درء المفاسد علي جلب المنافع ، فليس من المنطقي ونحن نلملم جراح وطن أثخن علي مدار عقود بالكثير من الجروح وعاني مرارة الظلم أن تكون أولويات الأمة الآن هي هدم الأضرحة أو تعميم النقاب وإقامة الحدود وكان أولي بالسلفيين المغالين - ولا أقول السلفيين علي أطلاقهم – أن يطالبوا بما يطالبون به الآن في حقب سابقة تفشي فيها الفساد والظلم ، أما وأن تأتي المطالب وكأنها ركوب للموجة ودون التحضير والتمهيد لأبناء وبنات الأمة فهم يصيبون الدين في مقتل وينفرون منه الكثير ، وأنا علي يقين من أن موضوع هدم الأضرحة سيكون أيسر لو فهم الجميع البعد الديني لما ينادي به هؤلاء ولو تضافرت قوي الأزهر وعلماء الدين مع الدعاة واتفقوا علي قلب رجل واحد بعد أن يتم دراسة الموضوع وتبيان شرعيته ، وأنا هنا أدين بشدة رأي فضيلة المفتي الشيخ علي جمعه الذي استهزأ بالسلفيين وسخر منهم في موضوع الأضرحة وضرب علي وتر حب المصريين لأل البيت في مغالطه يعلم هو مدي سذاجتها وهو يقوم بتهييج المصليين علي السلفيين بتركيزه علي مناداتهم بهدم الأضرحة حتى ولو كانت للحسين أو زينب رضي الله عنهم وهم وإن كانوا فعلا بتلك الأضرحة وهذا شكك فيه كثيرين لا يبرر أن يحدث ما يحدث من مخالفات شرعيه وبدعية وشركيه بسبب وجود تلك الأضرحة وارتفاعها والاحتفاء بها والتبرك بها ، وقد كان أولي بهذا السلف الصالح لو كان هذا يصح لكانوا هم المبادرين بفعل هذا ، أما أن يدعي رجل دين في منصب بحجم المفتي انه المدافع عن أل البيت وعن الأولياء وهو يدافع عن البدع في المقام الأول فهذا لا يعدو أن يكون قتل واغتيال للسنة النبوية المشرفة علي صاحبها صلوات الله وسلامه ، وقتل معنوي لصاحبها محمد صلي الله عليه وسلم .
اما الموضوع الثاني والذي أفزعني أيضا فهو ما حدث في مباراة لكرة القدم بين فريقين من بلدين يعتبران من بلدان أمتنا التي قال عنها المولي عز وجل كنتم خير أمة أخرجت للناس ( الآيةمة الثقاتثقات ) بين أشقاء وأخوة في الدين والدم والعقيدة قال عنهم المصطفي صلي الله عليه ولسم إنهم في مثل توادهم وتراحمهم كمثل الجسد أذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى ، أما ما حدث بسبب تفاهة ومباراة لا تعدو أن تخرج عن وصف اللعب واللهو فهو يضرب الأمة في مقتل ويعرى ادعاءاتنا كافة بأننا أمة واحده وأصحاب رسالة ، ما حدث يفصح عن جهل بالدين وإنكار لكل حرف قاله المصطفي صلي الله عليه وسلم ، ما حدث يعرينا ويفضح نفوسنا الضعيفة ويساهم في وئد الدعوة الإسلامية ويفقدنا احترام العالم الذي أكتسبناه بعد طول معاناة حين قلنا للظلم والبغاة كفي ، يفقدنا شهادات قيلت عنا هؤلاء هم العرب هؤلاء هم أبناء الإسلام ، أصحاب محمد ، بل إنه وازعم أنني صادق قتل لمحمد في صدور الرأي العام العالمي وهم يشاهدون همجية أتباعه ، قتل لسماحة الإسلام الذي أتي به سيد البشرية هو قتل معنوي في الصدور والعقول لكنه ابلغ تأثيرا من القتل الحقيقي .

امرأة من هناك

امرأة من هناك
أما أين هذا (أل هناك) فلا أدري لكن ما أدركه جيدا إنها امرأة تقترب من الكمال البشري امرأة بغاية الذكاء والرقة ضحكتها سيمفونية عذبة تروي سمعك بفيض عطر وحين تنظر إلي عينها فانك تبحر في واحات الجمال ، وتستقي من مزن الحنان ، تبهرك بعقلها وتأثرك بأفكارها ، وهي مع هذا لا تصدمك بفكر رجولي أو عقل عملي ينسلخ من دفء العاطفة ، بل علي العكس فعقلها يضفر فكرها بدفء عاطفتها فتتناثر أحرفها كأنها الدر ، وتستبيح ساحتك بحيائها المزدان بفهم أخلاقي لأنوثتها وعفة مشرقة كبسمتها التي لا تفارق ثغرها برقته ،
لا أتحدث عن امرأة من الخيال ، بل هي كيان عايشته ، وحلم أعيشه بكل تفاصيله ، وهي من الجمال بمكان لتدفعني أن أصمها بالحلم رغم كون تلك الأنثى متواجدة فعليا في حياتي ، لن أظلمها فأصفها بالملاك لأنها علي بشريتها بكل هذا السمو والدنو من الكمال يرتفع شأنها وهي بتقواها أجل وأعظم من أي وصف ، ليست بالفاتنة التي تلهيك عن ما سواها من جمال خلق المولي عز وجل ، ولا بالدميمة التي تنفرك وتسخطك علي بني جنسها ، لكنها مقسطة ، لا تتدلل في تكسر وغنج وليست بالخشنة حادة الطباع ، ضحكتها موسيقي عذبة كرقرقة ماء وبسمتها وضاءة ، أذا غضبت لا تلبث أن تعود معتذرة وعينيها تلومك أن دفعتها لتغضب منك ، ثم تسترضيك برقتها وعطر حديثها .
طوفان من الحب والعشق هي ، دون قسم أو تأكيد تدرك أنها على استعداد للتضحية من أجلك بسعادتها وراحتها بل بروحها ، العطاء عندها عقيدة راسخة ودعامة من دعامات بقائها محبه بإخلاص ، حين تقف أمامها تدرك أنك أمام مخلوق خرافي أنقرض ، ولا تمل النظر إليها أو التفكير فيها فهي نبع المتعة سواء أكانت بين يديك وفي أحضانك تصدم أنفاسها العطرة صدرك في حنان وشوق ، أو كانت بطيفها تسكن عقلك وقلبك الذي يمارس طقوس سعادته في حضورها الدائم ، معانقة طيفها تشعرك بقدر من السكينة يكفيك لتروي عطشك حتى يهطل عطرها فوق مقلتيك بحضورها البهي ودفئها الذي ينسيك قسوة الدنيا وينزع عنك أثار الألم مهما كان .
امرأة هي لكنها ليست ككل النساء ، فهي نسيج متفرد لم يصادفني قبلا مثلها ولا أعتقد أنه بالإمكان أن أصادف من النساء من تقترب من صفاتها أو تنازعها مكانتها بين نساء الأرض ، وهي علي نشأتها البسيطة في بيت عادي ولأبوين أقل من العادي تدهشك بهذا التماس الشديد مع الكمال وتجعلك تفكر كثيرا وأنت تحاول أن تعرف أي الأسباب التي جعلتها ما هي عليه ، لكنك في النهاية لا تلبث أن تسلم بعجزك وتتوقف عن محاولة تفسير تلك الظاهرة المتفردة ، وقد فعلت أنا هذا واكتفيت بالتمتع بوجودها بقربي دون أن أجهد عقلي في تفسير جمال تلك الأنثى التي قلت إنها من هناك الذي لا أعرفه .

الثلاثاء، 15 مارس 2011

أنت لا تحبين زوجك

أنت لا تحبين زوجك
حين تقرأ أي أمرآه متزوجة هذا العنوان ستتهمني بالعته وستسارع إلي الدفاع عن نفسها وستبدأ في ذكر الكثير والكثير مما تعتبره حواء دليلا علي حبها المفرط لزوجها ، وأنا هنا لست مطالبا بأن أستمع لقائمة الأدلة التي ستقوم بسردها أي حواء خاصة وأنا اعلم حق العلم أن هذه الأدلة لن تقنع أي أدم بأن زوجته تحبه لا لشيء إلا لاختلاف الرؤى بين الطرفين والطبيعة الخلقية لكل منهما ولكي تتضح الصورة أكثر فسأضرب مثلا معاكسا فحواء بطبيعتها تعتبر أن دليل حب زوجها لها هو قدر الأنفاق الذي ينفقه كعلامة رئيسيه وأولي علي حجم حبه ، وهو ما لا يقتنع به الكثير من الرجال فلا علاقة بين قدر الحب وكم الإنفاق ، ربما تأتي أمور أخرى كالمعاملة الرقيقة والحنان والطيبة والعطف لتعبر لحواء عن حب زوجها وهي تختلف في أولوياتها وفي وجهة نظر كل ادم وحواء ، ولعل وصية أم لأبنتها التي تضمها صفحات التاريخ وينظر إليها على إنها وصية جامعة تعبر بصورة أدق عن النظرة الأنثوية التي ترى من خلالها تلخيصا لبعض الفعال التي تؤدي إلي اكتساب حب الرجل وهي وإن كانت جامعه من وجهة نظر حواء إلا إنها ليست كذلك من وجهة نظر أدم ، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا لماذا ؟ ببساطة لأن الوصية ببنودها الرائعة من أم حكيمة لأبنتها كتبت من وجهة نظر الأنثى التي تري في الرجل الحماية والبأس والقوة ، الراعي والسند والركن المكين الذي تحتمي فيه حواء حين تتكأكأ عليها الحياة ، وهي علي اشتمالها لكل ما يعين علي نجاح الحياة بين ادم وحواء وقد ذكر في تلك الوصية :

الصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعة ..
والتعهد لموقع عينيه ..
والتفقد لموضع أنفه ..
والتفقد لوقت طعامه ..
والهدوء عند منامه ..
والعناية ببيته وماله ..
والرعاية لنفسه وعياله ..
ولا تعصين له أمرا
ولا تفشين له سرا ..
وإياك والفرح حين اكتئابه
والاكتئاب حين فرحه ..
وأشد ما تكونين له إعظاما ..
أشد ما يكون لك إكراما ..
ولن تصلي إلى ذلك
حتى تؤثري رضاه على رضاكي ..
وهواه على هواكي ..
فيما أحببت أو كرهت ..
لكن ما تجهله الكثير من النساء ذاك الطفل الساكن بين جنبات هذا المخلوق الخشن في مظهره القوي في طلعته هذا الطفل هو ما يحتاج لحب حواء وتدليل حواء ورقة حواء ، وأي حواء انتبهت لوجود هذا الطفل وأحسنت التعامل معه سرعان ما تمتلك علي أدم لبه وتسكنه بكيانها فلا يري من النساء سواها ولا يرتضي بحبها بديلا ، أما أكثر النساء واللواتي لا يرين هذا الطفل فهن يعجزن عن حبه ويغضبن حين يهجرهن أدم لأن المسيطر والقوي لدي كل أدم هذا الطفل المشاكس الساكن فيه والذي يقرر بحزم إن كانت حواء تحبه أم لا .
أشرف نبوي

الضمير

الضمير
لا احسبني مبالغا اذا قلت ان جل مشاكلنا يكمن في ثنايا أحرف هذه الكلمة ويتغلغل خلف معناها ، ورغم بساطة هذه الكلمه الا انها تحدد وبشكل قد لا يتصوره كثيرين طرق الحل لأصعب وأدق المشكلات التي توجهنا علي مستوى الأفراد والجماعات علي المستوى الشخصي وأيضا علي المستوى الدولي ، فالضمير الانساني يتشكل من مجموع توجهات ضمائر الافراد في منطقة ما ، وحين يكون الضمير يقظا ينعكس هذا بالكليه علي الحكم الذي تخلفه النظره الفرديه والجماعيه للفرد والمجتمع الدولي تجاه أي قضيه ، والضمير لا يكون حكما عادلا إذا حالت بين صاحبه والحقيقة رؤى خادعه أو زيفت الحقائق بغرض التضليل والتدليس ، اقول هذا لان ضمير المجتمع الدولي ظل مغيبا لسنوات فيما يخص القضيه الفلسطينيه بعدما نجح العدو الصهيوني في حجب الحقائق وتضليل الأنفس لسنوات ، حتى عمت العولمة الإعلامية وصار العالم بفضل الثورة في مجال الاتصالات والمعلومات قريه صغيره ، لا يستطيع احد ان يخفي الحقيقه فيها ، ورغم الذي حدث فمازال هناك زعماء مغيبون ورؤساء وملوك وأمراء واهمون ، يمارسون الدجل ويصدقون كذبتهم ويطمعون في الاستمرار والخداع رغم تساقط الزيف وهشاشة مواقفهم ويقينهم بزوال حكمهم في أية لحظه وقناعتهم بأن موت ضمائرهم وضمائر من حولهم لن يحول دون سقوطهم وتهاوى عروشهم الهشه التي تقوم علي دعامات الظلم والقهر والبطش وفقر رعاياهم الذي يقصم الظهور فتعانق الانحناء ولا تستطيع ان تستقيم لتقف في وجه الظلم،
قلت واكرر اننا كبشر اذا ملكنا ضمائر يقظه تلاشت جل مشاكلنا وانعدمت خطايانا فحين ينظر الاخ لاخيه وضميره واع لن يستطيع ان يمارس الظلم ولن يقدم علي اغتصلب ما ليس بحقه ، ولن يمد السارق يده لجيب احد ولا المرتشي سيقدم علي طلب الرشوة ولن نجد قاتلا واحدا فحين يصحو الضمير تختفي آفات المجتمع وتتلاشي جرائم افراده وينصلح الحال علي مستوي الافراد والمجتمع ، ومن ثم ينصلح حال الساسه حتي يصل حال الصلاح الي رأس الهرم في السلطة ، أذن فالضمير هو المحرك الرئيس لدورة صلاح الحال في المجتمعات قاطبة ، ولأن الضمير في غالب الأحوال يبقي مغيبا أو نائما فأننا نعاني علي المستوي الفردي بل وعلي مستوي المجتمعات من تفشي حالات الظلم التي تولد مشكلات تتنامى وتتوالد بشكل مطرد فلا نعود نعي السبب الأساسي للمشاكل فيتعذر إيجاد الحل لتعقد المشاكل وتراكبها فوق بعضها وتشابك مسبباتها فنمكث تائهين لا نجد حلا ولا نري مخرجا ،
وأنا أكاد ازعم انه ما من إنسان علي وجه البسيطة لا يعي للضمير معني ولا يعرف قيمة ان تكون مرجعية قراراته قاطبة هي ضميره الواعي واليقظ ، لكن المشكلة تكمن في تعارض ما يمليه الضمير علي أي كان مع مصالحه فينحي ضميره جانبا ليظفر بكل منفعة يراها في صالحه وليذهب ضميره إلي الجحيم ، وليس هذا هو حال الجميع لكنها حال الغالبية العظمي من بني البشر وينطبق هذا علي القرارات الشخصية والقرارات التي يتخذها أصحاب الحل والربط من ولاة الأمر في كثير من الدول ، وإذا كانت نتائج اتخاذ قرار فردي تعود بالضرر علي شخص أو عدة أشخاص ، فأن المصيبة تكمن في تجرد ولاة الأمر من ضمائرهم حال اتخاذهم قرارات تؤثر بطريقه مباشره في حيات ملايين البشر ممن يرزخون تحت حكمهم وتعرضهم لنتائج قد تصل لإنهاء حياتهم في بعض الأحيان نتيجة لقرار اتخذ ولم يراع فيه ضمير أو يردع صاحبة وخز وهو يتخذ القرار ،
يحدث هذا ويتكرر كل يوم مع شعوب في شتي بقاع الأرض ولا يتعظ أصحاب تلك القرارات ولا نراهم قد أحسوا بالندم أو تعلموا من نتائج وئد ضمائرهم بل إنهم يتمادون يوما بعد يوم ولا أجد سبيل لردع هؤلاء وكفهم غيهم إلا بالضرب علي أيديهم والثورة علي حكمهم الجائر ودليلي علي هذا من السنة المطهرة التي ورد فيها علي لسان الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ما معناه انه يجب علي كل مسلم إن رأي أي منكر أن يغيره وعدد سبل التغيير ليؤكد علي وجوبه فتارة باليد وتارة باللسان الذي يعدل هنا الكتابة وتارة بالقلب إنما وجب الإنكار والتغيير، ولا يعذر أي كان في الصمت والتغاضي لأنه يساهم بصمته في تفاقم حدة موت الضمائر وازدياد حالات الظلم وانتشار كل الآفات التي تقضى علي المجتمعات وتقوض دعائم العدل علي وجه الأرض

أشرف نبوي

قنديل، الإبراشي ،المسلماني، فوده وسعد


قنديل، الإبراشي ،المسلماني، فوده وسعد
حمدي قنديل ذاك المجاهد القديم في محراب الإعلام والصحافة الذي شرد وعاني بسبب جرئته ووطنيته ، عيبه الوحيد إنه أتي في زمن الظلم والتسلط والرأي الواحد زمن لا يقبل الأخر حتى وإن كان هذا الأخر لا يحمل سوي قلمه ، حورب في وطنه علي مدي سنوا وسنوات وتعرض للملاحقة حتى خارج الوطن ومنع بأوامر عليا من الكتابة او التحدث وأوقفت برامجه في الخارج بعد أن أوقف في الداخل ومنع من العمل لا لشيء سوى أن الحقيقة دوما مؤلمة ومزعجة لكل طاغية أو ظالم ، الجميل أن هذا العملاق لم يستسلم أو يتوارى بل ظل ممسكا بسلاحه يدافع عن قضاياه ويظهر كلما سنحت فرصة لظهوره ليقول كلمة حق عند سلطان جائر ، وقد احترمت صراحته كثيرا وهو يقول إنه كان قد بدأ ييأس حتى ظهرت الثورة وشارك فيها بعد أيام من قيامها ولم يدع إنه وغيرة كانوا من المحرضين عليها وهذا صحيح بطريقه غير مباشرة ساهم الكثير من الكتاب والمثقفين الوطنيين في تهيئة الجو للثورة الوليدة قبل أن يشعل جذوتها شباب مصر الأحرار ،
وائل الإبراشي إعلامي من نوع خاص فهو محاور ذكي وصحفي مثقف ووطني من طراز خاص جرئ ومعتدل ، تلك هي السمات التي تميز وائل الإبراشي عن غيره وتجعله مقبول لدي الرأي العام بصفة عامة ، وهو يجمل هم الأمة فوق كتفيه ورغم إن البعض فيما مضى كان يشكك في نزاهة برنامجه الحقيقة بحجة إنه برنامج يسعي للإثارة وجذب جمهور ، لكن الأيام أثبتت إنه برنامج ناجح يثير المشكلة ويسعى لحلها بكافة الطرق ويقدم وجهات النظر المختلفة لإبراز الحقيقة المجردة دون تحيز وقد نجح في كثير من الأحيان في وئد فتن كادت أن تهز بنية المجتمع بعدما عمل على تعرية الحقيقة وإبراز كافة الجوانب للمشكلة دون تحيز أو تدخل منه وهذا يدل على مدي الوعي والثقافة الذي يتمتع بهما ،
مثال أخر أحمد المسلمانى إعلامي واع ومثقف وقارئ جيد للأحداث بخلفية دينية معتدلة وعين ثاقبة تري ما وراء الخبر والكلمة ، يتمتع بمصداقية كبيرة بين جموع المثقفين والعامة وقد أسعدني وأنا في زيارة لقريتي الصغيرة في دلتا مصر أن أجد مدي حرص الصغار قبل الكبار علي متابعة برنامج الطبعة الأولى الذي يقدمه المسلماني بأناقة واقتدار وهدوء يحسد عليه وتحليله الواعي لكل شاردة وواردة وتعليقه النزيه والحيادي علي الكثير مما ينشر ويقال ، فإذا أضفنا لكل هذا علاقاته الوطيدة برجال السياسة والمثقفين والشخصيات العامة وثقتهم فيه وقبولهم للحوار في برنامجه الشيق لعلمهم بإنه يعرف جيدا كيف يدير دفة الحوار وكيف يستخلص الحقائق دون تشنج او افتعال او مبالغة فأننا نكون بهذا أمام مثال رائع للإعلامي الحق ،
يسري فوده إعلامي من طراز رائع هو الأخر ، وقبل أن اصف سعة اطلاعه وثقافته وجرئته وخياله الخصب الذي يساعده في صنع حدث إعلامي متفرد دوما قبل كل هذا يجب أن ارفع القبعة له علي شيء يذهلني كثيرا كلما جلست أتابع احد برامجه ألا وهو إنصاته المتعقل للضيوف في برامجه وهدوئه في متابعة الحوار وعدم مقاطعة أي طرف ، هو قليل التحدث وهي سمة مميزه له عن غيره فهو من الإعلاميين القلائل الذين أدركوا حكمة الخالق في أن يخلق فم واحد وأذنين لنا نحن البشر ، يسري فوده وطني محب لبلده مجتهد ومبدع يبحث دوما عن الجديد والقيم ليقدمه ورغم هذا تجد نفسك أمام إنسان هادئ الطباع دمث الخلق مبتسم طول الوقت ،
محمود سعد دماثة خلقه وتمرده الذي أكتسبه صحفيا قبل أن يخوض غمار الإعلام المرئي صنعت منه إعلاميا متميزا حظي باحترام الكثيرين ، ولعل مواقفه في بداية الثورة يحسب له وأنا عن نفسي أستريح لهذا الرجل حين يتحدث واشعر بكم الخير الذي يضمه بين جنباتة ، ورغم محاولة البعض تشويه تاريخ هذا الإعلامي المتميز بالحديث عن راتبه المليوني ، إلا إنني أرى من وجهة نظر شخصية أن موضوع العرض والطلب في مجال الإعلام طلما لم يطاله فساد أو تدنسه منفعة أو رشوة وطالما أن صاحبة لم يكن بوقا من أبواق النظام وحصل علي ما حصل عليه بطرق مشروعة ومقننة فلا ضير ، وهذا لا يعني إنه يجب علينا مراجعة الأمر وتحديد سقف أعلي للرواتب وتنظيم الأمور بصور تضمن تحقيق العدالة الاجتماعية ، وهذا لا ينتقص من قدر الرجل الذي عرف عنه دوما إنحيازة للبسطاء ،
هناك الكثير والكثير بالطبع من الإعلاميين المميزين لكن في رأي الشخصي هؤلاء هم أبرزهم ، والأخرين قد تطالهم بعض الهفوات وقد تخرجهم بعض السقطات من قائمة الإعلاميين المميزين أو المحترمين

الخلاص بذرته الإخلاص

الخلاص بذرته الإخلاص
ما تمر به الأمة الآن يدعونا جميعا لنقف وقفة صادقة مع أنفسنا ، نراجع حساباتنا جميعا وندقق تصرفاتنا على مدار سنوات وسنوات لنعرف الأسباب الحقيقية وراء ما كنا قد وصلنا إليه وندرك ما علينا خلال المرحلة القادمة لننهض بأمتنا وبأنفسنا ومقدراتنا ونهيئ لصنع مستقبل واعد لأبنائنا وأحفادنا من بعدنا ، ولن يتحقق هذا بالأماني وحدها بل إن هذا يتطلب جهد وعرق وصدق مع النفس ، يستلزم إخلاص النيات ، وتكاتف الجهود ،
ولعل الإخلاص في العمل والقول هو من أهم مقومات النجاح وتحقيق الخلاص من رواسب الماضي التي أعاقت فرص تقدمنا وكبلتنا بقيود التخلف على مدار سنوات طويلة جعلت العالم من حولنا يهرول في طريق التقدم والتنمية ونحن نتقهقر يوما بعد يوم فلا نحن قد حافظنا علي موقعنا الريادي الذي حققناه يوم كنا سادة للعالم بأيماننا وإخلاصنا ولا تقدمنا قيد أنملة بل علي العكس نقصنا علي أعقابنا حين ضيعنا الطريق وضللنا ، حين اعتقنا الشتات عقيدة وحب الذات أصبح شغلنا الشاغل ، تشرذمنا فأخلف الله قلوبنا وأفسحنا المجال للعداء فتمكن منا وفينا .
واليوم مطلوب من كل المنتمين لهذا الأمة العظيمة والمتفردة أن يتحلوا بالإخلاص في الفكر والعمل في التخطيط وبذل الجهد في إخلاص النيات والتعاون وإدراك أن الخير حين يؤتي ثماره فلن تكون تلك الثمار حكرا علي احد بل إنها ستكون للجميع وبالجميع ويجب علينا أن ننظر حولنا ونفيد من تجارب الأخرين ممن سبقونا ، نتعلم من تجاربهم ونبدأ من حيث انتهوا هم ونضفر العمل والإخلاص بإيمان راسخ وعقيدة قوية تعيننا علي تحقيق ما نصبوا إليه ليس لحاضرنا وحسب بل ولمستقبل امتنا وقابل أيام أولادنا وأحفادنا ،
قد يتصور البعض أن الإخلاص الذي نتحدث عنه بعيد المنال خاصة وإننا مكثنا عقود وعقود لا نعرف له طريقا ولا يذكرنا احد بضرورة تواجده وأهمية نتائجه لكل ما نقول ونفعل ، لكني اختلف مع هذا الظن فالإخلاص لا يتطلب أكثر من صدق النيات والرغبة الحقه في أحداث فرق والعمل الجاد علي النهوض بأنفسنا والسمو بالرغبات من الجميع فتأتي النتائج مثمرة ثرية وسريعة ويأتي خلاصنا مما نحن فيه بزخم لم نكن لنتصوره ولعل نجاح أهداف الثورة في بعض بقاع أمتنا واشتعال جذوتها الطاهرة في بقاع أخري خير دليل علي ما أقول ، فالذين قاموا بتلك الثورات يصدق عليهم قول المولي عز وجل )من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) صدق الله العظيم
صدقوا وأخلصوا النية ولم يبدلوا أو يرضوا بغير الإخلاص سبيلا فأتى الخلاص علي أيديهم واستفاقت الأمة من غفوتها التي طالت .

أشرف نبوي

الظلم والجهل صنوان

الظلم والجهل صنوان
يثبت التاريخ يوما بعد يوم أنه ما فشي الظلم إلا وكان الجهل متشبثا بتلابيبه قابضا علي ساعده متحكما في حركته وموجها لبوصلته كي يرسوا صاحبه في غياهب الظلام ويحتضن العفن والحنق فيورد أصحابة موارد التهلكة ويدفنهم في مزابل التاريخ ، الظلم لا يتأتي من عالم أو صاحب رؤية أو فكر ، لا يتأتي من راعي قضية وذا عقيدة فأي ظلم في العالم هو في البدء ظلم للنفس فالذي يمارس الظلم ويعتنق أيدولوجيتة لا يعي إنه إنما يؤسس لظلم نفسه بادئ ذي بدء ، ولعل التاريخ يحفل بالكثير من الأمثلة التي تبرز هذا في أطر مختلفة وإن كانت جميعها توصلنا لنتيجة واحدة ألا وهي أن جهل الظالم لا يعفيه من تبعات الظلم وقد وصف المولي عز وجل في كتابة الحكيم الإنسان بأنه ظلوم جهول وقرن بين الصفتين ليعلمنا شدة ارتباط احدهما بالأخر وليؤكد إنه رغم علمه سبحانه وتعالي بتأصل هاتين الصفتين في كثير من بني البشر والذي يظهر في ذكره للإنسان في المطلق ووصمه بتلك الصفتين فإن هذا لا يسقط الحساب عند المولي عز وجل لأنه في موضع أخر ذكر أنه هدي بني البشر النجدين أي الطريقين الخير والشر وترك لهم حرية اختيار الطريق ،
نخلص من هذا إلي إن الجهل لا يعفي صاحبه من تبعات الظلم كما ذكرنا لهذا وجب علي أي شخص أن يتحري الفقه في أي شيء والفقه هو الإلمام بكافة جوانب أي مسألة دينيه أو دنيويه تعرض لنا والتفقه هو محاولة فهمها علي الوجه الأصح والأعم وإدراك كافة جوانب دقتها وصحتها فيجوز أن نقول فقيه قانوني مثلا أي ألم ألماما شاملا ومتعمقا بكافة جوانب القانون ، وحري بأي صاحب سلطة أن يتفقه في كيفية سياسة من تولي عليهم ويتعلم كيف يستطيع أن يقوم علي خدمتهم ويدرك أن استخلافه عليهم أنما هو من نعم الله وابتلائه له ليعرف أيشكر أم يكفر ،
ولعلنا نلحظ أن كثيرين من ولوا أمرنا نسوا أو تناسوا عن عمد أن الذي أتي بهم للملك والحكم أنما هو ملك الملوك الواحد الأحد الجبار الذي يهب الملك لمن يشاء وينزعه ممن يشاء ، الذي بيده ملكوت السموات والأرض وبيده الخير يعطي من يشاء ويمنع من يشاء ، وهم حين نسوا أو تناسوا هذا غرتهم أنفسهم فأطلقوا أيديهم لتعيث فسادا وإفسادا ، دون وازع من ضمير أو بقايا من خلق قويم ، وهم نسوا أو تناسوا لجهلهم المطبق وغفلتهم المطلقة ، فغطي الجهل علي بصائرهم وطمس أعينهم فلم يعودوا يرون سوي مصالحهم ولم يراعوا سوي شهواتهم ، وبات جل همهم كيف يجمعون الثروات وينهبون الضعفاء وخيرات الأوطان فأضافوا إلي جهلهم وضيق أفقهم الظلم وهرولوا إلي طريق الهلاك ،
وأنا هنا لا أتحدث عن الهلاك والعذاب الذي ينتظرهم في الآخرة لأن هذا في علم علام الغيوب وهو وحده القادر والعليم به ، أنما حديثي ينصب علي الهلاك الدنيوي ، فالجهل الذي يتسم به الكثير من هؤلاء أوردهم موارد التهلكة والحق بهم الخزي والعار ولو إنهم تخلوا عن جهلهم ولو قليلا فعاشوا وتمتعوا وأنفقوا دون أن يفكروا في كنز الأموال وتكديسها وتهربيها إلي بقاع الأرض قاطبة دون وازع من ضمير أو رادع من تقوي أقول لو أنهم أكتفوا بهذا وتركوا ما كنزوه بغير وجل وما سرقوه بغير حق ينتفع منه البسطاء من أبناء أمتهم لرفعهم العامة علي الرؤوس ولحفظوا لهم الود وربما كرموهم ، لكن الجهل الذي ران علي قلوبهم أعماهم عن رؤية ابسط الأمور فظلموا واستباحوا ما ليس لهم بحق فكان الظلم لأنفسهم لأنهم أوردوها موارد التهلكة وظلم لمن ولوا عليهم فأظلمت عقولهم وانتكست فطرتهم وأصبحوا بجشعهم أقرب إلي الوحش الذي يسعى في الأرض قتلا وتقتيلا لا لشيء إلا لأنه نهم لرؤية ضحاياه مدرجون بدمائهم ،
يأمل البعض أن يثوب أحد من هؤلاء لرشده فيتوب ويعيد بعض ما سرق معتذرا ، أو يرد بعض المظالم ، وأنا أرى استحالة هذا لأن من تشرب الجهل وعمر قلبه بالظلم لا يري سوي ذاته ولا يفكر في غير نفسه ولن يردعه السيف ولو سلط علي رقبته فقد أعماه الظلم وكبله الجهل حتى ما عاد يري ابعد من أرنبة أنفه .
اشرف نبوي

مصر عايزة تنضف

مصر عايزة تنضف
من أهم العوامل الآنية التي ستسهم في التغيير السريع والفاعل والمؤثر في مصر هو عامل النظافة أولا لأنه مظهر حضاري وثانيا لأنه فعل ملموس وواضح ثالثا لأنه فعل رمزي يبرز نتائج الثورة التي قامت لتطهير مصر ، وقد لا يختلف معي أحد في أهمية هذا ، لكن السؤال كيف وليس مع أحد عصا سحريه ولا يمكن تغيير عادات الناس التي ألفوها بين ليلة وضحاها كما أنه هناك خطة موضوعه تكفل النجاح في تحقيق هذا المطلب بصورة مرضيه وسريعة وفي نفس الوقت تحقق الاستمرارية لا تكتفي بهبة وقتيه تعود الأمور بعدها لأسوأ من سابق عهدها .
أذن فما هو الحل ؟ لدي رؤية من وجهة نظر شخصية وبعد نقاشها مع بعض المتخصصين ثبت جدواها وإن كنت لا احجر علي أحد أن يقدم رؤى أخري ربما تكون اشد أثرا وأبلغ في تحقيق نتائج سريعة وفاعله فالباب مفتوح لكل صاحب فكر ثاقب ليساعد في انتشال مصر مما كانت فيه ، أما الفكرة فهي تتلخص ببساطة في إقامة عشر مصانع إعادة تدوير للقمامة بطول البلاد وفي مناطق تتوسط الكتلة السكانية المتراصة علي ضفاف النيل والتي تمثل معظم مدن مصر تقريبا وبين ممر التنمية الذي قدم له العالم المصري فاروق الباز ووعدت الحكومة بتنفيذه قريبا ، وإما سبب اختيار هذا الموقع فهو ليكون خارج المحافظات للحفاظ عليها وتسهيل وصول الشاحنات منها وإليها في يسر وسهوله خاصة أذا تم رفع القمامة يوميا وبانتظام ليلا هذا بالإضافة إلي كون تلك المصانع سيقوم بخدمة المدن الجديدة المزمع إنشائها علي جانبي ممر التنمية ونحن إذ نقوم بهذا العمل نساعد في أنشاء قاعدة للمحافظة علي المدن الجديدة حتى قبل إنشائها ولا يخفي علي احد المنافع التي ستعود علي الوطن من وراء تنفيذ مثل هذا المشروع العملاق فبعد تحقيق مطلب حضاري كثيرا ما طالبنا به وهو شوارع نظيفة وصحية تعليق بأم الدنيا ، سيعود بالنفع الاقتصادي المتمثل في الإفادة من المخلفات وإعادة تدويرها بما يضمن عائد اقتصادي ضخم وتشغيل عماله كبيره برواتب معقولة ,
بقي سؤال ألا وهو من أين للحكومة التي تعاني عجز في الموازنة ونهب للثروات واقتصاد متعسر بالأموال التي تكفي لإقامة مثل هذا المصانع عالية التكنولوجيا ؟ والإجابة بسيطة جدا فدول مثل اليابان تمنح الكثير من هذا المشروعات للدول الراغبة وقد سبق وعرضت إقامة مثل تلك المشاريع ورفضت لأسباب مختلفة ابسطها العمولات التي كانت تحصل من الشركات الأجنبية للعمل في مصر في مجال جمع القمامة
أيضا هناك مستثمرين أجانب يعرضون القيام بمثل تلك المشاريع الضخمة نظير عقد انتفاع يمتد لعدة سنوات شريطة أن تكون العمالة مصريه ونحن هنا نتحدث عن شريك يتكفل بإقامة مصانع التدوير وتشغيل العمالة ونظافة شوارع مصر قاطبة دون تتكلف الدولة ولو دولار واحد وذلك نظير استفادته هو من المخلفات وهذا أيضا حل مقبول لن يكلف الدولة شيئا
هناك حل أخير يتمثل في ربط إعطاء المستثمرين لتراخيص بالاستثمار في مصر بإنشاء مثل تلك المصانع الخادمة للبيئة المحيطة علي أن يعفي من الضرائب لسنوات محدده وهذا معمول به أيضا في بعض الدول ،
لا يجب أن نترك الفرصة تذهب من أيدينا ويجب التحرك السريع وروح الثورة لازالت تنبض وشعلتها ما زالت متقدة وساطعة في الصدور
أشرف نبوي

هل فكرت كيف ستلقى الله

هل فكرت كيف ستلقى الله ؟
ادرك أن الكثيرين وأنا أولهم يغيب عن باله هذا السؤال الهام والملح في كثير من الأحيان ، والسبب ربما يكون اللهاث اليومي في خضم الحياة السريعة التي نعيشها جميعا ، وقد يكون نوعا من التعامي عن الحقيقة ، أو الهروب بعيدا عن مناطق تمثل لنا بؤرة المواجهة مع النفس ، لكننا جميعا وبعيدا عن تحري الأسباب ننسى أو نتناسى التفكير في جواب لهذا التساؤل الهام والمصيري رغم إن الإجابة تمثل حجر الزاوية والخلاص لكل منا في حال نجحنا في إيجاد الإجابة المثلي والتي تتسق مع رضا المولي عز وجل وتحقق رضوانه ،
طرأ علي ذهني هذا العنوان وأنا ألاحظ خوض الكثير من الأقلام في أعراض وسير بعض الناس سواء أكانوا من المشاهير أو المسئولين السابقين الذين يشار أليهم بأصابع الاتهام أو حتى أناس عاديون وللأسف يأتي هذا الخوض أما تصريحا أو تلميحا أقرب إلي التصريح ، وحين دققت فيما أقرأ وجدت أن غاية الكثيرين ممن ينشر ويكتب عبر صفحات الويب من هؤلاء يكون همه الأوحد أن يستقطب أكبر عدد ممكن من القراءات دون النظر إلي تبعات كلماته وأثرها أنيا ومستقبلا ، ودون أن يفكر ولو للحظه في حسابه عند ربه بعد الذي خط وكتب ،
هي آفة مصاحبة لكل من لا يرى أبعد من أنفه فيكتب ويفرح دون أن يلتفت للقادم ، دون أن يفكر ولو للحظه في أثر ما خطه وتوابع ما ستحدثه كلماته من أثر ، ومرد هذا إنه نسي أو تناسي نسى أن لقاء الله أتي لا محالة وتناسى أن ميزان العدل الذي سيقف أمامه لن يترك مثقال ذرة إلا وسيزنها ، ولن يترك حرفا مثل خوضا في عرض أحد إلا وسيقتص لصاحبه ممن خاض فيه ووقتها لن ينفع ندم ولن يشفع مجد حقق من هكذا طريق ،
فالواجب أن يفكر كل منا في كل لحظة وقبل أن يقدم علي كتابة حرفا واحدا كيف سيلقى الله ، وكيف سيدافع عن ما خطه بيده ، يجب علي كل منا ألا يظلم نفسه بيده ويترك العنان لشيطان نفسه فيحيد به عن جادة الصواب ويورده موارد التهلكة وهو لا يدري ، بل لعله يكون علي قناعة بأنة أنما يفعل الصواب وتزين له نفسه سوء عملة فيتمادي في غيه غير مدرك لعواقب الأمور ، فقط هي لحظات مطلوب من كل منا أن يعيشها وهو يضع أمامه هذا السؤال الهام الذي سيكون الوجاء من الوقوع في الخطأ كيف سألقى الله ؟
أشرف نبوي

النهضة المصرية طريقها البحث العلمي

النهضة المصرية طريقها البحث العلمي

رغم حزن البعض لضياع فرصة ترشح العالم الجليل دكتور أحمد زويل لمنصب الرئيس بعد التعديلات الدستورية الأخيرة والتي ستطرح للاستفتاء ، فأني اشعر بسعادة كبيرة ، ومرد هذه السعادة ينبع من حبي لوطني وتقديري لهذا العالم الجليل ذا الرؤية الثاقبة والعقلية الفذة ، فوجود مثل هذا الرجل في موقع سياسي سيشغله عن البحث العالمي الذي هو شاغله وسيحرمنا من طاقته في دفع عجلة البحث العلمي والتخطيط المنظم العلمي لمستقبل البحث العلمي في مصر ، بل وسيحرمن من حلمنا بتحقيق طفرة علمية نوعية في مجالات العلم والبحث العلمي في مصر بعد أن أصابتها الكثير من الآفات فأقعدتها عن تأدية دورها التنويري الذي يخدم الأمة قاطبة وتراجعت بتصنيفات الجامعات المصرية للوراء والي مكانة لا تليق بأعرق جامعات أفريقيا والشرق الأوسط ،
مكان الدكتور زويل خاصة في هذه المرحلة ليس في سدة الحكم ومشاكل ومشاغل السياسة وإعادة بناء هيكل ناجح للنظام من جديد واستهلاك كل وقته وطاقته في هذا بل مكانة في إدارة الجهود الوطنية لإعادة الثقافة والعلم والبحث العلمي إلي مكانته وطريقة الصحيح ، مكانة ضمن من سيقع علي عاتقهم إعادة بناء الأمة وأقول الأمة لان مصر حين سقطت ، انهارت الأمة ولا سبيل لرفعة امتنا إلا بالعمل علي بناء مصر التاريخ والحضارة والثقافة والعلم من جديد لتنهض الأمة وهي تستند علي مصر ،
ويقيني أن الدكتور زويل بوطنيته ووعيه يدرك هذا جيدا وأيضا يقيني أن دورة في هذا المجال لن يكون اقل بأي حال من الأحوال عن دورة في سدة الحكم بل أظن انه سيكون أفضل وأجل وسينسب التاريخ دوما للدكتور زويل انه صاحب النهضة العلمية الحديثة في مصر بعدما ينجح في وضع أسس علمية للنهوض بالعلم والبحث العلمي والتعليم ، فقط ما أخشاه أن يستسلم الدكتور زويل للإحباط الذي سيتولد نتيجة القوى المعاكسة والرافضة للتغير ، القوى التي تتحكم فيها البيروقراطية التي حاربته في السابق وجعلته يغادرنا يائسا ليعود إلينا عالما عالميا وقد تحصن بكل المقومات التي تجعله يصمد أمام هذه القوي ليهزمها هذه المرة بعد أن هزمته سابقا ، وأنا على يقين من قدرته علي دحرها وتحقيق الإنجاز الذي نحلم به جميعا ،

ممر التنمية

ممر التنمية

مشروع عملاق تحدث عنه العالم المصري دكتور فاروق الباز بعد رحيل رأس النظام الفاسد الذي رفض تنفيذ المشروع مع الكثير من المشروعات التي كانت ستحدث فارقا لو تم تنفيذها من قبل النظام الذي كان همه الأوحد تجميع وتكديس الثروات من خير هذا الوطن دون النظر إلي المصلحة العامة أو الخير الذي كان ينتظر أن يطال الغالبية العظمي من أبناء هذا الشعب الذي عانى من الفقر لعقود وعقود برغم ثروات الوطن التي لا تحصي ولا تعد والتي بقيت حكرا علي قلة قليلة من المنتفعين وأصحاب المصالح والمطامع الذين هيئ لهم النظام السابق المناخ كي يعيثوا فسادا وإفسادا حتى غدت ساحة الوطن مباحة لهم ولمن هم علي شاكلتهم من أبناء هذا الوطن ومن الغرباء الذين نهشوا في جسد الاقتصاد المصري حتى سقط مغشيا عليه ،
ممر التنمية مشروع طموح وفاعل يحاول ببساطة خلق مجتمع عمراني جديد مواز للمجتمع القائم علي ضفاف النيل عن طريق أنشاء طريق رئيسي كبير يمتد من شمال مصر قرب مرسي مطروح وحتى جنوب مصر قرب الأقصر وأسوان ومواز لنهر النيل مع ربطه بعدة طرق فرعيه تصل لخمسة عشر طريق تمهد لقيام خمسة عشر مدينة حديثة مخططة بطرق علمية تستوعب نصف تعداد الشعب المصري المحشور في مساحة لا تزيد عن 5% من مساحة مصر ، مدن متكاملة بها من المصانع والمشاريع ما يستوعب كل قاطنيها وبها من الخدمات ما يزيد ويفيض عن حاجتهم ، مدن عصريه ونظيفة بمواصفات عالميه وهي رغم كل هذه الميزات لن تكون ببعيدة بل سيتم ربطها بمدن مصر القديمة بطرق رحبة لا يستغرق قطعها أكثر من ساعة لتربط أهلها بذويهم في المدن القائمة الان ،
وقد قدر العالم الكبير دكتور فاروق الباز كلفة المشروع بقيمة 46 مليار جنيه ، وهذا ليس بالمبلغ الكبير إذا قورن بما سيعود علي الوطن من جراء إقامة هذا المشروع العملاق الذي سيفتح آفاقا تنميه رهيبة ويجعل من مصر دولة حديثه بكل ما تحمله الكلمة من معني قد رأي الدكتور إن إنشاء شركة مساهمه مملوكه للشعب وطرح أسهمها سيوفر هذا المبلغ في غضون ستة أشهر للقيام بتنفيذ أضخم خطة تنموية يمكن أن تحدث في تاريخ مصر ،

وضع كل رموز النظام السابق تحت الإقامة الجبرية

وضع كل رموز النظام السابق تحت الإقامة الجبرية
لا أحد يريد أن تعود الأمور لما كانت عليه قبل 25 يناير ، لكن المؤشرات تنبئ بأن هذا قد يحدث بل إن ما بدأ يتشكل من غيوم في سماء الثورة الساطعة يدق ناقوس خطر ، ولعل التكنولوجيا التي خدمت الثورة في بدايتها ولازالت تبث لنا خيابات أذناب النظام السابق من تراشق وهمجيه ونظره علوية لأبناء هذا الشعب الذي ضحي بالكثير ولازال قادرا علي تقديم الكثير ليحافظ علي ثورته الشامخة ، هذا الشعب الأبي بالتأكيد ليس هو الشعب الذي تحدث عنة لواء شرطة منحط أخلاقيا بقوله( نحن أسيادهم وسنقوم بضربهم بالجزم) و مهما حاول هذا المتكبر أن يتنصل من أقوله ليحافظ علي كرسيه فلن يفلح فقد أظهرت تصريحاته الوجه القذر الذي يحاولون تجميله ومداراته حتى تهدأ الأمواج وتخمد الثورة كما يتوهمون وتعود الأمور لسابق عهدها فيعودوا للتحكم والغطرسة والتكبر وإذاقة العباد ويلات وشرور تفنن أباطرة النظام السابق في تلقينهم إياها ،
لذا فمن المنطقي أن يتم القبض علي كل رموز النظام السابق ووضعهم تحت الإقامة الجبرية ، وسرعة إنهاء التحقيق معهم بكل حيادية وعدالة ، لأن هذا سيكون أكبر برهان على صدق النوايا ، وأيضا سيقطع الشك باليقين في نفوس أبناء الشعب وفي نفوس الفاسدين من هؤلاء الرموز الذين يحاول بعضهم إخفاء المستندات الدالة علي فساده أو التخلص منها أو ترتيب أوراقه كي لا يدان فيوقن إنه محاسب لا محالة علي ما اقترفته يداه وتكبل يديه التي تطال كل دليل إدانة فتعمل علي طمسه وإخفائه أو التخلص منه ،
وفي النهاية نحن أمام أشخاص محددون ربما بعضهم مشهور ومعروف للعامة مثل صفوت الشريف وفتحي سرور وزكريا عزمي وهناك من كانوا يعملون في الظل أو أتباع لهؤلاء لكن الجميع يعلم المتورطين في قضايا فساد ولا أجد سبب في تركهم هكذا بحجة كثرة القضايا وانشغال النائب العام ، فنحن أمام قضيه فساد كبري لا يجب أن يفلت من المحاسبة أيا كان ومهما كان اسه او وضعه ،
نحن نقول الإقامة الجبرية لا السجن مع إن هذا هو الأولي أما نتركهم يعملوا ضد الثورة ويحاولوا قلب الحقائق والألتفاف علي الثورة فهذا سيكون بمثابة التعاون معهم لدفن جزء من الحقيقة ولن يرحم التاريخ مستقبلا كل من ساعدهم وأعانهم علي هذا ،

زويل + الباز+ الشباب = بداية نهضة مصر

زويل + الباز+ الشباب = بداية نهضة مصر

لا شك أن مفردات تلك المعادلة هم نتاج بذور صالحة أخذت على عاتقها مهمة أن تكون فاعلة ونفضت الخمول عن كاهلها لتبدأ سطر صفحة جديدة في تاريخ مصر الحديثة ، وباتت التربة مهيئة لإنبات الخير بعد أن سطعت عليها شمس الحرية وروتها دماء الشهداء من أبناء هذا الوطن العظيم ،
زويل بعقليته العلمية وحماسة وحبة لهذا الوطن الذي جعله يترك الغربة ويأتي ليساهم في النهضة المنتظرة الباز بخبرته ومشروعه الحلم ( ممر التمنية ) الذي ظل يخطط له للنهوض بمصر من سنوات وجاهد في محاولة إقناع النظام السابق علي مدار سنوات وسنوات لكي يسمحوا له بتحقيق الحلم والمساهمة في نهضة هذا الوطن الذي يئن تحت الفقر من جراء نهب ثرواته المنظم منذ سنوات وإيمان هذا العالم القدير بقدرة هذا الشعب علي النهوض وتحقيق المعجزات ، إذا أضفنا إليهم شباب مصر الواعي بطاقته وانطلاقته وثقافته التي أبهرت العالم وغيرت النظرة للأمة المصرية بعد أن قدم هؤلاء الشباب اصدق واجل موقف اعترف العدو قبل الصديق بعظمته في تحرير الوطن من عبودية النظام السابق وفساده دون أن ترفع بندقية وإنما بمظاهرات سلميه أجبرت الجميع علي احترامهم والاقتداء بهم
أقول أن هذه المعادلة هي الأروع والأنسب لتحقيق نهضة مصرية حقيقية تجعل من مصر بلد متقدم في غضون بضع سنوات خاصة أذا خلصت النيات وتضافرت الجهود وتم القضاء علي الطابور الخامس الذي بدأ ينشط ليحبط من أمال أبناء الثورة والشعب

الحكم بالسجن علي الرئيس السابق حسني مبارك

الحكم بالسجن علي الرئيس السابق حسني مبارك

بعد أن ثبتت إدانة الرئيس السابق حسني مبارك في كل ما نسب إليه من قضايا سرقة مال الشعب ومساعدة الكثيرين علي نهب ثروات مصر والسماح للفساد بالانتشار في كافة مفاصل الدولة المصرية ، و تسهيل أمر التربح بغير وجه حق لبعض المصريين ممن تربطه به علاقة وبعض الأجانب الذين طمعوا في خير هذا الوطن فقاموا بالالتفاف علي القوانين ليستولوا علي أراضي الدولة ومصانعها ومؤسساتها التجارية بابخس الأسعار وبدون أن يدفعوا أي مبالغ في غالب الأحيان وإصراره علي بيع الغاز المصري للعدو الصهيوني بأدنى من قيمة تكلفة استخراجه ، مع تركه لأمر تطوير القوات المسلحة التي هي عماد كرامة الوطن لمدة تزيد عن عقدين من الزمن بحجة إن مصر أسيرة لمعاهدة سلام واهية تستطيع الدولة الصهيونية في أي لحظه نقدها إن هي رأت بنفسها قدرة علي اجتياح الوطن الجريح والضعيف مقارنة بتطور الالة العسكرية الصهيونية والتي لا تألوا جهد لتطوير نفسها يوما بعد يوم برغم إنها الطرف الثاني في معاهدة السلام المشئومة ،
لكل ما سبق فقد تقرر الحكم بالإعدام علي الرئيس السابق لاتهامه بتهمة الخيانة العظمي ، وقد خفف الحكم للسجن المؤبد بعدما روعي ما قدمه الرئيس السابق للوطن أثناء حرب أكتوبر ورحمة بظروفه الصحية وشيخوخته،

تصورت هذا السيناريو وأنا جالس أتابع فضائح النظام السابق وزبانيته المطلقين بغيهم حتى هذه اللحظة وتساءلت في حيرة هل فعلا يصدق رموز المجلس العسكري ويسمحوا لهذا السيناريو الأقرب للحق بأن يحدث ؟ وهل من المعقول أن يكون حبهم وولائهم للوطن أكثر من حبهم لرئيسهم وولاءهم لكراسيهم ؟
سؤال صعب لكن الأيام هي التي ستجيب عليه

الأحد، 20 فبراير 2011

كي لا ننسى إننا بشر

كي لا ننسى إننا بشر
إذا أردنا أن نتسم بالموضوعية فحري بنا ونحن نتخذ أي موقف أو قرار أن نحكم ضمائرنا وشريعتنا قبل اتخاذ أي موقف مع أو ضد وقبل هذا يجب علينا تذكر إننا بشر نخطئ ونصيب هكذا جبلنا وهكذا أرادنا الله عز وجل حين خلقنا وتركنا قيد الاختبار بعد أن هدانا النجدين الخير والشر وبرحمته أرسل الرسل تترا لتذكيرنا وهدايتنا وأعلمنا علي أيديهم انه غفور رحيم يغفر الزلل حين ننيب ونرجع ونعترف بالخطأ ونعزم علي عدم العودة إليه ،
بداية أريد أن أؤكد علي أن هذا المقال ليس دفاعا عن احد أو ألتماس العذر لأحد بل هو كلمة حق تعودت أن أصدح بها دوما مهما كانت الظروف المحيطة والمعطيات والنتائج التي تتوافر ، ونحن في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها الأمة قاطبة وليس مصر فقط بحاجه لان نتسم بالموضوعية والعقلانية ونحكم ضمائرنا حتى حين نحاكم من ظلمونا ونهبوا خيرات الأوطان ونسوا أنهم يحملون أمانه وليسوا منزهين أو رسل مرسله ، وليست شعوبهم وأوطانهم نهبا أو هبه وهبهم إياها المولي عز لعبقرية فريدة ، بل هي محض ظروف وأقدار أوجدتهم علي قمة الهرم في بلادهم دون أن يتكبدوا مشقة أو يبذلوا أي جهد يذكر ،
لا يجب أن ننسي إننا بشر تألمنا كثيرا وزاد قدر الألم بعدما اكتشفنا أن جلادينا كانوا يعلمون بقدر ألمنا ومع هذا كانوا يزدادون قسوة يوما بعد يوم وتزداد شراستهم ، لذا فان قدر الغضب في الصدور عظيم ومقدار الحنق كبير وفظاعة المظالم لا تجدي معها أي دعوات لكظم الغيظ خاصة وان هؤلاء جميعا قد تلطخت أيديهم بدماء شهداء كثيرين لا ذنب لهم سوي إنهم أرادوا أن يعبروا عن غضبهم بحناجرهم وهم عزل فاغتالتهم أياد النظم الغادرة ، ففجرت حزنا فوق الحزن وغضبا فوق الغصب في قلوب الجميع ، وأكرر رغم هذا لا يجب أن ننسي إننا بشر حتى وأن تناسي المعتدون والظالمون وتجاوزوا المدى بظلمهم سنبقي نحن متذكرين إننا بشر ،
بشر نخطئ ويتفاوت عظم الخطأ وقلته بحسب قدر الإنسانية المتأصلة في قلب كل منا وحجم الضمير الذي يرفرف بين جنباته ، فنحن مدعون لتحكيم ضمائرنا مدعون لإبراز النزعة الإنسانية حين نحاكم من ظلمنا وبغي علينا ، مطالبون بأن نحكم العدل ونحتكم للعدالة ونحاسب بقدر الخطأ وألا نعمم أو نجور في الحكم فنتمادى في الحساب والمحاسبة بقدر شعورنا بالقهر والظلم وتغلغل نصال القهر في شرايننا لسنوات وسنوات بشكل موجع ومهين ، نحن جميعا مطالبون بأن نتعاضد ونلتقي علي طاولة العدل الذي يوجب الحساب بقدر الظلم والصفح بقدر الجهل من بعض من أغوتهم قوتهم وأغراهم سلطانهم فبغوا وافسدوا ، لا أقول أن نتركهم فالعدل بمعناه الواسع يوجب حسابهم والقصاص منهم لكن كما قلت وكررت بعدل وسعة أفق وأيمان بأن حسابهم عند ربهم وأن الانتقام ليس من شيم الكرماء وقبل هذا لأنه لا يجب علينا في لحظه من اللحظات نسيان إننا بشر فينا هذا الضعف الإنساني الذي ينصاع للنفس الأمارة بالسوء ،
مطالبون بألا نحجر علي مشاعر أحد أحب ولا زال يكن بعض المشاعر لأحد ممن أذاقنا الظلم صنوف وألوان ، ففي النهاية نحن بشر نحب ونكره بمشاعر لا نستطيع توجيهها في أحيان كثيرة بل هي التي توجهنا ، وإن كان هذا لا ينطبق علي من توجهه مصالحه وأهدافه المبطنة الخفية ، ومن ظهرت خيانته جلية واضحة لوطنه وجاهر بعدائه للثورة والثوار في غير خجل أو وجل أو مواربة ، بل مع سبق إصرار وعناد وموالاة لمن ظن إنهم باقون وسيظلون جاثمون فوق صدور هذا الشعب الذي عاني منهم الكثير وآن له أن ينعتق ، فقط ما نريده من هؤلاء أن يتواروا وأن يصمتوا وليحتفظوا ببعض خصائص بشريتهم ، ويصمتوا ولو قليلا حتى يجف دم الشهداء الذي لا يزال رطبا يفوح منه المسك .



السبت، 19 فبراير 2011

اباطرة النظام هل كانوا حقا أبناء لهذا الوطن؟

اباطرة النظام هل كانوا حقا أبناء لهذا الوطن؟
صعب ان يصدق رجل الشارع البسيط أن أباطرة النظام في مصر كانوا يعيشون معه في هذا الوطن السليب ، ولن اتحدث هنا عن الفلل العامره او المنتجعات الفاخره والارصده المتخمه لان كل هذا لا يستطيع المواطن العادي ان يقترب منه ناهيك أن يراه أو يلمسه ، لكني سأحاول ان اتحدث بلسان رجل الشارع البسيط الذي كان يري اثر النعمة باديا علي أوجه جلاديه وزبانية نظامه الحاكم ويري كم هي فاخره ملابسهم وكم هي فارهه سيارتهم ، وكان من الممكن ان يتجاوز المواطن البسيط ذي الاحلام المتواضعه عن كل هذا لو انه سمع هؤلاء الغارقون في النعم يتحدثون عن حاله ويتواضعون قليلا ليتفهموا حقيقة بؤسه ويحاولون أن يقتربوا ولو قليلا من ألمه ويخففوا عنه ولو بالكلام والتعاطف،
لكن للأسف فحين كانت تتاح الفرصة لأحد أباطرة النظام للحديث فكنا نتمنى لو لم تتحرك شفاهه وظل صامتا احب الي قلوبنا من الغثاء الذي كان به يتغني وكأنه ليس من ابناء هذا الشعب المطحون وانما يتحدث عن شعب أخر يرفل في الرفاه ،
كتبت هذه المقدمة قبل أيام من قيام ثورة 25 يناير وكنت أريد أن أكمل لكن قلمي لم يطاوعني فصمتت وعدت بعد مرور أسبوعين علي هذه الثورة المباركة التي أشعل فتيلها أبناء هذا الوطن الذي رزخ تحت الظلم سنينا ، وصبر علي جلاديه وهو يمهلهم لعلهم يتراجعون عن غيهم وصلفهم فإذ به لا يجد إلا زيادة في الظلم وتمادي في الفساد ، وطمع يزداد يوما بعد يوم في خيرات هذا الوطن طمعا جعلهم يستأثرون بكل شيء دون النظر إلي الغالبية العظمي من أبناء هذا الشعب الذين يقبعون تحت خط الفقر ، هذا الشعب العظيم الذي وكما يقول المثل ( يرضى بقليله ) ولو إنهم فهموا هذا حق الفهم لما ثارت عليهم جموع الشعب المطحون وحاسبتهم لكن الطمع أعماهم فأكلوا الأخضر واليابس ولم يبقوا لأحد شيء ، حتى ضاقت الصدور وانفجر البركان ، وهذا من نعم الله ليس علي مصر وحسب بل وعلي بلدان الأمة قاطبة ، والمتابع الفطن لأحوال الأمة يدرك ما فعلت ثورة شباب التحرير في قلوب الظلمة والطغاة من قادتنا الأفاضل من المحيط إلي الخليج ، ولعل كامل التداعيات لهذه الثورة المباركة لم تظهر أو تتضح بعد فأمام هؤلاء المخلصون طريق طويل من الإصلاح والجهاد ، فهذه هي البداية الحقيقية لصحوة و لنهضة دعونا إليها علي مدار سنوات .
المهم هو أن يدرك الجميع أننا مقبلون علي مفترق طرق وأننا بعد نجاح الثورة في تحقيق هدفها الرئيس برحيل النظام يجب أن ننتبه للقادم ويجب أن يكون التغيير من داخلنا نحن أبناء هذه الأمة ويجب أن نعترف أننا قصرنا في حق أنفسنا وامتنا سنينا فسلط علينا ربنا من يذيقنا نتاج ما فعلناه بأنفسنا ، وجعلنا نعاني ونتجرع مرارة الظلم الذي بدء بظلم أنفسنا ومن ثم ظلم كل من حولنا ولسان حالنا يقول أنا ومن بعدي الطوفان ، ثم أشرقت شمس جديدة صنع دفئها شباب اقل ما يقال عنهم إنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه فكتب لهم الله الفلاح وأيدهم بنصر من عنده علي الطغمة الطاغية والتي لم يتصور احد أن شباب عذل لا يملكون سوي إيمانهم وصوتهم سيستطيعون زلزلة هذا الكيان الموغل في التجبر والظلم في أيام قلائل ، لكنه الصدق مع الله والتوكل عليه والأيمان به مع توافر الثقة في نصره ، كلها عوامل أدت بهؤلاء إلي تذوق طعم النصر ، وما هذا النصر سوي بداية أذا أحسنا استغلالها ستتبعها انتصارات ونجاحات ورفعة يرنوا لها أبناء هذه الأمة ،
ومع هذا لا يجب أن ننسي في خضم انشغالنا ببناء هذه الأمة ، لا يجب أن ننسي أن أباطرة النظام السابق يجب أن يحاسبوا أولا لان هذا يحقق ميزان العدل وثانيا كي يكونوا عبرة لكل من قد تسول له نفسه مستقبلا أن يسلك سلوكهم ويمشي في طريقهم ومحاكمة هؤلاء بطريقة عادله وبشفافية ستؤكد علي أن الشباب الذي ناضل من اجل استعادة حرية هذا الوطن يعلم جيدا أن القادم يجب أن لا يلوثه وجود مثل هذه النماذج بل يجب الأخذ علي يد أي كان بمجرد ان ينسي أنه من أبناء هذا الوطن وحق عليه أن يحافظ علي ثرواته من اجل أبناء الوطن لا أن ينشغل بالسلب والنهب ويفكر في تنمية ثروته بطرق غير مشروعه لا لشيء إلا لأنه عضو بحزب ما أو أسندت له مسئولية في وزارة كما حدث من قبل ،
يجب علينا أن ندقق في اختيار من سيمثلوننا في البرلمان لأنهم هم من سيختار من بينهم أعضاء الحكومة من السادة الوزراء ، ونحن إذا قمنا بواجبنا في اختيار من نحسبه علي خير ثم قمنا بمتابعته والرقابة عليه أولا بأول نكون قد قطعنا الطريق علي بادرة فساد قد تظهر من جديد ، أمامنا كأفراد ومؤسسات عمل كثير وجهد جهيد كي نصلح ما فسد علي مدار عقود لكن أذا فهمنا هذه الحقيقة وان الإصلاح قد يبدأ بخطوه لكنه يستلزم وقتا وقدرنا له وقته وسعينا إلي تفعيل كل الجهود للوصول بالوطن إلي بر الأمان فيقيني أننا سننجح



الأحد، 30 يناير 2011

سوق النطاعه جبر

سوق النطاعه جبر

اللي بني مصر في الاصل
كان إنسان
مكنش جبان
لا كان واطي
ولا تطاطى لاي كان
اللي بني مصر في الأصل
كان صاحي
وكان ياما كان
اصيل شهم
فارس كان .. إنسان

لكن اللي خرب مصر
كان بالصدفه من العسكر
وجه للحكم متغندر
لكنه نسي ..أتنكر
ومسك فيها واتعسكر
وحلف ليشرب دمنا
حتى لو يسكر
سقي الجميع المر
وكل خيرها
وحلى بالسكر

فتح بيبان الوطن
للعدا ولكل ندل خسيس
وفي وجه الغلابة
كل باب للأمل سكر
أصل البعيد أتهطل
والسن له أحكام
فاكر بأنه أله
مش راح يزوره الموت
لأنه مش إنسان

ساعة الحقيقة دنت
وأتهدم البنيان
بنيان بنوه الغجر
ألي كانوا
أمس شلة الأعوان
والغضبة لغم انفجر
في كل بيت وميدان
هيحطم الطغيان
وبكرة نشوف الغجر
ويا سيدهم
بينطوا بره السفينة
مهم الحقيقة فيران
والجبن ده طبعهم
والغدر والنسيان
سوق الحلاوة جبر
والثورة للجدعان
اللي أتقطم ظهرهم
من قسوة السجان
تلاتين سنه بيحكم
وانا بسأل الدنيا
ده عادي يا دنيا
يرد صدي صوتي
مش عادي ..
ده واله جنان

صبرت لما
طهق الصبر من صبري
وفارقني وهو بيلعن الجبن
والكسرة والتوهان
واليوم صحيت ومش ناوي
ابقي سجين ولا اهادن السجان
سوق النطاعه جبر
مبقاش لنطع مكان
والحرة تجوع يامصر
متكلش بالعصيان
الثوره ليها تمن
هنقدمه .. رضا وأيمان
عاشت بلدنا كريمه
وأم للبلدان


أشرف نبوي



ثالث ثلاثه

حري بالقيادة السياسية في مصر أن تفسح المجال لغيرها بعدما ثبت فشلها في إنتشال الوطن من مستنقع الفقر والفساد والغلاء والمحسوبية ، على مر عقود ثلاث بل علي العكس فقد غاص الوطن أكثر فأكثر في هذا المستنقع ، حري بها أن تتعلم من سقطات الأخرين وتتنحي في هدوء لتحافظ علي ما تبقي من ماء الوجه ، وتسلم الراية للمخلصين من أبناء مصر الذين يسعون لإنقاذها ، لا أقول لحزب أو جماعة معينة بل أقول للخلصاء من أبناء هذا الوطن الذين يسعون للإصلاح دون أن يكون لهم مطمع في كرسي أو منفعة وهم كثر والحمد لله ،
كتبت ما كتبت قبل أن أري هبة الجموع المصرية يوم الغضب وقد كنت أتمنى أن يحدث ما حدث لكن لم يتجاوز أملي سقف الحلم ، لكني وبعد الذي شاهدته بأم عيني ، أري أن الفرصة سانحة الآن وأكثر من أي وقت مضي للقيادة السياسية في مصر بالكامل لتتنحي احتراما لنفسها ولشعب مصر وتعلن عجزها عن تقديم حلول ناجعة تقضي علي تفشي البطالة والفقر والفساد ، قبل أن تجبر علي الهرب من وجه الطوفان الذي بدأت نزره ، وربما إن هي فعلت هذا حفاظا علي دماء أبناء هذا الوطن الجريح ، أقول ربما يذكرها التاريخ يوما بقدر من الاحترام ، أو علي أقل تقدير لا يلقي بذكراها في مذبلته ،
أشرف نبوي

الاثنين، 17 يناير 2011

زمن التحرش

زمن التحرش
المتابع لاخبار الحبيبه مصر يعرف بحوادث التحرش التي باتت علامه علي زمن ردئ نعيشه بتفاصيله العفنه وهمومه التي تجسم علي الصدور ، لكن ليس للعنوان أدني علاقة بتلك الحوادث التي يأنف القلم الخوض فيها ، فأنا هنا لا أعني تلك الحوادث الغريبة علي مجتمعاتنا العربية والتي أري إنها نتاج ظروف طارئه يعيشها شبابنا ، لكن ما أعنيه هنا هو تحرش من نوع أخر وأن كان البعض قد يختلف معي في إطلاق هذا اللفظ علي ما سأطرحه لكنه حين يمعن النظر ربما سيشاطرني الرأي .
فحين نري ما يحدث بين الكوريتين لا يتبادر الي الذهن سوي كلمة تحرش ، وحين نري ما يحدث بين أبناء السودان شمالا وجنوبا أيا كان الطرف المحرك للأحداث لا يسعنا إلا تخيل معني التحرش ، حتي حين تصر الولايات المتحده علي القيام بمناورات قرب السواحل الكوريه الصينيه وبمشاركة اليابان ( عدو الأمس ) لا يستطيع شبح التحرش البعد عن مخيلتنا .
والتحرش في اللغه هو (التَّحَكُّك والتعرض) فأنت إذا احتككت بجار أو بشخص ما أو تعرضت له فانك تكون قد تحرشت به أي إن التحرش لا يقتصر في لسان العرب علي تعرض فرد من جنس لفرد من جنس أخروخدش حياءه ، بل هو وكما جاء في القاموس المحيط وغيره هو التعرض من شخص أو جهه إلي شخص أو جهه اخري بالسوء ، وعلى هذا فإن لفظ تحرش يعبر بطريقه أوضح عن التعرض غير المشروع الذي تقوم به جماعات او دول معينه ضد جماعات أو دول أخري بغرض الضغط عليها لتغيير موقف معين أو لدفع ضرر أو جلب منفعة ، وفي غالب الأحيان لكل هذا مجتمع مع الرغبه في إستعراض القوة من الطرف المتحرش ،
وأنا إذ أزعم إننا نعيش في زمن التحرش لا أبالغ فكثير من الدول الأن تحاول ان تتحرش بجارتها وتفتعل المشاكل إما لصرف النظر عن أخطاء وديكتاتوريه داخليه يعاني منها أبناء هذا البلد او كما قلت لاستعراض العضلات وفرض إتفاقيات قد لا تروق أو تتفق مع مصالح هذا الجار ، والغريب في الامر إن المجتمع الدولي بات يتماشي فكريا مع هذا النوع من التحرش ويتقبله بل ويؤيد هذه التصرفات تبعا لمصالح كل دوله وطبقا لايدلوجيتها وتوجهها ، وما عادت لمواثيق الشرف أو الأخلاق مكان في زمن تتكلم فيه المصالح ويتلون فيه القرار حسب المصلحه وحسب الفائدة المرجوه من تأيد طرف علي أخر ،
وأنا أظن إننا كعرب أكثر المضارين من هذه السياسات التي باتت عاديه ومتقبله وليس أدل علي هذا مما يحدث مع حماس وغزه ، وتحرشات الجميع بهذا الجزء الصامد من عروبتنا ، ولبنان الذي تنتهك اجوائه كل فتره بقصد وعن تعمد وفي تعنت واضح ومقصود ، وبعض الحوادث التي تحدث علي الحدود المصريه الاسرائيليه - والسوريه الاسرائيليه ويتم التكتم عليها والتعتيم حتي لا تثار جموع الجماهير ، كما إن ما حدث من تطاول علي لسان رئيس وزراء إثيوبيا ضد دولة عربيه هي مصر هو صوره قميئه من صور التحرش السافر، ولعل أبرز واقوي أمثلة التحرش هو تحرش القوات الامريكيه بجميع الشواطئ العربيه سواء بداعي الحماية او الصداقه او المناورات المشتركه ، ولا يخفي علي أحد إن هذا هو القناع الذي يختفي تحته الوجه القبيح للأمر برمته ولا يستطيع أحد أن يرد علي هذا التحرش السافر ، لأن الذي يرد يعلم أن مصيره سيكون الأقرب لسيناريوهات كثيره حدثت ربما أقربها للذهن الأن العراق ،
وأعود إلي ما بدأت به مقالي فإن ما يحدث الأن من تحرش بين الكوريتين له عواقب وخيمه لن تطال الجزيره الكوريه فقط بل إنها ستمتد لتشمل العالم بأسره ذلك لعدة أسباب أولها إن كل دوله منهما تابعة لمعسكر معاكس بل نقول معادي للأخر وسيكون هذا مجال لأبراز العضلات وإختبار القوه ، ثانيا لأن هذه الحرب إذا قامت لن تكون حربا بين بلدين بل بين معسكرين ليس هذا وحسب بل وبين أخر ما توصل إليه العقل البشري من وسائل التدمير في كل معسكر و بما تمتلكه الكوريتين من أسلحه حديثه وما ستحصلان عليه من حلفائهما ، ثالثا موقع شبه الجزيره الكوريه يجعل من السهل ولوج الكثير من الدول لهذه المواجهه حفاظا علي مصالحهم من جهه ولدرء أي شكوك قد تدفع بطرف للتعدي علي تلك الدوله أو تلك والاستهانه بها ،
أذن نحن أمام معضله كبيره يعرف الجميع مدي خطورة الوقوع في براثنها ويحسب ألف حساب قبل الخوض في غمار حرب حديثه لا يعرف إلا الله سبحانه وتعالي مدي ما ستسفر عنه من مخاطر قد تصل ربما إلي تدمير معظم أجزاء العالم وتتسبب في هدم حضارة بدأت في الأزدهار بعد أن شبت عن الطوق خلال ألفي عام وتطورت بشكل مذهل خلال الثلاث عقود الماضيه لتحرز ما لم تحرزه الحضاره الإنسانيه في قرون ، ورغم كل هذا يصر جميع الأطراف علي ممارسة التحرش معتمدين خشية الطرف الأخر من الدمار الذي ستلحقه أي خطوه غير محسوبه أو تهور قد يفضي إلي الحرب ،

أشرف نبوي

تداعيات ما بعد الإنفصال

تداعيات ما بعد الإنفصال

كأننا جبلنا علي الغباء وكأننا دوما نرفض ما من الله به علينا من نعم تميزنا علي غيرنا من المخلوقات ، فالانسان هو وحده الذي له تاريخ سجله بنفسه ، كان من المفترض أن يتعلم منه وإلا لما نسجل ونؤرخ ؟ ، لكن الإنسانيه بصفه عامة ونحن العرب بصفة خاصة نأبي ان نتعلم وبدلا من أن نسموا بذواتنا وفكرنا كما أراد الله لنا ، فأننا دوما نسعي للإنحدار ونلهث وراء كل ما يجرنا إلي الحضيض ويسحبنا إلي الهاويه ،
بالأمس القريب شبت حربا شعواء قضت علي الأخضر واليابس وكادت لولا رحمة الله أن تبيد الجنس البشري ، فكانت قنبلتا نجازاكي وهيروشيما وأفاق العالم علي فاجعه كبيره وكان من المفترض أن نتعلم ونقلع عن تصنيع وسائل الدمار الشامل ، لكن ما حدث كان العكس فبعدما كانت عضويه النادي النووي مقتصره علي دوله أو إثنتين أصبحت كل يوم تتسع ربما لتشمل بعد بضع سنين كل دول العالم ،
هذا علي الصعيد العالمي أما علي صعيد دولنا العربيه فيحضرني مثلا عربيا أصيلا (عش رجبا تري عجبا ) فنحن نري عجب العجاب وكأننا لا نريد أن نقف ونتعلم بل نضرب بعرض الحائط كل التجارب السابقه ونصر علي معايشة المعاناة من الصفر لنصل بعد أعوام وأعوام إلي حقيقة ما كان يجب علينا فعله من البداية وكأننا نتعاطي الغباء والحمق كما نتعاطي الخبز ونصر علي ممارسة الحمق دون النظر إلي تاريخنا وتجاربنا ومقارنة ما وصلنا إليه بعد طول عناء بما نرجو أن نصل إليه مع إعتناقنا للحمق عقيدة ،
بحكمة الشيخ زايد رحمة الله عليه تم تجميع إمارات عربيه متفرقه ضعيفه لتصبح اليوم دولة في مصاف دول العالم المتحضر والمسموع بها ، في اليمن ومهما قيل عن حكومتها فأن اتحاد الجنوب مع الشمال وضع اليمن من جديد علي الخارطه العالميه وزاد من ثقلها ورغم مزاعم البعض بنهب خيرات الجنوب فأن هذا النهب إذا كان حقيقيا فهو من أجل خير كل اليمنيين وليس من أجل طرف خارجي كان يغترف من خيرات الجنوب بلا حساب ،
ثم يأتي الان من يتحدث عن تقسيم العراق أو إنفصال أقليم الكرد ، وربما يتحينون الفرصه الغير مواتيه في الظرف الراهن لأعلان هذا الانفصال يوما ، لكن الطامة الكبري هي سعي أبناء الجنوب في السودان للإنفصال ، ومهما كانت الحجج والاسباب والمبررات لأصحاب هذا التوجه فأنا أري إنهم علي خطأ ، فهناك ألف طريقه لإصلاح الوضع وتقاسم السلطه وتغيير الحكومه أو حتي القيام بثوره ، لكن أغبي الخيارات هو خيار الإنفصال ولا أجد مسوغا واحدا ، فالسودان سودان بشماله وجنوبه طوال التاريخ ، والسودان قوي بشقي شعبه شمالا وجنوبا ، وهو السودان بابنائه المخلصين من علماء ومفكرين وأدباء وساسه ، ولم يحدث علي طول التاريخ أن ظهر تماييز لأبناء قسم علي الأخر بل لم نسمع إلا مؤخرا وفقط حين تواجدت القوي الخارجيه الطامحه إلي استغلال ثروات البلاد بما يسمي الجنوب والشمال ، فهذه القوي وجدت إن التعامل مع جزء من السودان دون الأخر سيكون إيسر وأكثر نفعيه من التعامل مع دولة وكيان بحجم السودان ، لذا سعت بكل قوه إلي زعزعة الإستقرار وإشعال نار الفتنه وتقليب أبناء السودان بعضهم علي بعض وقد نجحت ،
أكتب قبل الإستفتاء ولا أدري ماذا سيسفر عنه وإن كنت أشعر أن القوي التي تسعي للإنتفاع بخيرات السودان شمالا وجنوبا مستعده لفعل أي شيء حتي يحدث الإنفصال ويخطئ من يتصور إن الجنوب فقط هو من يملك الثروات فالشمال لديه تربه غنيه وأنهار وثروات طبيعيه ويوجد النفط بأراضيه وإن كانت الكميات أقل من الجنوب والذين يسعون إلي تمزيق السودان يعرفون ذلك جيدا وهم سينقضون علي شماله وجنوبه واحدا بعد الأخر حسب أصول اللعبه المتفق عليها فيما بينهم لينهبوا ثروات الشمال والجنوب بعد أن نجحوا في التفريق بين أبنائه ،
والسؤال الذي دفعني للكتابه هو ما هي تداعيات ما بعد الانفصال ؟ هل سنسمع عن السودان الجنوبي والسودان الشمالي ، كما هو حال الكوريتين ؟ أم إن أحد الشقين سيتنازل عن هويته السودانيه ويخترع مسمي جديدا ومن سيقبل بهذا ؟ أم إن حربا ستشتعل بين القسمين علي أحقية كل منهما بمسمي السودان ؟ وإذا حلت هذه المشكله فهل سنري في إجتماع جامعة الدول العربيه القادم كرسيين وعلمين للسودان ، وفي المحافل الدوليه هل سنري ممثلين أثنين لهذا القطر العزيز علي القلب وهل ستتطابق وجهة نظرهما في القضايا المعروضه عند التصويت أم إننا سنري العداء بينهما سيدفع كل قطر للاختلاف مع الأخر فطرف سيؤيد مثلا الإعتراف بدولة فلسطين فيما سيعارض الأخر ،
يحزن القلب وتنكسر النفس حين أري دول أوربا تتوحد وتتقارب وتزيل الحواجز فيما بينها وتلغي جميع الاجراءات والجمارك وتسعي لتوحيد العمله بشكل نهائي رغم التباين بين ثقافتهم ودياناتهم ولغاتهم ونحن لا نكتفي بتباعدنا كدول لها قواسم مشتركه عديده كاللغه والدين والتاريخ بل نزيد و نزايد بالسعي إلي تفتيت ما هو موجود بالفعل ونتغابي ونتعامي عن ما يخطط لنا من أعدائنا الذين يقفون وراء أي مشروع تقسيم لاضعافنا والنيل منا ، وكأننا يجب ان نتألم ونعاني لنتعلم ، كأننا لا نريد ان نقرأ التاريخ أو نفهم بل لا نريد ان نتعلم .
اشرف نبوي

كشف المستور

كشف المستور
الذي يبطن غير مايظهر دوما معرض لان يكشف وكما قيل الكذب حبله قصير يحضرني هذا وأنا اتابع ما ينشر من تسريبات عبر الموقع الذي اشتهر فجأه ( وكيليكس) وأنا لا أتعجب مما ينشر لأن أي عاقل يعي جيدا حالنا وحال العالم من حولنا ويدرك إن المال ومصالح أصحابه هي المحرك الرئيس لكل ما يحدث علي الساحه العالميه من أحداث سواء أكانت إقتصاديه أو سياسيه أو أدبيه أو حتي رياضيه ، وأنا لا استبعد ان يظهر بعد أيام برقيات أو رسائل تخص الجوائز العالميه مثل جوائز نوبل والأوسكار وغيرهم تفضح طرق منح هذه الجوائز وتبين كيف إن الأوامر تصدر من هذه الجهه أو تلك لتذهب الجائزة إلى جهه أو شخص بعينه بغية تحقيق نتائج تخدم مصالح القوي المهيمنه علي سير الأحداث في العالم ،
وأنا هنا لا أتبني نظرية المؤامره كي لا يفهمني أحد خطأ ، فأنا ضد هذه النظريه لأنها تتخذ كمشجب نعلق عليه كل أخطأئنا وندعي كذبا إنها المؤامره العالميه ضد أمتنا وضد شعوبنا ، المؤامره موجوده لكن ليست ضد شعب أو اشخاص بعينهم ولكنها مؤامره محسوبه تتغير وجهتها طبقا لمصالح سادة المال في العالم ، ولا يخفي علي أحد ما حدث ويحدث لأي بلد أو شخص يفكر في الخروج عن الخط الذي ترسمه تلك المصالح ، وما حدث للعراق أو ما يحدث مع ليبيا خير شاهد ودليل وقبل هذا ما حدث لبطرس غالى الوزير المصري الذي وضعوه علي رأس هيئه أمميه عالميه كي ينفذ ما أرادوا ويمرر ما يبغون ، فسار شوطا ثم حاول أن يكون نفسه فأطيح به بكل بساطه ، أقصد إن الأمر لا يعني الدول أو الموسسات وفقط بل قد يتخطاه ليصبح موجه إلى أشخاص بعينهم وكل هذا تبعا للمصالح،
ولعل ما كشف حتي الأن لا يعدو أن يكون واحد علي ألف مما يمكن أن يتم كشفه ولكن استوقفني مثلا رأي الخارجيه الامريكيه في الرئيس الافغاني والذي يوصف بأبشع وصف في مراسلاتهم السريه ، رغم ما يعلنونه ويصرون علي تصويره دوما من إنه الحليف القوي والذي يعتمد عليه ، أيضا كذبهم المكشوف بشأن الشراكه الاستراتجيه لهم مع أطراف عربيه كمصر والسعوديه ، وما كشفت عنه الوثائق السريه من منعهم لأي صفقة اسحلة متطوره لهذين البلدين تحديدا ، ناهيك عن التسريبات المتعلقه بعلاقتهم بالصين والصفقات التي تعقد سرا بينهم وبين ايران وكوريا وتباين ما يصرون علي إعلانه دوما مع ماتم كشفه من خلال الوثائق المنشوره ،
وهذا إن دل علي شيء فأنما يدل علي إن هذه هي طريقة إدارة الامور بصفه عامه لكن الوثائق فقط أكدت علي هذا ولم تقدم جديد سوي إنها فضحت كذب الدبلوماسيه العالميه التي تتخفي وراء الكثير من الاقنعه الزائفه التي تسقط واحدا وراء الأخر لكنها لاتنتهي، فلكي تبقي المصالح وتزدهر يجب ستر الكثير من تشوهاتها وراء عناوين جاذبه ( كاذبه ) ولكي تتجمل الفعال القبيحه يجب ان ترتدي ثوب هيئه أمميه او جائز عالميه وتضع شعارات براقه تخدع البسطاء ولا مانع من بعثرة بعض الهبات والجوائز والمشاريع الصغيره والوعود الوهميه هنا وهناك للوصول إلى الاهداف المنشوده بأقصر طرق ممكنه ،
حين ينكشف المستور في بعض الاحيان ويظهر قبح المعادله ، يكون كبش الفداء معد وجاهز للتضحيه به ولا فرق في هذا بين كبش فداء تم تسمينه وإعتماده من قبل أصحاب تلك المصالح بل والدفاع عنه بشراسه في كثير من الاحيان حتي يأتي دوره وتحين ساعته ، وبين كبش فداء بأتي دوره عرضي وبالمصادفه ، المهم ان تكون تلك المنظومه الفاسده حاضره دوما بالدفوعات والاعذار ولديها ما يمكنها من الإفلات بجرائمها حين تبرز عورتها وينكشف المستور الذي تكون حريصه علي ستره بكل ما أوتيت من قوه لكنها أيضا تعرف إن الخطا وارد وقد تعلمت تلك القوي صاحبة المصالح من التاريخ لذا فهي دوما تعد العدة لأي احتمال ،
ولعل تصريحات الساسه الامريكان بعد ما نشرته ( وكيليكس ) من فضائح يظهر قدر الاستعداد لمثل تلك السقطات فبرغم أن إحتمال كشف هذا الكم من الثوائق السريه كان بعيد عن الذهنيه المتحكمه في تلك المصالح بما أداركته من وسائل حمايه تكنولوجيه حديثه ، إلا إنها وفي الوقت ذاته كانت تضع ولو إحتمال واحد بالألف أن يتم التسريب ، لذا وبعد الصدمه الأولي بدأت ترتب ردود أفعالها وتسوق الحجج والبراهين بل وتشكك في بعض الوثائق ، ثم عمدت إلى تحريك بعض القضايا ضد الرجل الذي أسس الموقع ونشر الوثائق ، ولم تختلف أساليبها الرخيصه عن اساليب الحكومات البوليسيه في منطقتنا العربيه كثير فحركت دعوي نائمه علي الرجل بداعي الإغتصاب ، ولسنا هنا بصدد الدفاع عن الرجل أو إدانته لكن ألم يجد اصحاب المصالح تهمه أخري أكثر اقناعا من هذه التهمه ليتم توقيفه ليرضخ لطلباتهم أو ليسمح لهم الوقت بإتخاذ تدابير لمنع وصول باقي الوثائق إلى الرأي العام العالمي مما سيتسبب في تعريتهم وفضحهم أكثر ،
ما حدث يظهر بجلاء أن العالم يعاني من إزدواجيه رهيبه وإنفصام فكري حاد وتفشي للكذب والخيانه وإنحدارا أخلاقيا علي كافة الصعد ، مما ينبئ بأننا مقبلون علي حقبة سوداء ستنهار خلالها الحضاره الإنسانية التي شيدناها علي مدار ألفي عام وذلك جراء الطمع والأثرة التي سيطرت علي الجميع وجعلت الشغل الشاغل للجميع خداع بعضهم البعض والكذب لاستخلاص المنافع وسرقة الثروات والسيطره الشامله علي مقدرات وثروات هذا الكوكب بحق وبغير حق وإظهار الود مع إخفاء العداء والكيد ، ربما يكون كشف بعض ما جاء في هذه الوثائق رادعا للجميع كي يكون ظاهرهم كباطنهم فتتحسن الأحوال والعلاقات بين شعوب الأرض قاطبة ، وإن كنت أشك في هذا كثيرا لأن المحرك كما قلت في صدارة كلامي هو المصالح والمصالح لا تعرف غير طريق واحد هو الاخذ وفقط ، وهذا يستدعي ستر النوايا .