tadwina-18873864-tadwina

tadwina-18873864-tadwina

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

الحزن


الحزن
يمارس بعضا فلسفته الخاصه تجاه الحزن إما بالتجاهل أو الكبت أو الصراخ ونتفق علي مقوله يعتبرها البعض أمرا مسلما به إلا وهي إنه الشيء الوحيد الذي يولد كبيرا ثم يصغر ونهمل إكمال التعريف بأنه الشيء الذي يترك ندبا وعلامات علي النفس والقلب ، الشيء الذي يعتصر الروح فلا تعود كما كانت قبل أن يمر بها ، ولعل الحزن الذي يخلفة الموت هو أشد أنواع الحزن آيلاما ، وأكثرها شراسه في مهاجمة القلوب وذبحها بقسوه وبلا هواده ، ولعل بعضنا بل أكثرنا قد ذاق مرارة هذا الحزن بموت عزيز أو قريب ،
الموت الذي يمثل ذروة سنام الحزن هو ذاك الشيء المحير الذي ما آتي به الله تعالي في كتابة العزيز إلا مقرونا بالحياة كما الليل والنهار فهو برغم قسوته ضرور لتكون بعده حياة وهو كما ذكرنا المتسبب الأول والأهم للحزن ويتحكم في حجم الحزن الذي يعترينا بسبب الموت مدي قرب من فارقنا لقلبنا ، كما إنه يحدد صورة الحزن التي تكون متعدده فنري من يحزن ولا يزرف ولو دمعة واحدة ومن يغرق الدنيا بالدموع ويصم الآذان بالنحيب لفراق حبيب ، ويقول علماء النفس إن الحزن المتفجر والذي يستطيع صاحبه أن يعبر عنه هو أيسر أنواع الحزن وأقلها تأثيرا علي القلب والنفس ذلك لأن صاحبه يستنفذ طاقة الحزن المختزنه بالتعبير عنه ، أما من يكتم حزنه فأنه يشقي به ويعتصرة الآلم وقد لا يفارقه حزنه إلا بتفجر حزن أكبر في قلبه أو بالتعبير عنه ولو بعد حين .
والحزن هو الشعور الاكثر ظهورا في صور متعدده فهو إما حزن مرير وقاسي أو حزن يشوبه غضب أو حزن يتلبسه الشجن ، والأول غالبا ما يكون نتيجه لحدث جلل يغير حياة الإنسان وطريقة عيشه ويترك أبلغ الأثر علي نفسه وتطول مدة معايشة هذا النوع من الحزن وتؤثر سلبا علي من يصاب به مهما كانت قوة عزيمته وشدة شكيمته ، أما النوع الثاني والذي يشوبه الغضب فهو وليد حدث عرضي ويظهر أكثر لدي أشخاص بسطاء يتعاملون مع ظاهر الحدث في الغالب وسرعان ما ينجلي حزنهم بمجرد زوال السبب ، أما النوع الثالث فهو حزن خفيف في الغالب لا يكون له سببا محدد وتمر النفس البشريه به من آن لاخر خاصة الاشخاص ذوي الأنفس الرقيقه والأحاسيس المرهفه وكثيرا ما يصاب به الأدباء والكتاب وهو نوع غريب من الحزن ليس له سببا محددا لكنه حالة من حالات الشجن تقترب من حدود الاكتئاب والانطواء علي النفس لكنها وبلا مقدمات تنفرج ويخرج منها صاحبها معافي .
والحزن كشعور إنساني مثله مثل باقي المشاعر والأحاسيس الإنسانيه التي جبل عليها البشر وكما هو الحال مع باقي المشاعر الإنسانيه الأخري فقد بين الله عز وجل وبينت السنة النبويه المطهره سبل معالجة هذا الحزن مهما كانت صورته فبداية نحن مطلبون بأن نكون في هذه الدنيا كالمسافر الذي أستظل بظل شجره ساعه ثم أرتحل فما يضره ما حدث في تلك الساعه وهو المسافر إلي ربه وإلي الدار الاخره ، وهو توجيه نبوي أتي علي لسان رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم ، ثم تأتي آية كريمه تبين كشف الحزن مهما بلغت درجاته ( الغم وهو اقصي درجات الحزن ) عن أي أنسان بمجرد قرائتها - وقد جربت هذا شخصيا ونجح في كشف الهم عن قلبي في كل مره- كما جاء علي لسان رسول الله يونس صلي الله عليه وسلم في سورة الانبياء : إذ قال تعالي
وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَٰهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) الأية صدق الله العظيم
فعلاج الحزن مهما كان نوعه وقدره وقوة تأثيره بسيط ودرجة بساطته تتحكم فيها عوامل أهمها قوة إيمان الشخص وشدة تعلق قلبه بالله وهوان الحياة الدنيا بزينتها ومتاعها علي نفسه وإدراك أنها مجرد متاع وزينة وتفاخر وتكاثر بين الخلق في الأموال والاولاد ، متاع نأخذ منه بقدر ما يقيم حياتنا ويضمن لنا حظا من السعاده والهناء وتطبيق شرع الله في إعمار الارض وتحقيق سنة الله في خلقه وتأديه ما علينا من عبادة هي في الأصل سبب خلقنا ووجودنا علي الأرض
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالانْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ (56) الآية صدق الله العظيم
فهل نوقن بعد هذا أننا قادرين علي هزيمة الحزن والعيش في سلام بمنأى عنه بعدما عرفنا طريقنا لهزيمته ؟
أشرف نبوي

الاثنين، 22 نوفمبر 2010

ممارسة الحب عبر الكتابة


ممارسة الحب عبر الكتابة

البعض حين يكتب يسطر جزء من ذاته عبر أحرفه والبعض يعيش بداخل حرفه أو يقتطع الحرف من تراكمات لحظاته التي يعيشها فيضفر الحلم بالحقيقه والواقع المعاش بالأمل الذي يسكنه وفي المجمل فإن صدق الكلمات يسطع أو يخبوا بريقه بقدر ما نسقط عليها من ذواتنا التي تعايش الكتابه كحاله من حالات الابداع الفكري الممتع للقاريء والكاتب علي السواء ، وهذا يحدث سواء في الكتابه الأبداعيه أو الصحفيه التي ما عادت تكتفي بنقل الخبر أو التعليق عليه بل باتت لها مدارسها في التحليل والنقد وممارسه الأبداع عبر الكتابه الصحفيه بما يميز قلم عن أخر ،
لكن في خضم كل هذا تظهر معضله ربما يستشعرها كل من مارس الكتابه وتأصلت فيه تلك العادة الأبداعيه وهذه المعضله مثل دبيب النمل قد لا تظهر بصوره جليه واضحه ولكنها موجوده وعميقة التأثير ، إنها عادة ممارسة الحب عبر الكتابه وأنا هنا لا أقصد المعني الحرفي أو الظاهري فجميعنا ممكن أن ينثر حبه عبر أحرفه سواء تعبيرا عن حالته المزاجيه ومشاعره أو عبر دعوته للحب بشتي صوره في كتاباته وإبداعاته ،
أما ما أقصده هنا فهو حب الإكتفاء أو الإكتفاء بالتعبير عن الحب عبر الكتابه ومعايشة هذا كواقع إفتراضي مواز يعزل صاحبه عن معايشة الحب الحقيقي ويكتفي بخياله المواز ومشاعره التي يشعر بحرية أكبر في التعبير عنها عبر كتابته ورويدا رويدا يكتفي في النهايه من الحياه بهذا القدر من التعبير والمعايشة عبر الحرف فتتجمد مشاعره ويصاب بتيبس الأحاسيس وإنقطاع وضمور علاقاته الاجتماعيه ، وكي أقرب المنظور أكثر وأزيد من الإيضاح فإن كثير ممن يعانون من هذه الحاله يكتفون بالحد الادني من إظهار مشاعرهم تجاه الآخر فنري زوج لم يقبل زوجته فوق جبينها أو وجنتيها أو يضمها برقه منذ أكثر من عام ونري أم لم تربت علي كتف إبنتها إو تحتصنها شهورا وليست المشكله مشكلة وقت أو ظروف حياتيه فرضت هذا التباعد لأن تلك المشاعر والتعبيرعنها قد لا يحتاج إلا للحظات لكننا ننسي أو نتناسي حاجة المحيطين للشعور بدفء قلوبنا عبر التعبيرعن مشاعرنا بصوره عمليه ،
قد تأخذنا الحماسه عبر معايشة الحب ونثر المشاعر عبر الأحرف إلي جزر نائيه وتعزلنا بصورة أو بأخري عن معايشة واقعنا المعاش وتنثر نتف البرد فوق روابط الحب التي تربطنا بمحيطنا ، لكن يجب علينا جميعا أن نتوقف للحظه وننفض هذا التجمد والانعزاليه ، لنتواصل بدفء مشاعرنا ونعبر عنها للمحيطين بنا لنعيد نثر عبق المشاعر الفياضه التي من خلالها نشعر بحلاوة الحياة وتزداد رغبتنا في الاستمتاع بها عبر تفاعلنا مع الآخر وليس عبر إنزوائنا في ركن الأنا الذي يصيبنا بعد فتره بالبرود والجمود ويسوقنا الي غياهب الأكتئاب الذي بات ظاهره قويه تستولي علي قلوب الكثيرين وعقولهم وتحولهم الي كائنات غاضبه ناقمه علي نفسها وعلي من حولها ،
وقد كان لنا في السيرة العطره لسيد المرسلين صلي الله عليه وسلم أكبر أسوة حين ذكر له أحد جلسائه حبه لرجل مر بهم فسئلة النبي صلي الله عليه وسلم إن كان قد أخبره عن حبه له في الله ، فلما أجابة الرجل بالنفي ، قال أذهب فأخبره فإن هذا أفضل لدوام الموده وإنتشارها وزيادتها بين الناس ، فالواجب علينا جميعا أن نظهر حبنا لذوينا ولأصدقائنا ولكل من لنا به علاقه أو لدينا مشاعر تجاهه وأن نصرح بتلك المشاعر ونفعلها وألا نكتفي بسطر مشاعرنا عبر الحرف أو كتمها في قلوبنا لأن هذا أدعي لوئدها والقضاء عليها ولو بعد حين أما إظهارها ومعايشتها فأنه ينميها ويزيد من أثرها بل إنه يساعدنا علي سطر المحبه والحب أكثر وأكثر وتنوع سبل التعبير عنه مما يجعلنا اكثر قدرة ومقدره علي نثر الحب وبذر بذور المحبه في المجتمع ويعزز من قدرتنا علي ممارسة الحب والتعبير عنه بصورة محسوسه وموجهه لجميع من حولنا وليس عبر الحرف وحسب بل وعلي المستوي الإنساني أيضا .

أشرف نبوي



الخميس، 7 أكتوبر 2010

أبو قردان .. وأخلاقنا

أبو قردان .. وأخلاقنا
حين كنت أسافر من الأسكندريه إلي القاهره وأنا طفل كانت عيناي تتعلقان بالحقول الممتده عبر نافذة القطار وكنت لا أشعر بالوقت أو المسافه حتي نصل ، أما أكثرما كان يشغلني فهو طيور بيضاء رائعة كانت تنتشر عبر المساحات الخضراء عرفت من أبي إنها تسمي طيور أبي قردان ، وقد حاول أبي أن يشرح لي علي قدر فهمي حينها كيف أن هذه الطيور لها فائدة عظيمة في تخليص الأرض من بعض الديدان والحشرات والمحافظه علي الزرع فزاد حبي لهذه الطيور التي كنت أتمني ان ألمس أحدها ، وظللت أتابع هذه الطيور في رحلاتي ويوما بعد يوم كان يزداد تعلقي بها ،
ومرت السنوات وبدأت ألاحظ إختفاء تلك الطيور حتي أصبحت لا أري ولو طائر واحد علي طول المسافة التي يقطعها القطار وحين سألت أجابني البعض بأن المبيدات التي تستخدم في رش الزراعات قد قضت علي هذا الطائر لكنها لم تقضي علي الديدان والحشرات كما كان هو يقوم بدوره فيما سبق !! بل إن الحشرات والديدان طورت وحورت من ذاتها وأصبحت أكثر شراسه وفتكا بالمحاصيل ، وبعد أن كانت الأرض فتيه قويه تعطي فضلها وتفيض بخيرها أصبحت عاقرا تمنحنا مسخا بعد مسخ من الزراعات المسرطنه والهجين والمهندسه وراثيا بهرمونات قاتله ،
أما ما جعلني أتذكر هذا الطائر الجميل فهو رؤيتي لأسراب منه خلال رحلتي من القاهره إلي الأسكندريه مؤخرا وقد دهشت لرؤيتها بعدما كانت أختفت كليا ، وحين سألت أحد أصدقائي وهو بيطري ضحك مندهشا من أهتمامي بهذا الطائر ، لكنه اكد لي انها عائده وبقوه وقد أدرك الجميع خطر معالجة الارض بتلك المبيدات فتوقفوا عن إستخدامها ومن ثم عادت الطيور للظهور من جديد ، وقد تزامن شغفي هذا مع أمر شدني كثيرا ألا وهو عودة الإحتشام للشارع المصري فبعد عقود من التبرج ومسايرة الموضه الغربيه بدأت في السنوات الأخيره ظاهرة الأحتشام في الملبس ولن اقول الحجاب لأنني كنت أري محجبات سافرات أكثر من غيرهن من غير المحجبات وليس المقام هنا مقام تفسير لكنني أقصد الاحتشام بمعناه العام سواء أكانت الفتاه أو السيده محجبه او غير ، الجميع عاد لحرصه علي الاحتشام والتستر وأجمل ما راقني هو تخصيص عربات للنساء في شتي وسائل المواصلات في القاهره والأسكندريه مع عدم الزامهن بالركوب فيها ولكن من تجد حرج في مزاحمة الرجال فلها ما تريد عربه خاصة ببنات جنسها ،
وقد تملكني تفاؤل وأنا أري تزامنا لبداية عودة أبي قردان برقته وبياض طلعته وبداية عودة الاخلاق إلي المجتمع وكأننا بدأنا في هدوء ثورة تصحيحيه فليس عوده أبي قردان إلا علامة علي وعي تأصل في النفوس وتطبيق صحيح لنتائج درس تعلمناه ، وأيضا هذا ينطبق علي أخلاقياتنا بعد أن تخلينا علي جزء كبير منها في سياق ما أطلقنا عليه العولمه بدأنا نعود رويدا لأصولنا وليست القضيه قضيه إحتشام فقط بل هو مؤشر علي عودة الأخلاق بكل ما يتعلق بها من سلوكيات في شتي مناحي الحياة ، في الشارع والاماكن العامه والمواصلات ، وقد كنت أتخوف من ظاهره التحرش الجماعي التي طالما ضخمها الإعلام وركز عليها فتره فأذ بي أفاجئ بشباب وبنات في مقتبل العمر يتحلين بأفضل أخلاق وتتجلي صور أخلاقهم مع كبار السن سواء في الشارع أو في وسائل المواصلات المختلفه في ظاهره بدأت تعود بنا سنين للوراء ايام كان للكبير إحترامه وتقديره وقبل أن تأتي حقبه إندثرت فيها الأخلاق والقيم لصالح أفكار غربيه وغريبه وفتت في عضد قيمنا حتي تصورنا إن المجتمع بتقاليده الموروثه والمتأصله فينا عبر عصور قد إنتهت وباتت من الماضي ،
اشرف نبوي

الخميس، 23 سبتمبر 2010

أول الغيث

أول الغيث

قد ينظر البعض إلي ما حدث منذ أيام من تظاهرات سلميه في أكبر مدن المحروسه (القاهره والأسكندريه )علي إنه أول الغيث لكني أختلف مع من يعتقد هذا ، أختلافا أسسته علي خلفيات كثيره ومؤشرات واضحه بدأت تنذر بحدوث تغييرات كبيره منذ فتره ليست بالقصيره والقاريء الجيد للأحداث كان يدرك أن كرة الثلج بدأت في التحرك وإنها تتسارع ويكبر حجمها يوما بعد يوم ، صحيح أنها تحركت ببطيء في البدايه وبتوجس كبير شابه بعض الامل من قوي سياسيه ومن جموع الشعب في أن يعدل النظام ما اعوج ويقوم بتصحيح الأخطاء ومحاسبة المقصرين لكن كل تلك الأمال ذهبت أدراج الرياح مع إصرار النظام علي المضي قدما فيما يعتقده صوابا بصرف النظر عن اراء القوي الوطنيه السياسيه في مصر فيما يحدث وبات مجلس الشعب مطيه لتمرير أي قوانين يرغب النظام في اقرارها دون ان يكون له الدور الفاعل في مناقشاتها ودراستها كما يحدث في جميع برلمانات العالم وصار المجلس الذي هو بالاساس ممثل الشعب لعبة في أيدي الحكومه والنظام ،
ولعل كرة الثلج التي تحدثت عنها بدأت في مراحل مبكره بالتحرك لكن كما قلت كانت بطيئه جدا حتي إن البعض تشكك في حدوث أي تغيير معللا هذا بعدم ظهور أي بادره للتغير رغم الحوادث الكبري التي مرت بها المحروسه والأزمات الصعبه التي باتت تتوالي واحدة تلو الاخري خاصة خلال السنتين الاخيرتين ولعل حادثة الدويقه كانت نقطه فارقه في مفصل الأحداث ومرورا بحوادث القطارات وقضايا الفساد والاستيلاء علي أراضي الدوله وصولا إلي سرقة لوحه من أحد المتاحف الوطنيه وما تم التعامل به من إستخفاف بالعقول ولا مبالاة مع حادثه لو حدثت في أي دولة اخري لسارع الوزير المسؤل بالأستقاله ، لكن ولأن الجميع يعلم انه آمن من المساءله وإنه بعيدا علي أن تطاله أيدي العداله بما له من حصانه حكوميه وسياديه كونه أحد رموز النظام الذين يراهن عليهم في مسألة بقائه وإستمراريته بل وتوريثه للحكم فأن شيء لم ولن يحدث له ،
فأول الغيث لم يكن تلك القطره التي تمثلت في تظاهرات الامس بل نذر الأعصار كانت قد بدأت منذ فتره بعيده وباتت الامور تنذر بوقوع الإعصار الذي سيجتاح كل خطايا النظام ويغسل ضمير مصر من أدران حقبه طالت وطال فسادها كل مناحي الحياة حتي غطت بسوادها علي جل جهود الشرفاء من أبناء الوطن الذين كان لهم شرف المحاوله للاصلاح ، لكنهم إما سقطوا يأسا أو تعبا من كثرة التجديف ضد التيار ، أو تم إعتقالهم بتهم مختلفة لفقتها أجهزة أمن طاغيه تم تدريبها علي حماية أسيادها وفقط ، بدلا من أن تؤدي دورها الطبيعي في حماية جموع الشعب من طغيان أهل الفساد ، وحين تقلب الأدوار وينتشر الظلم فلا مناص حينها من إندلاع شراراة التغيير التي طال إنتظارها ،
واهم هو من يعتقد دوام الحال ويتلبسه يأس من طول فترة الظلم ، فحقيقة الامر أن دوام الحال من المحال وما يعتقده البعض زمنا طويلا هو بمقياس عمر الامم زمنا يسيرا والمدقق في التاريخ يعرف جيدا أن دولة الظلم زائله وعمرها قصير مهما توهم الواهمون ، والعقلاء هم من يدركون أن التغيير مهما تأخر قادم وأن لكل جواد كبوة والعبرة التي نستقيها من تجارب الامم السابقه والامم من حولنا تؤكد علي ما ذهبت إليه ولعل النموزج الياباني والفرنسي والألماني أبرز الأمثله علي نهضة الأمم بعد كبوتها وتبؤها المكانهة التي تستحق ، ولا داعي لسرد تاريخ يعرفه الكثيرون ربما أفضل مني ، لكن الشاهد أننا نعتقد أن مصر بصدد نهضه تنمويه كبيره تطال كل أوجه الحياة الاقتصاديه والعلميه والاخلاقيه بعد أن تنقشع كل سحب الظلم والظلام ويدرك الجميع إنهم متساوون في الحقوق والواجبات وإن مصر ملك للجميع وليست نهبا لفئة صغيره أستحلت الأستيلاء علي خيراتها والتحكم في ثرواتها،
مقبلون علي حقبه تؤصل فيها أسس الديموقراطيه الحقه فلا يتخذ قرار إلا بموافقه حقيقيه من أبناء مصر الشرفاء عن طريق ممثليهم دون إنتخابات مزوره أو مجاملات ممجوجه ، فالكل مدعوا لان يشارك في إتخاذ القرار بنفسه أو عن طريق ممثليه في مجلس الشعب بما يضمن تحقيق العداله بين أبناء الامه المصريه وصيانة حقوقها وثرواتها من التبديد خاصة فيما يتعلق بحقوق الاجيال القادمة في ثروات مصر من غاز يباع للعدو بثمن بخس ، وثروات طبيعيه تهدر في الصحراء الغربيه وسيناء بلا طائل وموارد تهدر بلا ادني تخطيط ، واموال تصرف بلا حساب لاقامة منتجعات وقري سياحيه لم تجلب لمصر إلا كل بلاء ، وكأننا أنهينا عذابات المواطن البسيط وحققنا حلمه في أن يجد بيت يأويه هو وأولاده ، لنتجه إلى بناء المنتجعات والقري السياحيه التي يزورها ويتمتع بها في صفاقه ابناء الكيان الصهيوني في سيناء ، ويتسكع علي شوطئيها في الساحل الشمالي وشرم والغردقه ابناء الطبقه الفاسده والمفسده ممن نهبوا الثروات واستولوا بلا وجه حق علي خيرات هذا الوطن ،
أشرف نبوي

الأحد، 19 سبتمبر 2010

زهرة الخشخاش

زهرة الخشخاش
بصرف النظر عن قيمة وقدر لوحة زهرة الخشخاش التي سرقت مؤخر من احد متاحف مصر المحروسه وهي اللوحه الوحيده لدي مصر من اعمال الفنان ( فان جوخ) ( بالمناسبه الخشخاش ده هو النبات المعروف عند العامه بالحشيش والذي يؤخذ منه الكيف للمحششين ) أقول بصرف النظر عن القيمه الفنيه للوحه والقيمة الفعليه كونها عمل أصلي لفنان من فناني العالم المتميزين والمشهود لهم ، فأن ما اثاردهشتي هو تلك الضجه الكبيره التي صاحبت سرقة اللوحه وكأننا تفاجئنا بالسرقه ومبعث عجبي ودهشتي ان الجميع يعلم وأولهم الوزير الذي بدأ وصلة النواح علي ضياع اللوحه بعدما اعلن عن فقدها ثم اعلن وبسرعه عن استعادتها ( طبعا والا كيف يكون هو الوزير وتسرق اللوحه في عهده ده حتي عيب خاصة وهو الوزير الفنان ؟ )
ثم تراجع بعد ساعات قليله عن تصريحه البطولي الذي اعلن فيه استعادة اللوحه ليؤكد انها مازالت مفقوده ولان الجنازه حاره والميت لوحه ( بس مش أي لوحه ده لوحه عالميه والجميع يترقب أخبارها ) فقد فكر الوزير العبقري في كبش فداء لعل الالسن تقطع والصمت يعم ويتم ( الطرمخه ) كالعاده لكنه يعي جيدا ان الموضوع ليس بتلك البساطه فهداه تفكيره الحلزوني إلي أن الحل يكمن في ان يكون هناك اكثر من كبش فداء ويتفرق دم اللوحه بين القبائل وحتي يتم مناقشه من المتسبب وهل هذا القرار عادل أم لا وهل تستحق اللوحه حصد هذه الرؤوس ، يكون ربنا فرجها من عنده وحدثت سرقه أخري تلهي عن الأولي أو يكون العيد قد حل ويتلهي الناس في مصاريف الكعك والعديات ومن بعدها مصروفات المدارس وهم العيش وغم الحياة ،
لكن ما فات علي الوزير النبيه الفطن ان اللوحه لاتهم رجل الشارع العادي الذي أغرق في بحر الهم من زمن وبات وجوده في باطن أرض الكنانه أفضل ألف مره من عيشه علي ظهرها وهو لا يهمه من موضوع زهرة الخشخاش الا أسمها الذي يدرك جيدا انه متعلق في عقله الباطن بالمزاج والكيف الذي ينسيه بعضا من هم الحياة حين يشد نفسا من (لي الشيشه) في غرزه أو قهوة بلدي متواريه عن الأنظار يستطيع أن يتناول كرسي المعسل المصحوب بالحشيش فيها ، أما متحف ولوحه وكلام فاضي فهذا أبعد ما يكون عن زهن الانسان البسيط الباحث طوال الاربع وعشرين ساعه عن ما يسد رمقه ورمق اولاده ، - ولتعذرني الكابته الراقيه ( فاطمه ناعوت ) علي هذا الكلام خاصة بعدما قرأت مقالها الرائع عن هذا الموضوع وعن أثر الفن علي الانسان –
المصيبه هي في العالم المحيط بنا خاصة بعدما أصبح العالم قريه صغيره وما يحدث في أي مكان يكون حديث العالم كله بعد ثوان معدوده ، ولأن كثيرا من دول العالم لايعاني أبنائها مما نعاني نحن منه في منطقتنا فأن لديهم الوقت والجهد لمتابعة موضوع سرقة اللوحه ومتابعه ما حدث وما سوف يحدث ويطلبون معرفة كل التفاصيل وكيفية معالجة القضيه وكيف سيكون هناك ضمان بالا تتكرر تلك الحادثه مع أي شيء يمثل التراث الانساني ،
والوزير الذي خسر معرفة اليونسكو من اشهر قليله لا اريد ان تزداد فضائحه اكثر واكثر وهو الجالس علي عرش الوزاره لاكثر من عشرون عاما ويطمع أن يجلس حتي توافيه المنيه لان مصر المحروسه عجزت علي أن تلد من يكافئه موهبه أو يقارب عبقريته الفذه !! لذا فقد قبع في موقعه لا يبارحه ، ولان مبدأ المحاسبه قد غاب واختفي فأن ما حدث ويحدث سواء في وزراة الثقافه أو غيرها لن يجد من يصحح مساره أو يصوبه ( عملا بقول أعطو القط مفتاح الكرار ) ، المختلف هذه المره إن اللوحه تلقي إهتماما عالميا وهي لفنان عالمي ومعروفه ولا يمكن باي حال أن يمر موضوع سرقتها هكذا وسيكون هناك ألف ألف سؤال وألف علامة إستفهام ، لم يتم إصلاح وتحديث أنظمه المراقبه والحراسه ؟ وأين دور المتابعه والرقابه ؟ وكيف تكرر سرقة نفس اللوحه ( اللوحه تمت سرقتها وإسترجاعها في سبعينات القرن الفائت) واذا كان هذا قد حدث للوحه تحت الضوء تعرض في متحف عام فما هو مصير ألاف القطع الأثريه واللوحات التي لا تقدر بثمن ولا يعرف عنها أحد شيء والتي يحتفظ ببعضها في مخازن الوزارة علي أمل عرضها يوما ، نعم يحتفظ بها في مخازن وزارة الثقافه وليس الهيئه العامه للأثار ( ولي عنها أيضا كلام في مقال أخر ) أليس من الأولى أن نعرف مصير هذه الثروات التي لا تقدر بثمن ،
وقد بدأت كلامي وأنا أعرف إن البعض سيتعجب مما سردت لاني أتحدث عن سرقة لوحه مهما كانت قيمتها فهي في النهاية لوحه واحده لفنان واحد يقدره البعض وينتقده البعض ، لكنني حين أثرت الموضوع لم يكن ليهمني أمر تلك اللوحه التي هي ومع كامل أحترامي لأراء الجميع فهي في نظري مجرد شخبطه ألوان مختلطه يطغي عليها الأصفر والأخضر لزهرة لا تحمل بعضا من جمال ورده بلدي أو زهرة بنفسج أو حتي زهر توليب كل مايميزها إن راسمها أحد أساطين الفن كما يصنفه البعض ،
أما سبب ما كتبت فهو تفاهتنا حين نركز علي سرقة لوحه خطها فنان أي كانت قيمته وقيمة ما رسم ثم نتناسى أو نجبن عن مواجهة حقيقه سرقة أمه بكاملها سرقة أحلام شباب وفتيات أمة بكاملها وتاريخ أمه وعمر أمه ، نتاغضي بلا مبالاة ووضاعه عن مواجهة حقيقه أننا جبناء رضينا بأن يسرق التاريخ وتضيع الأمجاد وتسقط أمه من عليائها نتيجه لخضوعنا وذلنا لتصبح نهبا مستباحا لكافة الأمم نركز ونبحث ونتسائل عن مصير اللوحه ونضع الخطط لإستعادتها ونجند الأجهزه للبحث عنها ، ونغفل عن فعل الشيء نفسه في سبيل إستعادة ما سرقه لصوص هذه الأمه من أبنائها بعدما أستباحوا بيضتها وأستحلوا نهبها وحولوا ابنائها الي عبيد متسولون في أمتهم التي نشب الظلم فيها نابه بأيدي بني جلدتهم قبل أيدي اعدائها ، ثم تداعت الامم عليها ليستكملوا مسلسل النهب والسرقه تارة بقرارت دوليه وتاره بتحالفات مشبوهه مع شياطين الانس من أبناء امتنا وقواديها ،
لا غرو أن إستعادة اللوحه ربما يكون هاما بما تمثله لدي البعض من قيمه وبما لها من قيمة أدبيه وفنيه ، وعملا بمبدأ إستعادة الحقوق وإحقاق الحق ومحاسبة المقصرين ، لكن أن يحدث هذا وفقط من أجل لوحه ثم تقلب الموازين فيما يخص مستقبل هذه الأمه ولا نسعي لأنفاذ نفس المبدأ فلا نضرب بيد من حديد علي أيدي العابثين بمستقبلها ونترك لصوص الأقوات والأمال يعيثون فسادا وأفسادا فهذا منطق معوج ولا يستقم بأي حال فنحن أما نطبق المبادئ بصورة شامله أو نتخلي عن تطبيقها تماما طالما كنا عاجزين عن تطبيقها في المجال الأهم ،

اشرف نبوي

الأحد، 29 أغسطس 2010

الحساب والمحاسبه

في مسقط رأسي الأسكندريه تستطيع أن تري عجب العجاب ، نطحات سحاب بجوار عشش في ميامي والمنتزه وسيدي بشر ، كورنيش يخطف الأنظار بجماله وحواري بعضها لم تدخلة أبسط خدمات البنيه الأساسيه من صرف صحي ومياه وكهرباء وتليفونات ، أرصفه عريضه وعاليه وأرصفه مدفونه وغائبه في الأسفلت ، أستبدلت بردورات البازلت التي عاشت من أيام الإحتلال الأنجليزي لمصر منذ أكثر من سبعين عاما ليحل محلها بردورات أسمنتيه قميئه المنظر ، بعضها تفتت قبل أن يمر علي تركيبه أكثر من أشهر قليله في مشروع لم يعلن عن سبب تنفيذه لتاريخه أستنفذ من جهد المحافظ (اللواء عادل لبيب) والمحافظه الكثير دون أن يعرف السبب للتغير اللهم إلا المزاج إذا كنا حسني النيه ولم نشكك في ذمة أحد ، قرار أتخذ بجرة قلم دون دراسه أو إستشارة لأحد بمنع منح تراخيص البناء لأكثر من 6 أدوار مما دفع بأسعار العقارات لتحلق في السماء في وقت تعاني فيه المنطقه بل والعالم من مشاكل إقتصاديه وكساد ليزداد الأمر سوء.

ولكي أكون منصفا ربما لدي الرجل أسبابه لكن ألا يحق للناس أن تعرف الأسباب ، أن تشارك في إتخاذ القرار، أن تساهم ربما في حل المشاكل التي قد يتخوف منها السيد اللواء عادل لبيب الذي يتميز بعناد وكبر لم نصادفه من قبل في أي محافظ وهو وإن كان قد نجح في النهوض ببعض المحافظات الاخري مما أهله للترشح كمحافظ للأسكندريه فأن هذا لا يعني إنه جدير بالنجاح في بلد كالأسكندريه التي هي العاصمة الثانيه وأكبر مدن مصر بعد القاهره وربما أكبر مدن القاره وأنشطها ورغم إن هذا الامر قد يعتبره البعض أمر مغرق في المحليه إلا إنني أعتبره مثالا لما هو عليه الحال في معظم أن لم يكن كل المدن العربيه من المحيط إلي الخليج وهي آفة متوطنه فينا من يستلم زمام أمر ما ، يبدأ في التحكم والتصرف وكأنها عزبة وأقطاع اللي خلفوه وأتو به الي هذه الدنيا ليحكم ويتحكم في المال العام الذي ليس هو مالكه ولكنه مستأمن عليه فيبعثر يمينا وشمالا هذا إن كان نظيف اليد ولا يجد من يسأله أو يراجعه فهو الحاكم بأمره والمتحكم في مصائر أبناء المدينه أو المحافظه التي وليها بالتعيين ودون أن يكون لبراعته أو إجتهاده أي يد في اسباب توليه هذا المنصب ويبدأ في تنفيذ روئاه دون دراسه أو إستشاره وإنما بمنطق أنا القانون وأنا السيد الآمر الناهي وهو يعلم جيدا أن لا أحد سيحاسبه وأن فترة تواجده في المنصب محدوده ومحتومه ومرتبطه بتغيرات تجري لحفظ ماء لوجه كل عدة سنوات في بلدان ظاهرها الديموقراطيه وباطنها المصالح والحسابات ، لذا فهو يعلم إنه ومهما فعل وأرتكب من حماقات في مأمن بل بالعكس هو يعرف جيدا إنه لو لم يلمع أسمه أو تجري سيرته علي السنه العامه بالخير بعدما يكون قد أسهم بأيجابيه في نجاح ما أوكل إليه من مسؤلية فأن القياده ستتمسك به مده أطول ولن تفكر في التخلص منه.

بل ربما زادت من صلاحياته وحصل رضي القياده السياسيه التي لن تحاسبه ولم يحدث أن قامت بحساب أي محافظ ترك منصبه بعد سنوات من السرقه والنهب أو سوء الإدارة ، وهذا شجع كثيرين علي التطلع لهذا المنصب الذي هو بمثابة كنز علي بابا أو المنصب الوحيد الذي لا يحاسب صاحبه مهما فعل ومهما أرتكب من حماقات ، وأنا هنا أتساءل ألم يحدد الدستور أو القانون وسيله لمحاسبة المحافظين أم إن أختيارهم من قبل القياده السياسيه وتعينهم هو حاجز ووقايه لهم من أي حساب أو مسائله وإذا كان هناك ما يضعهم تحت سقف المسائله والحساب فما هو السبب وراء تعطيل حسابهم ومن هو المنوط به حسابهم أليس هذا هو واجب مجلس الشعب أو نوابه أو أي جهه رقابيه أخري ، كما هو الحال في الديموقراطيات العريقه التي ندعي كذبا إننا في ركابها ماضون ، أليس لنا فيها أسوة فنعتمد آليات محاسبة المخطيء كما يفعلون هم طالما إننا تناسينا الأسوة الحسنه التي ضربها لنا الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز في محاسبة المخطئين خاصة فيما يتعلق بتجاوزات مسؤلي بيت المال في كافة أمصار الأمه وصرامته في محاسبتهم التي أرست العدل وحققت فائضا لبيت مال المسلمين حتي لم يجدو وقتها أحد يعطوه زكاة المال .

فنحن لم نطبق مباديء الحساب النابعه من شريعتنا والتي أثبت التاريخ إنها أحدثت فرقا بفاعلتيها ، ولم نعتمد ما أتت به النظم الوضعيه الحديثه المتمثله في الديموقراطيات التي تعني بكفالة التدقيق والحساب والمسأله لأي شخص مهما كان وضعه وتضع آليات ناجعه تتولي الرقابه بشكل يحقق الشفافيه والإلتزام من جانب الجميع لتحقيق منظومة النجاح بلا تجاوزات ، ولا أدري لما لا يلتفت القائمون علي أمور السياسه في بلادنا لهذا الموضوع الخطير والذي يسهم بشكل سلبي في تأخير دوران عجلة التنميه التي يتغني بها الجميع وهي لاتزال متوقفه معطله بسبب تجازوات البعض ، وانا هنا قدمت مثالا واحد لمسته ورأيته بأم عيني ، لكن هذا لا يعني إنه الوحيد ، فكما قلت هذا داء مستشري ويفت في عضد الذين يحاولون إعاده بناء عظمة الامه من جديد ، ويعود بنا خطوات للوراء كلما حاولنا أن نخطو للأمام فقضيه الحساب والمحاسبه تلك هي من أدق واخطر القضايا التي تواجه الأمه وطالما لم تحسم تلك القضيه فسنظل في مكاننا نراوح كل يعمل علي هواه ودون أن يكون هناك تنسيق أو حساب لمن يحمل معولا للهدم يسارع بالقضاء علي كل بناء جديد لا يتفق مع رؤيته الأنيه والشخصيه التي قد تكون في الأغلب رؤيه قاصره تنقصها الخبرات أو لا تتسق والسياق العام للنهضه التي يخطط لها أخرون ، وكي لا يفهم كلامي خطأ فأني أتمني أن توضع آليه واضحه المعالم لا تتسبب في تقييد يد الأبداع وتعطل بفرض وصايتها كل عقل وضمير بل تسهم في دفع التجارب الواعده والأمال الصادقه وتضرب بيد من حديد علي يد كل مخرب بقصد أو بدون وتصحح مسار أي فكر ينتهج أسلوب قد لا يتوائم والسياق العام للتنميه في بلداننا العربيه قاطبة ، شكل من أشكال الرقابه الذي لا يقيد بل يصحح المسار حين ينحرف صاحبه عن الهدف وبسرعه ودون تهاون حتي نسرع من معدلات التنميه ونخطو بثبات نحو مستقبل أفضل .

أشرف نبوي

الاثنين، 16 أغسطس 2010

أحنا والا الحكومه ؟

أحنا والا الحكومه ؟
سؤال موجع يتردد حاليا علي ألسنه الجميع العيب فينا نحن كشعب وكأفراد أم هو عيب في الحكومه وإذا سلمنا بأن العيب في الحكومه التي أتت علي الأخضر واليابس في مصرنا الحبيبه خلال فترة حكمها التي أمتدت لسنوات بلا سبب واضح اللهم إلا إذا كان السبب القضاء علي مصر وشعبها نهائيا وحتي لا تقوم لهذا البلد قومه بعد الأن ، أقول إذا سلمنا بأن الحكومه هي السبب في كل شيء تبرز أمامنا علامة إستفهام كبيره ألا وهي هل الحكومه هي من قتل الشاب خالد سعيد وغيره كثيرون ؟ وهل الحكومه هي من أغرقت شبابنا الهاربين لأوربا عبر البحر ؟، وهل الحكومه هي من تأخذ الرشوه وتعطل المصالح ؟ وهل وهل ألف علامة إستفهام ، والأجابة المنطقيه ستأتي بالنفي ، ونقف ونحن نحدق إلي المذنبين كأفراد ، هم أفراد من بين ظهرانينا ، هم أخي وأخيك وأبيك وعمي وأبني وأبن أخيك ، هم جزء ظالم لكل مظلوم ليس بيده حيله ، ومن هذا المنظور الضيق نري إننا نحن من نظلم حالنا بأيدينا أو بأيدي ذوينا ،
لكن وبحياديه تامه ليست تلك هي حقيقة الأمر ، لما ؟ لأننا في مجتمع يحكمه قانون لوطبق بعداله ومساوة لتغير الحال جذريا ،نعم نحن من يظلم ويتجاوز كأفراد ونحن من نجور بظلمنا علي بعضنا البعض لكن لما ظهر الظلم وتفشي فيما بيننا ببساطه لأن القائمين علي الأمر في مصر وفي كثير من بلداننا العربيه شطبوا كلمات العدل والنزاهه والشرف والامانه من قاموسهم ، ودونوا بدلا منها الظلم والمحسوبيه والنهب ، فصارت الامور تدار بمنطق معوج وصار الحق لا يصل إلي صاحبه وأصبحنا نعيش بمنطق الغاب ، القوي يدوس الضعيف ويقضي عليه والقوي هنا دوما هو أبن الحكومه وأخ الحكومه أو حتي صديق الحكومه أنت تستطيع أن تحصل علي كل شيء إذا كنت أحد هؤلاء تستطيع أن تحصل علي أراضي الدوله بلا مقابل أو بمقابل زهيد جدا وتستطيع أن تعالج نفسك او زويك في الخارج في أعظم مستشفيات العالم علي نفقة الدوله وتستطيع أن تقترض أي ملايين من بنوك الدوله بلا ضمانات فأنت أبن الحكومه ، بل تستطيع أن تدوس القانون بحذائك أيضا لانك ابن الحكومه .
وأنت قبل كل هذا تعرف انك في مأمن ولن يطالك شيء وإذا عبثت معك وسائل الأعلام من خلال محرر صاعد لم تلوثه ابهة المناصب فأنك علي يقين من الحكومه ستدافع عنك وإن إستحال الدفاع عنك فهي ستتيح لك الفرار بأموالك لتستمتع بما سرقته ، لذا بدأ الجميع رويدا رويدا يزحف ليستظل بجناح الحكومه فهي الملجأ والامان ومن لم يستطع فكر في الفرارا بعيدا هجرة أو سفرا ، ومن لم يستطيع فراق وطنه بدأ في تنفيذ خطته الخاصه بسرقة الحكومه فأما يكون موظفا فلا يعمل ظنا منه أن هذا إنتقاما من الحكومه ، رغم إنه ينتقم من نفسه وأهله في المقام الأول ، او يبدأ في تلقي الرشي التي يشعر بأنها عقاب للحكومه علي إهمالها له وتميزها لأبنائها الاخرين عليه ، أو يبدأ في تعذيب كل من يقع تحت يده من اخوانه المواطينين تعذيبا ماديا كما فعل بالمغدور خالد سعيد أو نفسيا من خلال إهانه وتعطيل كل من له مصلحة لديه ، ظنا منه ان هؤلاء إنما هم جزء من أبناء الحكومه التي ميزت البعض عليه ووضعته في هذا الموضع المزري ،
حين تختفي العداله وتنعدم المساوة بين أبناء الوطن الواحد وحين يعامل البعض بطريقه تختلف عن الاخرين تبدأ امراض المجتمع في الظهور فتتشعب المحسوبيه ويتكاثر الفساد وينتشر النهب والسرقه ويتفشي الظلم بكل صوره ولا يعود أحد يفكر فيمن امامه وهل هو يستحق أن نقسوا عليه ونظلمه أم إننا بغياب منطق العدل وإختفاء الشرف نحاكم كل من يقع تحت أيدينا سواء أكان هو المذنب أم لا المهم أن نفرغ طاقة البغض التي بداخلنا ونتلذذ بتعذيب من نستطيع تعذيبه رغم يقيننا بأنه لم يكن سببا فيما نحن فيه لكننا نتحول لوحوش تتغذي علي دماء بعضها البعض وننسي أو نتناسي في غمار ممارسة إنتقامنا من بعضنا البعض وبغينا علي بعضنا البعض المذنب الرئيس وننسي إننا نحن من فرط في الدفاع عن حقوقه وبدلا من هذا إتخذنا الطريق السهل وهو أن نبغي علي من هم ضعاف مثلنا ولم نفكر ولو للحظه في محاسبه من اوصلونا لتلك الهاويه ، ولم نفكر في إصلاح ما أعوج بوقوفنا في وجه الظلم ومحاولة غيقافه بدلا من المساعده في نشره .
الخلاصة إننا مشتركون في الأثم جميعا نحن والحكومه ، الحكومه لأنها أسست للظلم ومارسته في أبشع صوره دون مراعاة لشرع أو دين أو عرف ونحن حين صمتنا وجبنا ومن ثم بدأنا في الانتقام ليس ممن ظلمنا ولكن من أنفسنا ومن بعضنا البعض ودخلنا حلقه مفرغه من حلقات الإنتقام التي لا تنتهي أو توقف الظلم ويقيني إننا سنظل هكذا لو لم نتوقف قليلا أمام انفسنا ونفكر في طريقة لإصلاح ما أعوج ونبدأ في إصلاح ذواتنا في البدايه وطريقة تعاطينا مع امور حياتنا ومع بعضنا البعض لنتكاتف ونتعاضد لنستطيع مواجهة جبروت وقسوة الحكومه وعندها نستطيع أن نتغلب علي كل صعوبه بل ونصلح ما أفسده الصمت .
اشرف نبوي

الاثنين، 9 أغسطس 2010

كوكتيل

كوكتيل

خالد سعيد ، وائل الأبراشي ، قضية المحامين ، الجندي الأسرائيلي (جلعاد شاليط )وغيرها الكثير والكثير جلست أفكر ماذا يراد بنا وهل الأعلام أصبح المحرك الرئيس لكل ما حولنا ، يتناول قضيه فنتحلق حولها تحلقنا ونحن صغار بأنبهار حول الحاوي ( المهرج او الساحر ( ونفتح أشداقنا مشدوهين بما يقدمه من حركات خفة اليد واللعب بالنار وحين ينتهي نتفرق علي موعد أخر في إنتظار عرض جديد ربما في الغد أو بعد شهر أو حتي سنه ، ونتناسي ما حدث أمامنا حتي يذكرنا من جديد حضور الحاوي بما قدمه لنا قبلا،
، قصه غريبه تتكرر مع تغير اللاعبين فالحاوي أصبح وسائل الأعلام التي تركز علي خبر أوحادثة معينه فتشغلنا بها عن كل ما سواها ثم تنتقل بخفه لحادثة أخري تريد ان تشغلنا به ونحن ننساق بلا أدني مقاومه ، قضيه خالد سعيد التي كان من المفترض أن تظل ساخنه وتشهد تغييرا جذريا في طريقه التعاطي مع مثل هذه الحوادث التي يدعون إنها فرديه ، مع إنها أصبحت سمة االتعامل بين من يفترض بهم أن يكونو حماة الشعب وفي خدمة أمنه وبين أفراد الشعب العزل ، كان من المفترض ألا يصمت الإعلام قبل أن يتم الحكم في القضيه بنزاهه وعدل وقبل أن يستأصل السبب الذي أدي الي حدوث تلك المهزله الا وهو إستمرار التعامل بقانون الطوارئ لكن فجأه وكأن الامر أتي من جهات عليا ، صمت الجميع ، وأبتعد عن التعاطي في الموضوع ربما رهبه وخوف من أن يطالهم ما طال المغدور خالد سعيد أو قناعه بأن هذا أقصي ما يمكن أن يصل إليه تأثيرهم في وطن أستبيحت فيه كرامة الانسان وأستهين بها إلي أقصي درجات الإستهانه .
وائل الابراشي وبرغم إن قضيته كاعلامي يسلط عليها الضوء من آن لاخر إلا إنها أيضا تندرج تحت نفس التوصيف يتجاهلها الإعلام ويخفت الحديث عنها حتي موعد إحدي الجلسات حين تنبري الصحافه المرئيه إلي تغطيه الخبر لكن ليس هناك تنسيق أومتابعه وبحث في جذور وأصل المشكله وأين يقع الخط الفاصل بين حرية التعبير وحرية التجني ورفع القضايا علي أصحاب الأقلام ، وهل قمنا بالفعل بوضع تصور لحلول مستقبيله ، أو البحث عن بدائل لضمان عدم تكرار ذلك مستقبلا ، وهل من حق الوزير أن يرفع قضيه علي كائن من كان وليس من حق المواطن ( كطرف ضعيف أمام جبروت الحكومه ) أن يرفع قضيه علي الوزير ، وهل نحن بلد مؤسسات أم بلد أفراد يحكمه الكيف والمزاج ويتواري في جبناته القانون خجلا أمام طبقه نصبت نفسها صاحبة الأرض والعرض والثروات ،
أما قضية المحامين وخلافهم مع القضاة وما يتسرب عن وجود نية لتسويات أوصفقات مشبوهه فتلك هي الطامة الكبري خاصة وأن طرفيها جهتين عدليتين يفترض إنهما حماة القانون والدستور والساهرين علي تطبيقه بكل عدل وحياديه وكم ألمني أن يحكم في قضيه المحامين في غمضه عين ( ربما لغضبة ) أو لشخصنة النزاع ، وهناك من القضايا التي تهم قطاعات كبيره من المواطنين والتي في بعضها ينام المواطنين في الشارع شهورا بل سنوات تظل قضاياهم حائره في دوائر المحاكم سنين ، لكن وبنفس المنطق تم التعتيتم ( والطرمخه ) المتعمده علي القضيه ودفنها ضمن ما يدفن ،
كما هي حال الجندي اليهودي (جلعاد شاليط) فحين يراد إستغلال تلك القضيه يتم التركيز عليها ووضعها في بؤرة الحدث ويبكي ويتباكي الكيان الصهيوني البغيض علي هذا الشاب المسكين وفجأه تختفي كل العروض وتندثر الوعود ولا يعد أحد يذكر أي شيء عن قضية الجندي او مطالب حماس بالأفراج عن ألاف الفلسطينين المحتجزين دون محاكمه ودون وجه حق في السجون والمعتقلات الأسرائيليه .
كوكتيل غريب لقضايا وموضوعات لا رابط بينها سوي ما ذكرت إنها تظهر وتختفي بحسب رغبة القائمين علي الإعلام وبحسب رغبات جهات معينه تحرك الامور كما يحلوا لها من وراء الستار ، وأنا هنا لست من مؤيدي فكرة المؤامره لكن ألا يستوقفنا ولو قليلا هذا الذي يحدث وبوتيره منتظمه ومنظمه ، ألا يستحق منا وقفة عاقلة متأنيه لنعرف كيف تدار الأمور ولصالح من ؟ بل وكيف لنا أن نتيقن من صدق او كذب ما يحاولون تسويقه لنا ونتلقفه بلا رويه او تفكير ، أم إننا إرتضينا أن نكون أحدي مكونات هذا الكوكتيل في معصرة الحياة ؟
أشرف نبوي

الخميس، 5 أغسطس 2010

بركة البلطجه !!!

بركة البلطجه !!!
لم أكن أعرف إن للبلطجه بركه إلا مؤخرا وتحديدا عندما وجدت نفسي مضطرا لأصطحاب شنطة سفر لقريب لي عند عودتي من الغاليه مصر وكانت زياده عن الوزن المقرر والذي أحرص دوما علي أن يكون مطابقا لما هو وارد بتذكرة الطائره ، ولكن صديقي الذي حملني الشنطه وعد بأن يرسل لي شخصا يمرر هذا الوزن بل إنه طلب مني أن أخذ معي ما أريد فهو سوف يتصرف لكني وللصدق لم أستمع إليه وأصطحبت وزني كما أنا متعود بالضبط وأخذت حقيبته وذهبت إلي هناك وحين نظر الرجل القابع بنظارته السميكه - خلف كاونتر الوزن - إلي شنطي الثلاث نظره شامته وتناول الآله الحاسبه التي أمامه وأخذ يحسب ويضرب ويجمع ثم نظر لي من فوق النظارة التي كانت أنحدرت علي أنفه الكبير وقال بإبتسامه صفراء تعلوا سحنته الشامته ثمانمائه وخمسون جنيه وزن زائد ، فأبتسمت وأنا أقول له لا أعتقد أن ما في الشنطه يستحق كل هذا المبلغ ، لم يرد وأنتظر أن أجيبه ، وهو يشير للحمال الذي كان يقف علي بعد خطوات أن يقترب ، همس في أذنه ثم وجدت الحمال يقترب مني هامسا : تدفع خمسميه وتخلص ، لم أستوعب ففهم الرجل خلف الكاونتر تعبيرات وجهي فأشار للحمال أن ينزل شنطي ويرجعني في أخر الصف حتي أعيد التفكير،
تناولت هاتفي وأتصلت بصديقي الذي اعطاني الشنطه أستشيره ، فرد مؤكدا علي حضور أحد الموظفين لانهاء الموضوع ، وفعلا بعد عدة دقائق مرت ثقيله وجدت شاب يقترب ويأخذ جواز سفري ويتجه للكاونتر من جديد ، لكن الرجل الهادئ خلف الكاونتر تحول لوحش هائج بمجرد أن رأي جواز سفري من جديد مع هذا الشاب وأخذ يقسم بكل أيمانات الله بأنه لن يرضخ لأحد ولن تمر الشنط التي معي ، وبعد أن هدأ همس للشاب في أذنه وعاد الشاب يقول ممكن نعدي شنطيتن بس ثلاثه لا قلت له أنا وزني من خلال الشنطتين عادي وليس به زياده ، شعر بالحرج فتركني وهو يعد بأن يحضر مساعده،
أتصلت بصديقي مرة ثانيه فوعد أن يحضر أخر ومضت عشر دقائق وجدت بعدها شخص كبير في السن عرفت فيما بعد إنه كبير الحمالين أتجه نحوي وأخذ الجواز وذهب لكونتر أخر وهو يبتسم ويوزع تحياته للجميع لكن الموظف الأول ترك مكانه وذهب متوعدا ومهددا لزميلاته في الكونتر الأخر وعبثا حاول الرجل العجوز كبير الحمالين ملاطفته أو تهدئته حتي لم يجد أمامه إلا الأستعانه بضابط شرطه كان يعرفه جيدا ، قام بأحضاره إلي الموظف الذي كان قد بدأ يظهر نوياه قبل مجيء الضابط وهو يقول مش عايز تدفع المبلغ قلنا و ماله بس كمان مش عايز حتي تدفع قهوتنا ده كتير ، كنت قد بدأت أفقد هدوئي وأقترب الحمال الأول ثانيا وهو يقول : خليهم 300 جنيه وخلص ، فنظرت إليه غاضبا وقبل أن أجيب كان الضابط قد حضر فتشاغل الموظف عنه وهو يحاول أن يتملص من طلبه لاحظ الضابط هذا فطلب منه أن يلحقه علي مكتبه
بعد دقائق اتي الموظف وقد شعرت بأنه أرغم علي تمرير الشنطه فأخذ يخلف بكل ما عرف من أيمان بأنها ستكون المره الاخيره ولن يعدي أي شيء بعد ذلك ، وقد ذكرني حينها بمقولة القصري في فيلمه الجميل مع اسماعيل ياسين ( هتنزل المره دي بس أعملي حسابك المره الجايه لا يمكن تنزل أبدا) ومرت الشنط بهدوء ، وأمسك كبير الحمالين بجواز سفري في يده ولم يتركه وذهب معي إلي كاونتر الجوزات ودخل معي وهو يشير إلي بالجواز ويكرر كل سنه وأنت طيب ، فمددت يدي في جيبي وأخرجت مائة جنيه أعطيتها له ، فنظر إلي الحمال وأشار إلي فممدت يدي وأخرجت خمسون جنيها ولسان حالي يقول حتي أنت ايها الرجل الطيب الذي ظننت إنه أتي لنجدتي،
الشاهد أننا أمام حالة من حالات البلطجه سواء من صديقي الذي أرسل معي الشنطه أو مني أنا الذي وافقت أو من موظف يطلب الرشوه عنوه ، أو حتي الحمال الصغير وهذا الضابط الذي خالف القانون مجاملة للحمال الذي قد يكون صديق والده ، وإنتهاء بهذا الرجل الكبير الذي أستغل كبر سنه في محاوله تمرير الخطأ وليس هذا من قبيل المساعده بل في سبيل المال الذي يعرف إنه لا يستحقه وإنه رشوة وإنه حرام ،
وهذه صوره واقعيه تحدث ويحدث مثلها الكثير والكثير يوميا لكن ما أفزعني أن كافة الاجيال تساهم فيها بلا خجل وبلا رادع ديني أو وازع من ضمير، بلطجه علنيه مقننه من قبل الجميع ومقبول بها أنا أمارسها بغير حق وأغضب لأني لم أخذ ما ليس لي بحق ويمارسها الموظف بحرفيه ووعي ولمصلحته الخاصه ، ويمارسها الضابط بقوة القانون والحمال بأستدرار العطف والشفقه والصلات ، حالة عامة تشرب بها الجميع وعجزنا جميعا عن تفادي خطرها في مسأله بدت بسيطه لكنها تعبر علي بساطتها عن ما أل إليه حال الأمه من تسطيح كل شيء وإستسهال كل مشكله وتغيير المعايير التي تقاس عليها التصرفات من حيث خطئها وصحتها فالخطأ إذا قمنا به نحن لا يعتبر خطأ والصح إذا قام به غيرنا فهو خطأ ،
معادله مقلوبه أحزنتني رغم إنني مررت وأوصلت الشنطه لابن صديقي لكن مسألة البلطجه هذه أتعبتني وجعلتني أعيد ربط أحداث كثيره مررت بي وأنا في مصر المحروسه هناك بلطجه فكريه تمارس من قبل بعض رؤساء تحرير الصحف بفرض قناعتهم علي القارئ وغسيل أدمغة الشباب بأكاذيب مفضوحه بل وتزين كل باطل طالما إن الحكومه أو الرئيس أو أحد المقربين منه هو من قام به ، وهناك بلطجه إعلاميه تتمثل في البرامج الموجهه والمسيئه لبعض الشخصيات الرائعه وهناك بلطجه من نوع أخر أستحدثه هواة الظهور الإعلامي والفرقعه وحب الذات ، بلطجه القذف والسباب علي الهواء ، وهذه بلطجه تسببت في إيذائنا جميعا بما سمعناه من الفاظ وعبارات خادشه للحياء ، ونزولا إلي بلطجه حراس العمارات وإستيلائهم علي المواقف وبيعها لحسابهم أو تأجيرها كما يحلوا لهم ، ومرورا بهذا النموزج في المطار الذي سبق وذكرته ، وحين تناقش أي واحد ممن يمارسون هذه البلطجه فأنه لا يعترف بأن هذه الممارسات ليست من حقه وأنها البلطجه في أوضح صورها بل يحاول أن يذكر لك الفائده التي تعود من وراء فرض تلك التصرفات ويحاول أن يقنعك في النهاية أن هذه التصرفات رغم ما تراه فيها من قبح إنما هي نعمه وتحقق له الكثير فهي بركه وتري نفسك في النهاية أمام معضلة ألا وهي : كيف أن لسلوك قمئ مثل البلطجه بركات ؟
أشرف نبوي

الاثنين، 26 يوليو 2010

العري

العري
كلمة تشد البعض حين تصافحها عيناه إما إنجذابا أو هربا وفي كلتا الحالتين يسيطر الموروث الثقافي والفكري علي الشخص حال تعرضه لسماع أو رؤية هذا اللفظ والعري ليس بالضروره كما يتبادر إلى ذهن الكثيرين عري جسدي يبرز نهدين أو فخذين بل إن العري الفكري أعمق بكثير وهو عري يهدم صاحبه لا كالعري الجسدي يفضح وحسب ، أذن فهو أشد وأنكي ، والعري الجسدي قد يضر صاحبه وحسب أما العري الفكري فهو ذو تاثير ممتد لا يكتفي بهدم صاحبه بل ويشوش علي كل مخالطيه ،
العري في اللغه هوالتجرد مما يستر الجسد ، وهو سلعه رائجه عند السفهاء والخبثاء علي السواء يقدمها أحدهما للاخر تحت مسميات عدة قد تكون المتعه أو التسليه أو الضروره وبتغافل وتواطئ كل الأطراف يتم تداول العري أيضا تحت مسميات وقوالب جاهزه تبرر له وتقنن شرعيته ولما لا وهو الحاصد الاكبر للملايين ،وحين نحاول إن نشرح تلك الظاهره أو ندرسها بتعمق وتفصيل نجدن أنفسنا وقد وقفنا حائرين فلا منطق لأن يتاجر بالعري شعوبا متقدمه وغنيه ومتحرره وينافسها في هذا شعوبا متخلفه وفقيره وأحيانا مستعمره أو شبه مستعمره ،
حين بدأ تغلل النت في شتي مناحي حياتنا حذر كثيرون من مغبة هذا الغول القادم ليقتحم علينا وعلي أولادنا خلوتهم وينشب أنيابه فيهم وهزء كثيرون من تلك التحذيرات غير أبهين بها ، وهونوا كثيرا من أمر خطرها خاصة وقد قنعوا بأن النت سيسيطر لا محالة علي كل شئون حياتنا ولن تمر سنوات كثيره حتي يصبح كل شيء يتم عن طريق هذه الشبكه التي تنموا كل لحظه ملايين المرات وأصبح الجميع مهووسا ومتعلق بها والجميع يتسابق للإفاده والاستفاده من خدماتها ،
ووجد كثيرين هذا المجال أسهل الطرق لتقديم العري كما يحلوا لهم ولن أقول إنها مؤامره بل هي شطاره أفاقين وجدوا ضالتهم وأرباحهم السهله في طرق هذا الباب الواسع والبسيط ودون إحتكاك باحد أو التعرض لمضايقات أو ملاحقات وهم يزعمون دوما إنهم إنما يقدمون خدماتهم للراشدين ، مع علمهم ويقينهم بإن ما يقدمونه إنما يستهوي الصغار والمراهقين والسفهاء وأن جل ما يجنونه من وراء مواقعهم واعلإنتهم إنما هو نتاج أقبال تلك الفئات العريضه علي ما يقدمونه لهم من سم في عسل ، خاصة وهم يعرفون جيدا كيف تدار امور النت وكيف يكسرون أي حدود أو عوائق توضع للحد من أثار تلك المواقع المدمره ولديهم شغف لأستكشاف هذا العالم الغامض والغريب والجديد ،
ولإن عالم العري ضيق بحدود يعرفها العاقل ويعرف إنها في الوضع الطبيعي لا تشغل إلا جزء يسير من حياتنا فإن شياطين الويب تفننوا في تقديم كل ما هو مثير وغير منطقي وغريب ليشدوا السفهاء كبارا وصغارا لمواقعهم وقد قرأت بحثا لطبيب كبير كانت خلاصه ما توصل إليه ان سبب كثير من حالات الطلاق بين الشباب وإنتشار الكثير من الامراض هو تعرض احد طرفي العلاقه لتلك المواقع وإدمانه علي متابعتها ، بل والإنكي من ذلك فقد توصل الطبيب من خلال بحثة الذي استغرق عدة سنوات إن تلك المواقع المشبوهه والتي ظهر منها الكثير باللغه العربيه يحتوي ليس فقط علي صور ومقاطع فيديوا إنما يحوي أيضا علي قصص تؤسس لزنا المحارم وتدعوا إليه ناهيك عن تقديم كل ما هو مسف ومنحط وسافل من تصرفات رجال ونساء يفترض إنهم إناس عاديون وإن ما يقومون به من تصرفات إنما هو شيء حادث ويحدث يوميا فيشب النشئ علي اعتبار إن هذه امورعاديه تحدث ولا ضرر منها ،
وقد خلص الطبيب في نهاية دراسته إلى إنه ليس هناك سبيل لمنع تلك المواقع من الظهور ومداعبة خيال السفهاء والصغار مهما حاولت كل دوله لان تلك المواقع تمتلك تقنيات تجعلها تتلون وتغير من جلدها وتهرب من كل حظر ناهيك طبعا عن التقدم التقني الذي صار يتمتع به كثيرون من الصغار في معالجة امر الحظر والذي بات من الماضي - ويحضرني هنا جملة مأثورة كانت كل الراقصات يقلنها بلا حياء حين يسألن عن سبب سلوكهن هذا الطريق مع ما فيه من مآخذ وحرمات كإنت هناك إجابه وحيده : هربت من قسوة أهلي ورقصت بشرفي ، وهنا تكمن المفارقه فهي وبرغم تعرية معظم جسدها تتحدث عن الشرف وتتمسح في الفضيله وهذا لا تفسير له إلا ما بدأت به كلامي وهو حدوث التعري الفكري والثقافي فنحن حين نصاب بالعري الفكري تكشف سوءة عقولنا ونفضح ، ولا نعد قادرين علي التمييز، فقط يكون جل اهتمامنا إن نحاول ستر انفسنا ، ولو كما روي علي سبيل التهكم من إن احدي نساء البدو أرتبكت بدخول بعض الرجال عليها وهي كاشفة لوجهها فرفعت جلبابها وغطت رأسها منهم وإنكشفت عورتها ، هذا يكون حالنا حين نكون مصابين أصلا بالعري الفكري والثقافي ونحاول إن ندافع عن أنفسنا فنزيد الأمر سوء،
المغزي هنا إننا يجب إن نحصن إنفسنا أولا ضد العري الفكري والثقافي وأنا اعرف إن البعض يمتلك حساسيه ضد الشرع والدين حين ندعوه إلى التمسك بتعإليم ومبادئ الدين لذا انا أدعوا الجميع إلى التحصن ضد العري الفكري الذي إنتشر كثيرا في أيامنا هذه وإنبري لرفع رايته كثيرون من الكتاب والشعراء والصحفيين بداعي الحريه والتفتح لإننا وببساطه لو تعلمنا وعلمنا أولادنا إن هذا التعري في غير موضعه (الذي هو بالضروره في خلوه وبين الزوج وزوجته وفقط ) إنما هو تعري عبثي ضرره أكثر من نفعه ، وإن الحياة تحوي الكثير مما يجب علينا التفاعل معه ، وتشتمل علي الكثير مما ينبغي إن ننجزه في رحلتنا القصيره في دنيانا هذه ، وإن المجد لم يكتب لعاهره أو ساقط بل كتبه فكر رجال ونساء عرفوا كيف يتعاملوا مع معطيات الحياة ويستروا عقولهم بثقافات وخبرات أسست لمجدهم وخلدتهم ، وهم لم يهملوا جإنب العاطفه أو الاستمتاع في حياتهم ولكنهم قدرو له قدره وعرفوا من خلال إعمال فكرهم في الامر كيف ينحوا العري جإنبا وكيف يسطرون صفحات من المجد ،

أشرف نبوي

الأربعاء، 14 يوليو 2010

عمده بجد

عمده بجد
جمعني لقاء مع أحد أصدقاء الماضي الذي أصبح عمده كون أبيه وجده كانوا عمد أيام كان للعمده قيمه وللعموديه مهابه و قدرا كان علي بساطته التي عهدتها فيه دوما وهي سمة أبناء ريف مصر ، جلس بجواري وهو يذكرني بأيام طفولتنا حين كان يزورني في الأسكندريه لقضاء الصيف وحين كنت أزوره أحيانا بالقريه للأستجمام ، وجرنا الحديث إلي عملي بالخارج ومن ثم سألته عن عمله وهل لمنصب العمده نفس القدر الذي كان أيام جده الذي كنا نفر جريا إذا رأيناه آتيا مهابة وخشية ، فضحك صديقي ضحكه طويله وأرتفع صوته مجلجلا وهو يقول كاااان زمان ،
بعد أن إنتهي من وصلة الضحك التي تكررت حتي دمعت عيناه ، رأيت حزنا متواريا علي قسماته ، أراد أن نغير الموضوع لكنني وجدتني مشدودا لمعرفة التفاصيل ولما هذه النظرة الحزينة التي أرتسمت علي وجه عمدة بلدتنا ، في نهاية ضحكته ، أبتسم صاحبي العمده وهو يقول بأسي إنهم يقومون بتعيننا الأن لا توجد إنتخابات كما كان الوضع أيام جدي ، يأتي أمر من المركز- من الحكومه يعني- ، و بعد أن كان مأمور المركز يزور العمده ، كما كان يحدث مع جدي وينسق معه ويعطيه الثقه والدعم بزيارته نحن نطلب الأن حسب ما يرتئيه المأمور وأحيانا يطلبنا ونذهب إليه نحن عمد الكفور ثم لا يجد وقت لنا فنعود بعد أن ننتظر عدة ساعات وكأننا موظفين لديه ، وحين تعجبت من كلامه نظر إلي الأرض وهو يقول أنت فاكرني عمده بجد ؟
حز كلامه في نفسي وبعد فترة صمت ، أكمل هؤلاء الضباط يعتبروننا مخبرين لديهم ليس إلا ، في أخر مره زرت الضابط في المركز سألني بخبث عن بعض عناصر جماعات دينيه فأخبرته أن هناك بعض المتدينين لدينا وأصحاب الدعوه فهز رأسه مستهزئا وهو يسألني ألا تعرف إنهم أعضاء بجماعات محظورة ، وقبل أن أجيب ذكر لي بعض الأسماء فأشرت إليه موفقا إنهم نفس الأشخاص ، فصمت برهه ثم أردف ألم تنسي أحدا فتعجبت وأشرت إليه بالنفي ،فضحك مستهزئا وهو يقول وبيقولوا عليك عمده ؟ ثم ذكر أحد الشباب الذي بدت عليهم علامات الصلاح وأنتظم في المسجد مؤخرا ، وطبعا لم يصدقني حين قلت له إنه شخص ألتزم وهو ليس عضوا بأي جماعه ، وصرخ وهو يهب واقفا عايز تقرير أسبوعي عنه ، قمت من فوري وسلمت عليه وأنا أرتجف فقد يلفق لي أي تهمه أبسطها اخفاء هاربين او التستر علي فارين من العداله ووقتها لن تطير العموديه فقط بل ربما طارت رقبتي ، وضحك نفس الضحكه الهستيريه الصارخه ،
تعجبت وأنا أستمع لحكايته فقد أنخفض سقف الحريه كثيرا رغم التشدق بنغمات الديموقراطيه والحريه التي يسمعونها لنا ليل نهار وأصبح العمدة والذي كان كبير البلد ورمز العداله والهيبه والأحترام ، لعبه في إيدي رجال الأمن الطغاة بمساندة دولة البوليس التي باتت تحكم مصر في عهد ظل يكذب علينا وعلي نفسه حتي صدق كذبته بأننا نعيش عهد الديموقراطيه والحريه ، عهد الشفافيه والعداله ، فأذ بنا نتراجع خطوات وتكمم الأفواه ويسود منطق إرهاب الدولة متمثلة في جلاديها من ضباط الأمن الذين لا هم لهم سوي متابعة المواطنين الأبرياء وأصطيادهم وتلفيق التهم لهم ناسين أن أساس وجودهم أنما هو حماية أمن وأمان المواطن والضرب بيد من حديد علي أيدي المجرمين وسارقي أقوات الشعب لا تنصيب أنفسهم قضاة لمحاكمة الشعب وتكميم أفواه أبنائه حتي لا تنطق بما يغضب أسيادهم ولاة نعمتهم وحماة وجودهم في مناصبهم التي باتت تدر عليهم الكثير وتضعهم خارج دائرة المطحونين من أبناء الشعب الجياع والمظلومين ، فهم قد أختاروا الجانب المشرق من الصوره وتركو الجانب المظلم بظلمه وكآبته يرتع فيه كل من تسول له نفسه معارضتهم هم أو أسيادهم ،
ولم أتصور يوما أن يصل الحال إلي ما وصل إليه فتحكم القبضه الحديديه ليس علي المدن الكبيره وناسها فقط بل أيضا علي القري الصغيره التي لم تكن يوما تشكل أي تهديد ، بل علي العكس كان أهلها بطيبتهم وعمدتهم الحقيقي الذي كان ينتخب من وسطهم ( هذا ايام كان هناك إنتخابات ) كانوا مثالا يحتذي في العداله وتطبيق القانون والعرف ، فأذا بنظام الجلاديين الجدد ينسف هذه المنظومه وينصب نفسه وصيا عليها ، وكانه يصرخ بأعلي صوته : أنا العمده وبس .


أشرف نبوي

الثلاثاء، 6 يوليو 2010

أنا أسرق .. أذن أنا موجود !!!

أنا أسرق .. أذن أنا موجود !!!
ليس للموضوع أي علاقه بالفلسفه من قريب أو بعيد ، كل ماهنالك أن البعض أصبح يشعر بأن ما نعيشة من معناة علي إمتداد بلدان الأمه من المحيط إلي الخليج يستلزم أن يكون الشخص فاعلا ، ولأن التفاعل السلبي أسهل بكثير من التفاعل الإيجابي فأن أسهل الطرق لأن أتفاعل وأثبت وجودي هي السرقه سواء أكانت من الدوله أو من الأفراد الأخرين بالمجتمع ، والمصيبه هي إن الجميع - إلا ما رحم ربي - أصبح يعتقد إعتقادا راسخا إنه لن يحقق ذاته إلا إذا شارك في عملية النهب المنظم لأنفسنا ولأوطاننا فالمسألة أصبحت اكثر من مجرد رغبه في تحقيق الثراء بأسهل الطرق بل تعدتها لتصبح رغبه في العيش وأثبات أن الشخص جزء من نسيج المجتمع متوائم معه وليس بغريب أو مختلف ،
قد يظن البعض أني أغالي لكنها الحقيقه ولو تلفت كل منا حوله سيجد هذا جليا ، المدرس لا يقوم بواجبه إنتظارا للدروس الخصوصيه التي تدر عليه الكثير حلالا وحراما فهو يسرق الوزارة التي تسرقه بدورها حين تجعله يعمل بأجر أقل مما يوفر له أدني متطلبات البقاء ، ووالد الطالب لا يجد ما يكفيه لسداد قيمة تلك الدروس فيمد يده لأن راتبه من الوظيفه لا يحقق له الأكتفاء ، ويطلب الرشي التي يطلق عليها أسماء عدة أو في أحسن الظروف لا يقم برد باق المبالغ التي تحصل لحساب الدوله ، وبدوره الشخص الذي يدفع تلك الرشي يخالف القوانين والأنظمه ، مما يؤدي لتعرض الدولة لخسائر فتتقلص ميزنيتها وتقطر أكثر فأكثر علي الموظفين وهكذا دواليك في دوائر تكون أحيانا بسيطه كالتي ذكرتها وأحيانا تشمل أفراد المجتمع قاطبة ، دائرة فساد تبدأ وتنتهي بالأفراد الذين تترسخ داخلهم يوما بعد يوم فكرة أنا أسرق إذن أنا موجود ومتفاعل مع البيئه المحيطه ولا أظنها ستلفظني بل ستحتويني أكثر لأني منها ومثلها تماما ، وتتأكد القناعة لدي الجميع في ظل غياب الوازع الديني ، والقدوة الطيبه ، وفي ظل نوم الضمائر عند البعض وغيابها لدي أخرين تتسع دائرة السرقه وتعم الظاهره التي لو توقفنا أمامها بتمعن وفكر لوجدنها دائرة مغلقه كل منا يقف واضعا يده في جيب الاخر بغير حق وهكذا دواليك حتي أجد الأخير قد وضع يده في جيبي كما فعلت بمن سبقني ، والغريب أننا اسسنا لقاعدة جديده بعيدة كل البعد عن المنطق وهي قاعدة بدأت في بعض بقاع اأمتنا ومن ثم أنتشر إنتشار النارفي الشهيم وهذه القاعدة الفاسده والمفسده تسمي إختصارا ( أشمعني ) تتبعها أنت أو أنا أو هم أو نحن ، وتلوث كل جميل وكل قيم ومباديء كانت وسام علي صدورنا يوما ورفعتنا كأمه رائعه تقود الامم يوم أن كنا نرفض التنازل عن مبادئنا وقيمنا ، يوم كنا نعرف أن الخطأ خطأ ، وأن الإعتذار واجب حين نخطيء ، وأن من لا يخطيء لا يتعلم ،
المؤسف هي أنني لاحظت شيوع تلك الطريقة الجديده في التعامل في شتي أقطار أمتنا من المحيط إلي الخليج وكأنه وباء سري بين أظهرنا وتناقلناه عبر إعلام فاسد وذمم خربه أصلت لتلك الرؤي الجديده بكل سلبياتها وكأنها مؤامره لتدمير هذه الأمه رغم كوني لا أميل لفكرة المؤامره ، فأنا علي قناعه إننا نحن من نتأمر علي أنفسنا حين نصر علي هدم كل ما هو جميل ، حين نصر بعناد علي المضي في طرق نعلم أنها أنفاق مظلمه ولا تؤدي إلي شيء بل إنها تكاد تكون مغلقه أو ستلقي بنا إلي غياهب لا يعلمها إلا الله ، نحن كأمه بشعوبها نسير من سيء لأسوء ، وما يحزن القلب أن المشكلة ليست مشكلأة ظلم وطغيان حكومات وفقط ، بل إن الطامه أننا نحن كأفراد وشعوب أصبحنا نظلم أنفسنا ونظلم بعضنا البعض أكثر ، وندفع بحجج واهيه مؤداها أننا نتعرض لظلم وفساد وقهر فلما لا ندفع بنفس السلاح ، وإن عجزنا عن إذاقه جلادينا هذا الظلم فما المانع أن نذيقه لأخواننا أو من نقدر عليه ، حال غريب لأمه دينها وعرفها بل موروثها القديم يقوم علي عكس كل ما سبق، أمه كانت مكارم الأخلاق فيها هي المحدده لقدر رجالها ، و العفه هي قوام وركيزه تقدير نسائها ، فإذا بنا اليوم نري إنقلاب الحال وتحولنا إلي وحوش تنهش بعضها بلا هواده أو رحمه ،
وبدلا من أن نعتمد ( أنا أفكر أذن أنا موجود ) ،( أنا أعمل أذن أنا موجود ) إذ بنا نعتمد فكرة السرقه والتجاوز علي حقوق الأخرين كمبدئ نعلم مسبقا إنه سيودي بنا الإفلاس والدمار ، ولن ينصلح الحال بين يوم وليله لأن ما حدث بدأ وتفاقم علي مدار سنوات لكنني أري إن من واجب المثقفين والكتاب متابعة الكتابه وشرح الأثار المدمره لما صرنا إليه وفتح الطريق أمام إصلاح أنفسنا ، وتبيان أن حالنا كأمه لن ينصلح بلا إعادة لترتيب الأوراق وتغير أنفسنا وعمل مراجعه شامله لكل تصرفاتنا ، ومن ثم إصلاح ما أفسدناه ، هذا إذا رغبنا في أن نعيد لأمتنا ريادتها ولأنفسنا قيمتها ، ويجب أن نعرف أن هذا الأصلاح يستلزم وقت طويل لكنه لن يحدث لو تركنا أنفسنا كما نحن ، بل علي العكس سيأتي الوقت الذي تنهار فيه كل مقومات أمتنا وربما أندثرت تماما أمتنا أو ذابت بين الأمم الأخري وأنتهي ذكرها ،

الجمعة، 2 يوليو 2010

كوز السمنه وكوستبان القشطه

كوز السمنه وكوستبان القشطه
روي لي جدي يوما وهو يتكيء إلي جزع الجميزه ويمد يديه أمامه ليستدفيء بنار( المنقد ) المتقده أمامه بقوالح الذره الجافة التي تشتعل بسهوله ويستخدمها الكثيرين في ريف مصر للتدفئه وصنع الشاي الأسود المغلي ، وكان هذا قبل ثلاثون عاما أو يزيد يومها كان الجو ليلا وأصررت أن أصطحب جدي للحقل الذي لم يكن بعيدا عن منزله الريفي ، وقد كان سعيدا لأني فضلت إصطحابه عن دفء البيت وربما أعتبر هذا علامة علي الرجوله المبكره ، المهم ولفرط سعادته كان يشيد بي طوال الطريق ، ويحكي لي الحكاوي كي يسليني ويعظني وأستمر في حكايته العجيبه والغريبه حتي بعد أن ربط الثور إلي الساقيه وبدأ في نوبة ري الأرض وأشعل النار وأحضر الشاي والبراد المغطي بالسواد وجلس يعد الشاي وهو مستطردا في حديثه الشيق ، وكان مما رواه خلافا لحكايات النداهه التي لم يراها ولكنه سمع الكثير من أصدقائه عنها ، والمرده الذين يظهرون فجأه ويختفون فجأه ولا يخيفهم سوي آيات من الذكر الحكيم ، كانت روايته عن أيام صباه وشبابه ورهاناته هو ورفاق شبابه في مجال العدو والسباحه في ترعة البلده ومغامراته في حمل ثور وقع في إحدي سواقي البلده ، وكيف إنهم كانوا يشربون السمن البلدي بالكوز وهو الذي جعلهم أقوياء هكذا - حسب زعمه - وكان الواحد منهم يدير الساقيه إذا مرض الثور أو ذبح لأي سبب كان ،
كنت وقتها أستمع لجدي وأنا فاغر الفاه مشدوه بكل كلمه ومصدقا لكل حرف وأنا علي قناعة بأن جدي هو المرجع الرئيس لكل عائلتنا ولا يجوز للمرجع أن يخطي أو أن يبالغ وقد كنت أراه بالفعل وقد تخطي الستين يأكل البيض ونصف الطبق غارقا في السمن وهو يتلذذ ويشجعني أن أشاركه غمس اللقمه في السمن ، أما هبر اللحم الملبسه ( وهي المغطاه بطبقة سميكه من الدهون ) كما كان يسميها فقد كانت أكلته المفضله ، لكن للحق هذا الرجل لم يكن يركن للراحه فقد كان يبدأ يومه بعد الفجر مباشرة ويستمر يعمل بيديه قبل أن تنتشر الألات الزراعيه ولا يرتاح قبل الظهيره يلمم ذاته تحت شجره ويتناول غداء خفيفا وينام نصف ساعة ، يقوم بعدها نشيطا ليكمل عمله بعد أن تكون الشمس مالت قليلا وخف وطء حرها ، ولا يغادر حقله إلا مع أذان المغرب ، يغتسل ويصلي ثم يتناول عشاءة الدسم ويجلس أمام داره ساعه ثم يصلي العشاء ويخلد للنوم ، كان هذا حاله علي الدوام ، ولم أراه يذهب لطبيب إلا قبل موته بأيام ورغما عنه ،
أما في أيامنا تلك ورغم إختفاء السمنه البلدي من طعامنا فأنني أري الأمراض استوطنت الأجساد وعلي رأسها السمنه التي أصبحت مرضا يعاني من أثاره الكثيرين وبرامج التنحيف التي يطلق عليها ( ريجيم ) أصبحت موضة العصر ولا تجد بيتا يخلوا من مريض بالسمنه أو حريص علي التخلص منها وتستغل أكثر القنوات الفضائيه هذا الهوس بالتنحيف بطريقه بارعه وتحدد له الأرقام للاتصال لتستفيد من هذا الهوس وتخصص البرامج الكثيره والمتنوعه وتستضيف ماشاءت من الأطباء لتروي عطش الكثيرين لهذا النوع من البرامج وتشبع شغف النساء الحريصات علي تقليد قوام الفنانات ومحاكاة أشكالهن ،كالتي تحلم بأن تكون في قوام جوليا روبرتس أو حتي هيفاء او نانسي ، وكم سمعنا عن مأس كثيره حدثت نتيجه لأتباع نظم خاطئه في التخسيس وأمراض أستوطنت الجسد بسببها ، ناهيك عن الأخطاء المميته التي نتجت عن بعض عمليات الشفط والحقن التي باتت موضة هذا العصر وللأسف ينسي كثيرون أن الحاجه إلي الحركه وبذل الجهد مع تناول أطعمه معتدله السعرات أو حتي عاليه السعرات كما كان يفعل جدي لن يضرهم بل سيحسن من صحتهم شريطة بذل جهد مساو لما يتناولونه من سعرات ، لأن معدلات الحرق في الجسد تتناسب طرديا مع بذل الجهد ، والدليل علي ذلك أن الكثيرين والكثيرات ممن يعانون من أمراض السمنه يتناولون ليس السمنه البلدي بالكوز كما كان يفعل جدي بل أنهم يكتفون بكستبان قشطه يتناولونه مره علي الاكثر كلما سمح لهم نظامهم الغذائي بهذا ( الكستبان غطاء معدني يشبه الكوب بحجم عقلة الأصبع يستخدمه الخياطون حتي لا يشاكوا بالابره )
لكنهم وعلي الجانب الاخر لا يقومون باي مجهود ولا بعشر ما كان يقوم به جدي الذي مات وليس له ولو كرش صغير وبمناسبة الكرش أتذكر حكاية طريفه كان لي صديق خفيف الظل له كرش يتدلي أمامه ولكنه كان سعيدا به ومبعث سعادته إنه كان مقتنعا بأن العز والكرش قرينان فهو علامه علي الغني كما إنه كان يمازحنا دوما وهو يقول كيف يستطيع أحدكم ان يضبط ربط حزام بنطاله دون هذا الكرش ، صديقي هذا رحمة الله مات بأزمه قلبيه في منتصف العقد الثالث وهو لم يكمل الثلاثين ،
أعود لما كنت قد بدأته فالأجهزه المنزليه بدأ من الخلاط وإنتهاء بالغسالة الفول أتوماتيك ومرورا بكل ما يريح من أدوات الطبخ والتنظيف أصبحت في كل بيت ،(والهوم دلفري) حتي للخضار واللحوم والفواكه أقعدت ربة المنزل حتي المراوح والاجهزه الالكترونيه أصبحت تدار بكبسة زر عن بعد عن طريق ( الريموت كونترول) جهاز التحكم عن بعد الذي بات رفيق الجميع خاصة الرجال بعد أجهزة الحاسوب التي أنتشرت في جميع المكاتب والتخاطب عن طريق الأميل داخل المكتب الواحد وعدم مغادرة الكرسي إلا ساعة إنتهاء العمل فباتت أجهزة التحكم عن بعد تتحكم بنا وبكل شيء ، فزادات الامراض ومعدلات السمنه وفشلت كل الانظمه الغذائيه معنا ونحن جميعا مصرون علي صم أذاننا وإتباع النصائح الجوفاء ونحن مغمضي العينين فلا حركه ولا رياضه لأننا أقنعنا أنفسنا بأنه لايوجد وقت - رغم وجود الوقت للتلفاز وللنوم وللقهوه والتسوق أحيانا ،
وفي رأي الشخصي إنه إنتحار بطيء نخطط له بعنايه ونحن نمنع أنفسنا من نعم الله التي خلقها لنا وفي نفس الوقت تسوء صحتنا وتصيبنا السمنه لا لشيء إلا لأننا تعودنا الكسل وأرتضينا الخمول ، ولن أضيف جديدا إذا قلت أننا بحاجه كل يوم للمشي فقط المشي لمده ساعه ويا حبذا لو أستغللنا تلك الساعه في ذكر الله أو التأمل والتفكير ، أو أستخدمناها في عيادة أحد المرضى ، أو صلة أرحامنا ممن باتت المسافات تبعدنا عنهم كل يوم أكثر فأكثر ، وليس هذا صعبا إذا وضعنا خطه محدده المعالم وقمنا يوميا بعمل أحد تلك الأشياء وكانت نيتنا خالصة لله ، وقتها لن تكون الفائده جسديه وحسب بل وروحانيه ستشعرنا بالرضي عن أنفسنا والهدوء والسكينة الداخليه التي تعود بأكبر نفع علي صحتنا بصفه عامه ، تلك السكينة التي كان يستشعرها جدي وهو راضي عن ذاته قانع بعمله ومجتهد في أداء واجبه دون تبرم أو غضب مع حرصه الدائم علي صلة الرحم ومواظبته علي أداء فروضه التي لم يمنعه يوما التعب أو الأرهاق من أدائها ، فنعم بسلام داخلي حفظ له صحته ولم يصب بتصلب الشرايين رغم عادته الصحيه التي تعتبر سيئه بمقاييسنا الأن ، والتي في يقيني أنه لو فكر أحدنا في القيام بما كان يقوم به جدي من شرب كوز سمنه لأنتقل علي الفور الي عالم أخر ،حتي قبل أن يكمل ،
أشرف نبوي

الخميس، 24 يونيو 2010

مصر من فوق .. ومن تحت

مصر من فوق .. ومن تحت
كنت أجلس مسترخيا أشاهد أحد الأفلام وإذ ببطل الفيلم ينطق تلك العباره ( مصر من فوق مش زي مصر من تحت ) كان هذا منذ زمن ، وقد كان لسفري الدائم أبلغ الأثر في إني لم أعي حقيقه ما سمعت لكني حين أعطيت لنفسي فسحه من الوقت وفرصه كي أحتضن مصر وأشعر بدفئها عرفت الكثير وتعلمت الكثير وفهمت أخيرا ،
مصر من فوق ليست هي مصر من تحت وهذا ينطبق علي المعني الحرفي والمعني المجازي ، فمصر من فوق من أعلي عمائر البلد هي مصر العراقه والحضاره والنيل الهاديء والبراح والنسمه النقيه والهدوء ، مصر الغنيه والفتيه ، مصر المعز ، مصر الحلم طائر الرخ العظيم الذي يبهرك وهو فارد جناحاه وناظرا بكبرياء إليك ، لا تستطيع إلا أن تقع في عشقها ولو كنت من بلاد الواق واق ، ولو لم تفهم لغتها أو تتعلم العيش فيها ، توقعك في غرامها من النظرة الأولي وتجعلك تسهر الليل بإنتظار فجر يلقيك بين ضفاف شوارعها لتستكشف بنفسك دهشة هذا الجمال المستوطن فيها ، والذي يسحرك لدرجة ويلقي بك عبر التاريخ كلما تجولت في أركانها ، ويبحر بك عبر عصور ما كنت لتراها أو تستشعر وجودها لو لم تدور في أحياء القاهره ( التي هي تلخيص لمصر قاطبة ) والتي يطلق عليها مجازا مصر ، والقاهره هي مدينه أحفوريه بمعني إنك لتستكشفها وتعرفها جيدا يجب أن تغوص في بحور تاريخها وتثبر أغوار طبقاتها فهو أحفوريه بمعني إنها طبقات من التاريخ والحكايا لا تصل إلي طبقه إلا بعد أن تكون قد سبحت في الطبقه التي قبلها وعرفت تفاصيل توصلك إلي ما بعد تلك الطبقه بتاريخها ومفراداتها التي تدهشك وتلقي بك في غياهب سحيقه كلما حاولت فك طلاسمها ، وهي علي جمالها ليلا ومن فوق صاخبه نهارا متعبه ومزعجه ، كأنما هي شخصيتان مختلفتان تماما سيده أرستقراطيه أنيقه ليلا خاصة أذا كنت تراقبها من فوق ، وأمرأه غاضبه قبيحه وصاخبه نهارا خاصة إذا رأيتها من خلال منظر مقرب واختلطت بأرتال البشر التائهين في شوارعها والباحثين عن فتات الخبز في أركانها الفسيحه والتي تضيق بهم من كثرتهم ،
مصر من فوق هي مجتمع الواحد في المائه بقصورها علي النيل وفيلاتها الشامخه الثريه وناسها المختلفون في كل شيء والمتفقون فقط في كونهم صفوة أغنياء مصر ورواد الليل وعشاقه فصفقاتهم لا تتم إلا في عتمة الليل ، وتقاسم غنائم مصر لا يكون إلا في ظلمة تحفظ للأمور سريتها خاصة حينما تتم في مصر الأبراج والفنادق الشاهقه ، ومصر من تحت هي مجتمع التسع وتسعين الباقيه ، هي مصر البحث عن لقمة العيش ومصر الفاقه والعوز مصر الكفاح من أجل أستمرار النبض في العروق وفقط ، مصر العرق والجهد ، مصر اللهاث ، مصر الرشاوي والدروس الخصوصيه ، بأختصار مصر الألم،
ولأننا من أصل فرعوني فنحن نميل للشكل الهرمي لكنه هنا هرم واطي ذو قاعده كبيره جدا ورأس واحد ينتمي إليه نسبه ضئيله هي من تملك جل ثروات مصر ، وتتحكم في مصائر شعب بكامله ، من يتمتعون بممارسة نخاسة العصر الحديث ، من يحددون سعر الأنسان وكم لقمة يستحقها كي يحافظوا عليه كسلعه تعود عليهم بالربح ، لا لكي يشبع او ينعم ، وهم يعتنقون فلسفه مفادها أن أي أنسان يشبع سيبدأ في التفكير وهذه آفة يخشون ان تصيب أي كان فيهلك ويهلكون معه ،
مصر اللي فوق تختلف كليا عن مصر اللي تحت ، في الشكل والمعني ، لكن لماذا ومتي حدث هذا ؟ سؤال خطير وددت لو لم أجد له إجابه لعلي كنت استرحت ، لكن للأسف للأني اعملت عقلي الذي أريد له دوما من قبل سادتنا أن يتعطل فقد توصلت لبعض الأجوبه عن أسئلة مكان يجب أن تطرح أصلا بأمر سدنة النظام وأعمدته ، لأن طرح الأسئله هو بداية الصحوه ، والأجابة عنها سيكشف الكثير من المستور الذي حرص سادتنا علي إخفائه وطمره مع عقولنا التي ظلوا يكررون علينا أن هلاكنا سيبدأ مع أستعمالها ،
ولعل أخطر ما توصلت إليه هو هل كانت مصر هكذا دائما ؟ لا لم تكن مصر حين تنظر لتاريخها وبرغم أن حالتها الأقتصاديه لم تتغير كثيرا علي مر المائة سنة الأخيره إلا إنها كانت أفضل وأنظف وأجمل فيما سبق ، وانا لا أتفق مع من يرجعون ما حدث للزيادة السكانيه فهذ ا أمر طبيعي ولسنا بأكثر تعداد من الصين ولا نستطيع أن نقارن الزحام ونصيب الفرد من المساحه ببلد مثل اليابان مثلا ، أذن لماذا حدث هذا في مصر ؟ ببساطه لأننا غفونا وركنا إلي الراحه لم نحلم أن نكون أمة عظيمه ، ولم يوجد من يضع نواة لمشروع قومي نلتف حوله ولم يفكر أي قائد في مصر ككيان يجب علينا تطويره والحفاظ علي ثوابته ، بل إن الجميع فكر بطريقة قاصره اما عن عمد او عن جهل فلم يكن أي زعيم قاد مصر خلال الخمسين سنه الماضيه مؤهل لقيادة بلد عظيمه بحجم مصر ،
وانا لست ناصريا أو سادتيا ولا أخاف من مبارك وزبانيته بل أنا مصري يحب هذا الوطن ، ولا أشكك في وطنية الأول والثاني ، لكني علي يقين من أن الظروف التي وضعتهم في طريق سدة الحكم هي ظروف عابره ولو صدقوا مع أنفسهم كان حريا بهم أن يسلموا الرايه لمن يستطيع أن ينهض بهذا الوطن ويستطيع بفكره أن يوجد منظومه نجاح نهضويه تسهم في إحداث نهضه شاملة تغير وجه مصر وتضعها في المكانه التي تستحق كدولة لها تاريخ وبها من الكفاءات الكثير ومن العقول من ينتظر الفرصه كي يعطي ويسهم في إحداث تلك النهضه ، وكان من نتاج إندفاع كل من تولي قيادة هذا الوطن وراء مزاعم جوقة المستفيدين أن تلاطمت المصالح كما تتلاطم الامواج وعجز الربان عن قيادة السفينه ، خاصة وأن الكل كان يطمح إلي نيل النصيب الاكبر من الغنائم ، ونجح أباطرة الإنفتاح ومن قبلهم مراكز القوي ، وسماسرة بورصة البشر من بعدهم في تغيير وجه مصر الجميل ، وتشويهه والقضاء علي كل قيمة وفضيلة ، بل وتمادوا بغيهم في تحويل بقايا النفس المصريه الأصيله بكل ما تحمله من شهامة وعزيمه وجلد ، إلي نفس اعتماديه متواكله وأجيال متنافسة في مسابقات تافه ورياضات غير مفيده وكليبات ماجنه ليستمر مسلسل التدمير المتعمد لمصر البشر بعد أن باعو مصر الارض واستباحوا كل أرضها ،
لم يكن هناك بد من وضع مرآه امام وجوهنا لنعرف قبح أنفسنا ونعرف أن مصر الأن ليست مصر اللي فوق واللي تحت بل هي مصر اللي تحت وفقط هذا بالنسبة لجموع أبناء الوطن ، أما مصر اللي فوق والتي تضاءلت كثيرا لتحتضن قلة قليله لا أحسبهم من أبنائها بل هم لقطاء تجاسروا فأخذوا حضنها مكان أبنائها الشرعيين ، والسؤال الأن هل نستطيع أن نجعل مصر من تحت مثل ما هي من فوق ؟ ، هل نستطيع ان نعود لحضنها ؟ وكيف نقوم بهذا ؟

أشرف نبوي

الأحد، 20 يونيو 2010

كيف تخسرين زوجك ؟

كيف تخسرين زوجك ؟

في أقل من عشرة أيام وصلني من بعض اصدقائي ومعارفي الكثير من الأيملات الشاكيه ، والمتذمره ، ولأني أعرف ان الوعظ والكلام المنمق أصبح سلعه متاحه للجميع علي صفحات الويب ليس هذا وحسب بل إننا أصبحنا لا نطيق نصحا ولا نستمع إلا لأنفسنا فقد أثرت أن أخالف الطريق وأهدي أخواتي الكريمات ممن تذمرن وأرسلن بشكواهن تنفيسا عن غضب أو مشاطره للهم ليس إلا، لأني اعرف أن كل منهن لن تنفذ إلا ما هي مقتنعه به أصلا والذي يرتكز علي ثقافة وإرث أجتماعي أصيل في منطقتنا يضع شعاره الرئيسي ( يا مأمنه للرجال يا مأمنه للميه في الغربال ) و(قصقصي طيرك ليلوف بغيرك ) وما يستتبعه هذا الإرث من الحرص والعمل وما يستلزمه تطبيق ما جاء بكل المعطيات التي في تصورهن تحافظ علي الرجل وتستأنسه بعد تقليم مخالبه ، ( هذا علي أساس أفتراضهم إنه وحش بالأساس يجب ترويضه ) لذا أثرت إلا أعرض نفسي للسخريه وأبدأ في سطر بعض النصائح الساذجه التي ستعمق لديهن أو لنكن منصفين لدي كثيرا منهن القناعه بأننا معشر الرجال مازلنا علي بدائيتنا ويلزم عمل دؤب لتحريرنا من همجيتنا الفكريه وتشذيب أظلافنا ، وفضلت عوضا عن هذا أن أخص نسائنا الكريمات الرائعات بطرق مفيده للتخلص من الأزواج في حال مللن منه وأعيتهن الحيل لتقويمه ( نهيتك ما أنتهيت والطبع فيك غالب – ديل الكلب ما يتعدل ولو علقت فيه قالب ) نعمل أيه معلش ،
وقد وجدت عدة طرق ناجعه وسهله ومجربه للتخلص من الزوج دون ان يلحق بالنساء أي ضرر ، وذلك في حال أن احداهن قد اصابها الضجر ورغبت في التخلص منه وخسارته بطرقه شيك ، ورغم قناعتي بأني لن آتي بجديد وأن هذه الطرق مجربه من قبلهن إلا إنني أردت أن يكون العمل أكثر دقه وأكثر ميلا للأكاديميه في تناوله بحيث نجعل هامش الفشل صفر تقريبا فجمعت ما أستطعت الحصول عليه واختصرته وركزته في كبوسلات كلاميه تسهل علي أي سيدة التخلص من زوجها بسهوله ومن ثم تتفرغ هي إما لاصطياد زوج جديد بموصفات أفضل أو تبدأ في ممارسة حياتها كأنثي بكل ما تحملة الكلمه من تبعات تنوء تحت ضغطها الكثير من النساء !!
أولي تلك الطرق تتمثل في زيادة الطلبات والضغط بقوة علي جيب الرجل ليتم إستخراج كل فلس يمكن أن يكون قد وسوس له شيطانه بأن يدخره تحسبا للمستقبل فقد يكون هذا المستقبل يمثل امرأه أخري وهي طريقه قديمه ومجربه وتعرفها كل نساء الأرض .
الأستمرار بالضغط والطلبات دون هواده ودون أن تأخذك به شفقه أو رحمه فالرحمة مع هذا الصنف من الخلق تعتبر ضعفا ولن تؤدي به إلا إلي سلوك الطرق المعوجه التي تضره قبل أن يقع الضرر عليك أنت سيدتي .
الاهتمام بكل ما هو جديد وأصلي من كريمات البشره التي تفتح وتغمق وتنعم ، وأيضا صبغات الشعر وكريماته التي تلون وتطول وتغير ومتابعة كل ما يستحدث من هذه الامور بجانب ما يتعلق بأمور الموضه والملابس والإصرار علي الشراء مهما كانت الظروف وذلك لعلم جميع النساء بأن الرجل الذي يدعي أنه يتابع المسلسل إنما يجلس مستكينا ليستمتع بنساء الأعلانات لذا فأن حدث وخسرتيه تكوني في أفضل حال ومرغوبه من رجال أخرين يسعون وراء الزواج بك .
عدم إعطاء الزوج الكثير من الحقوق بل الأبتعاد عنه واهماله قدر المستطاع وتقليص تلك الحقوق ( بما فيها الشرعيه لأضيق الحدود ) علي إعتبار انه (صنف نمرود ) ولن ينفع معه معروف وإنه ربما لو اظهرتي له بعض العطف وقليل من الرقه والحنيه وبعض التواصل ، لتمادي في غيه ولصق طول العمر وأمضي معك بقية العمر وفيا مخلصا في وقت قد تكونين فيه بحاجه للتغيير وأصبت بالملل من هدوئه وطاعته ومودته .
فتح باب الصداقات مع أخواتك من نساء العائله والجيران علي مصرعيه والتشاغل بهم وإظهار أعلي درجات الإهتمام بهم والحرص علي إرضائهم وإستضافتهم في كل وقت وحين ومهما كانت ظروف زوجك ووقته أو وقت راحته مع ضرورة تحديد أن ليس ما يتاح للصديقات من إهتمام يمكن أن يفتح الباب لمساوة الزوج بهن .
عدم معارضة الزوج في أي امر قد يأمر به أو يصدره وذلك تجنبا للشجار مع التأكيد المبطن غير المعلن علي أن هذه الاوامر إنما هي سفسطه كلاميه لن ترقي لحيز التنفيذ و سيتم نسيانها بعد لحظات .
تنفيذ ما يعن لك سيدتي من أفكار وتطلعات دون الرجوع للزوج بل وضعه أمام الامر الواقع مع الضغط عليه من آن لاخر عن طريق أولاده ودفعهم إلي زيادة طلباتهم .
ربما تلك اهم السبل وأنجعها رغم إنه يوجد عدد لا نهائي من الطرق لدي الكثير من النساء بعضه سري لا يجوز نشره وإطلاع الغير عليه وبعضه خاص بفئات معينه ويستلزم تنفيذه ظروف معينه ومتطلبات خاصة كالرغبه في إنهاء الموضوع بشكل سريع ومستعجل وتبقي في النهايه طريقة كل أنثي الخاصه التي تميزها وتجعلها متفرده في تنفيذ بعض او كل ما جاء هنا للتخلص من زوجها ، ولعل ما جاء هنا يعفيني من الحرج في الرد المفصل علي كل زوجه بما ينبغي عليها فعله مع ازواجهن ( أصدقائي ) الذين هم علي شاكلتي ،
اشرف نبوي

الثلاثاء، 15 يونيو 2010

اللي مالوش بطن

اللي مالوش بطن

كنا فيما مضي نسمع مثل واقعي يقول " اللي مالوش ضهر ينضرب علي بطنه "لكن فجأه قرر زبانية النظام في مصر تغيير المثل وقلب الطاوله علينا وعلي اللي خلفونا ليصبح المثل اللي مالوش بطن يأخد علي قفاه ووشه وتتكسر سنانه وتطلع روحه كمان ما حدث للشاب خالد سعيد لا يجب أن يمر كما مر الكثير من الظلم فيما سبق ، لأننا هنا بصدد حالة من حالات إختبار لجسد الأمه الذي يعتقدون إنه مات فبدأو بالتمثيل به وهم مقتنعون بأن أحد لن يحرك ساكنا ،كيف والجسد مات ، وحين إصطدم أفتراضهم ببعض حياة وباق من ضمير عارض إفترائهم بعدما ذبحه المشهد بقسوته ولا مبالاته شرعوا في تلفيق تهم من منطق غبي دوما مثلهم بقبحه وكان عنوانهم في كل لحظه دنسوا فيها بأفعالهم هذا الوطن الأعزل ، بل لم يكتفوا بإدعائتهم الساذجه وتلفيقاتهم المكشوفه ، بل دفعوا بالمطبلتيه من كتابهم المأجورين لمهاجمة جثه هامده لشاب لا يملك بعد موته حق الدفاع عن نفسه أو تكذيبهم ، ولا يقوي أهله علي دفع الضرر عن إبنهم لانهم يعلمون أن مصيرهم سيكون مثله إن لم يكن أسوأ ، وتسليما بهذه التهم الملفقه البلهاء التي ساقها جاهل أحمق في بيان وزارة الداخليه وكأنه يعرف سلفا إن لا أحد سيراجع بيانه من منطلق الخوف من الدولة البوليسيه التي باتت تحكم مصر بقسوة وبقبضه من حديد كانت أخر طرقاتها علي صحفي زميل ( وائل الأبراشي ) تعبت من جرئته فقررت أخيرا زجه في السجن وكله بالقانون !!.
أقول تسليما بأن التهم الموجهه للشاب المغدور صحيحه ، فهل يستطيع أي من زبانية وزراة الداخليه تفسير ما حدث لجثة الشاب وهل أصبحت الوزارة جهة ضبط وإحضار ومحاكمه وتنفيذ للحكم بل هل أصبح تنفيذ الاحكام في زمن الأعاجيب يتم قبل المحاكمه وبأيد المخبرين الذين هم بالاصل يختارون علي أساس خاطيء وهو أن يكونوا غلاظ الأجساد والعقول والمشاعر ، لا أفهم ولا أستطيع أن أتفهم أو أستسيغ ما حدث ، والذي أزعجني أكثر هو أن تفرج النيابه ( وهي الجهه الممثله للشعب ) عن المخبرين بهذه السرعه وكأنها صفقه أو رشه جريئه ودور مجامله من وكيل النيابه لهذا الضابط الذي أمر مخبريه بفعل ما حدث بالشاب والذي يبدوا لي بعد جمع الكثير من أطراف الموضوع ان له علاقة برغبة الشاب رحمة الله في نشر مقطع الفيديو الذي صور وكان يفضح تواطئ هذا الضابط ( كما هو حال كثير من ضباط الداخليه ) مع تجار المخدرات وهو المقطع الذي كان سيطيح بستقبل هذا الضابط ليس لانه أحطأ ولكن لأنه سمح لخطأه وجريمته ان تكتشف وتنشر لتصبح جالبه للوم ومسببه للعار ،ليس هذا وحسب بل لأان لهذا الضابط من السوابق اثنتين راح ضحيتهما شخصين أخرين من قبل أحدهما كسرت ساقه والاخر أصيب بشلل ، وفي الحالتين تم الترهيب والتنازل والتعتيم ،
والله ليست القضيه عندي هي قضية هذا الشاب ويعلم الله أني لا أعرفه رغم إنه بلدياتي (أسكندراني) لكن القضيه هي إن أمن المواطن وحريته وحياته أصبحت مستباحه من هذا النظام وزبانيته الذين داسوا بأقدامهم علي كل عرف ودين وأصبحت القسوة هي شرعهم الأوحد وكلما زادت شراستهم وقبح أفعالهم أزدادت درجاتهم وعلو شأنهم لدي النظام ، في بلد متحضر كانت حادثه مثل تلك التي حدثت تستدعي أن يقوم وزير الداخليه بصفته المسؤل الأول عن جهاز الشرطه بتقديم إستقالته ، لكن قد أسمعت لو ناديت حيا ، لكن لا حياة لمن تنادي وأضيف ولا حياء
وقديما قالوا اذ لم تستح فأصنع ماشئت هكذا هم الأن ، ولأني لست من المطبلتيه أو من أدعياء الكلام والهجوم بسبب وبدون أوأستباق الأحداث فقد أنتظرت حتي أري ماذا هم فاعلون ، وقد علمت اليوم من مصادري إن هناك جهات عليا حظرت الحديث في هذا الموضوع لحين الإنتهاء من التحقيق كما إنه تم أستصدار امر بأعادة تشريح الجثه من قبل النائب العام وإعادة تقديم تقرير جديد للطب الشرعي لأثبات ما جاء بالتقرير السابق ( الملفق ) أو نفيه ، ومع علمي بعدالة قضائنا وثقتي في ضمائر من تولوا القضيه الان ، الا إنني اخشي أن تكون للقضيه أبعاد أخري يأتي فيها أمر سيادي من قيادات يهمها الأبقاء علي هذا الضابط وأمثاله في أماكنهم ، أو يكون لهذا الضابط صلة برجال في سدة الحكم ،
لذا أنا اطالب بأن يكشف النقاب عن أبعاد تلك القضيه ويتم التحقيق المفصل بل وينشر كل حرف من هذا التحقيق علي الملأ خاصة مع المخبرين الذي قاموا بهذا التجاوز وحالا قبل أن يتم ترهيبهم أو أملائهم بما عليهم ذكره في المحاضر وأشك ان هذا حدث بالفعل ويتم إستجواب كل من أمر بأحضار هذا الشاب وما الذي قيل بالضبط حتي تم التعامل معه بتلك القسوه والوحشيه التي لا يقرها أي دين أو عرف ويتم التعامل مع القضيه ليس علي أساس انها قضيه فرديه بل علي أساس أن هذا ما يحدث غالبا في ظل قانون الطوارئ الذي يحمي المجرمين والمتطرفين والمتاجرين بمقدرات هذا الوطن ويجير بظلمه وظلامته علي حقوق البسطاء من أبناء الشعب ، مره لان هذا دمه ليس خفيف علي قلب هذا الضابط ، ومره لان هذا الشاب قد نسي حلق ذقنه وأخري لأن تلك الفتاه المنقبه او المحجبه أسيء فهم ركوبها لأحدي الحافلات او الميكروبصات ،
نحن هنا أمام حالة تتكرر يوميا علي كافة أنحاء تراب هذا الوطن وليس معني أن أصحاب تلك المظالم لا يرحمهم الله بالموت فتنفضح الامور ليس معني هذا إنها لا تحصل أو إنها قليله ، لكن هذه المره كان لغباء المنفذين ولحظ آمرهم العاثر النصيب الأكبر في فضح بعضا مما يقوم به زبانية جهنم الذين باتوا يمثلون خناجر النظام الموجهه الي صدور أبناء الامه وبدلا من أن تكون الشرطه في خدمة الشعب اصبحت الشرطه في خدمة النظام لخمد الشعب أو لقهر الشعب

اشرف نبوي

السبت، 22 مايو 2010

سيناء المغضوب عليها

سيناء المغضوب عليها
سيناء أرض الفيروز ومهبط التوراة وشاهدة علي معجزات النبي موسي عليه السلام ، أصابتها لعنة الأهمال ، لفها غضب البشر فأقفرت وبعد مرور سنين وسنين علي عودتها إلي أحضان الوطن الأم مازلت سيناء حزينه وباكيه ، مازالت تشعر بأنها أرضا مغضوب عليها لا لشيء سوي إنها جاورت عدو لئيم يخاف من إعمارها ويخشي أن تزحف جموع الشعب لتستوطن سيناء الرائعه فيكون في هذا تهديد لوجوده كما يشك دوما وهو يعرف إنه مغتصب ، وربما من حقه أن يشعر كعدو لي بهذا أما أن أشاركه الحقد والكره علي هذا الجزء الغالي من أرض مصر فهذه جريمه لن يغفرها التاريخ لنا. .
سيناء بها من المقومات الأقتصاديه والطبيعيه ما يؤهلها لأن تنهض ليس بنفسها وحسب بل وبمصر كلها ، ولست هنا في مجال تعداد ثروات سيناء من مناجم وثروات طبيعيه ظاهره ومدفونه وطقس رائع ومزارات تاريخيه ، لاني أعي ان كثيرون يعرفون هذا ، لكني هنا لأتسائل لما يحجم كثيرون عن خوض تجربة الأستثمار في سيناء ، وقد عرفت بعد طول حيره أن الكثيرين يخشون علي إستثمارتهم أولا لعدم كفاية الأمن والأمان في سيناء الشماليه أوالجنوبيه ثانيا لخشية الجميع من عدم وجود جيش يحميهم في حال نشبت حرب جديده والجميع يعرف إننا مقيدون بعدم وضع أي قوات لنا في سيناء إلا في حدود بسيطه وبأسلحه خفيفه ورغم عدم تقيد الجانب الأسرائيلي بالكثير من الأتفاقيات والمعاهدات والعهود فأننا مصرون علي التقيد بهذا الشرط المجحف الذي يمنعنا من التواجد علي أرضنا وحمياتها بأسلحه ثقيله أو متقدمه بحجه إتفاقيه قديمه سقط الكثير من أهدافها ومقاومتها بأيدي الصهاينه ،
وأتعجب لما نحن الوحيدون المطالبون بإحترام أتفاقيتنا وهم لا ؟، ولما لا يكون لهذه الأتفاقيه سقف زمني محدد تسقط بنوده بعدها أو تخفف ؟ خاصة وإن الأيام اثبتت حسن نيتنا وأننا لسنا دعاة حرب أو عدوان بل الطرف الثاني الذي يعيث فسادا وتدميرا بعد أن آمن جانبنا فبات يتسلي بقتل بني جلدتنا من أبناء الامه العزل وهو آمن علي نفسه من غضبتنا بعد أن وافقناه وسرنا في طريق مهادنته وسايرناه في كل ما يطلب سواء اكان حقا له أو لا ، وهو لن يتخلي عن طمعه فينا وفي اوطاننا طالما نحن خانعون راضون بكل ما يفعله موافقون علي كل ما يطلبه ، وهذا انتقاص كبير من سيادتنا التي يتغني بها المطربون فقط أما علي أرض الواقع فكرامتنا مداسه ومهانه حين يفرض علينا ألا نضع سلاحا أو جنودا في سيناء إلا بقدر يحدده عدونا وبطريقه يرسمها لنا ، شرفنا مدنس حين لا نستطيع أن نضبط الحالة الأمنيه هناك لأن هذا هو شرط عدونا ، وكرامتنا مهدره حين لا نستطيع ان نحمي أبنائنا أو مشاريعهم لمجرد أن هذا يرضي غرور قراصنة تل أبيب ،
لا أدري أين نواب مجلس الشعب للمطالبه بإلغاء ما يضرنا من بنود معاهدة كامب ديفيد أليسوا هم ممثلوا الشعب الذي عاني ويعاني من جراء هذه المعاهده المشؤمه ببعض بنودها ، ومن حق أي شعب وأي برلمان في العالم الأقتراع علي بنود أي اتفاقيه وأي معاهده طالما شعر البعض بأن بها من الغبن ما يسيء إليه والي أولاده ونحن قد قاسينا من بنود هذه المعاهده وقد طبقناها لأكثر من ربع قرن ويكفي هذا لأن نعيد تقيمها ونقترع علي بنودها فنوافق علي ما يناسبنا ونرفض ما يضربمصالحنا كدوله وكشعب ، ولسنا الوحيدون الذين نفعل هذا ففي كل دول العالم تتم مراجعه الاتفاقات والمعاهدات ويزال منها البنود التي تضر بالوطن ،
ولأني أعرف جيدا أن كلامي هذا سيذهب هباء ولن يلتفت إليه المنتفعين والوصولين ممن وضعنا مصيرنا بأيدهم من منافقي مجلس الشعب الذين يمالؤون الحكومه ويمشون في ركابها طامعين أن تتمسك بهم وتعيد أنتخابهم لمرات ومرات حتي تظل الفائدة من الحصانه تدر عليهم الكثير ، اقول لأني اعلم أنه لن يتغير شيء ولأني أيضا لا أعشق الهجوم لمرجد الهجوم والنقد للنقد بل أن هدفي هو الأصلاح ما أستطعت ، فأنني اقدم للحكومه أقتراح لعلهم يثبتون ولو لمره عكس ظننا بهم ، والأقتراح هو أن يتم تقسيم سيناء الي مدن وتقسم المدن إلي أحياء سكنيه يراعي فيها أماكن المناجم والمزارات السياحيه عن طريق خرائط طبوغرافيه ، وخرائط الاقمار الصناعيه ويتم الأعلان عن تسليم مساحة حي كامل لكل رجل اعمال او مؤسسه نظير تشييد حي بنفس المساحه للشباب بمعني ان يكون مقابل البناء هو تخصيص قطعه ارض مماثله مهما كان حجمها وتمليك الشباب لهذه المساكن بمبالغ رمزيه تمثل قيمة تكلفة البنيه الأساسيه من صرف صحي وكهرباء ومياة ورصف للطرق أي ان الدوله لن تتكلف شيء ( وهي التي تشتكي وتأن ) واي مستثمر عربي او مصري سيرحب بأمتلاك ارض لأقامة مشروع بسعر اظنه سيكون عادلا وربما قليل نظير قيامه بتشييد نفس المساحه خاصة وأننا نتحدث هنا عن اسكان شبابي او فيلات دورين فقط وليس عن ناطحات سحاب ، وفي ظني لو انبري عشرين مستثمر لهذه الفكره وتمت دراستها بشكل جيد ونفذت بعداله وفي اطار صحيح فأننا سنضرب عدة عصافير بحجر واحد اولها إعمار سيناء خلال سنوات قليله هي عمر المشروع ، وفي هذا اكبر فائده من حيث الأمن القومي وتخفيف الضغط عن الوادي ، ثانيا توفير مساكن للشباب وفرص عمل جديده ، ثالثا الأفاده القصوي من ثروات سيناء والبدأ في أستخراج والتعامل مع تلك الثروات المطموره ، رابعا أتاحة الفرصه لرجال الأعمال الشرفاء من أبناء مصر من بدأ تجربه حقيقيه وصادقه في الأستشمار الجاد خاصة في المجال الصناعي والتعدين والأبتعاد عن مشاريع الشيبسي والمياه الغازيه ، والأتجاه بقوه للمشاريع الأنتاجيه الفعاله والفاعله والتي تصنع مستقبل الامه وليس مصر فحسب ،
فهل يا تري تجد أحرفي آذانا صاغيه أو أعين واعيه وقلوب نابضه بحب هذه الأمه التي شقيت حين سلمت مقدراتها إلي بعض الأدعياء وأصحاب المصالح فأضاعوها وسلبوها كرامتها وتسببوا في إذلالها بعدما كانت أعز الأمم ؟

أشرف نبوي

الاثنين، 17 مايو 2010

المهرج والسفاح والوصولي

المهرج والسفاح والوصولي
المشهد السياسي في مصر الحبيبه يدعو لمزيج من القلق والترقب والسخريه في أحيان أخري ، فنحن أمام بورتريه لرسام بوهيمي لا نعرف ماذا أراد حين رسم بريشته ،هذا الوجه الذي تحمل قسماته لؤما يكتنفه ضحكه ساخره مع مسحة إنتهازيه تكاد تفتك بك عبر خطوط الصوره ، وأنا هنا لا أحاول أن أتفلسف بقدر ما أحاول التفسير وفك طلاسم تلك اللوحه التي تلطخت بألوان كثيره وشابها بؤس ويأس مع تعلق المهرجين والمجرمين بحبال واهيه في محاولتهم لتسلق سلالم الوصوليه والتلملق لقلوب جموع الجماهير العريضه التي أعياها موقف المتفرج وباتت علي حافة طريق المشاركه ( التي لا يعلم إلا الله كيف ستكون خطورتها ) في العرض الكبير الذي أقتصر لسنوات علي نجوم الصف الاول من محترفي السياسه الوضيعه والتي أوصلت المشهد لبعد تراجيدي كان الجميع في غني عنه لكنها لعبة الحياة علي أكبر مسرح هزلي ساخر في المنطقه.
تابعت هذه اللوحه السرياليه العجيبه من خلال ثلاثة نمازج ، أحدهم مهرجا في البرلمان وهو من أقطاب الحزب الحاكم ومن يؤهلون أنفسهم لمناصب قياديه هامه مستقبلا تابعت هزره ومزاحه وتهريجه في قاعة البرلمان وكأن لسان حاله يقول ( ياأرض اتهدي ما عليك أدي ) تابعت تكرار هزره ولما لا وهو المقرب والمدلل ولما لا وهو المحتكر الاول بأذن القيادات لتجارة الحديد في مصر والآمر الناهي ، المياردير الغني والسياسي الفقير الذي ستقضي عليه قلة خبرته وضعف حنكته ولن يلبث طويلا في موقعه ولن يحميه سوي ماله الذي جناه من دماء المعدمين والفقراء من أبناء الوطن وهو يدوس بلا رحمة علي رقابهم كي يعلوا وتتسع إبتسامته مع إتساع حجم ثروته ومع إتساع رقعة تفاؤله بأن يصبح أحد قادة مصر يوما ما وقد شعر بأن الجميع يمهد أمامه الطريق ليزداد سعاره ونهمه الذي بات خطرا عليه أكثر من غيره
أما النائب الثاني الذي لفت نظري بأدائه السيء فكان القصاص أو السفاح الذي طالب بأطلاق النار علي أبناء الشعب المعتصمين أو المتظاهرين أبناء الشعب الذي نسي أو تناسي أنه ممثلهم وإنهم هم الذين أتوا به إلي قاعات المجلس ، وفي قناعتي إن أبسط رد علي هذا النائب الذي تنصل من أهله بعدما دخل المجلس وضمن الحصانه وحاول التقرب بمقولته غير البريئه بالمره للسلطه في محاولة لشراء رضاهم دون أن يفكر ولو قليلا في مصالح من أنتخبوه وأتو به ، أقول غن أبسط رد ( لو كان هذا المجلس محترما ) كان هو أسقاط عضويته لإنه مثال سيء علي من يبيع أهله في أول فرصه وهذا جدير به أن يبيع وطنه أيضا عند أول فرصه وبمثل هؤلاء النواب تمرر إتفاقيات بيع الغاز لاسرائيل ، وتمرر قوانين الطواريء والضرائب وكل ما يخدم السلطه ويفت من عضد هذا الشعب المسكين الذي ذاق الامرين علي أيدي هؤلاء الأقزام الذين تسولوا الاصوات للوصول إلي المجلس ثم تناسوا كل شيء بمجرد أن جلسوا وتربعوا علي عرش الحصانه الوهمي الذي يظنون انه منجيهم من غضب الله عز وجل ،
النائب الثالث ولن اذكر أسما محددا لانهم للاسف كثر هم جموع الوصوليين الذي وصلوا بطريقه ما الي المجلس كمستقلين ثم أنقلبوا أعضاء بالحزب الحاكم في سابقه برلمانيه تعد الأولي من نوعها وتستوجب أن يفصل صاحبها لأنه خدع ناخبيه وغير إنتمائه لمصلحه شخصيه ، خدع جموع من ساهمو في وصوله إلي المجلس ، وتخلي عن ما وعد به أبناء دائرته من تحسين الأداء البرلماني واحداث تغييرات تصب في صالح رجل الشارع الذي انتخبه وهو يظن أنه حر لا منتمي لاي حزب ، وما يحزن أنهم كثر وأن الغالبيه دخلت المجلس لمصالح شخصيه ولنيل قطعه من الكعكه ليس إلا ، وبوجود تلك الأصناف الثلاث يكتمل عقد الأنهيار وتتضح بعض معالم الصوره المذريه التي تتمثل أمامنا ( في المكان الذي يفترض فيه ان يكون حامي حمي الشعب والممثل الحقيقي لأماله وطموحاته ) كلما حاولنا أن نقترب من تفاصيل أكثر وأوضح عن المشهد الذي بات مفزعا ، فيكفي وجود صنف واحد لينهار أي برمان محترم لكن بوجود عينات من كل تلك الاصناف في مجلس موقر واحد ووحيد يتباهي سدنته بأنه أعرق البرلمانات في المنطقه ورغم ذلك فهو الاسوأ وهو الذي يضم حثالة مجتمع كان الأفضل حتي طغت علي الساحه تلك النمازج القميئه فعبثت بمفردات المشهد وحولت الصورة الي صورة سرياليه قاتمه وغير مفهومه بل وقبيحه قبح بين في معظم الأحيان ، صورة تنبيء عن مستقبل بات يزداد قتامه وهي تثبت كل يوم ان الفجر الذي انتظرناه طويلا لن تشرق شمسه إلا أراد أبناء هذا الشعب أن يمزقوا الصوره القديمه بكل مفراداتها ويشرعوا في رسم صوره مغايره جديده لغد مشرق ، فهل تراهم يستطيعون ؟

أشرف نبوي

الأربعاء، 28 أبريل 2010

الصواب

الصواب

حين نتحدث عن الصواب فأننا نتحدث عنه من وجهة نظرنا نحن وطبقا لما درجنا عليه وتعلمناه ، وحسب القيم التي نشأنا عليها والعادات التي توارثناها ، لذا نجد إن مصطلح الصواب هو مصطلح متغير تبعا للبيئة التي نطرحه فيها وطبقا للتعاطي مع مفردات الحالة العامة في تلك البيئة ، وكما قيل رأي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب ، فهذه مقولة منصف وضع بعدالة ميزان وقاعدة تحتذي ، وأظهر بجلاء احترامه للأخر ،
وفي رأي المتواضع أري أن مشكلتنا الحقيقية تكمن في عدم تقديرينا للأخر أو لرأيه ، وقصور نظرتنا دوما علي وجه واحد هو رؤيتنا المحدودة للأمر وتغاضينا عن محاولة رؤية الأمر من أي جهة أخري أو منظور مختلف ، وهذه سمة للتفكير القاصر والمحدود وعلامة علي جهلنا المطبق وضيق أفقنا الذي يتحكم في نظرتنا للأمور ويجعل فكرنا ذي إتجاة واحد محدد ومحصور لا نستطيع من خلاله الانفتاح علي الأخر مهما كانت قيمة تفكيره أو قدرته علي الإبداع والتطوير ،
ونحن كمجتمعات وأمم يقاس قدر تقدمنا بقدرتنا علي تقبل الأخر وفهمه والاستفاده مما يقدمه وما يطرحه من أفكار ، بل ومحاولة المزج بين الصواب فيما يطرحه وما نعتقد صحته لنخرج بنتائج باهرة ، وكم من مجتمعات بل ودول فقدت مصداقيتها وتأخرت عن الأمم الأخري حين تعرت وفضح أمر زيف إدعائها ، وكم من أمم عظم شأنها حين ثبتت علي نهجها ودافعت عن قناعتها بإتاحة الفرصه للأخر وللاصوب بأن يسود دون إدعاء أجوف بأنها الأحق والأقدر والأعظم ،
وإذا كان هذا يتضح بجلاء فيما يخص الأمم والمجتمعات لوضوح الصورة وكبرها وسهولة إستقرائها ، فإن هذا أيضا صحيح علي المستوى الشخصي ، وأنت حين تتيح للأخر ان يعبر عن رأيه وتناقشه فيه بموضوعيه فأما إنك تقنعه برأيك أو تقتنع برأيه الذي وقتها سيكون الأصح والأصوب ، وحينها فأنت الفائز في الحالتين لأنك توصلت لقرار أو قناعة صحيحة وصادقه ، ولعل المثال الواضح علي ما قلت ما يحدث بين الأبناء والأباء ، فهناك دوما وفي كل موقف أختلاف في وجهات النظر ومع استبداد كل برأيه تظهر المشاكل وتستفحل ففي أي موقف يري كل منهما نفسه علي صواب ، وإذا قمنا بتحليل المسأله سنجد كلاهما علي حق ،
فطبقا لظروف ونشأة وبيئة كل منهما مع المعطيات التي تساهم في تشكيل الوعي لدي كل منهما وهي مختلفة علي الأغلب طبقا لكل هذا تتشكل قناعة معينه وهي كما ذكرنا تختلف كليا وبطريقه تجعلهما علي طرفي نقيض ،
ورغم إنهما مختلفان تمام في تقديريهما ورأيهما إلا إنك حين تستمع لكل منهما وتقيم تقديره تجدك علي يقين من صحة ما ذهب إليه ، ولحل تلك المعضلة هناك عدة طرق ، أولها الطريقة السهلة والساذجة وهي طريقة فرض الرأي طبقا لأي الطرفين أقوي ، وهي طريقة متبعه علي مستوي الدول والمجتمعات والأفراد خاصة إذا كان الطرف الأضعف لا يملك وسيله أو حيله ، أو إن بقائه معتمد كليا أو جزئيا علي الطرف الأقوي
ثاني تلك الطرق هو التصادم وتحدث حين يزيد الضغط علي الطرف الأضعف فيعلن رفضه ويتنمر سواء أكان تنمره يعبر عن قوة حقيقية أو قوه مفتعله وإدعاء فارغ ، أو حين يشعر الأضعف بقوته فجأة ويريد أن يختبرها في معركة تكسير عظام ، ولا يقدر علي هذا إلا من يتمتعون بقدرة علي المجازفة ، وهي حالة تتعاظم علي كل المستويات التي ذكرنا سواء الأفراد أو المجتمعات أو حتى الأمم ، ويغامر أصحابها بمستقبلهم وهم يعولون علي رهانهم أن ينقذهم بعدما يكون اليأس قد تمكن منهم ،
أما ثالث تلك الطرق فهي قراءة الأخر ومحاولة فهمه ونقاشه بل وتقديم بعض التنازل للإلتقاء معه في منتصف الطريق ، دون أن نغالي في التنازلات أو نجحف حقه في المشاركة برؤياه فيما إختلفنا حوله ، وهذه وإن كانت سمة معظم العلاقات الدولية بين الأم إلا إنها تفلح كثيرا فيما بين الأفراد وبعضهم البعض ، خاصة إذا كان الخلاف ناشيء عن اختلاف الأجيال ، أوالبيئه المحيطة التي تصور لكل طرف أنه صاحب الحق وصاحب الرأي الأصوب ، كما بين الأباء والأبناء ،
أذن فالصواب مسأله نسبيه تختلف حسب نظرة كل طرف للمسألة المطروحة والتي يدور حولها الجدل وإذا كان منطق القوه هو ما يحكم العلاقات الدولية بل وأيضا العلاقات داخل المجتمعات وحسب قوة القبيلة أو الأسرة ونفوذها ، فأن هذا المنطق ذاته لا يصلح حين يتعلق الأمر بالأفراد لأننا هنا بصدد التعامل مع مشاعر وأحاسيس ، مع كينونه بشريه تملك بجانب لبها قدر هائل من المشاعر الإنسانية والأحاسيس البشرية التي تسيطر علي تصرفاتها وردود افعالها ولعل الأختلاف الواسع بين شرائح البشر يجعل من مسألة تحديد الأصوب أمرا عسير ، اللهم ألا أذا احتكمنا للضمير الأنساني وارتضينا به سوأء أأ
ظهر الحق لنا او علينا ،

الاثنين، 12 أبريل 2010

مملكة مصر العربية

مملكة مصر العربية

• بلا وجع دماغ ودوشة ، أنتو تعبين نفسكم ليه ؟ وبعدين يعني حال الناس في بلاد تانيه غير بلدنا أحسن ؟ ، ما تسكتوا وتعيشوا وتسيبونا نشوف أكل عيشنا ونربي ولادنا ،

• شوفوا …أنا رأي في الموضوع إن الديموقراطية والإنتخابات الحرة النزيهة هي الحل بس محدش يسألني أزاي وليه أنا بصراحة مش فاضي ومعنديش وقت للكلام في السياسه والحاجات دي،

• أنا بقي بقول البرادعي وبس ، ياعالم الراجل دولي وفاهم وقاعد مع الخواجات سنين وأكيد شبعان ومالووش في اللهط وبعدين يعني أحنا كنا لقينا حد غيره وقلنا لا ,

• ياجماعه ... ياجماعه وماله الريس ربنا يطول في عمره ، أو أبنه ده فاهم كل حاجه وأبوه بياخده معاه في كل حته وواعي وشاب وهيجدد دم الحكومه بصحابه ومعارفه اللي في سنه بدل من الحرس القديم بتاع أبوه ،

• طيب وليه متقولش إن الإسلام هوالحل وأحنا جربنا كل الحلول و كل أنواع الحكومات والإتجاهات مش باقي غير الأخوان ليه مندلهمش فرصه مش يمكن يكون عندهم الحل الصح اللي يخرجنا من اللي أحنا فيه ويحل مشاكلنا ،

• تصوروا إن أيام الملك كانت أفضل وكان السبع بيضات بقرش وكيلوا اللحمه بتلاته صاغ طيب ما تيجوا نرجعها ملكيه ونشوف ملك يجي يحكمنا ونجرب يعني هيحصل أيه لو جربنا ما أحنا جربنا كل حاجه،

• دى الناس دي فاضيه ومعندهاش حاجه تعملها ، (سياسه قال) ماتخلوا السياسه لأهلها وكل واحد يشوف شغله ويسكت يمكن لو ألتفت كل واحد مننا لشغله ربنا هيسهلها ويفرجها والحال يتعدل،
لن تخرج اراء الناس في مصر عن ما ذكرت عاليه وإذا لم يتم فتح نقاش جاد ومثمر بين أبناء الشعب وبحريه ودون رهبه أو خوف فيقيني أن الحال سيبقي علي ما هو عليه ولن يتغير شيء ربما أستمر الرئيس ( كما هي العادة ) رئيسا حتى الموت ويخلفه بمسرحيه ساذجه وكما حدث بعد وفاة الرئيس السادات أبنه جمال بعدما يصوت ( جايه من تصويت مش من صويت ) مجلس الشعب بأعضائه الموقرين الذين تعرف موافقاتهم سلفا ( بالنيه يعني ) من خلال صوت الدكتور سرور الجهوري "موافقة" وتنتهي الليلة ويسود السلام وينعم أبناء البلاد بحكم سيد العباد وجالب الحظ وناشب الناب في كل من تسول له نفسه بمعارضته أو الوقوف في وجه خططه العبقرية التي ترمي لرفعة البلاد وتقدمها من وجهة نظر علوية ، يراها مستشاريه الأشراف ذوي المناصب والأظلاف ممن تشبعوا بالفساد وأصبح ديدنهم النفاق وتمرغت أنفسهم بعلامات الذل والإستكانة أمام رب نعمتهم ، وربيب ثرواتهم السيد المطاع الذين هم له أتباع وليذهب إلي الجحيم الجياع من أبناء الشعب الرعاع الذين هم بنظر أسيادهم سقط متاع وعالة ، وأنهم سبب كل بلاء حاق بهذا البلد المعطاء ، ولتذهب الثروات والضياع لكل من له في الفهلوة و النصب باع وكل من أستطاع أن ينسلخ من جلده وينقلب إلي جنس الضباع وإستخدام كل وسيله مشروعه أو ممنوعة لمنع أي حق من الوصول لأولاد الشوارع وأبناء الضياع ، الذين يدعون كذبا بأنهم أهل تلك البلاد وأصحاب الحق في خير رب العباد ، وينسون أن أسيادهم هم أصحاب المنة عليهم وإنهم لولا الطيبة والكرم الذي يفيض من قلوبهم الكبيرة كبر حجم خزائنهم ما سمحوا ببقائهم حتى هذا الوقت والآوان ، ولطردوهم شر طرده من نعيمهم الذي يقيمون فيه بالمجان ، دون أن يتكبدوا عناء حكم أنفسهم الذي هو بنظر سادتهم شر إبتلاء ، إبتلاهم به رب العباد بحكم هؤلاء الرعاع الملاعين الذين مهما فعلوا لهم وقدموا لم يحصلوا منهم علي شكر أو اعتراف بفضل ، وتلك علامة من علامات الجحود يتصف بها كل ناكر وحسود من جموع الأمة وشراذم الشعب الكسول الذي تعود أكل الفول والفرجة علي الرقص والمغني ومتابعة كل ما لا يفيد وما ليس له معني من برامج التلفاز، وتعلقت عقولهم الفارغة بكل شاردة ووارده من أخبار الشعوب القبيحة التي تعلمهم التظاهرات والأضرابات والمطالبة بكل ما هو حق وما ليس لهم بحق ، فلا رادع لهؤلاء سوي قوانين الطوارئ التي تلجم كل رافس وناهق من هؤلاء البهائم الذين كبرت رؤسهم وظنوا انهم قادرون بزعيقهم وهتافهم المحزوق علي زحزحه ذوي النفوذ اصحاب الذوق من علية القوم الكرام اسايدهم واسياد كل اللئام ، ولتفتح ابواب السجون لكل شقي ملعون كفر بنعمة حمك أسياده وأطمعه كرمهم ، فحق له ان يسجن ويعذب ليعرف قدر نفسه وقدر من يضحون بكل غالي ونفيس ويسهرون الليالي يخططون مع ابليس كيف سينفذون خططهم وكيف سيسحقون كل خسيس ، استعمل عقله النقيص للتفكير ، مع إدراكه بأن هذا حق لأسياده وانه حقير دسيس حين تسول له نفسه وحظه التعيس أنه قادر علي التفكير او حتى علي التهييس ،

الحب هو

الحب هو

حاولت هنا أن أضع من مخيلتي ووجهة نظري رأي البعض في ماهية الحب

الحب هو شعور محدد وواضح جهة إنسان معين أتحمل عيوبه ، وأتمني لو أبقي بجواره طوال عمري ، الحب ليس عطاء فقط ، بل هو نوعا من أنواع الأنا المحببه فأنت حين تحب ، فأنك تحب نفسك فيمن تحب ، وتتمني من خلال هذا الشعور أن يصبح الأفضل دوما والأرقي دوما والأنقي ،

فيلسوف


الحب هو أغنية رقيقه ، معزوفه راقيه ، زهره في مفرق الحبيب ، بيتا من الشعر ، عطرا يصاحب ذكري الحبيب ، ونهرا يجري ، ليل وقمر ونجوم ، موجه وبحر مجنون ، سهر وسهاد ، شوق ووجد ، لوعة واشتياق ، رساله كتبت بالدموع ، وبقايا صورة مهترئه حفظت سنوات ،

شاعر


الحب هو قطعة الجبن التي تضعها كل أنثي في مصيدة الزواج لتحصل علي طريدتها بكل سهوله ودون معاناة أو إجهاد ، والمصيبة إن الطريدة لا تهنأ حتي بتلك القطعه البسيطه من الجبن بل أن هذه القطعه تذهب لطريده أخري وأنثي أخري لتوقع بها المزيد من الضحايا ،

زوج مقهور


الحب هو ممارسة الجنون ، والإبحار في أمواج الرغبه ، وإغتراف المتعه من منابع الدهشه ، ومعانقة اللذه ، الحب هو المجون وكسر كل القيود ، هو السفر الي مدائن المجهول ، وعبور غابات الوحشه ، الحب هو أمتطاء فرس الشهوه الجامح ، هو المغامره بلا قيود ،
مراهق مغرور
الحب هو نوع من أنواع التناغم الراقي بين روحين سخرا قلبيهما وعقليهما لبناء علاقة ود وعطف بين نفسين يتوقان الي الإلتقاء علي شاطيء السعاده والإبحار بسفينة العمر إلي جزر الألفة والتراحم عبر موانيء الفرحه ، الحب هو محاولة الإنتصار علي أمواج القسوه بالأحضان ودفء النظرات ،
إنسان ناضج

السبت، 3 أبريل 2010

وشوشات أنثي

وشوشات أنثي
كثيرات هن من يبحن بتفاصيل مشاعرهن عبر صفحات الويب ، لكن قليلات من يشعرنك بهمسهن ، من يلقين بضفائرهن علي الصفحه مع الأحرف لتشاهد براءة بنت تعدوا لتلحق ركب الأنوثه في لهفة لأثبات إنتمائها لعالم حواء ، ومنهن من تحاصرك بدفء أنوثتها حتي تسلم ذاتك لأحرفها وأنت سعيد ، أو من تهدهدك بكفها وأحرفها فوق أشرعة المتعه وتبحر بك عبر بحار الأنوثه الغارقه في الجمال والغنج .
فقط بعض من تلك الأقلام تحملك علي أجنحة الحلم وتلقي بك في موج الأوهام وعالم الخيال الراقي ، تسافر بك عبر الأزمنه ممتطيا أحرفها المعطره إلي مزن العشق وغابات الكرز التي تزرعها عبر شفتيها وتجمعها بكفها لتطعمك متعة ما تحويه أحرفها من عذوبه وسمو مشاعر في سعيها لتضفير العشق بأرق معاني الفتنه .
حين تدقق وتخوض تجربه الإبحار عبر معاني الأحرف ، وتسافر عبر جمال ما يسطر تدرك أن لكل أنثي شذاها الخاص وشهد معانيها المتفرد ، ونبع أحرفها الذي يتدفق زلالا كعسل مصفي يتهادي عبر مداد قلمها ، عطرها المميز ونقائها الفاصل المحدد للفرق بين عزفها علي أوتار القلب وبين أخري تأتي نغماتها محملة برائحة البنفسج ، وثالثة يحملك صوت أحرفها عبر رائحة البحر إلي جزر الهدوء .
مقدرة كل أنثي علي التفرد في عزفها لمفردات عشقها والبوح بإقتدار وروعه عن مكنون نفسها من الأحاسيس يدهشك بروعته وصدقه ونقائه ويجبرك علي الوقوف والتأمل ومعاودة الأستمتاع بترانيم العشق التي ترتلها كل أنثي بهمس ودون جلبه تدرك هي بإحساسها إنها ستفسد سمو ما تبوح به ، ويعانق أحرفها الخجل الراقي فتأتي الكلمات وكأنها وشوشات أنثي تسكن القلوب فتبعث في جنبات النفس دفء وتعيد إليها الحياة.
أشرف نبوي

السبت، 27 مارس 2010

زهرة المدائن



لا اريد أن أستبق الأحداث لكني علي يقين من النتائج التي سيتمخض عنها أجتماع زمرة حكامنا العجزه في لقائهم المرتقب الذي يطلقون عليه كذبا أجتماع قمه فلا هو بإجتماع وهم متفرقون- تحسبهم جميعا وقلوبهم شتي - ولا هو بقمة بل هو لا يرقي حتي للقاع بما يتبناه من أفكار بلهاء وأمنيات عرجاء لم تعد ترقي حتي لمستوي الشجب والإدانه ولا به من نستطيع أن نطلق عليه ممثل أمال العرب بأي حال،
سئمت ومعي كثيرون من أبناء هذه الامه التي ترزخ تحت وطأة الظلم من حكامها أكثر مما تعاني من ظلم اعدائها ، سئمنا من تكرار السيناريو المتكرر والسيء لأبعد حد سيناريو إلهاء أبله ، ما فتيئ سادتنا المبجلين يعرضوه علينا بفجاجه وقبح ودون خجل او ملل.
أحاول أن اكبح جماح مشاعري وان ألجم غضبي وأنا أكتب قدر إستطاعتي ولا أريد أن أكون دون كيشوت ، أو أن أصارع طواحين الهواء ، أريد فقط أن أشعر بأدميتي وأن أمارس أنسانيتي ، أريد فقط بعض الأحترام وقليل من التقدير لي ولأبناء أمتي من هؤلاء الساده الذين يتربعون علي سدة الحكم في أوطان أمتنا من المحيط الي الخليج ، ولا يفعلون شيء سوي الشجب والأستنكار علي أقصي تقدير ويتركون قضايانا معلقه منذ اكثر من نصف قرن ،
من للقدس زهرة المدائن ؟ ، ومن للاقصي الاسير؟ ومتي سيتحرك هؤلاء إن لم يتحركو الان؟ ، أم إنهم سينتظرون حتي تهود القدس بالكامل بعد أن هود معظمها بأيدي الصهاينه المغتصبين ، أم تراهم سينتظرون حتي يهدم الاقصي وتسقط جدرانه واحدا تلو الاخر كما سقط الكثير من ثوابت أمتنا وشهدائها ؟ ،
أكتب وأنا أعرف أن كثيرون غيري تعبوا من الكتابه والصياح علي أموات أمتنا الخشب المسنده ، - هم العدو فأحذرهم – ولا أدري علي ما يخشون وعلي ماذا يراهنون ، أفهم أن نستعد ، أن نحاول حتي لو فشلنا فيكفينا شرف المحاوله ، لكن ما لا أفهمه أن نظل نمد بأغصان الزيتون تجاه من لا يعرفون إلا الحرق والقتل والدمار ، أفهم ان تكون هناك خطه موضوعه وبدائل لدينا في حال لم ينجح الحل السلمي ، أما مالا أفهمه أنا وأناء الامه هو أن يظللنا صمت العجز وتتشرب أنفسنا بيأس الأفلاس المادي والمعنوي ،
طرح منذ فتره فكرة تدويل القدس وأنا بمراره أجد إن هذا حل جدير بالتنفيذ ولو مؤقتا للحفاظ علي زهرة المدائن وللمحافظه علي مقدساتنا التي تنتهك ونحن مكتوفي الايدي عاجزين عن تحريك ايدينا حتي ولو بإشاره لا ، ويا ليت سادتنا الأفاضل يدعون وبكل أسي لهذا الحل أن تدول القدس وأن توضع تحت حماية قوات مشتركه تترك فيها حرية العباده للجميع ويتوقف المساس بالمقدسات والعبث بالتاريخ والمعتقدات والقيم ، تدول زهرة المدائن وتصبح عاصمة للحريه ومناره للإسلام ويتاح زيارة القدس للجميع دون مداهمات ومنع وقتل وحظر ، تدول القدس وتصبح مستقله ذات سياده ويتم زيارتها عبر مطارخاص بها دون اللجوء للمرور في أراضي العدو الصهيوني أو الحصول علي تأشيرة دخول أيا كان بل تعامل كالفاتيكان ،
أقول هذا وقلبي يكاد ينفطر لكن إذا كان العجز هو عنوان المرحله والصمت ديدنها فلا مناص من تفعيل هذا الحل والحرص علي تنفيذه لننقذ ما تبقي لنا من قدسنا ونمنع زوال الاقصي بعدما تطاول الصهاينه بخبث ومكر ومكابره عليه وهم يرون إننا لا نحرك ساكنا وهم يحفرون تحته ويستقطعون منه وخططهم واضحه وهي بناء الهيكل المزعوم مكانه وهم بلؤم صهيوني وحقد يهودي اعمي يخططون ويسيرون بخطي وئيده متهاديه نحو هدفهم بكل ما أوتو من دهاء وبكل ما حشدوه من مؤازرة لمواقفهم المعلنه والمبطنه ،
هل يستطيع سادتنا القيام بهذا الدور؟ وهل يستطيعون أن يصرخوا في وجه العالم ؟ بل هل يستطيعون ان يهددوا بإتخاذ أقسي التدابير وإعلان الحرب علي أعداء الأنسانيه في حال رفضهم لهذا المقترح الذي أتي غربيا في أول طرح له منذ سنوات ، ووقتها رفضناه جميعا لأننا كنا نشعر ان به غبن لنا وأن قادتنا قادرون علي إسترداد القدس بمد إيدي السلام ، وبالمفاوضات التي أثبتت فشلها مع عدو لا يعرف إلا منطق القوه ، أتسأئل وكلي أمل أن يفلح قادتنا ولو لمره واحده في كف الظلم عنا وعن القدس والمسجد الاقصي الأسير .

الثلاثاء، 16 مارس 2010

أفكار مقولبه وعقول مغيبه

أفكار مقولبه وعقول مغيبه
أقلب صفحات الويب من آن لاخر لأتعلم وأستمتع ، لاغوص بين جنبات الأحرف الناضجه والعابثه ، يسعدني تواجد عقول ناضجه تتناول قضايا الأمه بعقلانيه وتفتح وتناقش وتجتهد في الطرح وتوفر مناخ جيد للنقاش ليستفاد منه في مجال الاصلاح ، وأتعجب من أقلام تفرغت لسرد التافه من الأخبار ، وتناول توافه الأمور وساهمت في نشر الشائعات ، وتناول البعض بالغمز واللمز،
فعلي رحابة صفحات الويب نجد الكثير من الاوقات الضائعه والهمم المثبطه والعقول المغيبه في شتات لا تجد من يقودها ويأخذ بيدها إلي الطريق القويم والقنوات الصحيحه كي تفرغ ما بداخلها من أفكار ومشاعر ، وبعد تجارب عديده ومعانقة عيني للصفحات المختلفه متجولا بين المنتديات وصفحات الأخبار وحتي الفيس بوك وملبيا للدعوات لأستطلع عن كثب حال أبناء الأمه من خلال ما يطرحونه علي شبكة الويب ، أنتابتني حيرة غامرة ، فالكثير يكتب ويشارك والكثير يضيع وقتا ليس بالقليل وهو منشغل بتقليب صفحات الويب ورغم ذلك لم أجد استفادة كبيره بل علي العكس وجدت الويب وكأنه تسليه ليس إلا ، مكان للظهور والتعارف وتمضية الوقت ، وليس مكان لتبادل الخبرات والتجارب والأفكار والاستفاده من خلاصة ما مر به الاخرين وتكوين ركيزه فكريه ونضج عقلاني يعود علي أبناء الأمه بالخير من خلال تلاقح الأفكار وتبادل الخبرات ، أو محاولة رفع سقف الذائقه الأدبيه بما ينمي المشاعر الإنسانيه ويؤثث لتأصيل عري الترابط الإنساني بين أبناء الأمه ويرفع من ثقافتهم وإدراكهم ، أو فتح مجال لإثارة القضايا الهامه علي المستوي الاجتماعي والسياسي والتي تطرح في سبيل إيجاد حلول لها من خلال التفكير العميق والبحث المثمر الذي يسفر عن توضيح الصوره وجلاء المخبر بما يساعد علي حل أي معضلة قد تواجهنا كامة أو يفتح الطريق أمام إيجاد بدائل للحلول قد تكون غائبه عن وعي البعض ،
وحتي لا أكون متشائما فهناك إرهاصات للبعض تنبيء أن القادم أفضل من خلال وعي فكري يطرح نفسه ونقد بناء يحاول أن يجد أرضيه لتقبل الأخر ومناقشته والإستعداد لتفهم موقفه ، كما إن هناك بعض المنتديات التي باتت محطات رئيسيه تطرح قضايانا وتشرع نوافذ الحوار ولا تضع تابو علي أي فكر طالما لم يخالف الأداب العامه والأحكام الشرعيه ، وأيضا هناك نوافذ أدبيه بدأت تطل برونق وفاعليه تقدم وجبات دسمة من الفكر والأدبيات الراقيه سواء أكانت شعرا عموديا أو حديثا أو قصص أو حتي مقالات بما ينبيء عن صحوه فكريه لهذه الامه بدأت تباشيرها مع الأتساع المطرد لمستخدمي شبكة الويب ،
ورغم ذلك وكما أسلفت مازالت هناك بعض العراقيل المتمثله في الكثير من السفسطات الكلاميه ، والغوغائيه الفكريه التي تنتشر عبر الويب ، والتراشق بالسباب والألفاظ الجارحه وطعن الأعراض وتناول سفاسف الأمور والتفاهات المتعلقة بأخبار الفنانيين ولاعبي الكرة والتخاصم من أجل شخصيه مشهوره هنا أو هناك سواء أكانت سياسيه أو فنيه أو كرويه ، والسرقات الأدبيه وعدم الإشاره إلي المصدر ، والمجاملات التي تكال لكل من هب ودب بحق وبغير حق ، والمراهقات الفكريه والعاطفيه التي تنتظر أي حرف لأي طرف تكن له بعض الإعجاب لتغدق عليه من العبارات أقواها وتصوره وكأنه أله الشعر وأمبراطور الكتابه في هذا العصر رغم أخطائه اللغويه وهناته العروضيه وسطحية تناوله، وأحيانا تفاهة أفكاره المطروحه بل وجهله بأبسط قواعد الكتابه .
ناهيك عن إهتمام كثيرين بمواقع تتداول الفضائح وتروج لأفكار علمانيه ومواقع إباحيه خارجه عن نطاق أخلاقنا ، خارقه لعادتنا ، وقد وجدت كثيرين ممن يحاولون جاهدين جذب البعض لهذه المواقع والمنتديات عن عمد او بجهل ولعل أخر وأخطر المواقع ذاك الموقع الذي وسم صاحبه بإنه يدعي الألوهيه وله أتباع وبدلا من تجاهل الأمر تصارع البعض لتناقل الخبر وكأننا لانعلم خطورة تلك الافكار علي ذوي العقول الفارغه والأنفس الضعيفه ، في عصر برز فيه الخواء النفسي والفكري من جراء تسطيح الفكر عن طريق وسائل الأعلام المختلفه ووسائل المتعه الالكترونيه التي خلقت جيلا ممن ينصاع لها دون تفكير جيلا متلقيا ومنفذا ليس إلا ، جيلا تعطل لديه العقل وأستبدل الخيال وملكة الإبداع ، بماكينه طاعه الأوامر وتنفيذها للوصول إلي أهداف معدة سلفا ، تهيء لها إنه بلغ القمه عند تحقيقها.
وفي الأساس هي أفكار مقولبه ونمازج تحقق لصانعيها الهدف المنشود وهو الربح السهل السريع ، ولم تعد تلك اللعبه البالغة الخطر علي عقول أبناء الأمه تأتي في صورة واحده ومن إتجاه واحد بل باتت تهاجمنا من كل الجهات فتاره هي لعبه في أجهزة الألعاب الالكترونيه والتي حذر منها أكثر العلماء لأنها تحد العقل وتفسد التفكير وتحط من قدرات الذكاء لدي أطفالنا وتاره من خلال التلفاز الذي أصبح في المرتبه الثانيه -بعدما تعود الكثيرين إستبداله كوسيله ترفيه بصفحات الويب - وحاصرنا بإعلاناته ومسابقاته التي تدعو للتواكل والدعه وترك الإجتهاد ، وتحث علي البحث الدؤوب عن فرصه واحده تمثل ضربة حظ ليحصل صاحبها علي كثير مما يريد دون تعب أو جهد فقط بضغطه زر أو مكالمه هاتفيه، وساهم النت بإعلاناته المباشره وغير المباشره في هذه اللعبه عن طريق الإعلانات في المواقع التي تمارس شتي اللعبات والمسابقات (أون لاين) أي بطريق الإتصال المباشر عبر النت ، وتضييع الفرص والأوقات في تفاهات لا طائل من ورائها إلا تحقيق الربح لأصحابها وتضييع جيل كامل أعتمد الإستسهال والاستهتار طريقا لتحقيق غاياته .
وأستخدم الويب كوسيلة تسليه لا وسيلة تعلم ، أنتقي من هذه الوسيله الفاعله والناجعه في الإسهام في تقدم أمم أخري ، أسوء ما فيها وبدلا من الإستعانه بها في تقديم ما يرقي بعقلية أبناء الامه والإسهام في تقدمها وعودتها لمصاف الأمم المتقدمه ، نجدنا أمام حاله من حالات الأرتباك واللا وعي التي تحكمنا وتسيطر علي شباب أمتنا ، تجعل من أفضل وأوسع شبكة معلومات عرفها الإنسان علي مر تاريخه شبكة للضياع والتخلف ، شبكة تسهم في تخلفنا أكثر بدلا من أن تدفعنا بما تحويه للنقدم وتحقيق نجاحات عملاقه .
ولا يتبقي أمامنا إلا أن ندعوا الجميع للتمسك بالفرصه التي أتاحها تقدم الإنسان وذكائه بتأسيس تلك الشبكه المعلوماتيه العملاقه والتي تحوي خلاصة الفكر الإنساني علي مر عصور وتضاف إليها يوميا ألاف المعلومات والخبرات والتجارب العلميه والفكريه والإنسانيه لكي نمسك بأخر فرصنا في لحق ركب التقدم ومواكبة متغيرات هذا العصر الذي بات يعدوا ويسابق الريح ونحن لازلنا نحبوا وننتظر .



الثلاثاء، 2 مارس 2010

إللي نعرفه أحسن ... !!!

إللي نعرفه أحسن ... !!!
في مكالمه هاتفيه لي مع أحد أحبائي وهو شخصيه عامه مرموقه أتينا في حديثنا علي موضوع الأستحقاق الرئاسي في الحبيبه مصر والتي يقولون عنها أم الدنيا ( رغم اني لا أعرف سوي أم القري مكه التي ورد ذكرها وعرفناها عن طريق ديننا ) والغريب إن بعض الاخوه العرب أصبح يقولها (أم الدنيا) هو الاخر ، دون أن يفكر في معناها ، وعدم كون مصر أم الدنيا لا يقلل من شأنها بل أظن إن مصر إنثي وأي أنثي لا تود أن تكون عجوز ولا أن تصبح أما لكل من هب ودب ،
المهم وحتي لا أتشعب بكم عن المقصود وعن ما جاء بحديث أخينا الجميل والذي تطرق لموضوع الإنتخابات المصريه ، خاصة بعد مافجرته عودة الحاج محمد البرادعي وإلتفاف البعض حوله ممن يحلمون بالتغيير ، وحديث الرجل المتمرس بكل ما يحمله من خبرة سنوات في التعامل مع كافة الاجناس والاعراق من جن وأبالسه ويهود وأمريكان وهنود وبوذيون ، أقول الرجل له خبرات واسعه وربما شخصيه متوازنه أو محنكه جعلته يحتفظ بمنصبه لثلاث مدد علي رأس واحده من أكبر المنظمات إثارة للجدل وفي وسط بحر هائج من المؤمرات التي تحيكها الكبيره أمريكا بمعاونه شقيقاتها التابعات لها بريطانيا والمانيا وفرنسا ( رغم محاولة الاخيره دوما الظهور بمظهر المخالف ) ضد كل من سولت له نفسه التعرض لمصالحهم أو مصالح حلفائهم أقول برغم هذا إستطاع الرجل الثبات والبقاء وقد يقول قائل إن بقائه هذا ربما لرضي القوي الكبري عنه أو لأنه تماشي معهم ومع رغباتهم أو نافقهم وهذا وحده كفيل بإثبات عدم صلاحيته للترشح فما الفرق إذن بين الحالي والقادم ،
وأنا اختلف مع هذا الرأي فلا يجب ان ننتقص من كفاءة الرجل خاصة لمن يعرف تاريخه وإجتهاده وشهادة المؤسسات العلميه والعالميه له ، لكن أنا أيضا لا أتفق مع من يسوق هذا الرجل كمرشح رئيس وقوي للرئاسه ، لأسباب ذكرتها قبلا في مقال سابق ( من يحكم مصر )
هتقولوا حيرتنا يعني أنت مش عايز البرادعي ولا أحمد زويل ولا عمرو موسي ولا راضي بجمال ولا عاجبك مبارك نجيب منين حد يرضيك ويرضي أمثالك من الرافضين المتعبين ، وأنا والله ليس في رأسي أحد معين ولا أتمني إلا الخير لوطني الذي تعب قهرا وأحتلالا ، ثم تعب ثورة وإذلالا ، ثم تعب ديكتاتورية وفسادا ، أتمني أن يأتي الخلاص ولو بثورة جديده وكما قلت لا يهم إن كانت بيضاء أو حمراء ، فلا سبب يدعونا للصبر أكثر فمن لم يمت بالسيف مات بغيره وبعد حوادث الإنتحار التي تكررت في مترو الأنفاق بمصر لشباب في مقتبل العمر والتي مثلت ناقوس زاد إرتفاع صوت دقاته وعلا ، بعدما أزداد الحال سوء ويزداد يوما بعد يوم ، أظن أنه آن الآوان للتغيير بعدما بدأت الامور تخرج عن السيطره ، وبات الموت يساوي الحياة التعسه التي يحياها الكثيرين من أبناء مصر ، فلا فرق إذن إذا تم هذا بتغيير أشخاص منظومة الحكم في مصر بالكليه عن طريق سلوك السبل الديموقراطيه وتعديل الدستور بأيدي الخلصاء من أبناء الوطن مع تقليص صلاحيات رئيس الدوله إلي أدني حد ممكن والإعتماد في تشكيل الحكومه علي أكثر الأحزاب إثباتا للذات وفاعليه بإنتخابات حره نزيهه دون أدني تدخل من رجالات النظام الحاليين ، مما ييسر السبيل إلي ظهور جيل جديد من السياسين الأكفاء الوطنيين ،وأظن أن هذا ليس مستيحلا ولكنه صعب في ظل المعطيات الحاليه ،
اوحدوث التغيير عن طريق ثوره سيذهب ضحيتها البعض لكنها ستكون السبيل الوحيد لإحداث تغيير، إذا عز الخيار الأول ،ويقيني أننا سنقبل بها جميعا طالما إنها ستسفر عن تغيير حقيقي يطال كافة مناحي الحياة في مصر ويغسل الضمائر ويحي القلوب من جديد ويحدث إنقلاب جذري في المفاهيم تجعل من مصر في غضون سنوات دولة ذات سياده حقيقيه دوله متقدمه ناهضه تحتل مكانتها التي تستحق بما تملكه من مقومات وثروات وسواعد أبنائها ، دولة تتحقق فيها العداله الأجتماعيه والمساوه في الحقوق والواجبات بين جميع أبنائها .
وأنا شخصيا أعجب كثيرا من البعض الذي يسوق لبقاء الحال علي ما هو عليه بمنطق (إللي نعرفه أحسن من إللي منعرفوش ) ، أو بمنطق المصالح والذي بات يحكم كل شيء في مصر وعم كل درجات المجتمع فأصبحت المحسوبيه والواسطه والعلاقات هي السمه الغالبه وأهم سبب لتحريك كل شيء ، والغريب والعجيب في آن ، أن يسوق كتبة السلطه الموقرين خيابات النظام وفشله علي إنها نجاحات وإنجازات ورغم وضوح الأمور إلا إن منطق قلب الحقائق الذي تغلبة المصالح ولهاث هؤلاء وراء أسيادهم دون منطق ودون وازع من ضمير هو السائد حاليا ، وهم بهذا يقلبون الحق باطل والباطل حق ويجعلون الخيانه لهذا الوطن فضيله بعدما يتم تجميلها بما أوتوا من سحر البيان فيقدمون المبررات التي تظهرها للعامه وكأنها تضحيات من النظام من أجل الوطن والمواطن ، ورغم إنه لا يوجد نظام يحترم ذاته يبقي علي هؤلاء الذين يشوهون صورته بفجاجه وكأنهم يطبقون بحرفيه مثل الدب الذي قتل صاحبه ، فإن النظام الحالي لم يتعلم الدرس ويصر علي الأبقاء علي ما يسمي بالصحف القوميه التي لا مثيل لها في العالم المتحضر ، فكيف لمن كان النظام ربيب نعمته وهو من أتي به ليضعه في مكانه علي الكرسي ، وهو الذي يمد له يده بالراتب الذي نعرف إنه فلكي ، كيف لصاحب هذا القلم أن يتناول النظام بالنقد .
والحل بسيط ويعرفه الجميع ألا وهوتخصيص تلك الصحف وتمليكها لمن يعملون بها حتي تصبح حره تصرف علي نفسها ولا تمد يدها لأحد فتمتنع عن المدح والذم الا بحق ، ووقتها فعلا يصح أن نطلق عليها صحفا قوميه وطنيه تهتم لأمر الوطن والمواطن والناظر إلي حال الصحف خاصة ما يوصم بالقوميه منها يري إن الحياة ورديه والنظام فاضل ورجالته لا يخطئون ومن يخطيء فهو عن غير قصد والتفاني والتضحيه هم عنوان المرحله ( أقصد طبعا المرحلة التي طالت حتي نسينا متي بدأت ويأسنا متي ستنتهي )
أشرف نبوي