ممارسة الحب عبر الكتابة
البعض حين يكتب يسطر جزء من ذاته عبر أحرفه والبعض يعيش بداخل حرفه أو يقتطع الحرف من تراكمات لحظاته التي يعيشها فيضفر الحلم بالحقيقه والواقع المعاش بالأمل الذي يسكنه وفي المجمل فإن صدق الكلمات يسطع أو يخبوا بريقه بقدر ما نسقط عليها من ذواتنا التي تعايش الكتابه كحاله من حالات الابداع الفكري الممتع للقاريء والكاتب علي السواء ، وهذا يحدث سواء في الكتابه الأبداعيه أو الصحفيه التي ما عادت تكتفي بنقل الخبر أو التعليق عليه بل باتت لها مدارسها في التحليل والنقد وممارسه الأبداع عبر الكتابه الصحفيه بما يميز قلم عن أخر ،
لكن في خضم كل هذا تظهر معضله ربما يستشعرها كل من مارس الكتابه وتأصلت فيه تلك العادة الأبداعيه وهذه المعضله مثل دبيب النمل قد لا تظهر بصوره جليه واضحه ولكنها موجوده وعميقة التأثير ، إنها عادة ممارسة الحب عبر الكتابه وأنا هنا لا أقصد المعني الحرفي أو الظاهري فجميعنا ممكن أن ينثر حبه عبر أحرفه سواء تعبيرا عن حالته المزاجيه ومشاعره أو عبر دعوته للحب بشتي صوره في كتاباته وإبداعاته ،
أما ما أقصده هنا فهو حب الإكتفاء أو الإكتفاء بالتعبير عن الحب عبر الكتابه ومعايشة هذا كواقع إفتراضي مواز يعزل صاحبه عن معايشة الحب الحقيقي ويكتفي بخياله المواز ومشاعره التي يشعر بحرية أكبر في التعبير عنها عبر كتابته ورويدا رويدا يكتفي في النهايه من الحياه بهذا القدر من التعبير والمعايشة عبر الحرف فتتجمد مشاعره ويصاب بتيبس الأحاسيس وإنقطاع وضمور علاقاته الاجتماعيه ، وكي أقرب المنظور أكثر وأزيد من الإيضاح فإن كثير ممن يعانون من هذه الحاله يكتفون بالحد الادني من إظهار مشاعرهم تجاه الآخر فنري زوج لم يقبل زوجته فوق جبينها أو وجنتيها أو يضمها برقه منذ أكثر من عام ونري أم لم تربت علي كتف إبنتها إو تحتصنها شهورا وليست المشكله مشكلة وقت أو ظروف حياتيه فرضت هذا التباعد لأن تلك المشاعر والتعبيرعنها قد لا يحتاج إلا للحظات لكننا ننسي أو نتناسي حاجة المحيطين للشعور بدفء قلوبنا عبر التعبيرعن مشاعرنا بصوره عمليه ،
قد تأخذنا الحماسه عبر معايشة الحب ونثر المشاعر عبر الأحرف إلي جزر نائيه وتعزلنا بصورة أو بأخري عن معايشة واقعنا المعاش وتنثر نتف البرد فوق روابط الحب التي تربطنا بمحيطنا ، لكن يجب علينا جميعا أن نتوقف للحظه وننفض هذا التجمد والانعزاليه ، لنتواصل بدفء مشاعرنا ونعبر عنها للمحيطين بنا لنعيد نثر عبق المشاعر الفياضه التي من خلالها نشعر بحلاوة الحياة وتزداد رغبتنا في الاستمتاع بها عبر تفاعلنا مع الآخر وليس عبر إنزوائنا في ركن الأنا الذي يصيبنا بعد فتره بالبرود والجمود ويسوقنا الي غياهب الأكتئاب الذي بات ظاهره قويه تستولي علي قلوب الكثيرين وعقولهم وتحولهم الي كائنات غاضبه ناقمه علي نفسها وعلي من حولها ،
وقد كان لنا في السيرة العطره لسيد المرسلين صلي الله عليه وسلم أكبر أسوة حين ذكر له أحد جلسائه حبه لرجل مر بهم فسئلة النبي صلي الله عليه وسلم إن كان قد أخبره عن حبه له في الله ، فلما أجابة الرجل بالنفي ، قال أذهب فأخبره فإن هذا أفضل لدوام الموده وإنتشارها وزيادتها بين الناس ، فالواجب علينا جميعا أن نظهر حبنا لذوينا ولأصدقائنا ولكل من لنا به علاقه أو لدينا مشاعر تجاهه وأن نصرح بتلك المشاعر ونفعلها وألا نكتفي بسطر مشاعرنا عبر الحرف أو كتمها في قلوبنا لأن هذا أدعي لوئدها والقضاء عليها ولو بعد حين أما إظهارها ومعايشتها فأنه ينميها ويزيد من أثرها بل إنه يساعدنا علي سطر المحبه والحب أكثر وأكثر وتنوع سبل التعبير عنه مما يجعلنا اكثر قدرة ومقدره علي نثر الحب وبذر بذور المحبه في المجتمع ويعزز من قدرتنا علي ممارسة الحب والتعبير عنه بصورة محسوسه وموجهه لجميع من حولنا وليس عبر الحرف وحسب بل وعلي المستوي الإنساني أيضا .
أشرف نبوي
كثيرون لديهم خطط طموحه للنهوض بهذا الوطن ، لكنهم إما خائفون أو مترددون أو لا يعرفون الطرق الفاعله لتنفيذ آمالهم تجاه هذا الوطن ، والمسؤلين غالبا ( الا ما رحم ربي ) مشغولون بأبهة المنصب والحفاظ علي مظهرهم والتمتع بالسلطه وإستغلال مناصبهم في كل ما يعود عليهم وعلي ذويهم بالمنفعه ، ولا يوجد وقت للتفكير في إيجاد حلول للنهوض بهذا الوطن ،
tadwina-18873864-tadwina
tadwina-18873864-tadwina
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
الاثنين، 22 نوفمبر 2010
ممارسة الحب عبر الكتابة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق