الأرباك الممنهج
صعود التيار الاسلامي ، التخوين ، اللهاث الإنتخابي ، محاكمة مبارك ورموزه ، أزمة البوتاجاز ، إنهيار البورصة ، منع البعض من السفر ، وهجوم البعض علي سير الإنتخابات ، صمت المجلس العسكري ، وابتعاد العقلاء عن اللغط ، التهديدات والتسريبات ، تصريحات الست سوزان ، تهديدات وإضرابات بعض الفئات ، كل هذا وغيره يشكل نوعا غريبا من السلطة ( بفتح السين واللام ) الغريبه والتي ربما يعاف المواطن أن يقبل عليها وهذا مقصود ومرتب وممنهج ،
مقصود إرباك المواطن البسيط وإلهائه ولست هنا أتحدث عن مؤامرة من طرف بل هي المصالح التي تحكم التصرفات والبحث عن جني الأرباح بشتي السبل مهما كلف الأمر ومهما تأخرت وتعثرت مسيرة الإصلاح التي كان يفترض بها أن تبدأ بمجرد نجاح الثورة لكن أصحاب المصالح علي شتي المستويات ومن مختلف التيارات يصرون علي هذا التشتييت لأنهم يرون أن النهضة الإصلاحيه المرجوة ربما تقضى علي بعض مكاسبهم التي كانت تمرر من قبل النظام السابق ، وهم يراوغون طمعا في تأخير إنطلاق عجلة الإصلاح قدر المستطاع لجني ما يستطيعون ، وهم منقسمون فالبعض يرى أن التأخير كاف والبعض يري في التأخير والتعطيل عذر لعودة الأمور لسابق عهدها ليستكملوا منظومة النهب المنظم ،
وهو مرتب لأنه يسير بخطى راسخه وله مراحل (أقصد الإرباك والتشويش) فما أن يقوم عقلاء الأمة بحل معضلة إلا ونري أن أخري قد ظهرت بترتيب مدهش وكأن جعبتهم لا تخلوا ، اليوم إنتخابات وغدا إضرابات ، وبعد غدا أزمات مفتعلة سواء أكانت بسبب عبوة من الغاز أو مصنع مخالف لأشتراطات البيئه ، المهم أن يكون هناك سبب جديد كل يوم وكل لحظة إذا لزم الأمر وألا تنطفئ نار الفتنة التي أحيانا ما يشعلونها دينية وإذا انطفأت يشعلونها أقتصادية أو إجتماعية والعجيب أن ينساق البعض ورائهم وكأنه منوم مغناطيسيا أو مغمض العنين أو مسلوب الإرادة ، ووسط هذا التشويش المتعمد والضجيج العالى يضيع صوت العقل والعقلاء لأبناء الأمة المخلصين ،
وهو ممنهج لهذا السبب الأخير لأنه يعرف بالضبط الطريق الذي يجب قطعه علي أي صوت متعقل واع مخلص يبتغي النجاة للوطن ويعرف أصحاب تلك السلطة المختلقة أنهم بهذه المنهجية المحكمة سيصلون لمبتغاهم ويدركون جيدا إنهم لو غفلوا للحظة عن متابعة هذا النهج ربما ستتاح الفرصة لصوت عاقل يجعل الجموع المغيبة تفيق من غفوتها وتدرك المخطط الذي أوقعوهم فيه ، والإعلام بعضة بخبث شديد وبعضه بجهل مريب يسهم في إحداث تلك البلبله والإثارة وزيادة موجات التخبط والأضطرابات والكل يسعي للأثارة وجني نسب مشاهدة عالية مهما كلف الأمر ومهما كانت النتائج دون النظر لصالح الوطن وعينهم علي هذا الكثير من المرجفون من أصحاب المصالح وبعض ممن يصمون أنفسهم بالنخب وهم أقرب ما يكون للحثالة التي لا تسعي إلا وراء مصالحها وفقط
أشرف نبوي
كاتب واديب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق