tadwina-18873864-tadwina

tadwina-18873864-tadwina

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 17 يناير 2011

زمن التحرش

زمن التحرش
المتابع لاخبار الحبيبه مصر يعرف بحوادث التحرش التي باتت علامه علي زمن ردئ نعيشه بتفاصيله العفنه وهمومه التي تجسم علي الصدور ، لكن ليس للعنوان أدني علاقة بتلك الحوادث التي يأنف القلم الخوض فيها ، فأنا هنا لا أعني تلك الحوادث الغريبة علي مجتمعاتنا العربية والتي أري إنها نتاج ظروف طارئه يعيشها شبابنا ، لكن ما أعنيه هنا هو تحرش من نوع أخر وأن كان البعض قد يختلف معي في إطلاق هذا اللفظ علي ما سأطرحه لكنه حين يمعن النظر ربما سيشاطرني الرأي .
فحين نري ما يحدث بين الكوريتين لا يتبادر الي الذهن سوي كلمة تحرش ، وحين نري ما يحدث بين أبناء السودان شمالا وجنوبا أيا كان الطرف المحرك للأحداث لا يسعنا إلا تخيل معني التحرش ، حتي حين تصر الولايات المتحده علي القيام بمناورات قرب السواحل الكوريه الصينيه وبمشاركة اليابان ( عدو الأمس ) لا يستطيع شبح التحرش البعد عن مخيلتنا .
والتحرش في اللغه هو (التَّحَكُّك والتعرض) فأنت إذا احتككت بجار أو بشخص ما أو تعرضت له فانك تكون قد تحرشت به أي إن التحرش لا يقتصر في لسان العرب علي تعرض فرد من جنس لفرد من جنس أخروخدش حياءه ، بل هو وكما جاء في القاموس المحيط وغيره هو التعرض من شخص أو جهه إلي شخص أو جهه اخري بالسوء ، وعلى هذا فإن لفظ تحرش يعبر بطريقه أوضح عن التعرض غير المشروع الذي تقوم به جماعات او دول معينه ضد جماعات أو دول أخري بغرض الضغط عليها لتغيير موقف معين أو لدفع ضرر أو جلب منفعة ، وفي غالب الأحيان لكل هذا مجتمع مع الرغبه في إستعراض القوة من الطرف المتحرش ،
وأنا إذ أزعم إننا نعيش في زمن التحرش لا أبالغ فكثير من الدول الأن تحاول ان تتحرش بجارتها وتفتعل المشاكل إما لصرف النظر عن أخطاء وديكتاتوريه داخليه يعاني منها أبناء هذا البلد او كما قلت لاستعراض العضلات وفرض إتفاقيات قد لا تروق أو تتفق مع مصالح هذا الجار ، والغريب في الامر إن المجتمع الدولي بات يتماشي فكريا مع هذا النوع من التحرش ويتقبله بل ويؤيد هذه التصرفات تبعا لمصالح كل دوله وطبقا لايدلوجيتها وتوجهها ، وما عادت لمواثيق الشرف أو الأخلاق مكان في زمن تتكلم فيه المصالح ويتلون فيه القرار حسب المصلحه وحسب الفائدة المرجوه من تأيد طرف علي أخر ،
وأنا أظن إننا كعرب أكثر المضارين من هذه السياسات التي باتت عاديه ومتقبله وليس أدل علي هذا مما يحدث مع حماس وغزه ، وتحرشات الجميع بهذا الجزء الصامد من عروبتنا ، ولبنان الذي تنتهك اجوائه كل فتره بقصد وعن تعمد وفي تعنت واضح ومقصود ، وبعض الحوادث التي تحدث علي الحدود المصريه الاسرائيليه - والسوريه الاسرائيليه ويتم التكتم عليها والتعتيم حتي لا تثار جموع الجماهير ، كما إن ما حدث من تطاول علي لسان رئيس وزراء إثيوبيا ضد دولة عربيه هي مصر هو صوره قميئه من صور التحرش السافر، ولعل أبرز واقوي أمثلة التحرش هو تحرش القوات الامريكيه بجميع الشواطئ العربيه سواء بداعي الحماية او الصداقه او المناورات المشتركه ، ولا يخفي علي أحد إن هذا هو القناع الذي يختفي تحته الوجه القبيح للأمر برمته ولا يستطيع أحد أن يرد علي هذا التحرش السافر ، لأن الذي يرد يعلم أن مصيره سيكون الأقرب لسيناريوهات كثيره حدثت ربما أقربها للذهن الأن العراق ،
وأعود إلي ما بدأت به مقالي فإن ما يحدث الأن من تحرش بين الكوريتين له عواقب وخيمه لن تطال الجزيره الكوريه فقط بل إنها ستمتد لتشمل العالم بأسره ذلك لعدة أسباب أولها إن كل دوله منهما تابعة لمعسكر معاكس بل نقول معادي للأخر وسيكون هذا مجال لأبراز العضلات وإختبار القوه ، ثانيا لأن هذه الحرب إذا قامت لن تكون حربا بين بلدين بل بين معسكرين ليس هذا وحسب بل وبين أخر ما توصل إليه العقل البشري من وسائل التدمير في كل معسكر و بما تمتلكه الكوريتين من أسلحه حديثه وما ستحصلان عليه من حلفائهما ، ثالثا موقع شبه الجزيره الكوريه يجعل من السهل ولوج الكثير من الدول لهذه المواجهه حفاظا علي مصالحهم من جهه ولدرء أي شكوك قد تدفع بطرف للتعدي علي تلك الدوله أو تلك والاستهانه بها ،
أذن نحن أمام معضله كبيره يعرف الجميع مدي خطورة الوقوع في براثنها ويحسب ألف حساب قبل الخوض في غمار حرب حديثه لا يعرف إلا الله سبحانه وتعالي مدي ما ستسفر عنه من مخاطر قد تصل ربما إلي تدمير معظم أجزاء العالم وتتسبب في هدم حضارة بدأت في الأزدهار بعد أن شبت عن الطوق خلال ألفي عام وتطورت بشكل مذهل خلال الثلاث عقود الماضيه لتحرز ما لم تحرزه الحضاره الإنسانيه في قرون ، ورغم كل هذا يصر جميع الأطراف علي ممارسة التحرش معتمدين خشية الطرف الأخر من الدمار الذي ستلحقه أي خطوه غير محسوبه أو تهور قد يفضي إلي الحرب ،

أشرف نبوي

ليست هناك تعليقات: