tadwina-18873864-tadwina

tadwina-18873864-tadwina

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 1 فبراير 2012

حاجة تفرح
 كنا قد أدمنا الحزن وتعودنا الصمت سنين عدة ، ثم أشرقت شمس الثورة علي القلوب لتدفئها ببعض الفرح وتعيد المسلوب من بقايا الفرحه التي كادت تتواري للأبد  ، ورغم سقوط الشهداء فقد كنا نشعر بدبيب الفرح يشق طريقه عبر قلوبنا بعد سنوات عجاف  خلت إلا من الحزن والهم والكدر ، وتوجس البعض خيفة من أن تجهض الفرحة برحم الثورة لكني كنت مؤمنا ولازلت بأن مشيئة الله عز وجل التي ألقت الرعب في قلوب الفراعين والعتاة الذين كانوا يحكمون قبضتهم علي الغالية مصر ، وجعلتهم يرتعدون خوفا ولا يحركون ساكنا وهم يساقون إلي غياهب السجون التي تفننوا في صنعها ، هذه المشيئة الألاهية ما كانت إلا رحمة بالعباد وإستجابة لدعاء أب مكلوم أو أم ضعيفة تضرعت بصدق كي يكشف الله عنا الهم والظلم فاستجاب المولي وقدر المقادير بحكمتة سبحانه وتعالي لنصل إلي ما وصلنا إليه وبأذن المولي إلي كل ما نصبوا إليه ، وقد خلق الله السموات والأرض في ستة أيام ، و كان قادر علي أن يقول لها كوني فتكن ، لكنه أراد بحكمته أن يعلمنا شيء عظيم وهو الصبر ليكتمل البناء بالشكل الذي نرتضيه بتؤدة ودأب ودون عجلة التي وصم بها الشيطان الرجيم لعنة الله عليه .
ما حدث بالأمس رغم ماشابه من بعض الهنات خير دليل علي ما أقول فقد خطونا الخطوة تلوا الأخري في طريق الخلاص والرفعة ، ولم أجد شيء أعبر به علي ما حدث سوي قول والدي (والله دي حاجة تفرح )، بعفويته وصدقة قالها وشعرت بها حين وجدت لأول مره برلمان حقيقي منتخب أيا كان توجهه وغالبيته لكن الجميل أن تجد أناس اختارهم الشعب ليعبروا عنه وأن تجد هؤلاء جميعا يتنافسون في تأدية الواجب ، وجوه اختلفت عن وجوه برلمانية كانت تبحث أول ما تبحث عن الحصانة وتتناسي ناخبيها حتي قبل التجديد او الإنتخابات التاليه فتغدق عليهم بالوعود والعطايا في غير خجل أو وجل فقد كانت تعلم أنها بهذا أو بدونه ستفوز خاصة إذا كانت مرشحه تبعا للحزب الحاكم ، لكن في أفضل برلمانات ما قبل الثورة لم نجد أكثر من تيارين أو ثلاثه قد ولجوا قاعة المجلس وطبعا الغلبه لحزب الحالكم والباقي كومبارس للإيحاء بالديموقراطية ، لكن أمس وجدنا الأحزاب والتيارات المتباينه وشعرنا بأننا في سنة أولي ديموقراطية وعدالة ، ويا له من شعور لأول يوم لنا في مدرسة الحرية ، ويقيني إننا بوعينا سننتقل خلال بضع سنوات فقط إلي سدة  الديموقراطيه ومنتهي غايتها ،
أشعر شعورا يقينيا بأن القادم أفضل وبأن هذا الشعب الذي غفا قرون لا يحتاج للحظة نوم من جيدد وسيبقى مستقيظا لتحقيق نهضته ولمحاسبة حكامة أولا بأول ، وهذا يكفي حتي تنطلق عجلة التقدم وترفع راية النهضة التي نكست لعقود ، وسيتوقف مقدار سرعة إنطلاقنا علي قدرتنا علي تغيير أخلاقياتنا التي أريد لها ان تنحدر كي يسهل السيطرة علينا وهذا واجب كل فرد من افراد الوطن أن يحاول أن يصلح من نفسه وأولاده واسرته ومن حوله ولا يقبل إلا بالصح والصحيح له أو عليه ، وكلما صلحت الأخلاق والتعاملات البينيه سريعا كلما كانت نهضتنا ولحاقنا بركب التقدم أسرع ، ولعل فيما حدث من إزاحة للنظام الديكتاتوري البغيض الذي كان يحكم قبضته بكل شراسة على الوطن ومقدراته خير دليل على أنه لا يوجد مستحيل فقط صدق النوايا والأصرار علي النجاح وتحقيق الأمل هما مفتاح أي نهضه حقيقة ، وإذا كان إنعقاد أول برلمان حقيقي قد جعل البعض يفرح فأننا ننأمل أن تعم الفرحه القلوب حين ننهض بالوطن كل في موقعه خلال بضع سنوات ووقتها ستكون الفرحه أكبر بكثير وداخل كل بيت  في الوطن ،،

 اشرف نبوي

اإارباك الممنهج

الأرباك الممنهج
صعود التيار الاسلامي ، التخوين ، اللهاث الإنتخابي ، محاكمة مبارك ورموزه ، أزمة البوتاجاز ، إنهيار البورصة ، منع البعض من السفر ، وهجوم البعض علي سير الإنتخابات ، صمت المجلس العسكري ، وابتعاد العقلاء عن اللغط ، التهديدات والتسريبات ، تصريحات الست سوزان ، تهديدات وإضرابات بعض الفئات ، كل هذا وغيره يشكل نوعا غريبا من السلطة ( بفتح السين واللام ) الغريبه والتي ربما يعاف المواطن أن يقبل عليها وهذا مقصود ومرتب وممنهج ،
مقصود إرباك المواطن البسيط وإلهائه ولست هنا أتحدث عن مؤامرة من طرف بل هي المصالح التي تحكم التصرفات والبحث عن جني الأرباح بشتي السبل مهما كلف الأمر ومهما تأخرت وتعثرت مسيرة الإصلاح التي كان يفترض بها أن تبدأ بمجرد نجاح الثورة لكن أصحاب المصالح علي شتي المستويات ومن مختلف التيارات يصرون علي هذا التشتييت لأنهم يرون أن النهضة الإصلاحيه المرجوة ربما تقضى علي بعض مكاسبهم التي كانت تمرر من قبل النظام السابق ، وهم يراوغون طمعا في تأخير إنطلاق عجلة الإصلاح قدر المستطاع لجني ما يستطيعون ، وهم منقسمون فالبعض يرى أن التأخير كاف والبعض يري في التأخير والتعطيل  عذر لعودة الأمور لسابق عهدها ليستكملوا منظومة النهب المنظم ،
وهو مرتب لأنه يسير بخطى راسخه وله مراحل (أقصد الإرباك والتشويش) فما أن يقوم عقلاء الأمة بحل معضلة إلا ونري أن أخري قد ظهرت بترتيب مدهش وكأن جعبتهم لا تخلوا ، اليوم إنتخابات وغدا إضرابات ، وبعد غدا أزمات مفتعلة سواء أكانت بسبب عبوة من الغاز أو مصنع مخالف  لأشتراطات البيئه ، المهم أن يكون هناك سبب جديد كل يوم وكل لحظة إذا لزم الأمر وألا تنطفئ نار الفتنة التي أحيانا ما يشعلونها دينية وإذا انطفأت يشعلونها أقتصادية أو إجتماعية  والعجيب أن ينساق البعض ورائهم وكأنه منوم مغناطيسيا أو مغمض العنين أو مسلوب الإرادة ، ووسط هذا التشويش المتعمد والضجيج العالى يضيع صوت العقل والعقلاء لأبناء الأمة المخلصين ،
 وهو ممنهج لهذا السبب الأخير لأنه يعرف بالضبط الطريق الذي يجب قطعه علي أي صوت متعقل واع مخلص يبتغي النجاة للوطن ويعرف أصحاب  تلك السلطة المختلقة أنهم بهذه المنهجية المحكمة سيصلون لمبتغاهم ويدركون جيدا إنهم لو غفلوا للحظة عن متابعة هذا النهج  ربما ستتاح الفرصة لصوت عاقل يجعل الجموع المغيبة تفيق من غفوتها وتدرك المخطط الذي أوقعوهم فيه ، والإعلام بعضة بخبث شديد وبعضه بجهل مريب يسهم في إحداث تلك البلبله والإثارة وزيادة موجات التخبط والأضطرابات والكل يسعي للأثارة وجني نسب مشاهدة عالية مهما كلف الأمر ومهما كانت النتائج دون النظر لصالح الوطن وعينهم علي هذا الكثير من المرجفون من أصحاب المصالح وبعض ممن يصمون أنفسهم بالنخب وهم أقرب ما يكون للحثالة التي لا تسعي إلا وراء مصالحها وفقط

أشرف نبوي
 كاتب واديب

سواد التيار الأسلامي .. اسباب وتداعيات

سواد التيار الأسلامي .. اسباب وتداعيات
بعد إنتهاء المرحلة الثانية من الإنتخابات البرلمانية المصرية ، تأكد بصورة كبيرة أن الأغلبية في البرلمان القادم ستكون للتيار الأسلامي ، وبعيدا عن تراهات البعض  وتبجحهم بأنه ليس ضروريا أن  تكون الحكومه القادمة من بين أعضاء هذا التيار الذي أثبت تواجده  وحصد الأغلبية عن طريق أول إنتخابات برلمانية حقيقية لا يشوبها أي نوع من أنواع التزوير الذي كان ديدن انتخابات ال 99%  خلال العقود السابقه ، أقول بعيد عن هذه التراهات التي أطلقها البعض كبالونات إختبار فإن الثابت والمتوقع هو أن يتم تشكيل حكومة مصرية من خلال هذا التيار الذي حاز اغلبية وفي الغالب سيكون رئيس وزراء مصر القادم من بين ظهرانيهم ، والمتعقلين من أبناء الأمه يرون أن إتاحة الفرصة لهذا التيار كي يقدم نفسه ورؤيته  لإدارة البلاد عمليا  يصب في مصلحة العملية الديموقراطية بشكل جيد ، خاصة وأن هذا التيار ظل يردد طوال عقود أنه الأفضل وأنه قادر علي النهوض بالوطن ، وصياغة معادلة فريدة لتحقيق النهضة المصرية علي كافة الأصعدة ، وبعيدا عن صدقة وقدرته من عدمها فقد حل الوقت الذي يثبت فيه ما ردده من شعارت طوال عقود ، فأما أن ينجح ويصدق وفي هذا خير لمصر ولأبنائها ، وإما أن يثبت فشله ويتراجع ليفسح الطريق لأخرين لتحقيق تلك النهضه المرجوه، وفي الحالتين فإن الوطن وابنائه هم المستفيدين من تلك التجربة الديموقراطيه التي نخوض غمار سنواتها الأولي  ،
اذن فالمتابع الفطن يدرك أن الأغلبية قد أختارت هذا التيار ليسود علي غيره خلال الفتره القادمة وعليه أذا كنا بحق ندرك أننا اغلقنا ملف الديكتاتورية وفتحنا الطريق للمضي قدما في طريق الديموقراطيه الحره فأننا يجب أن نحترم رأي الأغلبية التي أتت بهذا التيار وبالتالي نتيح له الفرصه لكي يثبت كفائته او فشلة دون أن نستبق الأحداث ونهلل أو نرفض دونما سند أو دليل علي فشل أو نجاح هذا التيار  في قيادة الوطن ،
ورغم ان كثيرين تحدثوا عن هذا التيار الذي تصدر المشهد وبات خلال سنه واحده هي عمر الثورة المصرية الأبرز والأهم ومثار الجدل الكبير بين كافة التيارات السياسيه القديم منها والحديث بل ومثار أي نقاش سياسي علي كافة  المستويات  الوطنية من ربة المنزل التي لم تكن تهتم فيما سبق بالشأن السياسي ورجل الشارع العادي إلي من يصمون أنفسهم بالنخب من المثقفين والناشطين الحقوقيين والسياسيين ، رغم هذا اللغط إلا أن أحدا لم  يتطرق للأسباب التي أتت بهذا التيار ليتبوء المشهد في سابقه هي الأولي في مصر ،
ولعلي هنا أحاول أن أسرد بعض الأسباب التي قد تكون الباعث الحقيقي وراء هذا التصدر والاهتمام من جانب الغالبية العظمي من أبناء الشعب ،
 أولا كفر هؤلاء بكل الأحزاب القديمة ومقتهم لما لمسوه من مساهماتهم ولو بطريق غير مباشر في استمرار المشهد بكئابته طيلة عقود دون أن يكون لديهم القدرة الفاعلة علي كسر حلقة الظلم التي طوقت مصر طيلة تلك العقود أو حتي المبادرة للحيلوله دون استمرارها والواضح الجلي إنه لولا لطف المولي عز وجل ومن بعده سواعد شباب هذا الوطن ما كانت الثورة التي اشتعلت وهدمت طاغوط الظلم لتنجح  ، لكن كل التيارات السياسيه السابقه لم تحرك ساكنا ولم تسهم إلا بعد أن اتضحت الرؤية فبدأت تسهم علي استحياء في فعاليات الثوار ، ولكن لم تنطلي الحيلة علي المواطن البسيط فأسقط تلك الكيانات الهشه التابعه من حساباته بممثليها ،
 ثانيا التيارات الليبراليه التي رفع رايتها بعض المثقفين غالت في الأمر وحاولت الظهور بمظهر الأب الشرعي للثورة وهي وأن أتت في حديثها  علي الشباب إلا إنها لديها القناعه الثابته بأنها هي من حرك تلك الجموع وبث روح التمرد في الشباب وزرع بذرة الثورة في القلوب وهي من هذا المنطلق تشعر بأنها صاحبة الفضل الأوحد وتنكر أن يشاركها أحد في جني ثمار الثورة وهي مع ذلك أيضا أخفقت في فهم التركيبة الخاصة للشخصية المصرية المحافظة التي يتأصل فيها وازع إيماني متجذر في الأنفس والقلوب سواء أكان  أسلامي أو مسيحي فهي طبيعة تميل بمشاعرها إلي الدين والقيم أكثر من  حالة التفلت الخلقي والعقائدي التي يروج لها اصحاب هذا التيار الليبرالي رغم نفيهم القاطع لهذا لكن كل الشواهد تؤكد حرصهم علي الحرية الشحصية مهما كانت تمثل ولو أختلفت مع منظومة التقاليد والعادات التي تميز المجتمع المصري خاصة والعربي عامة ، لذا رأينا تراجع كبير لهذا التيار،
ثالثا ما يتعلق برجال الأعمال وتحالفهم مع بعض التيارات الجديده ومحاولاتهم الإفادة من من إيمان الشعب بهم للقفز علي السلطه بلا برامج محدده أو وعود مؤكده  بل بنفس الفكر القديم وركوب لموجة الثورة التي حمل لوائها شباب وقفز عليها شيوخ الأحزاب اليسارية الذين توقف فكرهم عند مراحل معينة وبدلا من ان يحترمو تاريخهم السياسي بادروا للإفادة من الفرصه الأخيره للظهور علي منصة الأحداث دون أن يعيدوا صياغة أفكارهم أو يجددوا في فحوي برامجهم الهشه التي لم تحقق لهم طوال عقود أي مكاسب سياسيه بل ساهمت في عزلهم وإبعادهم عن المشهد  ، والخلاصة أن ابناء هذا الشعب قد وعوا الدرس جيدا ولن يستطيع أحد كان أن يغيبهم من جديد او يخدعهم فقد أفاقوا من سباتهم ولن يكون من السهل أن  يكرر التاريخ نفسه ،  لعل تلك هي أبرز الأسباب التي ساهمت في صعود التيار الإسلامي وتصدره للمشهد .
 اما تداعيات هذا التصدر فهي كثيرة يمكننا حصر بعضها إجمالا لكن تفصيلا لن يكون من السهل التنبأ به إلا حين يمارس أعضاء هذا التيار سياستهم في الواقع العملي ويظهر جليا وقتها صدق نواياهم من عدمه  ، وهم أن صدقوا وساعدتهم البيئه المحيطه وساندهم أبناء الشعب ربما يستطيعوا أن يغيروا الكثير في الخارطة السياسيه لمصر ليعيدوها لتبوء مكانها الطبيعي عالميا وهذا ما يأمله كثيرون خاصة وهم يتابعون المشهد التركي بتفاصيلة الرائعه والتي نقلت تركيا من بلد يحكمه العسكر ويخاف منه جيرانه ويتوجسون منه إلي بلد يشار إليه بالنبان الان ويخطب وده القاصي والداني بعد أن حقق طفرة اقتصاديه وثبت دعائم حكمة بأتباع سبل الديموقراطية والحريه ،
ايضا ستتغير الخارطة السياسيه والحقوقيه داخل مصر بشكل كبير  بل لا أغلي ان قلت أن الخارطه الثقافية والفنيه بل والرياضيه أيضا ستتغير ، فلن يسمح هذا التيار بتغلغل الفساد كما كان من قبل وسيتم علي ما أعتقد وضع ضوابط جديده تحدد معايير الحرية في التعبير بما لا يتنافي وتعاليم الدين وهذا بسيط وإن لم يتقبله دعاة التحرر والإنفلات وربما ظهرت صدامات من نوع جديد لكني أري إن مداها سيكون قصير لأانه لو حدث ونجح هذا التيار في قيادة الوطن بشكل لائق اقتصاديا وسياسيا سيلقي دعما خارجيا وداخليا لا حدود له وحينها سيصعب علي من يتمرد أن يقف أمام إجماع الأمه ، أما لو حدث العكس فأظن ان هذا سيفضي إلي موجه من الفوضي التي لا يعلم مداها إلا الله ،
ايضا تداعيات وصول هذا التيار إلي سدة الحكم لن تكون داخلية وحسب بل أن هذا التاثير سيمتد ليشمل المنطقه بأسرها بما فيها الكيان الصهيوني الذي بدأ من أول يوم للثورة في القلق من وصول هذا التيار للحكم ، ورغم ما قد يتبادر للذهن فأنا أري أن التيار ستتغير بعض قناعاته فور تلبس السياسه به ، وسيتعقل كثيرا في خطابة العاطفي ولن يقدم علي الحرب من الكيان الصهيوني أو يلغي معاهدة السلام ، فقط ربما يحاول تعديل بعض بنودها المجحفة ، والحرص علي تامين الحدود ، والرد بعنف علي أي تدخل او تجاوز من الكيان الصهيوني البغيض ، أما علاقته بالجيران فستتغير كليا ربما يحدث تقارب بين بعض الدول التي تضفي علي أسلوب الحكم فيها الطابع الإسلامي وايضا سيكون علي دول اخري رغما عنها تقبل هذا النموزج المصري والعمل علي تقليده بإتاحة الفرصة للأسلاميين للحكم دفعا لأاي غضبة ثورية تطيح بولاة الأمر فيها خاصة البلاد التي تتبع نظما ملكية أو أميريه وينحصر فيها الحكم في أسر بعينها ، خاصة وان ثورات الربيع العربي أثبتت إنها في بدايتها ولن تتوقف قبل أن تعم اقطار الأمة قاطبة المسألة هي مسألة وقت وحسب وحين يستطيع تيار معين أن ينتشل بلد كبير بحجم مصر من كبوته سيكون من المنطقي أن تعاد رسم الخرائط السياسيه من جديد ويتبدل المشهد بالكليه ليس في مصر وحسب بل وفي المنطقة بأسرها ،

 أشرف نبوي


جدع يا باشا الضربة جت في عين الواد

جدع يا باشا الضربة جت في عين الواد

جدع : فعل مخترع يصف الفتونه في عين ولاد الشوارع والبلطجيه
باشا : هو كل من ارتدي زي الشرطة وعلق أي رتبه علي كتفه في زمن العهر السياسي
الضربه : هي الطلقة المطاطيه أو الحية من بتدقية الباشا بالطبع
وجت : فعل ماضي مبني علي الضرب والتصويب للسيد الباشا
(في عين الواد ) في حرف جر علي القسم لتقديم التحية الواجبة
وعين فعل مجزوم أصله ياعيني عليه وعلي ما سيحدث له
الواد مبتدأ في محل دفع ثائر من ميدان التحرير
أنتهي الدرس
تم طرح أكثر من حل في السابق
أولا إحالة كل القيادات في الداخلية . إلي المعاش وتصعيد من يليهم مع التأكيد علي إحالة من يثبت بحقة شبهة الفساد إلي التقاعد فورا ممن يتم تصعيده
ثانيا فتح باب كليات الشرطة والحربيه لإعطاء الخريجين الجدد دورة تدريبيه تؤهلهم للألتحاق بجهاز الشرطه ويفضل خريجو كليات الحقوق والكليات النظريه بالطبع ، وهذا سيحل معضلة البطالة من جهة ويسهم في تخفيف الإحتقان الحاصل بين الشرطة والشعب وأعتقد أن وجود أناس بعقلية مدنية داخل صفوف الشرطه سيسهم في تغيير الفكر الدموي السائد بين أفراد الشرطة الحاليين والذي أكتسبوه علي مدارأعوام
ثالثا تسريح كل عناصر الأمن ذوي الثقافة الدنيا والإستفادة منهم في مشروعات جديده سواء أكانت في مجال الزراعة أو الصناعة
هذه مجرد أفكار يمكن أن يضاف إليها أو يحذف منها المهم أن نبدأ في تدارك الخطر قبل أن يستفحل

اشرف نبوي

الهوس والبجاحه


الهوس والبجاحه
الهوس هو شدة التعلق والأقتراب من حافة الجنون ، هوس الشخص بشئ ما هو شدة تعلقه به وحصر تفكيره فيما يتعلق بهذا الشيء  دون سواه وشدة التعلق وإنحسار فكر الشخص بهذا الشكل يمثل مرضا ينبغي العلاج منه ،
 اما البجاحه فهي تعبير شعبي دارج يدل علي قلة الحياء او إنعدامه بمجاهرة من يتسم به بأي فعل لا يتفق والعادات الإجتماعية أو العرف السائد دون أن يرف له جفن بل إنه لا يشعر بأي نوع من أنواع الحرج الذي يخلفة تصرفة ، وفي أحيان يتباهي بفعلته غير أبة لتبعات ما فعل أو قال ،
وما نعيشة الأن علي الساحتين العربية والمصرية خليط فج من هذا الهوس وتلك البجاحة ، ولو أن الأمر اقتصر علي فئة معينة أو فعل معين لكان الأمر هينا أما أن نري أن كل الفئات وشتي المجتمعات قد أصابها شيء هذا واصبحت تمارس الهوس بطرق استفزازية وبعض نخبها كما يحلوا لأنفسهم التسمية تتبجح في غير خجل أو تردد متبنية بعض المواقف المخجلة ومتعالية بصراخها في وجه كل من يحاول الرد أو التصحيح فهذه معضلة أدعوا الله أن ينجينا من أثارها علي خير ،
الشعوب العربية أصبح عندها هذا الهوس بالثورة ورغم أن الثورات التي قامت لم تحقق عشر ما كان يرتجي منها نظرا لتغلغل الفساد في كل جنبات الدولة ومستوياتها وفي كل مؤسسات الحكم  ، مما يجعلنا ندرك أن الإصلاحات تحتاج لوقت أطول مما تصورنا لتأخر حالة الديموقراطيات المريضة التي كانت تتخذ من الأسم غطاء لديكتاتوريات متأصلة زرعت الوهن في جسد الأمم لعقود وأصابت الحريات والضمائر في مقتل ، أقول أن هوس الشعوب لن يجدي نفعا إلا أذا اكتمل نجاح ثورة في  بلد من بلدان الربيع العربي التي قامت وتعثرت نظرا لأن الرأي العام العربي ينظر إليها بتوجس وحذر ويخاف بعض الحكام من أن تطالهم نسائم هذا الربيع فيتعاملون بريبة مع كل طرح جاد أو خطط مستقبلية لنصرة ومؤازرة تلك الثورات ، ولأن الشعوب في كثير من وطننا العربي لازالت تابعة لحكامها فأن هذا التوجس إنعكس أجمالا علي الشعوب ، فهي وإن كان الهوس قد أصابها إلا انها لا تزال متردده في إتخاذ مواقف جادة وهي تري الثورات تتخبط ولا ترسوا علي مرفئ،
اما البجاحة فنراها متمثلة في بعض الأنظمة التي تدرك تماما إن نهايتها قد اقتربت لكنها لا تزال متشبثة بحلم السلطة مضحية بكل شيء من شعوب ومصلح وحتي الوطن من أجل بقائها بضع أشهر اضفية في سدة الحكم ليس هذا وحسب بل إنها تزعم وهي تعرف قدر كذبها إنها تتعرض لمؤامرات خارجية يسعي إليها أعدائها رغم محاولتها المستميتة للأبقاء علي شعوبها أمنة ؟ وهي إذ تقتل او تذبح البعض فأنما لتحافظ علي الكل !! وهذه بجاحة وأفتأت علي الحق ما بعدة كذب وبعض الأنظمة الأخري لازالت تردد أن ما يجري أمر لا يعنيها لأانها واحة ديموقارطية وعدالة ، وهي تتبجح بصلف وتكبر مدعية هذا الهراء وتنتظر أن تصدقها الشعوب بما فيها شعبها الواقع تحت نير جبروتها دون خجل أو حياء،
علي صعيد أضيق وفيما يخص دولة كمصر مثلا فأن هوس الموصومين بالنخب يختلف فهو هوس بالثورة كثورة وحسب ولا يريدون أي تغيير فهم إما ليبراليين يلوحون في صلف بفزاعة الدين وينكرون علي أي تيار أخر ان يطرح نفسه وللشعب الخيار إما يصدقه ويجربة ثم يسقطه أن أراد ، وأما يقصية من البداية عن طريق صناديق الأقتراع المهم إلا يحجر أحدنا علي الأخر وإلا فما فائدة الثورة ، وما ثمرتها إذا كنا نمارس نفس الأسلوب ونتبع نفس النهج السابق ، هذا الهوس أيضا يقابله عند بعض المتأسلمين هوس بالحكم فهم يشعرون إنهم قد همشوا لسنوات وإن قيام الثورة أنما أتي ليستلموا مقاليد الحكم وحسب ، ويوازيهم علي نفس الطريق بعض الأقباط الذين يرون في قيام الثورة فرصة لأستلاب الكثير من المنافع محتمين بفزاعة أخري هي مؤازرة الغرب والمهجر ،
وهو هوس غريب تفسرة شهوة التعلق بالسلطة والرغبة في استحواذها بحق وبغير حق المهم أننا أمام هوس جنوني ومرض نفسي ظهرت بوادره بمجرد أن إنزاح الطغاة وانكشفت الساحة لتعلن عن الكثير من الأمراض التي كان متوطنة دون أن يدري بها أحد ، ورغم زعم الجميع إنه غير عابئ وليس مهتم بأي شكل من الأشكال بوهج السلطة وأبهتها إلا إن الواقع غير ذلك والكل يتهافت لنيل كعكة السلطة أو جزء منها وما هذا الجدل الدائر والتناحر الذي يصل لحد التخوين إلا علامة صادقة علي ما يدركه الجميع والمؤسف إن الخطاب الإنتخابي لكثيرين لا يعي أن الشعب استفاق وإنه غير هذا الشعب الذي كان قبل الخامس والعشرون من يناير لكن القصور الفكري والغباء المهني لكثيرين يصور لهم عكس هذا ،
واما عن بجاحة البعض فحدث ولا حرج فهذا يدعي أنه الأحق بالسلطة ، وهذا يدعي أن إنتخاب هو وحده أو هو وزمرتة الطريق الوحيد لخروج البلاد من النفق المظلم ، وهذا يعد بالجنة الموعودة علي أرض الكنانة ، الجميع إلا ما رحم ربي ينسي أو يتناسى أن أي ثورة تحتاج للتكاتف لأصلاح ما هدمتة عقود من الديكتاتورية والفساد والظلم ، ولن تنجح أي ثورة في إحداث تغيير جذري وبناء الدولة ما لم يتم التعاضد بين جميع القوي السياسية في الدولة وعدم إقصاء أي تيار مهما كان توجهه ومهما كان ثقلة طالما كان قادرا علي المشاركة والبناء وطالما كان قادرا علي العطاء ، إذ أدرك الجميع بمن فيهم المجلس العسكري ومجلس الوزراء وجميع الأحزاب القديمة والجديدة ومن يدعون الوطنية ممن يتخذون من الفضائيات مرتعا لنشر أرائهم التي يظنون إنها تفيد في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الوطن ، لو أدرك الجميع إننا مطالبون علي التوحد وتقديم مصلحة الوطن ومستقبلة الذي يمثل مستقبل الأجيال القادمة والتي إما ستحمد لنا ما قمنا به وساهمنا فيه من أجلها أو إنها ستلعن تصرفاتنا الحمقاء التي ربما أودت بأمن ومستقبل الوطن ، وحتي يدرك الجميع هذه الحقيقة ، أتمنى أن نتخلي عن هذا الهوس المحموم لمعانقة السلطة ، ونتجنب بجاحة ليس الوقت وقتها ولا الظرف يسمح بها إذا كنا بالفعل وطنيين شرفاء لا مدعين جبناء ،
 أشرف نبوي
 صحفي وأديب عربي