قنديل، الإبراشي ،المسلماني، فوده وسعد
حمدي قنديل ذاك المجاهد القديم في محراب الإعلام والصحافة الذي شرد وعاني بسبب جرئته ووطنيته ، عيبه الوحيد إنه أتي في زمن الظلم والتسلط والرأي الواحد زمن لا يقبل الأخر حتى وإن كان هذا الأخر لا يحمل سوي قلمه ، حورب في وطنه علي مدي سنوا وسنوات وتعرض للملاحقة حتى خارج الوطن ومنع بأوامر عليا من الكتابة او التحدث وأوقفت برامجه في الخارج بعد أن أوقف في الداخل ومنع من العمل لا لشيء سوى أن الحقيقة دوما مؤلمة ومزعجة لكل طاغية أو ظالم ، الجميل أن هذا العملاق لم يستسلم أو يتوارى بل ظل ممسكا بسلاحه يدافع عن قضاياه ويظهر كلما سنحت فرصة لظهوره ليقول كلمة حق عند سلطان جائر ، وقد احترمت صراحته كثيرا وهو يقول إنه كان قد بدأ ييأس حتى ظهرت الثورة وشارك فيها بعد أيام من قيامها ولم يدع إنه وغيرة كانوا من المحرضين عليها وهذا صحيح بطريقه غير مباشرة ساهم الكثير من الكتاب والمثقفين الوطنيين في تهيئة الجو للثورة الوليدة قبل أن يشعل جذوتها شباب مصر الأحرار ،
وائل الإبراشي إعلامي من نوع خاص فهو محاور ذكي وصحفي مثقف ووطني من طراز خاص جرئ ومعتدل ، تلك هي السمات التي تميز وائل الإبراشي عن غيره وتجعله مقبول لدي الرأي العام بصفة عامة ، وهو يجمل هم الأمة فوق كتفيه ورغم إن البعض فيما مضى كان يشكك في نزاهة برنامجه الحقيقة بحجة إنه برنامج يسعي للإثارة وجذب جمهور ، لكن الأيام أثبتت إنه برنامج ناجح يثير المشكلة ويسعى لحلها بكافة الطرق ويقدم وجهات النظر المختلفة لإبراز الحقيقة المجردة دون تحيز وقد نجح في كثير من الأحيان في وئد فتن كادت أن تهز بنية المجتمع بعدما عمل على تعرية الحقيقة وإبراز كافة الجوانب للمشكلة دون تحيز أو تدخل منه وهذا يدل على مدي الوعي والثقافة الذي يتمتع بهما ،
مثال أخر أحمد المسلمانى إعلامي واع ومثقف وقارئ جيد للأحداث بخلفية دينية معتدلة وعين ثاقبة تري ما وراء الخبر والكلمة ، يتمتع بمصداقية كبيرة بين جموع المثقفين والعامة وقد أسعدني وأنا في زيارة لقريتي الصغيرة في دلتا مصر أن أجد مدي حرص الصغار قبل الكبار علي متابعة برنامج الطبعة الأولى الذي يقدمه المسلماني بأناقة واقتدار وهدوء يحسد عليه وتحليله الواعي لكل شاردة وواردة وتعليقه النزيه والحيادي علي الكثير مما ينشر ويقال ، فإذا أضفنا لكل هذا علاقاته الوطيدة برجال السياسة والمثقفين والشخصيات العامة وثقتهم فيه وقبولهم للحوار في برنامجه الشيق لعلمهم بإنه يعرف جيدا كيف يدير دفة الحوار وكيف يستخلص الحقائق دون تشنج او افتعال او مبالغة فأننا نكون بهذا أمام مثال رائع للإعلامي الحق ،
يسري فوده إعلامي من طراز رائع هو الأخر ، وقبل أن اصف سعة اطلاعه وثقافته وجرئته وخياله الخصب الذي يساعده في صنع حدث إعلامي متفرد دوما قبل كل هذا يجب أن ارفع القبعة له علي شيء يذهلني كثيرا كلما جلست أتابع احد برامجه ألا وهو إنصاته المتعقل للضيوف في برامجه وهدوئه في متابعة الحوار وعدم مقاطعة أي طرف ، هو قليل التحدث وهي سمة مميزه له عن غيره فهو من الإعلاميين القلائل الذين أدركوا حكمة الخالق في أن يخلق فم واحد وأذنين لنا نحن البشر ، يسري فوده وطني محب لبلده مجتهد ومبدع يبحث دوما عن الجديد والقيم ليقدمه ورغم هذا تجد نفسك أمام إنسان هادئ الطباع دمث الخلق مبتسم طول الوقت ،
محمود سعد دماثة خلقه وتمرده الذي أكتسبه صحفيا قبل أن يخوض غمار الإعلام المرئي صنعت منه إعلاميا متميزا حظي باحترام الكثيرين ، ولعل مواقفه في بداية الثورة يحسب له وأنا عن نفسي أستريح لهذا الرجل حين يتحدث واشعر بكم الخير الذي يضمه بين جنباتة ، ورغم محاولة البعض تشويه تاريخ هذا الإعلامي المتميز بالحديث عن راتبه المليوني ، إلا إنني أرى من وجهة نظر شخصية أن موضوع العرض والطلب في مجال الإعلام طلما لم يطاله فساد أو تدنسه منفعة أو رشوة وطالما أن صاحبة لم يكن بوقا من أبواق النظام وحصل علي ما حصل عليه بطرق مشروعة ومقننة فلا ضير ، وهذا لا يعني إنه يجب علينا مراجعة الأمر وتحديد سقف أعلي للرواتب وتنظيم الأمور بصور تضمن تحقيق العدالة الاجتماعية ، وهذا لا ينتقص من قدر الرجل الذي عرف عنه دوما إنحيازة للبسطاء ،
هناك الكثير والكثير بالطبع من الإعلاميين المميزين لكن في رأي الشخصي هؤلاء هم أبرزهم ، والأخرين قد تطالهم بعض الهفوات وقد تخرجهم بعض السقطات من قائمة الإعلاميين المميزين أو المحترمين
كثيرون لديهم خطط طموحه للنهوض بهذا الوطن ، لكنهم إما خائفون أو مترددون أو لا يعرفون الطرق الفاعله لتنفيذ آمالهم تجاه هذا الوطن ، والمسؤلين غالبا ( الا ما رحم ربي ) مشغولون بأبهة المنصب والحفاظ علي مظهرهم والتمتع بالسلطه وإستغلال مناصبهم في كل ما يعود عليهم وعلي ذويهم بالمنفعه ، ولا يوجد وقت للتفكير في إيجاد حلول للنهوض بهذا الوطن ،
tadwina-18873864-tadwina
tadwina-18873864-tadwina
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
الثلاثاء، 15 مارس 2011
قنديل، الإبراشي ،المسلماني، فوده وسعد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق