tadwina-18873864-tadwina

tadwina-18873864-tadwina

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 مارس 2011

أنت لا تحبين زوجك

أنت لا تحبين زوجك
حين تقرأ أي أمرآه متزوجة هذا العنوان ستتهمني بالعته وستسارع إلي الدفاع عن نفسها وستبدأ في ذكر الكثير والكثير مما تعتبره حواء دليلا علي حبها المفرط لزوجها ، وأنا هنا لست مطالبا بأن أستمع لقائمة الأدلة التي ستقوم بسردها أي حواء خاصة وأنا اعلم حق العلم أن هذه الأدلة لن تقنع أي أدم بأن زوجته تحبه لا لشيء إلا لاختلاف الرؤى بين الطرفين والطبيعة الخلقية لكل منهما ولكي تتضح الصورة أكثر فسأضرب مثلا معاكسا فحواء بطبيعتها تعتبر أن دليل حب زوجها لها هو قدر الأنفاق الذي ينفقه كعلامة رئيسيه وأولي علي حجم حبه ، وهو ما لا يقتنع به الكثير من الرجال فلا علاقة بين قدر الحب وكم الإنفاق ، ربما تأتي أمور أخرى كالمعاملة الرقيقة والحنان والطيبة والعطف لتعبر لحواء عن حب زوجها وهي تختلف في أولوياتها وفي وجهة نظر كل ادم وحواء ، ولعل وصية أم لأبنتها التي تضمها صفحات التاريخ وينظر إليها على إنها وصية جامعة تعبر بصورة أدق عن النظرة الأنثوية التي ترى من خلالها تلخيصا لبعض الفعال التي تؤدي إلي اكتساب حب الرجل وهي وإن كانت جامعه من وجهة نظر حواء إلا إنها ليست كذلك من وجهة نظر أدم ، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا لماذا ؟ ببساطة لأن الوصية ببنودها الرائعة من أم حكيمة لأبنتها كتبت من وجهة نظر الأنثى التي تري في الرجل الحماية والبأس والقوة ، الراعي والسند والركن المكين الذي تحتمي فيه حواء حين تتكأكأ عليها الحياة ، وهي علي اشتمالها لكل ما يعين علي نجاح الحياة بين ادم وحواء وقد ذكر في تلك الوصية :

الصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعة ..
والتعهد لموقع عينيه ..
والتفقد لموضع أنفه ..
والتفقد لوقت طعامه ..
والهدوء عند منامه ..
والعناية ببيته وماله ..
والرعاية لنفسه وعياله ..
ولا تعصين له أمرا
ولا تفشين له سرا ..
وإياك والفرح حين اكتئابه
والاكتئاب حين فرحه ..
وأشد ما تكونين له إعظاما ..
أشد ما يكون لك إكراما ..
ولن تصلي إلى ذلك
حتى تؤثري رضاه على رضاكي ..
وهواه على هواكي ..
فيما أحببت أو كرهت ..
لكن ما تجهله الكثير من النساء ذاك الطفل الساكن بين جنبات هذا المخلوق الخشن في مظهره القوي في طلعته هذا الطفل هو ما يحتاج لحب حواء وتدليل حواء ورقة حواء ، وأي حواء انتبهت لوجود هذا الطفل وأحسنت التعامل معه سرعان ما تمتلك علي أدم لبه وتسكنه بكيانها فلا يري من النساء سواها ولا يرتضي بحبها بديلا ، أما أكثر النساء واللواتي لا يرين هذا الطفل فهن يعجزن عن حبه ويغضبن حين يهجرهن أدم لأن المسيطر والقوي لدي كل أدم هذا الطفل المشاكس الساكن فيه والذي يقرر بحزم إن كانت حواء تحبه أم لا .
أشرف نبوي

ليست هناك تعليقات: