tadwina-18873864-tadwina

tadwina-18873864-tadwina

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 20 فبراير 2011

كي لا ننسى إننا بشر

كي لا ننسى إننا بشر
إذا أردنا أن نتسم بالموضوعية فحري بنا ونحن نتخذ أي موقف أو قرار أن نحكم ضمائرنا وشريعتنا قبل اتخاذ أي موقف مع أو ضد وقبل هذا يجب علينا تذكر إننا بشر نخطئ ونصيب هكذا جبلنا وهكذا أرادنا الله عز وجل حين خلقنا وتركنا قيد الاختبار بعد أن هدانا النجدين الخير والشر وبرحمته أرسل الرسل تترا لتذكيرنا وهدايتنا وأعلمنا علي أيديهم انه غفور رحيم يغفر الزلل حين ننيب ونرجع ونعترف بالخطأ ونعزم علي عدم العودة إليه ،
بداية أريد أن أؤكد علي أن هذا المقال ليس دفاعا عن احد أو ألتماس العذر لأحد بل هو كلمة حق تعودت أن أصدح بها دوما مهما كانت الظروف المحيطة والمعطيات والنتائج التي تتوافر ، ونحن في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها الأمة قاطبة وليس مصر فقط بحاجه لان نتسم بالموضوعية والعقلانية ونحكم ضمائرنا حتى حين نحاكم من ظلمونا ونهبوا خيرات الأوطان ونسوا أنهم يحملون أمانه وليسوا منزهين أو رسل مرسله ، وليست شعوبهم وأوطانهم نهبا أو هبه وهبهم إياها المولي عز لعبقرية فريدة ، بل هي محض ظروف وأقدار أوجدتهم علي قمة الهرم في بلادهم دون أن يتكبدوا مشقة أو يبذلوا أي جهد يذكر ،
لا يجب أن ننسي إننا بشر تألمنا كثيرا وزاد قدر الألم بعدما اكتشفنا أن جلادينا كانوا يعلمون بقدر ألمنا ومع هذا كانوا يزدادون قسوة يوما بعد يوم وتزداد شراستهم ، لذا فان قدر الغضب في الصدور عظيم ومقدار الحنق كبير وفظاعة المظالم لا تجدي معها أي دعوات لكظم الغيظ خاصة وان هؤلاء جميعا قد تلطخت أيديهم بدماء شهداء كثيرين لا ذنب لهم سوي إنهم أرادوا أن يعبروا عن غضبهم بحناجرهم وهم عزل فاغتالتهم أياد النظم الغادرة ، ففجرت حزنا فوق الحزن وغضبا فوق الغصب في قلوب الجميع ، وأكرر رغم هذا لا يجب أن ننسي إننا بشر حتى وأن تناسي المعتدون والظالمون وتجاوزوا المدى بظلمهم سنبقي نحن متذكرين إننا بشر ،
بشر نخطئ ويتفاوت عظم الخطأ وقلته بحسب قدر الإنسانية المتأصلة في قلب كل منا وحجم الضمير الذي يرفرف بين جنباته ، فنحن مدعون لتحكيم ضمائرنا مدعون لإبراز النزعة الإنسانية حين نحاكم من ظلمنا وبغي علينا ، مطالبون بأن نحكم العدل ونحتكم للعدالة ونحاسب بقدر الخطأ وألا نعمم أو نجور في الحكم فنتمادى في الحساب والمحاسبة بقدر شعورنا بالقهر والظلم وتغلغل نصال القهر في شرايننا لسنوات وسنوات بشكل موجع ومهين ، نحن جميعا مطالبون بأن نتعاضد ونلتقي علي طاولة العدل الذي يوجب الحساب بقدر الظلم والصفح بقدر الجهل من بعض من أغوتهم قوتهم وأغراهم سلطانهم فبغوا وافسدوا ، لا أقول أن نتركهم فالعدل بمعناه الواسع يوجب حسابهم والقصاص منهم لكن كما قلت وكررت بعدل وسعة أفق وأيمان بأن حسابهم عند ربهم وأن الانتقام ليس من شيم الكرماء وقبل هذا لأنه لا يجب علينا في لحظه من اللحظات نسيان إننا بشر فينا هذا الضعف الإنساني الذي ينصاع للنفس الأمارة بالسوء ،
مطالبون بألا نحجر علي مشاعر أحد أحب ولا زال يكن بعض المشاعر لأحد ممن أذاقنا الظلم صنوف وألوان ، ففي النهاية نحن بشر نحب ونكره بمشاعر لا نستطيع توجيهها في أحيان كثيرة بل هي التي توجهنا ، وإن كان هذا لا ينطبق علي من توجهه مصالحه وأهدافه المبطنة الخفية ، ومن ظهرت خيانته جلية واضحة لوطنه وجاهر بعدائه للثورة والثوار في غير خجل أو وجل أو مواربة ، بل مع سبق إصرار وعناد وموالاة لمن ظن إنهم باقون وسيظلون جاثمون فوق صدور هذا الشعب الذي عاني منهم الكثير وآن له أن ينعتق ، فقط ما نريده من هؤلاء أن يتواروا وأن يصمتوا وليحتفظوا ببعض خصائص بشريتهم ، ويصمتوا ولو قليلا حتى يجف دم الشهداء الذي لا يزال رطبا يفوح منه المسك .



ليست هناك تعليقات: