tadwina-18873864-tadwina

tadwina-18873864-tadwina

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 أغسطس 2010

الحساب والمحاسبه

في مسقط رأسي الأسكندريه تستطيع أن تري عجب العجاب ، نطحات سحاب بجوار عشش في ميامي والمنتزه وسيدي بشر ، كورنيش يخطف الأنظار بجماله وحواري بعضها لم تدخلة أبسط خدمات البنيه الأساسيه من صرف صحي ومياه وكهرباء وتليفونات ، أرصفه عريضه وعاليه وأرصفه مدفونه وغائبه في الأسفلت ، أستبدلت بردورات البازلت التي عاشت من أيام الإحتلال الأنجليزي لمصر منذ أكثر من سبعين عاما ليحل محلها بردورات أسمنتيه قميئه المنظر ، بعضها تفتت قبل أن يمر علي تركيبه أكثر من أشهر قليله في مشروع لم يعلن عن سبب تنفيذه لتاريخه أستنفذ من جهد المحافظ (اللواء عادل لبيب) والمحافظه الكثير دون أن يعرف السبب للتغير اللهم إلا المزاج إذا كنا حسني النيه ولم نشكك في ذمة أحد ، قرار أتخذ بجرة قلم دون دراسه أو إستشارة لأحد بمنع منح تراخيص البناء لأكثر من 6 أدوار مما دفع بأسعار العقارات لتحلق في السماء في وقت تعاني فيه المنطقه بل والعالم من مشاكل إقتصاديه وكساد ليزداد الأمر سوء.

ولكي أكون منصفا ربما لدي الرجل أسبابه لكن ألا يحق للناس أن تعرف الأسباب ، أن تشارك في إتخاذ القرار، أن تساهم ربما في حل المشاكل التي قد يتخوف منها السيد اللواء عادل لبيب الذي يتميز بعناد وكبر لم نصادفه من قبل في أي محافظ وهو وإن كان قد نجح في النهوض ببعض المحافظات الاخري مما أهله للترشح كمحافظ للأسكندريه فأن هذا لا يعني إنه جدير بالنجاح في بلد كالأسكندريه التي هي العاصمة الثانيه وأكبر مدن مصر بعد القاهره وربما أكبر مدن القاره وأنشطها ورغم إن هذا الامر قد يعتبره البعض أمر مغرق في المحليه إلا إنني أعتبره مثالا لما هو عليه الحال في معظم أن لم يكن كل المدن العربيه من المحيط إلي الخليج وهي آفة متوطنه فينا من يستلم زمام أمر ما ، يبدأ في التحكم والتصرف وكأنها عزبة وأقطاع اللي خلفوه وأتو به الي هذه الدنيا ليحكم ويتحكم في المال العام الذي ليس هو مالكه ولكنه مستأمن عليه فيبعثر يمينا وشمالا هذا إن كان نظيف اليد ولا يجد من يسأله أو يراجعه فهو الحاكم بأمره والمتحكم في مصائر أبناء المدينه أو المحافظه التي وليها بالتعيين ودون أن يكون لبراعته أو إجتهاده أي يد في اسباب توليه هذا المنصب ويبدأ في تنفيذ روئاه دون دراسه أو إستشاره وإنما بمنطق أنا القانون وأنا السيد الآمر الناهي وهو يعلم جيدا أن لا أحد سيحاسبه وأن فترة تواجده في المنصب محدوده ومحتومه ومرتبطه بتغيرات تجري لحفظ ماء لوجه كل عدة سنوات في بلدان ظاهرها الديموقراطيه وباطنها المصالح والحسابات ، لذا فهو يعلم إنه ومهما فعل وأرتكب من حماقات في مأمن بل بالعكس هو يعرف جيدا إنه لو لم يلمع أسمه أو تجري سيرته علي السنه العامه بالخير بعدما يكون قد أسهم بأيجابيه في نجاح ما أوكل إليه من مسؤلية فأن القياده ستتمسك به مده أطول ولن تفكر في التخلص منه.

بل ربما زادت من صلاحياته وحصل رضي القياده السياسيه التي لن تحاسبه ولم يحدث أن قامت بحساب أي محافظ ترك منصبه بعد سنوات من السرقه والنهب أو سوء الإدارة ، وهذا شجع كثيرين علي التطلع لهذا المنصب الذي هو بمثابة كنز علي بابا أو المنصب الوحيد الذي لا يحاسب صاحبه مهما فعل ومهما أرتكب من حماقات ، وأنا هنا أتساءل ألم يحدد الدستور أو القانون وسيله لمحاسبة المحافظين أم إن أختيارهم من قبل القياده السياسيه وتعينهم هو حاجز ووقايه لهم من أي حساب أو مسائله وإذا كان هناك ما يضعهم تحت سقف المسائله والحساب فما هو السبب وراء تعطيل حسابهم ومن هو المنوط به حسابهم أليس هذا هو واجب مجلس الشعب أو نوابه أو أي جهه رقابيه أخري ، كما هو الحال في الديموقراطيات العريقه التي ندعي كذبا إننا في ركابها ماضون ، أليس لنا فيها أسوة فنعتمد آليات محاسبة المخطيء كما يفعلون هم طالما إننا تناسينا الأسوة الحسنه التي ضربها لنا الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز في محاسبة المخطئين خاصة فيما يتعلق بتجاوزات مسؤلي بيت المال في كافة أمصار الأمه وصرامته في محاسبتهم التي أرست العدل وحققت فائضا لبيت مال المسلمين حتي لم يجدو وقتها أحد يعطوه زكاة المال .

فنحن لم نطبق مباديء الحساب النابعه من شريعتنا والتي أثبت التاريخ إنها أحدثت فرقا بفاعلتيها ، ولم نعتمد ما أتت به النظم الوضعيه الحديثه المتمثله في الديموقراطيات التي تعني بكفالة التدقيق والحساب والمسأله لأي شخص مهما كان وضعه وتضع آليات ناجعه تتولي الرقابه بشكل يحقق الشفافيه والإلتزام من جانب الجميع لتحقيق منظومة النجاح بلا تجاوزات ، ولا أدري لما لا يلتفت القائمون علي أمور السياسه في بلادنا لهذا الموضوع الخطير والذي يسهم بشكل سلبي في تأخير دوران عجلة التنميه التي يتغني بها الجميع وهي لاتزال متوقفه معطله بسبب تجازوات البعض ، وانا هنا قدمت مثالا واحد لمسته ورأيته بأم عيني ، لكن هذا لا يعني إنه الوحيد ، فكما قلت هذا داء مستشري ويفت في عضد الذين يحاولون إعاده بناء عظمة الامه من جديد ، ويعود بنا خطوات للوراء كلما حاولنا أن نخطو للأمام فقضيه الحساب والمحاسبه تلك هي من أدق واخطر القضايا التي تواجه الأمه وطالما لم تحسم تلك القضيه فسنظل في مكاننا نراوح كل يعمل علي هواه ودون أن يكون هناك تنسيق أو حساب لمن يحمل معولا للهدم يسارع بالقضاء علي كل بناء جديد لا يتفق مع رؤيته الأنيه والشخصيه التي قد تكون في الأغلب رؤيه قاصره تنقصها الخبرات أو لا تتسق والسياق العام للنهضه التي يخطط لها أخرون ، وكي لا يفهم كلامي خطأ فأني أتمني أن توضع آليه واضحه المعالم لا تتسبب في تقييد يد الأبداع وتعطل بفرض وصايتها كل عقل وضمير بل تسهم في دفع التجارب الواعده والأمال الصادقه وتضرب بيد من حديد علي يد كل مخرب بقصد أو بدون وتصحح مسار أي فكر ينتهج أسلوب قد لا يتوائم والسياق العام للتنميه في بلداننا العربيه قاطبة ، شكل من أشكال الرقابه الذي لا يقيد بل يصحح المسار حين ينحرف صاحبه عن الهدف وبسرعه ودون تهاون حتي نسرع من معدلات التنميه ونخطو بثبات نحو مستقبل أفضل .

أشرف نبوي

الاثنين، 16 أغسطس 2010

أحنا والا الحكومه ؟

أحنا والا الحكومه ؟
سؤال موجع يتردد حاليا علي ألسنه الجميع العيب فينا نحن كشعب وكأفراد أم هو عيب في الحكومه وإذا سلمنا بأن العيب في الحكومه التي أتت علي الأخضر واليابس في مصرنا الحبيبه خلال فترة حكمها التي أمتدت لسنوات بلا سبب واضح اللهم إلا إذا كان السبب القضاء علي مصر وشعبها نهائيا وحتي لا تقوم لهذا البلد قومه بعد الأن ، أقول إذا سلمنا بأن الحكومه هي السبب في كل شيء تبرز أمامنا علامة إستفهام كبيره ألا وهي هل الحكومه هي من قتل الشاب خالد سعيد وغيره كثيرون ؟ وهل الحكومه هي من أغرقت شبابنا الهاربين لأوربا عبر البحر ؟، وهل الحكومه هي من تأخذ الرشوه وتعطل المصالح ؟ وهل وهل ألف علامة إستفهام ، والأجابة المنطقيه ستأتي بالنفي ، ونقف ونحن نحدق إلي المذنبين كأفراد ، هم أفراد من بين ظهرانينا ، هم أخي وأخيك وأبيك وعمي وأبني وأبن أخيك ، هم جزء ظالم لكل مظلوم ليس بيده حيله ، ومن هذا المنظور الضيق نري إننا نحن من نظلم حالنا بأيدينا أو بأيدي ذوينا ،
لكن وبحياديه تامه ليست تلك هي حقيقة الأمر ، لما ؟ لأننا في مجتمع يحكمه قانون لوطبق بعداله ومساوة لتغير الحال جذريا ،نعم نحن من يظلم ويتجاوز كأفراد ونحن من نجور بظلمنا علي بعضنا البعض لكن لما ظهر الظلم وتفشي فيما بيننا ببساطه لأن القائمين علي الأمر في مصر وفي كثير من بلداننا العربيه شطبوا كلمات العدل والنزاهه والشرف والامانه من قاموسهم ، ودونوا بدلا منها الظلم والمحسوبيه والنهب ، فصارت الامور تدار بمنطق معوج وصار الحق لا يصل إلي صاحبه وأصبحنا نعيش بمنطق الغاب ، القوي يدوس الضعيف ويقضي عليه والقوي هنا دوما هو أبن الحكومه وأخ الحكومه أو حتي صديق الحكومه أنت تستطيع أن تحصل علي كل شيء إذا كنت أحد هؤلاء تستطيع أن تحصل علي أراضي الدوله بلا مقابل أو بمقابل زهيد جدا وتستطيع أن تعالج نفسك او زويك في الخارج في أعظم مستشفيات العالم علي نفقة الدوله وتستطيع أن تقترض أي ملايين من بنوك الدوله بلا ضمانات فأنت أبن الحكومه ، بل تستطيع أن تدوس القانون بحذائك أيضا لانك ابن الحكومه .
وأنت قبل كل هذا تعرف انك في مأمن ولن يطالك شيء وإذا عبثت معك وسائل الأعلام من خلال محرر صاعد لم تلوثه ابهة المناصب فأنك علي يقين من الحكومه ستدافع عنك وإن إستحال الدفاع عنك فهي ستتيح لك الفرار بأموالك لتستمتع بما سرقته ، لذا بدأ الجميع رويدا رويدا يزحف ليستظل بجناح الحكومه فهي الملجأ والامان ومن لم يستطع فكر في الفرارا بعيدا هجرة أو سفرا ، ومن لم يستطيع فراق وطنه بدأ في تنفيذ خطته الخاصه بسرقة الحكومه فأما يكون موظفا فلا يعمل ظنا منه أن هذا إنتقاما من الحكومه ، رغم إنه ينتقم من نفسه وأهله في المقام الأول ، او يبدأ في تلقي الرشي التي يشعر بأنها عقاب للحكومه علي إهمالها له وتميزها لأبنائها الاخرين عليه ، أو يبدأ في تعذيب كل من يقع تحت يده من اخوانه المواطينين تعذيبا ماديا كما فعل بالمغدور خالد سعيد أو نفسيا من خلال إهانه وتعطيل كل من له مصلحة لديه ، ظنا منه ان هؤلاء إنما هم جزء من أبناء الحكومه التي ميزت البعض عليه ووضعته في هذا الموضع المزري ،
حين تختفي العداله وتنعدم المساوة بين أبناء الوطن الواحد وحين يعامل البعض بطريقه تختلف عن الاخرين تبدأ امراض المجتمع في الظهور فتتشعب المحسوبيه ويتكاثر الفساد وينتشر النهب والسرقه ويتفشي الظلم بكل صوره ولا يعود أحد يفكر فيمن امامه وهل هو يستحق أن نقسوا عليه ونظلمه أم إننا بغياب منطق العدل وإختفاء الشرف نحاكم كل من يقع تحت أيدينا سواء أكان هو المذنب أم لا المهم أن نفرغ طاقة البغض التي بداخلنا ونتلذذ بتعذيب من نستطيع تعذيبه رغم يقيننا بأنه لم يكن سببا فيما نحن فيه لكننا نتحول لوحوش تتغذي علي دماء بعضها البعض وننسي أو نتناسي في غمار ممارسة إنتقامنا من بعضنا البعض وبغينا علي بعضنا البعض المذنب الرئيس وننسي إننا نحن من فرط في الدفاع عن حقوقه وبدلا من هذا إتخذنا الطريق السهل وهو أن نبغي علي من هم ضعاف مثلنا ولم نفكر ولو للحظه في محاسبه من اوصلونا لتلك الهاويه ، ولم نفكر في إصلاح ما أعوج بوقوفنا في وجه الظلم ومحاولة غيقافه بدلا من المساعده في نشره .
الخلاصة إننا مشتركون في الأثم جميعا نحن والحكومه ، الحكومه لأنها أسست للظلم ومارسته في أبشع صوره دون مراعاة لشرع أو دين أو عرف ونحن حين صمتنا وجبنا ومن ثم بدأنا في الانتقام ليس ممن ظلمنا ولكن من أنفسنا ومن بعضنا البعض ودخلنا حلقه مفرغه من حلقات الإنتقام التي لا تنتهي أو توقف الظلم ويقيني إننا سنظل هكذا لو لم نتوقف قليلا أمام انفسنا ونفكر في طريقة لإصلاح ما أعوج ونبدأ في إصلاح ذواتنا في البدايه وطريقة تعاطينا مع امور حياتنا ومع بعضنا البعض لنتكاتف ونتعاضد لنستطيع مواجهة جبروت وقسوة الحكومه وعندها نستطيع أن نتغلب علي كل صعوبه بل ونصلح ما أفسده الصمت .
اشرف نبوي

الاثنين، 9 أغسطس 2010

كوكتيل

كوكتيل

خالد سعيد ، وائل الأبراشي ، قضية المحامين ، الجندي الأسرائيلي (جلعاد شاليط )وغيرها الكثير والكثير جلست أفكر ماذا يراد بنا وهل الأعلام أصبح المحرك الرئيس لكل ما حولنا ، يتناول قضيه فنتحلق حولها تحلقنا ونحن صغار بأنبهار حول الحاوي ( المهرج او الساحر ( ونفتح أشداقنا مشدوهين بما يقدمه من حركات خفة اليد واللعب بالنار وحين ينتهي نتفرق علي موعد أخر في إنتظار عرض جديد ربما في الغد أو بعد شهر أو حتي سنه ، ونتناسي ما حدث أمامنا حتي يذكرنا من جديد حضور الحاوي بما قدمه لنا قبلا،
، قصه غريبه تتكرر مع تغير اللاعبين فالحاوي أصبح وسائل الأعلام التي تركز علي خبر أوحادثة معينه فتشغلنا بها عن كل ما سواها ثم تنتقل بخفه لحادثة أخري تريد ان تشغلنا به ونحن ننساق بلا أدني مقاومه ، قضيه خالد سعيد التي كان من المفترض أن تظل ساخنه وتشهد تغييرا جذريا في طريقه التعاطي مع مثل هذه الحوادث التي يدعون إنها فرديه ، مع إنها أصبحت سمة االتعامل بين من يفترض بهم أن يكونو حماة الشعب وفي خدمة أمنه وبين أفراد الشعب العزل ، كان من المفترض ألا يصمت الإعلام قبل أن يتم الحكم في القضيه بنزاهه وعدل وقبل أن يستأصل السبب الذي أدي الي حدوث تلك المهزله الا وهو إستمرار التعامل بقانون الطوارئ لكن فجأه وكأن الامر أتي من جهات عليا ، صمت الجميع ، وأبتعد عن التعاطي في الموضوع ربما رهبه وخوف من أن يطالهم ما طال المغدور خالد سعيد أو قناعه بأن هذا أقصي ما يمكن أن يصل إليه تأثيرهم في وطن أستبيحت فيه كرامة الانسان وأستهين بها إلي أقصي درجات الإستهانه .
وائل الابراشي وبرغم إن قضيته كاعلامي يسلط عليها الضوء من آن لاخر إلا إنها أيضا تندرج تحت نفس التوصيف يتجاهلها الإعلام ويخفت الحديث عنها حتي موعد إحدي الجلسات حين تنبري الصحافه المرئيه إلي تغطيه الخبر لكن ليس هناك تنسيق أومتابعه وبحث في جذور وأصل المشكله وأين يقع الخط الفاصل بين حرية التعبير وحرية التجني ورفع القضايا علي أصحاب الأقلام ، وهل قمنا بالفعل بوضع تصور لحلول مستقبيله ، أو البحث عن بدائل لضمان عدم تكرار ذلك مستقبلا ، وهل من حق الوزير أن يرفع قضيه علي كائن من كان وليس من حق المواطن ( كطرف ضعيف أمام جبروت الحكومه ) أن يرفع قضيه علي الوزير ، وهل نحن بلد مؤسسات أم بلد أفراد يحكمه الكيف والمزاج ويتواري في جبناته القانون خجلا أمام طبقه نصبت نفسها صاحبة الأرض والعرض والثروات ،
أما قضية المحامين وخلافهم مع القضاة وما يتسرب عن وجود نية لتسويات أوصفقات مشبوهه فتلك هي الطامة الكبري خاصة وأن طرفيها جهتين عدليتين يفترض إنهما حماة القانون والدستور والساهرين علي تطبيقه بكل عدل وحياديه وكم ألمني أن يحكم في قضيه المحامين في غمضه عين ( ربما لغضبة ) أو لشخصنة النزاع ، وهناك من القضايا التي تهم قطاعات كبيره من المواطنين والتي في بعضها ينام المواطنين في الشارع شهورا بل سنوات تظل قضاياهم حائره في دوائر المحاكم سنين ، لكن وبنفس المنطق تم التعتيتم ( والطرمخه ) المتعمده علي القضيه ودفنها ضمن ما يدفن ،
كما هي حال الجندي اليهودي (جلعاد شاليط) فحين يراد إستغلال تلك القضيه يتم التركيز عليها ووضعها في بؤرة الحدث ويبكي ويتباكي الكيان الصهيوني البغيض علي هذا الشاب المسكين وفجأه تختفي كل العروض وتندثر الوعود ولا يعد أحد يذكر أي شيء عن قضية الجندي او مطالب حماس بالأفراج عن ألاف الفلسطينين المحتجزين دون محاكمه ودون وجه حق في السجون والمعتقلات الأسرائيليه .
كوكتيل غريب لقضايا وموضوعات لا رابط بينها سوي ما ذكرت إنها تظهر وتختفي بحسب رغبة القائمين علي الإعلام وبحسب رغبات جهات معينه تحرك الامور كما يحلوا لها من وراء الستار ، وأنا هنا لست من مؤيدي فكرة المؤامره لكن ألا يستوقفنا ولو قليلا هذا الذي يحدث وبوتيره منتظمه ومنظمه ، ألا يستحق منا وقفة عاقلة متأنيه لنعرف كيف تدار الأمور ولصالح من ؟ بل وكيف لنا أن نتيقن من صدق او كذب ما يحاولون تسويقه لنا ونتلقفه بلا رويه او تفكير ، أم إننا إرتضينا أن نكون أحدي مكونات هذا الكوكتيل في معصرة الحياة ؟
أشرف نبوي

الخميس، 5 أغسطس 2010

بركة البلطجه !!!

بركة البلطجه !!!
لم أكن أعرف إن للبلطجه بركه إلا مؤخرا وتحديدا عندما وجدت نفسي مضطرا لأصطحاب شنطة سفر لقريب لي عند عودتي من الغاليه مصر وكانت زياده عن الوزن المقرر والذي أحرص دوما علي أن يكون مطابقا لما هو وارد بتذكرة الطائره ، ولكن صديقي الذي حملني الشنطه وعد بأن يرسل لي شخصا يمرر هذا الوزن بل إنه طلب مني أن أخذ معي ما أريد فهو سوف يتصرف لكني وللصدق لم أستمع إليه وأصطحبت وزني كما أنا متعود بالضبط وأخذت حقيبته وذهبت إلي هناك وحين نظر الرجل القابع بنظارته السميكه - خلف كاونتر الوزن - إلي شنطي الثلاث نظره شامته وتناول الآله الحاسبه التي أمامه وأخذ يحسب ويضرب ويجمع ثم نظر لي من فوق النظارة التي كانت أنحدرت علي أنفه الكبير وقال بإبتسامه صفراء تعلوا سحنته الشامته ثمانمائه وخمسون جنيه وزن زائد ، فأبتسمت وأنا أقول له لا أعتقد أن ما في الشنطه يستحق كل هذا المبلغ ، لم يرد وأنتظر أن أجيبه ، وهو يشير للحمال الذي كان يقف علي بعد خطوات أن يقترب ، همس في أذنه ثم وجدت الحمال يقترب مني هامسا : تدفع خمسميه وتخلص ، لم أستوعب ففهم الرجل خلف الكاونتر تعبيرات وجهي فأشار للحمال أن ينزل شنطي ويرجعني في أخر الصف حتي أعيد التفكير،
تناولت هاتفي وأتصلت بصديقي الذي اعطاني الشنطه أستشيره ، فرد مؤكدا علي حضور أحد الموظفين لانهاء الموضوع ، وفعلا بعد عدة دقائق مرت ثقيله وجدت شاب يقترب ويأخذ جواز سفري ويتجه للكاونتر من جديد ، لكن الرجل الهادئ خلف الكاونتر تحول لوحش هائج بمجرد أن رأي جواز سفري من جديد مع هذا الشاب وأخذ يقسم بكل أيمانات الله بأنه لن يرضخ لأحد ولن تمر الشنط التي معي ، وبعد أن هدأ همس للشاب في أذنه وعاد الشاب يقول ممكن نعدي شنطيتن بس ثلاثه لا قلت له أنا وزني من خلال الشنطتين عادي وليس به زياده ، شعر بالحرج فتركني وهو يعد بأن يحضر مساعده،
أتصلت بصديقي مرة ثانيه فوعد أن يحضر أخر ومضت عشر دقائق وجدت بعدها شخص كبير في السن عرفت فيما بعد إنه كبير الحمالين أتجه نحوي وأخذ الجواز وذهب لكونتر أخر وهو يبتسم ويوزع تحياته للجميع لكن الموظف الأول ترك مكانه وذهب متوعدا ومهددا لزميلاته في الكونتر الأخر وعبثا حاول الرجل العجوز كبير الحمالين ملاطفته أو تهدئته حتي لم يجد أمامه إلا الأستعانه بضابط شرطه كان يعرفه جيدا ، قام بأحضاره إلي الموظف الذي كان قد بدأ يظهر نوياه قبل مجيء الضابط وهو يقول مش عايز تدفع المبلغ قلنا و ماله بس كمان مش عايز حتي تدفع قهوتنا ده كتير ، كنت قد بدأت أفقد هدوئي وأقترب الحمال الأول ثانيا وهو يقول : خليهم 300 جنيه وخلص ، فنظرت إليه غاضبا وقبل أن أجيب كان الضابط قد حضر فتشاغل الموظف عنه وهو يحاول أن يتملص من طلبه لاحظ الضابط هذا فطلب منه أن يلحقه علي مكتبه
بعد دقائق اتي الموظف وقد شعرت بأنه أرغم علي تمرير الشنطه فأخذ يخلف بكل ما عرف من أيمان بأنها ستكون المره الاخيره ولن يعدي أي شيء بعد ذلك ، وقد ذكرني حينها بمقولة القصري في فيلمه الجميل مع اسماعيل ياسين ( هتنزل المره دي بس أعملي حسابك المره الجايه لا يمكن تنزل أبدا) ومرت الشنط بهدوء ، وأمسك كبير الحمالين بجواز سفري في يده ولم يتركه وذهب معي إلي كاونتر الجوزات ودخل معي وهو يشير إلي بالجواز ويكرر كل سنه وأنت طيب ، فمددت يدي في جيبي وأخرجت مائة جنيه أعطيتها له ، فنظر إلي الحمال وأشار إلي فممدت يدي وأخرجت خمسون جنيها ولسان حالي يقول حتي أنت ايها الرجل الطيب الذي ظننت إنه أتي لنجدتي،
الشاهد أننا أمام حالة من حالات البلطجه سواء من صديقي الذي أرسل معي الشنطه أو مني أنا الذي وافقت أو من موظف يطلب الرشوه عنوه ، أو حتي الحمال الصغير وهذا الضابط الذي خالف القانون مجاملة للحمال الذي قد يكون صديق والده ، وإنتهاء بهذا الرجل الكبير الذي أستغل كبر سنه في محاوله تمرير الخطأ وليس هذا من قبيل المساعده بل في سبيل المال الذي يعرف إنه لا يستحقه وإنه رشوة وإنه حرام ،
وهذه صوره واقعيه تحدث ويحدث مثلها الكثير والكثير يوميا لكن ما أفزعني أن كافة الاجيال تساهم فيها بلا خجل وبلا رادع ديني أو وازع من ضمير، بلطجه علنيه مقننه من قبل الجميع ومقبول بها أنا أمارسها بغير حق وأغضب لأني لم أخذ ما ليس لي بحق ويمارسها الموظف بحرفيه ووعي ولمصلحته الخاصه ، ويمارسها الضابط بقوة القانون والحمال بأستدرار العطف والشفقه والصلات ، حالة عامة تشرب بها الجميع وعجزنا جميعا عن تفادي خطرها في مسأله بدت بسيطه لكنها تعبر علي بساطتها عن ما أل إليه حال الأمه من تسطيح كل شيء وإستسهال كل مشكله وتغيير المعايير التي تقاس عليها التصرفات من حيث خطئها وصحتها فالخطأ إذا قمنا به نحن لا يعتبر خطأ والصح إذا قام به غيرنا فهو خطأ ،
معادله مقلوبه أحزنتني رغم إنني مررت وأوصلت الشنطه لابن صديقي لكن مسألة البلطجه هذه أتعبتني وجعلتني أعيد ربط أحداث كثيره مررت بي وأنا في مصر المحروسه هناك بلطجه فكريه تمارس من قبل بعض رؤساء تحرير الصحف بفرض قناعتهم علي القارئ وغسيل أدمغة الشباب بأكاذيب مفضوحه بل وتزين كل باطل طالما إن الحكومه أو الرئيس أو أحد المقربين منه هو من قام به ، وهناك بلطجه إعلاميه تتمثل في البرامج الموجهه والمسيئه لبعض الشخصيات الرائعه وهناك بلطجه من نوع أخر أستحدثه هواة الظهور الإعلامي والفرقعه وحب الذات ، بلطجه القذف والسباب علي الهواء ، وهذه بلطجه تسببت في إيذائنا جميعا بما سمعناه من الفاظ وعبارات خادشه للحياء ، ونزولا إلي بلطجه حراس العمارات وإستيلائهم علي المواقف وبيعها لحسابهم أو تأجيرها كما يحلوا لهم ، ومرورا بهذا النموزج في المطار الذي سبق وذكرته ، وحين تناقش أي واحد ممن يمارسون هذه البلطجه فأنه لا يعترف بأن هذه الممارسات ليست من حقه وأنها البلطجه في أوضح صورها بل يحاول أن يذكر لك الفائده التي تعود من وراء فرض تلك التصرفات ويحاول أن يقنعك في النهاية أن هذه التصرفات رغم ما تراه فيها من قبح إنما هي نعمه وتحقق له الكثير فهي بركه وتري نفسك في النهاية أمام معضلة ألا وهي : كيف أن لسلوك قمئ مثل البلطجه بركات ؟
أشرف نبوي