tadwina-18873864-tadwina

tadwina-18873864-tadwina

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 مارس 2011

الضمير

الضمير
لا احسبني مبالغا اذا قلت ان جل مشاكلنا يكمن في ثنايا أحرف هذه الكلمة ويتغلغل خلف معناها ، ورغم بساطة هذه الكلمه الا انها تحدد وبشكل قد لا يتصوره كثيرين طرق الحل لأصعب وأدق المشكلات التي توجهنا علي مستوى الأفراد والجماعات علي المستوى الشخصي وأيضا علي المستوى الدولي ، فالضمير الانساني يتشكل من مجموع توجهات ضمائر الافراد في منطقة ما ، وحين يكون الضمير يقظا ينعكس هذا بالكليه علي الحكم الذي تخلفه النظره الفرديه والجماعيه للفرد والمجتمع الدولي تجاه أي قضيه ، والضمير لا يكون حكما عادلا إذا حالت بين صاحبه والحقيقة رؤى خادعه أو زيفت الحقائق بغرض التضليل والتدليس ، اقول هذا لان ضمير المجتمع الدولي ظل مغيبا لسنوات فيما يخص القضيه الفلسطينيه بعدما نجح العدو الصهيوني في حجب الحقائق وتضليل الأنفس لسنوات ، حتى عمت العولمة الإعلامية وصار العالم بفضل الثورة في مجال الاتصالات والمعلومات قريه صغيره ، لا يستطيع احد ان يخفي الحقيقه فيها ، ورغم الذي حدث فمازال هناك زعماء مغيبون ورؤساء وملوك وأمراء واهمون ، يمارسون الدجل ويصدقون كذبتهم ويطمعون في الاستمرار والخداع رغم تساقط الزيف وهشاشة مواقفهم ويقينهم بزوال حكمهم في أية لحظه وقناعتهم بأن موت ضمائرهم وضمائر من حولهم لن يحول دون سقوطهم وتهاوى عروشهم الهشه التي تقوم علي دعامات الظلم والقهر والبطش وفقر رعاياهم الذي يقصم الظهور فتعانق الانحناء ولا تستطيع ان تستقيم لتقف في وجه الظلم،
قلت واكرر اننا كبشر اذا ملكنا ضمائر يقظه تلاشت جل مشاكلنا وانعدمت خطايانا فحين ينظر الاخ لاخيه وضميره واع لن يستطيع ان يمارس الظلم ولن يقدم علي اغتصلب ما ليس بحقه ، ولن يمد السارق يده لجيب احد ولا المرتشي سيقدم علي طلب الرشوة ولن نجد قاتلا واحدا فحين يصحو الضمير تختفي آفات المجتمع وتتلاشي جرائم افراده وينصلح الحال علي مستوي الافراد والمجتمع ، ومن ثم ينصلح حال الساسه حتي يصل حال الصلاح الي رأس الهرم في السلطة ، أذن فالضمير هو المحرك الرئيس لدورة صلاح الحال في المجتمعات قاطبة ، ولأن الضمير في غالب الأحوال يبقي مغيبا أو نائما فأننا نعاني علي المستوي الفردي بل وعلي مستوي المجتمعات من تفشي حالات الظلم التي تولد مشكلات تتنامى وتتوالد بشكل مطرد فلا نعود نعي السبب الأساسي للمشاكل فيتعذر إيجاد الحل لتعقد المشاكل وتراكبها فوق بعضها وتشابك مسبباتها فنمكث تائهين لا نجد حلا ولا نري مخرجا ،
وأنا أكاد ازعم انه ما من إنسان علي وجه البسيطة لا يعي للضمير معني ولا يعرف قيمة ان تكون مرجعية قراراته قاطبة هي ضميره الواعي واليقظ ، لكن المشكلة تكمن في تعارض ما يمليه الضمير علي أي كان مع مصالحه فينحي ضميره جانبا ليظفر بكل منفعة يراها في صالحه وليذهب ضميره إلي الجحيم ، وليس هذا هو حال الجميع لكنها حال الغالبية العظمي من بني البشر وينطبق هذا علي القرارات الشخصية والقرارات التي يتخذها أصحاب الحل والربط من ولاة الأمر في كثير من الدول ، وإذا كانت نتائج اتخاذ قرار فردي تعود بالضرر علي شخص أو عدة أشخاص ، فأن المصيبة تكمن في تجرد ولاة الأمر من ضمائرهم حال اتخاذهم قرارات تؤثر بطريقه مباشره في حيات ملايين البشر ممن يرزخون تحت حكمهم وتعرضهم لنتائج قد تصل لإنهاء حياتهم في بعض الأحيان نتيجة لقرار اتخذ ولم يراع فيه ضمير أو يردع صاحبة وخز وهو يتخذ القرار ،
يحدث هذا ويتكرر كل يوم مع شعوب في شتي بقاع الأرض ولا يتعظ أصحاب تلك القرارات ولا نراهم قد أحسوا بالندم أو تعلموا من نتائج وئد ضمائرهم بل إنهم يتمادون يوما بعد يوم ولا أجد سبيل لردع هؤلاء وكفهم غيهم إلا بالضرب علي أيديهم والثورة علي حكمهم الجائر ودليلي علي هذا من السنة المطهرة التي ورد فيها علي لسان الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ما معناه انه يجب علي كل مسلم إن رأي أي منكر أن يغيره وعدد سبل التغيير ليؤكد علي وجوبه فتارة باليد وتارة باللسان الذي يعدل هنا الكتابة وتارة بالقلب إنما وجب الإنكار والتغيير، ولا يعذر أي كان في الصمت والتغاضي لأنه يساهم بصمته في تفاقم حدة موت الضمائر وازدياد حالات الظلم وانتشار كل الآفات التي تقضى علي المجتمعات وتقوض دعائم العدل علي وجه الأرض

أشرف نبوي

ليست هناك تعليقات: