tadwina-18873864-tadwina

tadwina-18873864-tadwina

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 6 مايو 2011

العلاقة بين الشيخ وجدي غنيم وحداد وجاهين

العلاقة بين الشيخ وجدي غنيم وحداد وجاهين
الشيخ وجدي غنيم داعية إسلامي محب لأمته ومدافعا عنها لأبعد حد قد يتصوره إنسان ، جرئ وواضح متحدث بدرجة صريح ، صراحته وجرئتة في الحق كانت سببا في دخوله السجن وأيضا في تواجده الدائم بمنفاه الاختياري خارج وطنه بعدما طاردته أحكام زبانية النظام السابق في مصر حتى إنها طاردته وهو في المنفي بضغوط شديدة علي عدد من الدول التي كان يقيم فيها لترحيله وقد أفلحت في كثير من الأحيان حتى انه اضطر أن يقيم بأمريكا مرغما لفترة .
فؤاد حداد شيوعي مركسي لكنه شاعر الوطنية والحزن الذي عشق أمته وتغني بحبها وذاق في سبيل هذا الحب الأمرين فسجن وعذب لأنه حلم بالحرية وغني للمساواة والعدل وصدح برأيه في جراءه أغضبت زبانية الاستبداد والظلم فحاولوا وئد صوته وذبح كلماته فمات هو وظلت أشعاره شاهد على عشقة للحرية ،
صلاح جاهين علماني ناصري يؤمن بالاشتراكية عاشق متيم لأمته عاطفته الجياشة أسالت من عين الشعر جداول الوطنية المجدولة بحب دافئ ظل يشدو بحب أمته في غير وجل وظلت أشعاره تتداول حتى وهو بالسجن الذي مكث فيه ربما أكثر مما مكث بالخارج ،
لكن ما علاقة كل هذا ببعضه البعض ؟ أمس جمعتني وبعض الأصدقاء جلسة مع فضيلة الشيخ الجليل وجدي غنيم وأنت لا تمل صحبة هذا الرجل لغزارة علمه وعدم خشيته في الله لومة لائم وخفة ظله التي لا تفارقه لحظه رغم حمله لهم الدعوة وكثرة ما يتعرض له من مشقه وترحال في سبيل الدعوة وبعد أن انتهينا من جلستنا وعدت للبيت وجدت برنامجا علي احدي القنوات يتحدث عن حداد وجاهين ، وقد وجدتني بغير ترتيب مسبق اعقد مقارنة بين ثلاثتهم بعدما لاحظت بعض أوجه التشابه بين الثلاثة .
ورغم أن الظاهر ينبئك أنه لا يوجد أدني وجه للتشابه بين الثلاثة إلا انك لو دققت النظر لوجدت تلك الخيوط الرفيعة التي تربطهم
الثلاثة عاشقون لامتهم ، والثلاثة تعرضوا للسجن والاضطهاد بسبب هذا الحب ، الثلاثة يتمتعون بالجراءة والشجاعة ، والثلاثة يتمتعون بخفة الظل ، والثلاثة استخدموا ما وهبهم الله من قدرات لإيصال رسالتهم ،
لكن رغم هذا التشابه وتلك العلاقة التي قد تبدوا قوية فأننا نري أن الثلاثة مختلفون جذريا في تطبيق طريقة حبهم لأمتهم فبينما سلك الشيخ طريقا ابتغي به وجه الله أولا ومن ثم نصرة أمته حيث علم أن الأعمال بالنيات وقد كانت نيته نصرة الله والعقيدة وهو يجاهد الظلم والفاسد مبتغيا للاجر والمثوبة من الله وقد خلصت نيته في كل ما يقوم به لله ، نري أن جاهين وحداد كان دافعهم قومي صرف ونيتهم كانت تبعا لعقيدتهم الانتصار للوطن وللحرية فحرموا من الأجر والمثوبة واقتصرت الثمار التي جنوها علي زيوع شهرتهم وتخليد اسمائهم في سجل الدنيا وعلي ألسنة طلاب الحرية .
دفع الثلاثة غاليا من أجل قضية الحرية ومحاربة الفساد والمفسدين ، لكن يظل الفارق بينهم كبير والعلاقة بين حصلة كل منهم اكبر بكثير من ان يتصورها عقل ، وخلاصة القول ان الهدف قد يكون واحدا لكن الوصول إليه يتطلب حنكه وفطنة يفتقدها كثير منا .

اشرف نبوي

ليست هناك تعليقات: