tadwina-18873864-tadwina

tadwina-18873864-tadwina

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 22 مايو 2010

سيناء المغضوب عليها

سيناء المغضوب عليها
سيناء أرض الفيروز ومهبط التوراة وشاهدة علي معجزات النبي موسي عليه السلام ، أصابتها لعنة الأهمال ، لفها غضب البشر فأقفرت وبعد مرور سنين وسنين علي عودتها إلي أحضان الوطن الأم مازلت سيناء حزينه وباكيه ، مازالت تشعر بأنها أرضا مغضوب عليها لا لشيء سوي إنها جاورت عدو لئيم يخاف من إعمارها ويخشي أن تزحف جموع الشعب لتستوطن سيناء الرائعه فيكون في هذا تهديد لوجوده كما يشك دوما وهو يعرف إنه مغتصب ، وربما من حقه أن يشعر كعدو لي بهذا أما أن أشاركه الحقد والكره علي هذا الجزء الغالي من أرض مصر فهذه جريمه لن يغفرها التاريخ لنا. .
سيناء بها من المقومات الأقتصاديه والطبيعيه ما يؤهلها لأن تنهض ليس بنفسها وحسب بل وبمصر كلها ، ولست هنا في مجال تعداد ثروات سيناء من مناجم وثروات طبيعيه ظاهره ومدفونه وطقس رائع ومزارات تاريخيه ، لاني أعي ان كثيرون يعرفون هذا ، لكني هنا لأتسائل لما يحجم كثيرون عن خوض تجربة الأستثمار في سيناء ، وقد عرفت بعد طول حيره أن الكثيرين يخشون علي إستثمارتهم أولا لعدم كفاية الأمن والأمان في سيناء الشماليه أوالجنوبيه ثانيا لخشية الجميع من عدم وجود جيش يحميهم في حال نشبت حرب جديده والجميع يعرف إننا مقيدون بعدم وضع أي قوات لنا في سيناء إلا في حدود بسيطه وبأسلحه خفيفه ورغم عدم تقيد الجانب الأسرائيلي بالكثير من الأتفاقيات والمعاهدات والعهود فأننا مصرون علي التقيد بهذا الشرط المجحف الذي يمنعنا من التواجد علي أرضنا وحمياتها بأسلحه ثقيله أو متقدمه بحجه إتفاقيه قديمه سقط الكثير من أهدافها ومقاومتها بأيدي الصهاينه ،
وأتعجب لما نحن الوحيدون المطالبون بإحترام أتفاقيتنا وهم لا ؟، ولما لا يكون لهذه الأتفاقيه سقف زمني محدد تسقط بنوده بعدها أو تخفف ؟ خاصة وإن الأيام اثبتت حسن نيتنا وأننا لسنا دعاة حرب أو عدوان بل الطرف الثاني الذي يعيث فسادا وتدميرا بعد أن آمن جانبنا فبات يتسلي بقتل بني جلدتنا من أبناء الامه العزل وهو آمن علي نفسه من غضبتنا بعد أن وافقناه وسرنا في طريق مهادنته وسايرناه في كل ما يطلب سواء اكان حقا له أو لا ، وهو لن يتخلي عن طمعه فينا وفي اوطاننا طالما نحن خانعون راضون بكل ما يفعله موافقون علي كل ما يطلبه ، وهذا انتقاص كبير من سيادتنا التي يتغني بها المطربون فقط أما علي أرض الواقع فكرامتنا مداسه ومهانه حين يفرض علينا ألا نضع سلاحا أو جنودا في سيناء إلا بقدر يحدده عدونا وبطريقه يرسمها لنا ، شرفنا مدنس حين لا نستطيع أن نضبط الحالة الأمنيه هناك لأن هذا هو شرط عدونا ، وكرامتنا مهدره حين لا نستطيع ان نحمي أبنائنا أو مشاريعهم لمجرد أن هذا يرضي غرور قراصنة تل أبيب ،
لا أدري أين نواب مجلس الشعب للمطالبه بإلغاء ما يضرنا من بنود معاهدة كامب ديفيد أليسوا هم ممثلوا الشعب الذي عاني ويعاني من جراء هذه المعاهده المشؤمه ببعض بنودها ، ومن حق أي شعب وأي برلمان في العالم الأقتراع علي بنود أي اتفاقيه وأي معاهده طالما شعر البعض بأن بها من الغبن ما يسيء إليه والي أولاده ونحن قد قاسينا من بنود هذه المعاهده وقد طبقناها لأكثر من ربع قرن ويكفي هذا لأن نعيد تقيمها ونقترع علي بنودها فنوافق علي ما يناسبنا ونرفض ما يضربمصالحنا كدوله وكشعب ، ولسنا الوحيدون الذين نفعل هذا ففي كل دول العالم تتم مراجعه الاتفاقات والمعاهدات ويزال منها البنود التي تضر بالوطن ،
ولأني أعرف جيدا أن كلامي هذا سيذهب هباء ولن يلتفت إليه المنتفعين والوصولين ممن وضعنا مصيرنا بأيدهم من منافقي مجلس الشعب الذين يمالؤون الحكومه ويمشون في ركابها طامعين أن تتمسك بهم وتعيد أنتخابهم لمرات ومرات حتي تظل الفائدة من الحصانه تدر عليهم الكثير ، اقول لأني اعلم أنه لن يتغير شيء ولأني أيضا لا أعشق الهجوم لمرجد الهجوم والنقد للنقد بل أن هدفي هو الأصلاح ما أستطعت ، فأنني اقدم للحكومه أقتراح لعلهم يثبتون ولو لمره عكس ظننا بهم ، والأقتراح هو أن يتم تقسيم سيناء الي مدن وتقسم المدن إلي أحياء سكنيه يراعي فيها أماكن المناجم والمزارات السياحيه عن طريق خرائط طبوغرافيه ، وخرائط الاقمار الصناعيه ويتم الأعلان عن تسليم مساحة حي كامل لكل رجل اعمال او مؤسسه نظير تشييد حي بنفس المساحه للشباب بمعني ان يكون مقابل البناء هو تخصيص قطعه ارض مماثله مهما كان حجمها وتمليك الشباب لهذه المساكن بمبالغ رمزيه تمثل قيمة تكلفة البنيه الأساسيه من صرف صحي وكهرباء ومياة ورصف للطرق أي ان الدوله لن تتكلف شيء ( وهي التي تشتكي وتأن ) واي مستثمر عربي او مصري سيرحب بأمتلاك ارض لأقامة مشروع بسعر اظنه سيكون عادلا وربما قليل نظير قيامه بتشييد نفس المساحه خاصة وأننا نتحدث هنا عن اسكان شبابي او فيلات دورين فقط وليس عن ناطحات سحاب ، وفي ظني لو انبري عشرين مستثمر لهذه الفكره وتمت دراستها بشكل جيد ونفذت بعداله وفي اطار صحيح فأننا سنضرب عدة عصافير بحجر واحد اولها إعمار سيناء خلال سنوات قليله هي عمر المشروع ، وفي هذا اكبر فائده من حيث الأمن القومي وتخفيف الضغط عن الوادي ، ثانيا توفير مساكن للشباب وفرص عمل جديده ، ثالثا الأفاده القصوي من ثروات سيناء والبدأ في أستخراج والتعامل مع تلك الثروات المطموره ، رابعا أتاحة الفرصه لرجال الأعمال الشرفاء من أبناء مصر من بدأ تجربه حقيقيه وصادقه في الأستشمار الجاد خاصة في المجال الصناعي والتعدين والأبتعاد عن مشاريع الشيبسي والمياه الغازيه ، والأتجاه بقوه للمشاريع الأنتاجيه الفعاله والفاعله والتي تصنع مستقبل الامه وليس مصر فحسب ،
فهل يا تري تجد أحرفي آذانا صاغيه أو أعين واعيه وقلوب نابضه بحب هذه الأمه التي شقيت حين سلمت مقدراتها إلي بعض الأدعياء وأصحاب المصالح فأضاعوها وسلبوها كرامتها وتسببوا في إذلالها بعدما كانت أعز الأمم ؟

أشرف نبوي

الاثنين، 17 مايو 2010

المهرج والسفاح والوصولي

المهرج والسفاح والوصولي
المشهد السياسي في مصر الحبيبه يدعو لمزيج من القلق والترقب والسخريه في أحيان أخري ، فنحن أمام بورتريه لرسام بوهيمي لا نعرف ماذا أراد حين رسم بريشته ،هذا الوجه الذي تحمل قسماته لؤما يكتنفه ضحكه ساخره مع مسحة إنتهازيه تكاد تفتك بك عبر خطوط الصوره ، وأنا هنا لا أحاول أن أتفلسف بقدر ما أحاول التفسير وفك طلاسم تلك اللوحه التي تلطخت بألوان كثيره وشابها بؤس ويأس مع تعلق المهرجين والمجرمين بحبال واهيه في محاولتهم لتسلق سلالم الوصوليه والتلملق لقلوب جموع الجماهير العريضه التي أعياها موقف المتفرج وباتت علي حافة طريق المشاركه ( التي لا يعلم إلا الله كيف ستكون خطورتها ) في العرض الكبير الذي أقتصر لسنوات علي نجوم الصف الاول من محترفي السياسه الوضيعه والتي أوصلت المشهد لبعد تراجيدي كان الجميع في غني عنه لكنها لعبة الحياة علي أكبر مسرح هزلي ساخر في المنطقه.
تابعت هذه اللوحه السرياليه العجيبه من خلال ثلاثة نمازج ، أحدهم مهرجا في البرلمان وهو من أقطاب الحزب الحاكم ومن يؤهلون أنفسهم لمناصب قياديه هامه مستقبلا تابعت هزره ومزاحه وتهريجه في قاعة البرلمان وكأن لسان حاله يقول ( ياأرض اتهدي ما عليك أدي ) تابعت تكرار هزره ولما لا وهو المقرب والمدلل ولما لا وهو المحتكر الاول بأذن القيادات لتجارة الحديد في مصر والآمر الناهي ، المياردير الغني والسياسي الفقير الذي ستقضي عليه قلة خبرته وضعف حنكته ولن يلبث طويلا في موقعه ولن يحميه سوي ماله الذي جناه من دماء المعدمين والفقراء من أبناء الوطن وهو يدوس بلا رحمة علي رقابهم كي يعلوا وتتسع إبتسامته مع إتساع حجم ثروته ومع إتساع رقعة تفاؤله بأن يصبح أحد قادة مصر يوما ما وقد شعر بأن الجميع يمهد أمامه الطريق ليزداد سعاره ونهمه الذي بات خطرا عليه أكثر من غيره
أما النائب الثاني الذي لفت نظري بأدائه السيء فكان القصاص أو السفاح الذي طالب بأطلاق النار علي أبناء الشعب المعتصمين أو المتظاهرين أبناء الشعب الذي نسي أو تناسي أنه ممثلهم وإنهم هم الذين أتوا به إلي قاعات المجلس ، وفي قناعتي إن أبسط رد علي هذا النائب الذي تنصل من أهله بعدما دخل المجلس وضمن الحصانه وحاول التقرب بمقولته غير البريئه بالمره للسلطه في محاولة لشراء رضاهم دون أن يفكر ولو قليلا في مصالح من أنتخبوه وأتو به ، أقول غن أبسط رد ( لو كان هذا المجلس محترما ) كان هو أسقاط عضويته لإنه مثال سيء علي من يبيع أهله في أول فرصه وهذا جدير به أن يبيع وطنه أيضا عند أول فرصه وبمثل هؤلاء النواب تمرر إتفاقيات بيع الغاز لاسرائيل ، وتمرر قوانين الطواريء والضرائب وكل ما يخدم السلطه ويفت من عضد هذا الشعب المسكين الذي ذاق الامرين علي أيدي هؤلاء الأقزام الذين تسولوا الاصوات للوصول إلي المجلس ثم تناسوا كل شيء بمجرد أن جلسوا وتربعوا علي عرش الحصانه الوهمي الذي يظنون انه منجيهم من غضب الله عز وجل ،
النائب الثالث ولن اذكر أسما محددا لانهم للاسف كثر هم جموع الوصوليين الذي وصلوا بطريقه ما الي المجلس كمستقلين ثم أنقلبوا أعضاء بالحزب الحاكم في سابقه برلمانيه تعد الأولي من نوعها وتستوجب أن يفصل صاحبها لأنه خدع ناخبيه وغير إنتمائه لمصلحه شخصيه ، خدع جموع من ساهمو في وصوله إلي المجلس ، وتخلي عن ما وعد به أبناء دائرته من تحسين الأداء البرلماني واحداث تغييرات تصب في صالح رجل الشارع الذي انتخبه وهو يظن أنه حر لا منتمي لاي حزب ، وما يحزن أنهم كثر وأن الغالبيه دخلت المجلس لمصالح شخصيه ولنيل قطعه من الكعكه ليس إلا ، وبوجود تلك الأصناف الثلاث يكتمل عقد الأنهيار وتتضح بعض معالم الصوره المذريه التي تتمثل أمامنا ( في المكان الذي يفترض فيه ان يكون حامي حمي الشعب والممثل الحقيقي لأماله وطموحاته ) كلما حاولنا أن نقترب من تفاصيل أكثر وأوضح عن المشهد الذي بات مفزعا ، فيكفي وجود صنف واحد لينهار أي برمان محترم لكن بوجود عينات من كل تلك الاصناف في مجلس موقر واحد ووحيد يتباهي سدنته بأنه أعرق البرلمانات في المنطقه ورغم ذلك فهو الاسوأ وهو الذي يضم حثالة مجتمع كان الأفضل حتي طغت علي الساحه تلك النمازج القميئه فعبثت بمفردات المشهد وحولت الصورة الي صورة سرياليه قاتمه وغير مفهومه بل وقبيحه قبح بين في معظم الأحيان ، صورة تنبيء عن مستقبل بات يزداد قتامه وهي تثبت كل يوم ان الفجر الذي انتظرناه طويلا لن تشرق شمسه إلا أراد أبناء هذا الشعب أن يمزقوا الصوره القديمه بكل مفراداتها ويشرعوا في رسم صوره مغايره جديده لغد مشرق ، فهل تراهم يستطيعون ؟

أشرف نبوي