tadwina-18873864-tadwina

tadwina-18873864-tadwina

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 28 أبريل 2010

الصواب

الصواب

حين نتحدث عن الصواب فأننا نتحدث عنه من وجهة نظرنا نحن وطبقا لما درجنا عليه وتعلمناه ، وحسب القيم التي نشأنا عليها والعادات التي توارثناها ، لذا نجد إن مصطلح الصواب هو مصطلح متغير تبعا للبيئة التي نطرحه فيها وطبقا للتعاطي مع مفردات الحالة العامة في تلك البيئة ، وكما قيل رأي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب ، فهذه مقولة منصف وضع بعدالة ميزان وقاعدة تحتذي ، وأظهر بجلاء احترامه للأخر ،
وفي رأي المتواضع أري أن مشكلتنا الحقيقية تكمن في عدم تقديرينا للأخر أو لرأيه ، وقصور نظرتنا دوما علي وجه واحد هو رؤيتنا المحدودة للأمر وتغاضينا عن محاولة رؤية الأمر من أي جهة أخري أو منظور مختلف ، وهذه سمة للتفكير القاصر والمحدود وعلامة علي جهلنا المطبق وضيق أفقنا الذي يتحكم في نظرتنا للأمور ويجعل فكرنا ذي إتجاة واحد محدد ومحصور لا نستطيع من خلاله الانفتاح علي الأخر مهما كانت قيمة تفكيره أو قدرته علي الإبداع والتطوير ،
ونحن كمجتمعات وأمم يقاس قدر تقدمنا بقدرتنا علي تقبل الأخر وفهمه والاستفاده مما يقدمه وما يطرحه من أفكار ، بل ومحاولة المزج بين الصواب فيما يطرحه وما نعتقد صحته لنخرج بنتائج باهرة ، وكم من مجتمعات بل ودول فقدت مصداقيتها وتأخرت عن الأمم الأخري حين تعرت وفضح أمر زيف إدعائها ، وكم من أمم عظم شأنها حين ثبتت علي نهجها ودافعت عن قناعتها بإتاحة الفرصه للأخر وللاصوب بأن يسود دون إدعاء أجوف بأنها الأحق والأقدر والأعظم ،
وإذا كان هذا يتضح بجلاء فيما يخص الأمم والمجتمعات لوضوح الصورة وكبرها وسهولة إستقرائها ، فإن هذا أيضا صحيح علي المستوى الشخصي ، وأنت حين تتيح للأخر ان يعبر عن رأيه وتناقشه فيه بموضوعيه فأما إنك تقنعه برأيك أو تقتنع برأيه الذي وقتها سيكون الأصح والأصوب ، وحينها فأنت الفائز في الحالتين لأنك توصلت لقرار أو قناعة صحيحة وصادقه ، ولعل المثال الواضح علي ما قلت ما يحدث بين الأبناء والأباء ، فهناك دوما وفي كل موقف أختلاف في وجهات النظر ومع استبداد كل برأيه تظهر المشاكل وتستفحل ففي أي موقف يري كل منهما نفسه علي صواب ، وإذا قمنا بتحليل المسأله سنجد كلاهما علي حق ،
فطبقا لظروف ونشأة وبيئة كل منهما مع المعطيات التي تساهم في تشكيل الوعي لدي كل منهما وهي مختلفة علي الأغلب طبقا لكل هذا تتشكل قناعة معينه وهي كما ذكرنا تختلف كليا وبطريقه تجعلهما علي طرفي نقيض ،
ورغم إنهما مختلفان تمام في تقديريهما ورأيهما إلا إنك حين تستمع لكل منهما وتقيم تقديره تجدك علي يقين من صحة ما ذهب إليه ، ولحل تلك المعضلة هناك عدة طرق ، أولها الطريقة السهلة والساذجة وهي طريقة فرض الرأي طبقا لأي الطرفين أقوي ، وهي طريقة متبعه علي مستوي الدول والمجتمعات والأفراد خاصة إذا كان الطرف الأضعف لا يملك وسيله أو حيله ، أو إن بقائه معتمد كليا أو جزئيا علي الطرف الأقوي
ثاني تلك الطرق هو التصادم وتحدث حين يزيد الضغط علي الطرف الأضعف فيعلن رفضه ويتنمر سواء أكان تنمره يعبر عن قوة حقيقية أو قوه مفتعله وإدعاء فارغ ، أو حين يشعر الأضعف بقوته فجأة ويريد أن يختبرها في معركة تكسير عظام ، ولا يقدر علي هذا إلا من يتمتعون بقدرة علي المجازفة ، وهي حالة تتعاظم علي كل المستويات التي ذكرنا سواء الأفراد أو المجتمعات أو حتى الأمم ، ويغامر أصحابها بمستقبلهم وهم يعولون علي رهانهم أن ينقذهم بعدما يكون اليأس قد تمكن منهم ،
أما ثالث تلك الطرق فهي قراءة الأخر ومحاولة فهمه ونقاشه بل وتقديم بعض التنازل للإلتقاء معه في منتصف الطريق ، دون أن نغالي في التنازلات أو نجحف حقه في المشاركة برؤياه فيما إختلفنا حوله ، وهذه وإن كانت سمة معظم العلاقات الدولية بين الأم إلا إنها تفلح كثيرا فيما بين الأفراد وبعضهم البعض ، خاصة إذا كان الخلاف ناشيء عن اختلاف الأجيال ، أوالبيئه المحيطة التي تصور لكل طرف أنه صاحب الحق وصاحب الرأي الأصوب ، كما بين الأباء والأبناء ،
أذن فالصواب مسأله نسبيه تختلف حسب نظرة كل طرف للمسألة المطروحة والتي يدور حولها الجدل وإذا كان منطق القوه هو ما يحكم العلاقات الدولية بل وأيضا العلاقات داخل المجتمعات وحسب قوة القبيلة أو الأسرة ونفوذها ، فأن هذا المنطق ذاته لا يصلح حين يتعلق الأمر بالأفراد لأننا هنا بصدد التعامل مع مشاعر وأحاسيس ، مع كينونه بشريه تملك بجانب لبها قدر هائل من المشاعر الإنسانية والأحاسيس البشرية التي تسيطر علي تصرفاتها وردود افعالها ولعل الأختلاف الواسع بين شرائح البشر يجعل من مسألة تحديد الأصوب أمرا عسير ، اللهم ألا أذا احتكمنا للضمير الأنساني وارتضينا به سوأء أأ
ظهر الحق لنا او علينا ،

ليست هناك تعليقات: