tadwina-18873864-tadwina

tadwina-18873864-tadwina

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 16 أغسطس 2010

أحنا والا الحكومه ؟

أحنا والا الحكومه ؟
سؤال موجع يتردد حاليا علي ألسنه الجميع العيب فينا نحن كشعب وكأفراد أم هو عيب في الحكومه وإذا سلمنا بأن العيب في الحكومه التي أتت علي الأخضر واليابس في مصرنا الحبيبه خلال فترة حكمها التي أمتدت لسنوات بلا سبب واضح اللهم إلا إذا كان السبب القضاء علي مصر وشعبها نهائيا وحتي لا تقوم لهذا البلد قومه بعد الأن ، أقول إذا سلمنا بأن الحكومه هي السبب في كل شيء تبرز أمامنا علامة إستفهام كبيره ألا وهي هل الحكومه هي من قتل الشاب خالد سعيد وغيره كثيرون ؟ وهل الحكومه هي من أغرقت شبابنا الهاربين لأوربا عبر البحر ؟، وهل الحكومه هي من تأخذ الرشوه وتعطل المصالح ؟ وهل وهل ألف علامة إستفهام ، والأجابة المنطقيه ستأتي بالنفي ، ونقف ونحن نحدق إلي المذنبين كأفراد ، هم أفراد من بين ظهرانينا ، هم أخي وأخيك وأبيك وعمي وأبني وأبن أخيك ، هم جزء ظالم لكل مظلوم ليس بيده حيله ، ومن هذا المنظور الضيق نري إننا نحن من نظلم حالنا بأيدينا أو بأيدي ذوينا ،
لكن وبحياديه تامه ليست تلك هي حقيقة الأمر ، لما ؟ لأننا في مجتمع يحكمه قانون لوطبق بعداله ومساوة لتغير الحال جذريا ،نعم نحن من يظلم ويتجاوز كأفراد ونحن من نجور بظلمنا علي بعضنا البعض لكن لما ظهر الظلم وتفشي فيما بيننا ببساطه لأن القائمين علي الأمر في مصر وفي كثير من بلداننا العربيه شطبوا كلمات العدل والنزاهه والشرف والامانه من قاموسهم ، ودونوا بدلا منها الظلم والمحسوبيه والنهب ، فصارت الامور تدار بمنطق معوج وصار الحق لا يصل إلي صاحبه وأصبحنا نعيش بمنطق الغاب ، القوي يدوس الضعيف ويقضي عليه والقوي هنا دوما هو أبن الحكومه وأخ الحكومه أو حتي صديق الحكومه أنت تستطيع أن تحصل علي كل شيء إذا كنت أحد هؤلاء تستطيع أن تحصل علي أراضي الدوله بلا مقابل أو بمقابل زهيد جدا وتستطيع أن تعالج نفسك او زويك في الخارج في أعظم مستشفيات العالم علي نفقة الدوله وتستطيع أن تقترض أي ملايين من بنوك الدوله بلا ضمانات فأنت أبن الحكومه ، بل تستطيع أن تدوس القانون بحذائك أيضا لانك ابن الحكومه .
وأنت قبل كل هذا تعرف انك في مأمن ولن يطالك شيء وإذا عبثت معك وسائل الأعلام من خلال محرر صاعد لم تلوثه ابهة المناصب فأنك علي يقين من الحكومه ستدافع عنك وإن إستحال الدفاع عنك فهي ستتيح لك الفرار بأموالك لتستمتع بما سرقته ، لذا بدأ الجميع رويدا رويدا يزحف ليستظل بجناح الحكومه فهي الملجأ والامان ومن لم يستطع فكر في الفرارا بعيدا هجرة أو سفرا ، ومن لم يستطيع فراق وطنه بدأ في تنفيذ خطته الخاصه بسرقة الحكومه فأما يكون موظفا فلا يعمل ظنا منه أن هذا إنتقاما من الحكومه ، رغم إنه ينتقم من نفسه وأهله في المقام الأول ، او يبدأ في تلقي الرشي التي يشعر بأنها عقاب للحكومه علي إهمالها له وتميزها لأبنائها الاخرين عليه ، أو يبدأ في تعذيب كل من يقع تحت يده من اخوانه المواطينين تعذيبا ماديا كما فعل بالمغدور خالد سعيد أو نفسيا من خلال إهانه وتعطيل كل من له مصلحة لديه ، ظنا منه ان هؤلاء إنما هم جزء من أبناء الحكومه التي ميزت البعض عليه ووضعته في هذا الموضع المزري ،
حين تختفي العداله وتنعدم المساوة بين أبناء الوطن الواحد وحين يعامل البعض بطريقه تختلف عن الاخرين تبدأ امراض المجتمع في الظهور فتتشعب المحسوبيه ويتكاثر الفساد وينتشر النهب والسرقه ويتفشي الظلم بكل صوره ولا يعود أحد يفكر فيمن امامه وهل هو يستحق أن نقسوا عليه ونظلمه أم إننا بغياب منطق العدل وإختفاء الشرف نحاكم كل من يقع تحت أيدينا سواء أكان هو المذنب أم لا المهم أن نفرغ طاقة البغض التي بداخلنا ونتلذذ بتعذيب من نستطيع تعذيبه رغم يقيننا بأنه لم يكن سببا فيما نحن فيه لكننا نتحول لوحوش تتغذي علي دماء بعضها البعض وننسي أو نتناسي في غمار ممارسة إنتقامنا من بعضنا البعض وبغينا علي بعضنا البعض المذنب الرئيس وننسي إننا نحن من فرط في الدفاع عن حقوقه وبدلا من هذا إتخذنا الطريق السهل وهو أن نبغي علي من هم ضعاف مثلنا ولم نفكر ولو للحظه في محاسبه من اوصلونا لتلك الهاويه ، ولم نفكر في إصلاح ما أعوج بوقوفنا في وجه الظلم ومحاولة غيقافه بدلا من المساعده في نشره .
الخلاصة إننا مشتركون في الأثم جميعا نحن والحكومه ، الحكومه لأنها أسست للظلم ومارسته في أبشع صوره دون مراعاة لشرع أو دين أو عرف ونحن حين صمتنا وجبنا ومن ثم بدأنا في الانتقام ليس ممن ظلمنا ولكن من أنفسنا ومن بعضنا البعض ودخلنا حلقه مفرغه من حلقات الإنتقام التي لا تنتهي أو توقف الظلم ويقيني إننا سنظل هكذا لو لم نتوقف قليلا أمام انفسنا ونفكر في طريقة لإصلاح ما أعوج ونبدأ في إصلاح ذواتنا في البدايه وطريقة تعاطينا مع امور حياتنا ومع بعضنا البعض لنتكاتف ونتعاضد لنستطيع مواجهة جبروت وقسوة الحكومه وعندها نستطيع أن نتغلب علي كل صعوبه بل ونصلح ما أفسده الصمت .
اشرف نبوي

ليست هناك تعليقات: