tadwina-18873864-tadwina

tadwina-18873864-tadwina

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 17 مايو 2010

المهرج والسفاح والوصولي

المهرج والسفاح والوصولي
المشهد السياسي في مصر الحبيبه يدعو لمزيج من القلق والترقب والسخريه في أحيان أخري ، فنحن أمام بورتريه لرسام بوهيمي لا نعرف ماذا أراد حين رسم بريشته ،هذا الوجه الذي تحمل قسماته لؤما يكتنفه ضحكه ساخره مع مسحة إنتهازيه تكاد تفتك بك عبر خطوط الصوره ، وأنا هنا لا أحاول أن أتفلسف بقدر ما أحاول التفسير وفك طلاسم تلك اللوحه التي تلطخت بألوان كثيره وشابها بؤس ويأس مع تعلق المهرجين والمجرمين بحبال واهيه في محاولتهم لتسلق سلالم الوصوليه والتلملق لقلوب جموع الجماهير العريضه التي أعياها موقف المتفرج وباتت علي حافة طريق المشاركه ( التي لا يعلم إلا الله كيف ستكون خطورتها ) في العرض الكبير الذي أقتصر لسنوات علي نجوم الصف الاول من محترفي السياسه الوضيعه والتي أوصلت المشهد لبعد تراجيدي كان الجميع في غني عنه لكنها لعبة الحياة علي أكبر مسرح هزلي ساخر في المنطقه.
تابعت هذه اللوحه السرياليه العجيبه من خلال ثلاثة نمازج ، أحدهم مهرجا في البرلمان وهو من أقطاب الحزب الحاكم ومن يؤهلون أنفسهم لمناصب قياديه هامه مستقبلا تابعت هزره ومزاحه وتهريجه في قاعة البرلمان وكأن لسان حاله يقول ( ياأرض اتهدي ما عليك أدي ) تابعت تكرار هزره ولما لا وهو المقرب والمدلل ولما لا وهو المحتكر الاول بأذن القيادات لتجارة الحديد في مصر والآمر الناهي ، المياردير الغني والسياسي الفقير الذي ستقضي عليه قلة خبرته وضعف حنكته ولن يلبث طويلا في موقعه ولن يحميه سوي ماله الذي جناه من دماء المعدمين والفقراء من أبناء الوطن وهو يدوس بلا رحمة علي رقابهم كي يعلوا وتتسع إبتسامته مع إتساع حجم ثروته ومع إتساع رقعة تفاؤله بأن يصبح أحد قادة مصر يوما ما وقد شعر بأن الجميع يمهد أمامه الطريق ليزداد سعاره ونهمه الذي بات خطرا عليه أكثر من غيره
أما النائب الثاني الذي لفت نظري بأدائه السيء فكان القصاص أو السفاح الذي طالب بأطلاق النار علي أبناء الشعب المعتصمين أو المتظاهرين أبناء الشعب الذي نسي أو تناسي أنه ممثلهم وإنهم هم الذين أتوا به إلي قاعات المجلس ، وفي قناعتي إن أبسط رد علي هذا النائب الذي تنصل من أهله بعدما دخل المجلس وضمن الحصانه وحاول التقرب بمقولته غير البريئه بالمره للسلطه في محاولة لشراء رضاهم دون أن يفكر ولو قليلا في مصالح من أنتخبوه وأتو به ، أقول غن أبسط رد ( لو كان هذا المجلس محترما ) كان هو أسقاط عضويته لإنه مثال سيء علي من يبيع أهله في أول فرصه وهذا جدير به أن يبيع وطنه أيضا عند أول فرصه وبمثل هؤلاء النواب تمرر إتفاقيات بيع الغاز لاسرائيل ، وتمرر قوانين الطواريء والضرائب وكل ما يخدم السلطه ويفت من عضد هذا الشعب المسكين الذي ذاق الامرين علي أيدي هؤلاء الأقزام الذين تسولوا الاصوات للوصول إلي المجلس ثم تناسوا كل شيء بمجرد أن جلسوا وتربعوا علي عرش الحصانه الوهمي الذي يظنون انه منجيهم من غضب الله عز وجل ،
النائب الثالث ولن اذكر أسما محددا لانهم للاسف كثر هم جموع الوصوليين الذي وصلوا بطريقه ما الي المجلس كمستقلين ثم أنقلبوا أعضاء بالحزب الحاكم في سابقه برلمانيه تعد الأولي من نوعها وتستوجب أن يفصل صاحبها لأنه خدع ناخبيه وغير إنتمائه لمصلحه شخصيه ، خدع جموع من ساهمو في وصوله إلي المجلس ، وتخلي عن ما وعد به أبناء دائرته من تحسين الأداء البرلماني واحداث تغييرات تصب في صالح رجل الشارع الذي انتخبه وهو يظن أنه حر لا منتمي لاي حزب ، وما يحزن أنهم كثر وأن الغالبيه دخلت المجلس لمصالح شخصيه ولنيل قطعه من الكعكه ليس إلا ، وبوجود تلك الأصناف الثلاث يكتمل عقد الأنهيار وتتضح بعض معالم الصوره المذريه التي تتمثل أمامنا ( في المكان الذي يفترض فيه ان يكون حامي حمي الشعب والممثل الحقيقي لأماله وطموحاته ) كلما حاولنا أن نقترب من تفاصيل أكثر وأوضح عن المشهد الذي بات مفزعا ، فيكفي وجود صنف واحد لينهار أي برمان محترم لكن بوجود عينات من كل تلك الاصناف في مجلس موقر واحد ووحيد يتباهي سدنته بأنه أعرق البرلمانات في المنطقه ورغم ذلك فهو الاسوأ وهو الذي يضم حثالة مجتمع كان الأفضل حتي طغت علي الساحه تلك النمازج القميئه فعبثت بمفردات المشهد وحولت الصورة الي صورة سرياليه قاتمه وغير مفهومه بل وقبيحه قبح بين في معظم الأحيان ، صورة تنبيء عن مستقبل بات يزداد قتامه وهي تثبت كل يوم ان الفجر الذي انتظرناه طويلا لن تشرق شمسه إلا أراد أبناء هذا الشعب أن يمزقوا الصوره القديمه بكل مفراداتها ويشرعوا في رسم صوره مغايره جديده لغد مشرق ، فهل تراهم يستطيعون ؟

أشرف نبوي

ليست هناك تعليقات: