أمه بلا ذاكره
هالني ملاحظه خطيره ظهرت في أكثر من برنامج تلفزيوني مؤخرا ، فمن خلال بعض اللقاءات مع شرائح متنوعه من المواطنين كشفت حقيقه مؤداها إننا اصبحنا شعوب لا يشغلها سوي معدتها ، لا يقد مضجعها سوي لقمة العيش والحصول عليها ، شعوب اصبحت بجهلها فريسه سهله ، والمرتع الخصب لكل الافكار التي يراد من خلالها التحكم بها وتسييرها تسيير أعمي ،
لاحظت مدي الجهل الذي يعيشه الجميع ويمارسه ، ، ففي أحد هذه البرامج تم سؤال الناس عن النشيد الوطني لبلدهم فلم يجب كثيرون ، ومن اجاب كان لا يحفظ من النشيد سوي بضع كلمات ، وفي برنامج اخر تم سؤال الناس عن العام الذي قامت فيه الثوره في بلدهم ، وايضا اتت الاجابات محبطه ومضحكه جعلت المذيع يضحك ( شر البليه ما يضحك ) ، وفي برنامج ثالث سأل المذيع عن بعض الاعلام من ابناء امتنا في عدة مجالات علميه ودينيه وادبيه ، وكانت الصدمه ان كثيريون ايضا لم يعرفوا من هؤلاء ولا ماذا فعلوا .
نحن اصبحنا شعوبا جاهلة وبعد ان كنا كأمه منارة للعلم والثقافه اصبحنا مضربا للجهل والتخلف، شعوبا اصبح هاجسها اليومي رغيف الخبز والطوابير التي طالت كل مناحي الحياة في لهاث فاضح يتلوه لهاث ، واصبحنا لا نجد وقتا للتوقف ومحاولة الاصلاح او تثقيف الذات وانا اري اننا نشترك مع القائمين علي امور اوطاننا في تلك الخطيئه ،
يا ساده الحيوانات تعيش وتاكل وتتكاثر وتهتم باولادها لكنها ليس لها وطن ولا امة اتدرون لما لانها ليس لها تاريخ ولا تعرف تاريخها لتتعلم منه ، ، ونحن في طريقنا الي هذا المصير اذا تناسينا تاريخنا ورموزنا وهويتنا الثقافيه المتمثله في تراثنا وارثنا وقدواتنا ، واذا بقينا بلا هويه ثقافيه او خلفيه اخلاقيه وحال امتنا اصبح متشابه في كل الاقطار من المحيط الي الخليج ،
لاني مصري ولان بعض الاخوان سيغضبه كلامي فاني سأخذ مصر كمثال وان كنت اؤكد علي ان الحال لا يختلف في باق شعوب امتنا ، فشعبنا في مصر يبدأ يومه بطابور الخبز ومن ثم شباك التذاكر للمترواو القطار وينتهي بطابور التنسيق او استخراج جواز سفر لهاث من يوم مولده ليوم وفاته في غير رحمه ولا رفق ، وتاسس فكر جديد هو فكر محاوله العيش وليس العيش كأنسان له كرامه وتاريخ انساني ، ونحن بجهلنا تصورنا ان الحياة هكذا هي حياة ، وبدات حياتنا تتحول الي حياة شبيه بحياة البهائم عمل واكل وتكاثر في دائره مغلقه تنذر باوخم العواقب
وتناسينا اننا امه قال عنها المولي عز وجل في كتابة الحكيم - كنتم خير امة اخرجت للناس - ( صدق الله العظيم ) امة تناست كل شيء وغرقت في الجهل بفعل اعدائها من ابنائها الذين احكمو قبضتهم علي زمام الامر وفقط ، وبفعل تراخي باقي ابنائها وركونهم الي زويا الجهل المظلمه ، فاصبح ليس لدينا قدوه ولا نعرف تاريخنا او قدر امتنا التي كانت تقود العالم يوما ، وكانت بأدبائها وعلمائها المنارة التي حافظت علي استمرار وتقدم البشريه جمعاء ، وانا اذ اعجب حين اري جامعات الغرب تدرس تاريخ عظمائنا لطلابها ، يصيبني الحزن حين تسأل أي كان عن هؤلاء العظماء فتري علامات الجهل قد ارتسمت علي وجهه ،
انا اعرف ان البعض يحاول عن طريق الكتابه في الويب او الصحف واثارة حاله من حالات الجدل والنقاش في محاولات للتثقيف والتعريف بتاريخنا حتي نستحث الاجيال علي النهوض من جديد واخذ راية التقدم من جديد ، لكن كل تلك المحاولات تبقي محاولات بسيطه ونذر يسير لن يصلح حال الامه ،
انا استصرخ ضمائر ابناء الامه وزعمائها ومن بيدهم العقد والحل استصرخ الجميع في امتنا : يا ساده نحن بحاجه الي مشروع نهضوي كبير نشارك فيه جميعا افرادا وشعوبا وحكومات لا نتواكل ولا يعتمد طرف علي الاخر ، يجب ان نعترف اننا بصدد فقد هويتنا ، واننا اصبنا بالجهل وما اجتمع الجهل مع الفقر الا وصاحبهم المرض وستكون هنا الطامه الكبري ، يا ساده لا تنتظروا حتي ينخر السوس في جسد الامه ونصبح يوما فنراها وقد انهارت وسقطت ، مهما تهنا ومهما حاولنا ان نداري وندفن رؤسنا في الرمال ونتعامي عن حقيقه مفادها ان الجهل الذي نعيشه هو اكبر مسمار دق في نعش امتنا ، وان الامه في طريقها الي الاضمحلال والزوال شعب شعبا ، وقطر قطرا ، طالما اننا لم نحاول معالجة اسابب هذا الجهل
يا ساده بين يداي تقريرعن التصنيف العالمي للجامعات في العالم وقد فزعت حين رايت ان جامعاتنا تتزيل القائمه في الماضي كنا نقول عن البعض انصاف مثقفين ، وبعدها وجدنا ان خريجوا الجامعات انصاف متعلمين ، ثم تطور الامر ليختفي هؤلاء الانصاف ويظهر جيل جديد من المتعلمين الجهلاء ، والجهل هنا جهل علمي وثقافي وتارخي جهل مركب لا علاج له ، يا ساده فكروا معي ودقوا ناقوس الخطر فنحن مقبلون علي هوة وستنهار امتنا لا محالة اذ لم نفكر في حل ينقذنا كأمه ودون ان نكيل الاتهامات لبعضنا البعض او نظهر الشماته في اخواننا هنا او هناك
نحن امة واحده وسنبقي معا او سننهار معا ، يجب اولا ان نعلم كل الاجيال تاريخنا وعظمتنا ونعرفهم علي قدوات الامه من العلماء والادباء وتاريخ الامه عامر بكل ماهو راقي وبرموز رائعه احسبها ستكون الحافز امام الاجيال القادمه المهم ان نضع خطه متكامله ونضع نصب اعيننا ان الامه بتاريخها وشعوبها تحتاج لمشروع نهضوي واحد ثابت وطويل الامد للنهوض بالامه ككل بما سيعود علي الجميع بالخير .
اشرف نبوي
هالني ملاحظه خطيره ظهرت في أكثر من برنامج تلفزيوني مؤخرا ، فمن خلال بعض اللقاءات مع شرائح متنوعه من المواطنين كشفت حقيقه مؤداها إننا اصبحنا شعوب لا يشغلها سوي معدتها ، لا يقد مضجعها سوي لقمة العيش والحصول عليها ، شعوب اصبحت بجهلها فريسه سهله ، والمرتع الخصب لكل الافكار التي يراد من خلالها التحكم بها وتسييرها تسيير أعمي ،
لاحظت مدي الجهل الذي يعيشه الجميع ويمارسه ، ، ففي أحد هذه البرامج تم سؤال الناس عن النشيد الوطني لبلدهم فلم يجب كثيرون ، ومن اجاب كان لا يحفظ من النشيد سوي بضع كلمات ، وفي برنامج اخر تم سؤال الناس عن العام الذي قامت فيه الثوره في بلدهم ، وايضا اتت الاجابات محبطه ومضحكه جعلت المذيع يضحك ( شر البليه ما يضحك ) ، وفي برنامج ثالث سأل المذيع عن بعض الاعلام من ابناء امتنا في عدة مجالات علميه ودينيه وادبيه ، وكانت الصدمه ان كثيريون ايضا لم يعرفوا من هؤلاء ولا ماذا فعلوا .
نحن اصبحنا شعوبا جاهلة وبعد ان كنا كأمه منارة للعلم والثقافه اصبحنا مضربا للجهل والتخلف، شعوبا اصبح هاجسها اليومي رغيف الخبز والطوابير التي طالت كل مناحي الحياة في لهاث فاضح يتلوه لهاث ، واصبحنا لا نجد وقتا للتوقف ومحاولة الاصلاح او تثقيف الذات وانا اري اننا نشترك مع القائمين علي امور اوطاننا في تلك الخطيئه ،
يا ساده الحيوانات تعيش وتاكل وتتكاثر وتهتم باولادها لكنها ليس لها وطن ولا امة اتدرون لما لانها ليس لها تاريخ ولا تعرف تاريخها لتتعلم منه ، ، ونحن في طريقنا الي هذا المصير اذا تناسينا تاريخنا ورموزنا وهويتنا الثقافيه المتمثله في تراثنا وارثنا وقدواتنا ، واذا بقينا بلا هويه ثقافيه او خلفيه اخلاقيه وحال امتنا اصبح متشابه في كل الاقطار من المحيط الي الخليج ،
لاني مصري ولان بعض الاخوان سيغضبه كلامي فاني سأخذ مصر كمثال وان كنت اؤكد علي ان الحال لا يختلف في باق شعوب امتنا ، فشعبنا في مصر يبدأ يومه بطابور الخبز ومن ثم شباك التذاكر للمترواو القطار وينتهي بطابور التنسيق او استخراج جواز سفر لهاث من يوم مولده ليوم وفاته في غير رحمه ولا رفق ، وتاسس فكر جديد هو فكر محاوله العيش وليس العيش كأنسان له كرامه وتاريخ انساني ، ونحن بجهلنا تصورنا ان الحياة هكذا هي حياة ، وبدات حياتنا تتحول الي حياة شبيه بحياة البهائم عمل واكل وتكاثر في دائره مغلقه تنذر باوخم العواقب
وتناسينا اننا امه قال عنها المولي عز وجل في كتابة الحكيم - كنتم خير امة اخرجت للناس - ( صدق الله العظيم ) امة تناست كل شيء وغرقت في الجهل بفعل اعدائها من ابنائها الذين احكمو قبضتهم علي زمام الامر وفقط ، وبفعل تراخي باقي ابنائها وركونهم الي زويا الجهل المظلمه ، فاصبح ليس لدينا قدوه ولا نعرف تاريخنا او قدر امتنا التي كانت تقود العالم يوما ، وكانت بأدبائها وعلمائها المنارة التي حافظت علي استمرار وتقدم البشريه جمعاء ، وانا اذ اعجب حين اري جامعات الغرب تدرس تاريخ عظمائنا لطلابها ، يصيبني الحزن حين تسأل أي كان عن هؤلاء العظماء فتري علامات الجهل قد ارتسمت علي وجهه ،
انا اعرف ان البعض يحاول عن طريق الكتابه في الويب او الصحف واثارة حاله من حالات الجدل والنقاش في محاولات للتثقيف والتعريف بتاريخنا حتي نستحث الاجيال علي النهوض من جديد واخذ راية التقدم من جديد ، لكن كل تلك المحاولات تبقي محاولات بسيطه ونذر يسير لن يصلح حال الامه ،
انا استصرخ ضمائر ابناء الامه وزعمائها ومن بيدهم العقد والحل استصرخ الجميع في امتنا : يا ساده نحن بحاجه الي مشروع نهضوي كبير نشارك فيه جميعا افرادا وشعوبا وحكومات لا نتواكل ولا يعتمد طرف علي الاخر ، يجب ان نعترف اننا بصدد فقد هويتنا ، واننا اصبنا بالجهل وما اجتمع الجهل مع الفقر الا وصاحبهم المرض وستكون هنا الطامه الكبري ، يا ساده لا تنتظروا حتي ينخر السوس في جسد الامه ونصبح يوما فنراها وقد انهارت وسقطت ، مهما تهنا ومهما حاولنا ان نداري وندفن رؤسنا في الرمال ونتعامي عن حقيقه مفادها ان الجهل الذي نعيشه هو اكبر مسمار دق في نعش امتنا ، وان الامه في طريقها الي الاضمحلال والزوال شعب شعبا ، وقطر قطرا ، طالما اننا لم نحاول معالجة اسابب هذا الجهل
يا ساده بين يداي تقريرعن التصنيف العالمي للجامعات في العالم وقد فزعت حين رايت ان جامعاتنا تتزيل القائمه في الماضي كنا نقول عن البعض انصاف مثقفين ، وبعدها وجدنا ان خريجوا الجامعات انصاف متعلمين ، ثم تطور الامر ليختفي هؤلاء الانصاف ويظهر جيل جديد من المتعلمين الجهلاء ، والجهل هنا جهل علمي وثقافي وتارخي جهل مركب لا علاج له ، يا ساده فكروا معي ودقوا ناقوس الخطر فنحن مقبلون علي هوة وستنهار امتنا لا محالة اذ لم نفكر في حل ينقذنا كأمه ودون ان نكيل الاتهامات لبعضنا البعض او نظهر الشماته في اخواننا هنا او هناك
نحن امة واحده وسنبقي معا او سننهار معا ، يجب اولا ان نعلم كل الاجيال تاريخنا وعظمتنا ونعرفهم علي قدوات الامه من العلماء والادباء وتاريخ الامه عامر بكل ماهو راقي وبرموز رائعه احسبها ستكون الحافز امام الاجيال القادمه المهم ان نضع خطه متكامله ونضع نصب اعيننا ان الامه بتاريخها وشعوبها تحتاج لمشروع نهضوي واحد ثابت وطويل الامد للنهوض بالامه ككل بما سيعود علي الجميع بالخير .
اشرف نبوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق