tadwina-18873864-tadwina

tadwina-18873864-tadwina

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 17 يناير 2010

الرضـــــــــا

الرضـــــــــا
تحدث كثيرون عن كنه هذا اللفظ ، فلاسفه منظرون رجال دين وساسه وأختلفت الرؤى ، بقي الرضا لغزا محيرا كلما سألت أحدا عنه أختلفت إجابته إختلافا كليا عن إجابة أخر
الرضا يفسره البعض بأنه حاله من حالات الثبات وإنعدام الطموح بشكل يؤدي إلي السكون والدعه وإلي التوقف عند نقطه معينه بداعي الرضا ، ويفسره أخرون علي إنه مرحلة توقف لإلتقاط الأنفاس ، والتحضير لمرحلة تاليه بطموحاتها والأسباب المؤديه اليه ، أما رجال الدين فأنهم يثمنون الرضا ويعتبرونه من متممات كمال الأيمان كونه تسليم بالقضاء والقدر ودرجه من درجات السمو الإيماني ، وأنا وإن كنت اعتبر أن هذا لا يكون في كل شيء وإنما يتوقف عند الغيبيات والتي لا دخل لبشر فيها ، لإنني أعتبر أن الرضا بحال دينويه أدني لمسايرة هذا الإعتقاد إنما يكون إستسلام وليس تسليم بقضاء الله وقدره ويكون مدعاة للركون والسكون والتخلف عن الركب
الساسه يرون الرضا نوع من المصالح فهم يوظفونه وقت الانتخابات بعروض وعطايا ووعود سرعان ما تذهب أدراج الرياح ويعتبرون معرفه ما يرضى الناس في وقت معين وبطريقه معينه قمة نجاحهم كسياسيين وهذا وإن كان يرضى غرورهم إلا إنه أيضا لا يمثل الحقيقه ، وفي عصرنا الأن يعرف الصغير قبل الكبير والجاهل قبل المتعلم أن ما يقدمه الساسه والمنتفعين أنما هي أحلام براقه ووعود كاذبه لا يتحقق منها شيء ، لذا فأن أحلام الساسه كثيرا ما تتبخر جراء هذا التفتح والفهم والادراك الذي عم الجميع ، لكنهم ما يزالون يراهنون علي بعض اصحاب العقول الناقصه ، والمنتفعين والمتسلقين ، و هم موجودون في كل زمان ومكان لا يخلوا منهم عصر من العصور
والرضا كسلوك نفسي جميل في حد ذاته ، دون أن نبحر في تفاصيله ونلج بحره المتلاطم ، والذي يعج بالكثير من المتناقضات فكما ذكرت الرضا في أتعس صوره هو حاله من حالات الخنوع والضعف والاستسلام لكنه في صورته القويه والسويه هو سلوك راق يحمي من الطمع والجشع والحسد ، بل يكون دافعا لرفعة اي شخص يتفهم طبيعته ويعزم علي ارتقاء طريق المجد بخطوات ثابته متوشحا بسلاح الرضا الذي يحميه من قفزات الانتهازيه ، ويثبت قدميه عند هبوب إعصار الغرور ، أو تسلط رياح الأنانيه وحب الذات عليه خلال مشوار نجاحه وتحقيق احلامه ، فالشخص الذي يتمتع بالرضا ويعيشه بتفاصيله الصادقه ومعانيه الساميه يحصن نفسه من الذلل والوقوع في براثن اليأس ، ويخطو بثبات علي سلم النجاح دون أن يشعر بأن ما ناله أقل مما كان يستحقه ، بل يصنع نجاحاته وهو ينظر برضا وطيب نفس لخطواته ، ويتعلم من أخطائه غير ناقم علي أحد او متهما الظروف المحيطه به بالتسبب في عرقلة مسيرته
والرضا في نظري واحد من أهم أسباب نجاح العلاقات الإنسانيه ، والتي كثيرا ما تنهار أو تضعف بسبب ضعف أو إختفاء هذا الخلق ، فالرضا بما عليه اصدقائنا هو الحافز الاكبر للمحافظه عليهم ، والرضا بعيوب شريك الحياة ، مع محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه إن أمكن ، هو من أهم أسباب إستمرار ونجاح أي علاقة زوجيه ، بل إن الرضا ببعض تصرفات الابناء والصبر عليها ومحاولة إصلاحها دون غضب أو عصبيه هو من أهم مقومات صلاح الأولاد ونجاحنا في تربيتهم ، لأن عدم الرضا يولد حاله من حالات الحنق والغضب تحول بيننا وبين أن نري الصوره بوضوح فينتج عن هذا خطأ في التقدير ، يجعلنا نفشل في علاج المشكله أو في متابعة حبنا أو نثر مشاعرنا بود علي قلوب وأنفس من نحب ، ونخسر الكثير ، بخسراننا لخصلة الرضا التي هي الاصل والاساس لكافة نجاحاتنا سواء علي مستوي العلاقات الإنسانيه أو طموحنا ونجاحنا العملي .

أشرف نبوي

ليست هناك تعليقات: