tadwina-18873864-tadwina

tadwina-18873864-tadwina

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 17 يناير 2010

لا يا أستاذ هيكل !

لا يا أستاذ هيكل !
أكن كل إحترام لهذا الرجل الثمانيني الموسوعه في تاريخ المنطقه والعالم ، ورغم إني أختلف معه أيدولوجيا في بعض الطروحات إلا أن هذا لا يزيدني إلا إحتراما وتقديرا لفكره وشخصه .
لكنني وجدتني مؤخرا أمام طرح متميز له إلا أنه طرح أفلاطوني حالم ( مجلس حكماء لإدارة مصر )
هذا ما طرحه الأستاذ للخروج بمصر من معضلة التوريث من عدمه فهو رافض للتوريث ولا يجد من وجهة نظره من أبناء الوطن من يصلح للحكم برغم أنه أرتضي عبد الناصر يوما لحكم مصر وظل يدافع عن الرجل رغم بعض سقطاته إلي اليوم ، وكأن مصر بعد عبد الناصر نضب معينها وأستأصل رحمها . لا يا استاذ فهذه ليست الحقيقه وهذا ليس بحل . وأنا إذ اقول لا ليس لمجرد معارضتك فأنت أستاذي وأستاذ جيل كامل ولا زلت وسنظل تلاميذك نتعلم منك .
لكن أقول لا وأسبابي كثيره وإن كنت سأركز علي بعضها فقط
فلم يشهد التاريخ يوما نجاح إدارة جماعيه الا إذا كانت تخضع لموجه أو زعيم واحد يوجه ويستشير وينسق ثم يتخذ القرار، فمسألة الإدارة الجماعيه فاشله ولم تحقق يوما نجاح لإختلاف الرؤي والاهداف وغالبا ما كانت تنتهي بمسلسل تصفيات ولن أذهب بعيدا فتجاربنا في الوطن العربي خير شاهد واكبر دليل من العراق الي سوريا وصولا الي مجلس قيادة ثورتنا !!
ثانيا هل سترضي التيارات المتباينه في مجتمعنا المصري إلا بمن يمثلها في مثل هذا المجلس المقترح وهي تيارات محافظه وليبراليه ومسيحيه وسلفيه متعارضة المصالح ومتضادة الإتجاهات ومتباينه التوجهات ،
ثالثا هل أغفلت العنصر الخارجي وتأثيره وتحالفاته مع بعض تلك القوي وتوجيهه للدفه بما يخدم مصالحه سواء أكان طرفا دينيا او سياسيا ،
رابعا لمن سيكون الحسم والحال هكذا إذ لم يوجد رئيس منتخب شرعيا رئيس يشعر بهموم الناس وألامهم ،
خامسا كيف يستطيع هذا المجلس أن يرسم سياسه الوطن الخارجيه وكيف يتصور أن يكون تعاملنا مع الأخر ( الاطراف الخارجيه ) ومن سيتحدث بأسم الوطن ويعقد الأتفاقات ويوقع عن شعب مصر بل سيستقبل ضيوفها ،
سادسا كيف ستتم محاسبه إدارة جماعيه لو حدث خطأ ما وهذا وارد ، بل كيف سيكون الحل لو سيطر علي هذه الإداره شخص واحد فاسد ،
سابعا وهي المعضلة الكبري من سيختار أعضاء هذا المجلس من عقلاء وأمناء الأمه للإدارة ولو فرضنا أن التيارات المختلفه قد أتفقت وقدمت مصلحة الوطن علي مصالحها وتركت أمر هذا المجلس وأنتظرت ( وإن كان هذا مستبعدا ) أتصور وقتها أن الأختيار سيكون عن طريق ولاة أمر هذا الشعب المسكين الموجودين حاليا في سدة الحكم ،
ووقتها أظن أن الأفضل ألا يكون هناك من يحكم مصر علي أن يكون من يحكمونها من إختيار أذناب أو أقطاب النظام الحالي الذي ذقنا الويلات علي يديه ، ونطلب أن يختار هو فأذا أرتضي أن يعتقنا من خدماته وأفضاله التي يمن بها علينا ووافق علي طرح الأستاذ فإنه سيحضر من يكمل المسيره التي يراها سدنته منزله وفيض وفضل من بها علينا .
يا أستاذ هيكل مع كل حبي وتقديري كنت أنتظر أن تدعو إلي إنتخابات حرة مثلا أو إلي ثورة بيضاء علي أنفسنا وعلي خنوعنا وأن تصر علي تبني فكرة أن يختار الشعب شخصية ناصعه جديده بعيدة عن الفساد والإفساد وعن أي بؤره موبوئه من بؤر النظام الحالي ، شخصيه لم تمارس سياسه قبلا ، لكنها تتمتع بضمير يقظ ، شخصيه تشعر بالشعب بهمومه وآلامه وجوعه ، شخصيه لا تسعي لتحقيق أحلامها علي حساب هذا الوطن بل العكس تسعي لتحقيق آمال هذا الوطن ولو حساب نفسها وبرضا نفس
من أجل هذا تجرأت وقلت لك يا أستاذي لا ،
اشرف نبوي

ليست هناك تعليقات: