هل فكرتم في الإنتحار؟
علي المستوى الشرعي الإقدام علي أزهاق الروح بالإنتحار يدخل صاحبة دائرة الكفر بالكلية ويخرجه من رحمة الله عز وجل ، لكن ليس كل إنتحار هو إزهاق للروح ومغادرة دنيانا ، فعلي سبيل المثال من يقارف الدنايا من الأفعال ينتحر أجتماعيا ويصبح ميتا لدي من حوله ومن يصر علي مقارعة الذلل ولا يتعلم من أخطائه ينتحر ايضا دون أن يشعر ، ومن يبيع بني جلدته لمنافع شخصية بعدما وثقوا فيه ورفعوه علي الأعناق ينتحر سياسيا وهكذا ..،
وقد ألمني أن أري بعض المثقفين والإعلاميين أثناء وبعد الثورة في الوطن العربي يصرون علي الإنتحار إصرارا عجيبا ، وتجد الواحد منهم لا يكتفي بتغيير جلده من وقت لأخر بل إنه يغتنم كل فرصة ليعيد تلوين توجهه حسب رؤيتة للقادم وحسب توقعاته الخاسرة دوما لكونها بنيت علي أساس مصلحة شخصيه مرتجاة وليس عن قناعة أو عقيدة محددة ،
وقد يهون كل هذا كون المتضرر الوحيد هو هذا المتلون الذي لا يلبث أن يكشف عن وجهه القبيح وينهار ليرحل إلي غير رجعة بعدما أصبح الجميع علي درجة من الوعي تحميهم من الغفلة وتصديق الوهم ، إلا أصحابنا هؤلاء الذين صورت لهم شياطين أنفسهم إنهم الأذكي والأكثر وعيا وإدراكا وفهما ، فسقطوا في هاوية الظن وخسروا الكثير.
أقول هذا وأنا اتابع بحسرة زيف الأعلام الرسمي العربي وهو يتناول ما يحدث في كل قطر باستخفاف للعقول وتزييف يصل لحد السذاجه وتأليه للطغمه الحاكمه وتجميل للطغاة بكل ما أوتو من قوة ويقيني إنهم جميعا يدركون سخافة اللعبة وأن ما يروجون له لن يلبث أن ينهار وينتهي بقانون لا يصح إلا الصحيح ،
لكنهم أما طامعون في جني ما يستطيعون من أرباح مع تغيير الوجهه وتبيدل الجلد في اللحظة التي يرونها مناسبة ، أو إنهم يراهنون علي استمرار الأنظمة القمعيه وينحازون لمن يظنونه باقيا . وفي الحالتين فأن هؤلاء سبة في جبين المثقفين والأعلاميين وسيدون التاريخ عارهم علي صفحات سوداء تفوح برائحة قبح ما ظلوا يدافعون عنه وهم علي يقين من بطلانه ،
وقد أثارني جدا ما أطالعه علي قنوات أنظمه بعينها مثل النظام الليبي واليمني والسوري – (مع أعترافي بأن الإعلام في باق الدول حتي التي نجحت ثورتها جزئيا كمصر وتونس لا يزال يرزخ تحت وطأة الحرس القديم لكنه يحاول من خلال قنوات خاصة أن يحدث توازن في المعادلة )- أما الغث والذي تتناقلة القنوات الرسميه في الدول التي ذكرت أنفا فأنه يصيب المرء بالغثيان ، ويجعلنا نكرر ما قلناه في البدء – هل فكرتم في الإنتحار؟