tadwina-18873864-tadwina

tadwina-18873864-tadwina

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 1 فبراير 2012

الهوس والبجاحه


الهوس والبجاحه
الهوس هو شدة التعلق والأقتراب من حافة الجنون ، هوس الشخص بشئ ما هو شدة تعلقه به وحصر تفكيره فيما يتعلق بهذا الشيء  دون سواه وشدة التعلق وإنحسار فكر الشخص بهذا الشكل يمثل مرضا ينبغي العلاج منه ،
 اما البجاحه فهي تعبير شعبي دارج يدل علي قلة الحياء او إنعدامه بمجاهرة من يتسم به بأي فعل لا يتفق والعادات الإجتماعية أو العرف السائد دون أن يرف له جفن بل إنه لا يشعر بأي نوع من أنواع الحرج الذي يخلفة تصرفة ، وفي أحيان يتباهي بفعلته غير أبة لتبعات ما فعل أو قال ،
وما نعيشة الأن علي الساحتين العربية والمصرية خليط فج من هذا الهوس وتلك البجاحة ، ولو أن الأمر اقتصر علي فئة معينة أو فعل معين لكان الأمر هينا أما أن نري أن كل الفئات وشتي المجتمعات قد أصابها شيء هذا واصبحت تمارس الهوس بطرق استفزازية وبعض نخبها كما يحلوا لأنفسهم التسمية تتبجح في غير خجل أو تردد متبنية بعض المواقف المخجلة ومتعالية بصراخها في وجه كل من يحاول الرد أو التصحيح فهذه معضلة أدعوا الله أن ينجينا من أثارها علي خير ،
الشعوب العربية أصبح عندها هذا الهوس بالثورة ورغم أن الثورات التي قامت لم تحقق عشر ما كان يرتجي منها نظرا لتغلغل الفساد في كل جنبات الدولة ومستوياتها وفي كل مؤسسات الحكم  ، مما يجعلنا ندرك أن الإصلاحات تحتاج لوقت أطول مما تصورنا لتأخر حالة الديموقراطيات المريضة التي كانت تتخذ من الأسم غطاء لديكتاتوريات متأصلة زرعت الوهن في جسد الأمم لعقود وأصابت الحريات والضمائر في مقتل ، أقول أن هوس الشعوب لن يجدي نفعا إلا أذا اكتمل نجاح ثورة في  بلد من بلدان الربيع العربي التي قامت وتعثرت نظرا لأن الرأي العام العربي ينظر إليها بتوجس وحذر ويخاف بعض الحكام من أن تطالهم نسائم هذا الربيع فيتعاملون بريبة مع كل طرح جاد أو خطط مستقبلية لنصرة ومؤازرة تلك الثورات ، ولأن الشعوب في كثير من وطننا العربي لازالت تابعة لحكامها فأن هذا التوجس إنعكس أجمالا علي الشعوب ، فهي وإن كان الهوس قد أصابها إلا انها لا تزال متردده في إتخاذ مواقف جادة وهي تري الثورات تتخبط ولا ترسوا علي مرفئ،
اما البجاحة فنراها متمثلة في بعض الأنظمة التي تدرك تماما إن نهايتها قد اقتربت لكنها لا تزال متشبثة بحلم السلطة مضحية بكل شيء من شعوب ومصلح وحتي الوطن من أجل بقائها بضع أشهر اضفية في سدة الحكم ليس هذا وحسب بل إنها تزعم وهي تعرف قدر كذبها إنها تتعرض لمؤامرات خارجية يسعي إليها أعدائها رغم محاولتها المستميتة للأبقاء علي شعوبها أمنة ؟ وهي إذ تقتل او تذبح البعض فأنما لتحافظ علي الكل !! وهذه بجاحة وأفتأت علي الحق ما بعدة كذب وبعض الأنظمة الأخري لازالت تردد أن ما يجري أمر لا يعنيها لأانها واحة ديموقارطية وعدالة ، وهي تتبجح بصلف وتكبر مدعية هذا الهراء وتنتظر أن تصدقها الشعوب بما فيها شعبها الواقع تحت نير جبروتها دون خجل أو حياء،
علي صعيد أضيق وفيما يخص دولة كمصر مثلا فأن هوس الموصومين بالنخب يختلف فهو هوس بالثورة كثورة وحسب ولا يريدون أي تغيير فهم إما ليبراليين يلوحون في صلف بفزاعة الدين وينكرون علي أي تيار أخر ان يطرح نفسه وللشعب الخيار إما يصدقه ويجربة ثم يسقطه أن أراد ، وأما يقصية من البداية عن طريق صناديق الأقتراع المهم إلا يحجر أحدنا علي الأخر وإلا فما فائدة الثورة ، وما ثمرتها إذا كنا نمارس نفس الأسلوب ونتبع نفس النهج السابق ، هذا الهوس أيضا يقابله عند بعض المتأسلمين هوس بالحكم فهم يشعرون إنهم قد همشوا لسنوات وإن قيام الثورة أنما أتي ليستلموا مقاليد الحكم وحسب ، ويوازيهم علي نفس الطريق بعض الأقباط الذين يرون في قيام الثورة فرصة لأستلاب الكثير من المنافع محتمين بفزاعة أخري هي مؤازرة الغرب والمهجر ،
وهو هوس غريب تفسرة شهوة التعلق بالسلطة والرغبة في استحواذها بحق وبغير حق المهم أننا أمام هوس جنوني ومرض نفسي ظهرت بوادره بمجرد أن إنزاح الطغاة وانكشفت الساحة لتعلن عن الكثير من الأمراض التي كان متوطنة دون أن يدري بها أحد ، ورغم زعم الجميع إنه غير عابئ وليس مهتم بأي شكل من الأشكال بوهج السلطة وأبهتها إلا إن الواقع غير ذلك والكل يتهافت لنيل كعكة السلطة أو جزء منها وما هذا الجدل الدائر والتناحر الذي يصل لحد التخوين إلا علامة صادقة علي ما يدركه الجميع والمؤسف إن الخطاب الإنتخابي لكثيرين لا يعي أن الشعب استفاق وإنه غير هذا الشعب الذي كان قبل الخامس والعشرون من يناير لكن القصور الفكري والغباء المهني لكثيرين يصور لهم عكس هذا ،
واما عن بجاحة البعض فحدث ولا حرج فهذا يدعي أنه الأحق بالسلطة ، وهذا يدعي أن إنتخاب هو وحده أو هو وزمرتة الطريق الوحيد لخروج البلاد من النفق المظلم ، وهذا يعد بالجنة الموعودة علي أرض الكنانة ، الجميع إلا ما رحم ربي ينسي أو يتناسى أن أي ثورة تحتاج للتكاتف لأصلاح ما هدمتة عقود من الديكتاتورية والفساد والظلم ، ولن تنجح أي ثورة في إحداث تغيير جذري وبناء الدولة ما لم يتم التعاضد بين جميع القوي السياسية في الدولة وعدم إقصاء أي تيار مهما كان توجهه ومهما كان ثقلة طالما كان قادرا علي المشاركة والبناء وطالما كان قادرا علي العطاء ، إذ أدرك الجميع بمن فيهم المجلس العسكري ومجلس الوزراء وجميع الأحزاب القديمة والجديدة ومن يدعون الوطنية ممن يتخذون من الفضائيات مرتعا لنشر أرائهم التي يظنون إنها تفيد في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الوطن ، لو أدرك الجميع إننا مطالبون علي التوحد وتقديم مصلحة الوطن ومستقبلة الذي يمثل مستقبل الأجيال القادمة والتي إما ستحمد لنا ما قمنا به وساهمنا فيه من أجلها أو إنها ستلعن تصرفاتنا الحمقاء التي ربما أودت بأمن ومستقبل الوطن ، وحتي يدرك الجميع هذه الحقيقة ، أتمنى أن نتخلي عن هذا الهوس المحموم لمعانقة السلطة ، ونتجنب بجاحة ليس الوقت وقتها ولا الظرف يسمح بها إذا كنا بالفعل وطنيين شرفاء لا مدعين جبناء ،
 أشرف نبوي
 صحفي وأديب عربي



ليست هناك تعليقات: