كي لا ننسى إننا بشر
إذا أردنا أن نتسم بالموضوعية فحري بنا ونحن نتخذ أي موقف أو قرار أن نحكم ضمائرنا وشريعتنا قبل اتخاذ أي موقف مع أو ضد وقبل هذا يجب علينا تذكر إننا بشر نخطئ ونصيب هكذا جبلنا وهكذا أرادنا الله عز وجل حين خلقنا وتركنا قيد الاختبار بعد أن هدانا النجدين الخير والشر وبرحمته أرسل الرسل تترا لتذكيرنا وهدايتنا وأعلمنا علي أيديهم انه غفور رحيم يغفر الزلل حين ننيب ونرجع ونعترف بالخطأ ونعزم علي عدم العودة إليه ،
بداية أريد أن أؤكد علي أن هذا المقال ليس دفاعا عن احد أو ألتماس العذر لأحد بل هو كلمة حق تعودت أن أصدح بها دوما مهما كانت الظروف المحيطة والمعطيات والنتائج التي تتوافر ، ونحن في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها الأمة قاطبة وليس مصر فقط بحاجه لان نتسم بالموضوعية والعقلانية ونحكم ضمائرنا حتى حين نحاكم من ظلمونا ونهبوا خيرات الأوطان ونسوا أنهم يحملون أمانه وليسوا منزهين أو رسل مرسله ، وليست شعوبهم وأوطانهم نهبا أو هبه وهبهم إياها المولي عز لعبقرية فريدة ، بل هي محض ظروف وأقدار أوجدتهم علي قمة الهرم في بلادهم دون أن يتكبدوا مشقة أو يبذلوا أي جهد يذكر ،
لا يجب أن ننسي إننا بشر تألمنا كثيرا وزاد قدر الألم بعدما اكتشفنا أن جلادينا كانوا يعلمون بقدر ألمنا ومع هذا كانوا يزدادون قسوة يوما بعد يوم وتزداد شراستهم ، لذا فان قدر الغضب في الصدور عظيم ومقدار الحنق كبير وفظاعة المظالم لا تجدي معها أي دعوات لكظم الغيظ خاصة وان هؤلاء جميعا قد تلطخت أيديهم بدماء شهداء كثيرين لا ذنب لهم سوي إنهم أرادوا أن يعبروا عن غضبهم بحناجرهم وهم عزل فاغتالتهم أياد النظم الغادرة ، ففجرت حزنا فوق الحزن وغضبا فوق الغصب في قلوب الجميع ، وأكرر رغم هذا لا يجب أن ننسي إننا بشر حتى وأن تناسي المعتدون والظالمون وتجاوزوا المدى بظلمهم سنبقي نحن متذكرين إننا بشر ،
بشر نخطئ ويتفاوت عظم الخطأ وقلته بحسب قدر الإنسانية المتأصلة في قلب كل منا وحجم الضمير الذي يرفرف بين جنباته ، فنحن مدعون لتحكيم ضمائرنا مدعون لإبراز النزعة الإنسانية حين نحاكم من ظلمنا وبغي علينا ، مطالبون بأن نحكم العدل ونحتكم للعدالة ونحاسب بقدر الخطأ وألا نعمم أو نجور في الحكم فنتمادى في الحساب والمحاسبة بقدر شعورنا بالقهر والظلم وتغلغل نصال القهر في شرايننا لسنوات وسنوات بشكل موجع ومهين ، نحن جميعا مطالبون بأن نتعاضد ونلتقي علي طاولة العدل الذي يوجب الحساب بقدر الظلم والصفح بقدر الجهل من بعض من أغوتهم قوتهم وأغراهم سلطانهم فبغوا وافسدوا ، لا أقول أن نتركهم فالعدل بمعناه الواسع يوجب حسابهم والقصاص منهم لكن كما قلت وكررت بعدل وسعة أفق وأيمان بأن حسابهم عند ربهم وأن الانتقام ليس من شيم الكرماء وقبل هذا لأنه لا يجب علينا في لحظه من اللحظات نسيان إننا بشر فينا هذا الضعف الإنساني الذي ينصاع للنفس الأمارة بالسوء ،
مطالبون بألا نحجر علي مشاعر أحد أحب ولا زال يكن بعض المشاعر لأحد ممن أذاقنا الظلم صنوف وألوان ، ففي النهاية نحن بشر نحب ونكره بمشاعر لا نستطيع توجيهها في أحيان كثيرة بل هي التي توجهنا ، وإن كان هذا لا ينطبق علي من توجهه مصالحه وأهدافه المبطنة الخفية ، ومن ظهرت خيانته جلية واضحة لوطنه وجاهر بعدائه للثورة والثوار في غير خجل أو وجل أو مواربة ، بل مع سبق إصرار وعناد وموالاة لمن ظن إنهم باقون وسيظلون جاثمون فوق صدور هذا الشعب الذي عاني منهم الكثير وآن له أن ينعتق ، فقط ما نريده من هؤلاء أن يتواروا وأن يصمتوا وليحتفظوا ببعض خصائص بشريتهم ، ويصمتوا ولو قليلا حتى يجف دم الشهداء الذي لا يزال رطبا يفوح منه المسك .
كثيرون لديهم خطط طموحه للنهوض بهذا الوطن ، لكنهم إما خائفون أو مترددون أو لا يعرفون الطرق الفاعله لتنفيذ آمالهم تجاه هذا الوطن ، والمسؤلين غالبا ( الا ما رحم ربي ) مشغولون بأبهة المنصب والحفاظ علي مظهرهم والتمتع بالسلطه وإستغلال مناصبهم في كل ما يعود عليهم وعلي ذويهم بالمنفعه ، ولا يوجد وقت للتفكير في إيجاد حلول للنهوض بهذا الوطن ،
tadwina-18873864-tadwina
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
الأحد، 20 فبراير 2011
كي لا ننسى إننا بشر
السبت، 19 فبراير 2011
اباطرة النظام هل كانوا حقا أبناء لهذا الوطن؟
اباطرة النظام هل كانوا حقا أبناء لهذا الوطن؟
صعب ان يصدق رجل الشارع البسيط أن أباطرة النظام في مصر كانوا يعيشون معه في هذا الوطن السليب ، ولن اتحدث هنا عن الفلل العامره او المنتجعات الفاخره والارصده المتخمه لان كل هذا لا يستطيع المواطن العادي ان يقترب منه ناهيك أن يراه أو يلمسه ، لكني سأحاول ان اتحدث بلسان رجل الشارع البسيط الذي كان يري اثر النعمة باديا علي أوجه جلاديه وزبانية نظامه الحاكم ويري كم هي فاخره ملابسهم وكم هي فارهه سيارتهم ، وكان من الممكن ان يتجاوز المواطن البسيط ذي الاحلام المتواضعه عن كل هذا لو انه سمع هؤلاء الغارقون في النعم يتحدثون عن حاله ويتواضعون قليلا ليتفهموا حقيقة بؤسه ويحاولون أن يقتربوا ولو قليلا من ألمه ويخففوا عنه ولو بالكلام والتعاطف،
لكن للأسف فحين كانت تتاح الفرصة لأحد أباطرة النظام للحديث فكنا نتمنى لو لم تتحرك شفاهه وظل صامتا احب الي قلوبنا من الغثاء الذي كان به يتغني وكأنه ليس من ابناء هذا الشعب المطحون وانما يتحدث عن شعب أخر يرفل في الرفاه ،
كتبت هذه المقدمة قبل أيام من قيام ثورة 25 يناير وكنت أريد أن أكمل لكن قلمي لم يطاوعني فصمتت وعدت بعد مرور أسبوعين علي هذه الثورة المباركة التي أشعل فتيلها أبناء هذا الوطن الذي رزخ تحت الظلم سنينا ، وصبر علي جلاديه وهو يمهلهم لعلهم يتراجعون عن غيهم وصلفهم فإذ به لا يجد إلا زيادة في الظلم وتمادي في الفساد ، وطمع يزداد يوما بعد يوم في خيرات هذا الوطن طمعا جعلهم يستأثرون بكل شيء دون النظر إلي الغالبية العظمي من أبناء هذا الشعب الذين يقبعون تحت خط الفقر ، هذا الشعب العظيم الذي وكما يقول المثل ( يرضى بقليله ) ولو إنهم فهموا هذا حق الفهم لما ثارت عليهم جموع الشعب المطحون وحاسبتهم لكن الطمع أعماهم فأكلوا الأخضر واليابس ولم يبقوا لأحد شيء ، حتى ضاقت الصدور وانفجر البركان ، وهذا من نعم الله ليس علي مصر وحسب بل وعلي بلدان الأمة قاطبة ، والمتابع الفطن لأحوال الأمة يدرك ما فعلت ثورة شباب التحرير في قلوب الظلمة والطغاة من قادتنا الأفاضل من المحيط إلي الخليج ، ولعل كامل التداعيات لهذه الثورة المباركة لم تظهر أو تتضح بعد فأمام هؤلاء المخلصون طريق طويل من الإصلاح والجهاد ، فهذه هي البداية الحقيقية لصحوة و لنهضة دعونا إليها علي مدار سنوات .
المهم هو أن يدرك الجميع أننا مقبلون علي مفترق طرق وأننا بعد نجاح الثورة في تحقيق هدفها الرئيس برحيل النظام يجب أن ننتبه للقادم ويجب أن يكون التغيير من داخلنا نحن أبناء هذه الأمة ويجب أن نعترف أننا قصرنا في حق أنفسنا وامتنا سنينا فسلط علينا ربنا من يذيقنا نتاج ما فعلناه بأنفسنا ، وجعلنا نعاني ونتجرع مرارة الظلم الذي بدء بظلم أنفسنا ومن ثم ظلم كل من حولنا ولسان حالنا يقول أنا ومن بعدي الطوفان ، ثم أشرقت شمس جديدة صنع دفئها شباب اقل ما يقال عنهم إنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه فكتب لهم الله الفلاح وأيدهم بنصر من عنده علي الطغمة الطاغية والتي لم يتصور احد أن شباب عذل لا يملكون سوي إيمانهم وصوتهم سيستطيعون زلزلة هذا الكيان الموغل في التجبر والظلم في أيام قلائل ، لكنه الصدق مع الله والتوكل عليه والأيمان به مع توافر الثقة في نصره ، كلها عوامل أدت بهؤلاء إلي تذوق طعم النصر ، وما هذا النصر سوي بداية أذا أحسنا استغلالها ستتبعها انتصارات ونجاحات ورفعة يرنوا لها أبناء هذه الأمة ،
ومع هذا لا يجب أن ننسي في خضم انشغالنا ببناء هذه الأمة ، لا يجب أن ننسي أن أباطرة النظام السابق يجب أن يحاسبوا أولا لان هذا يحقق ميزان العدل وثانيا كي يكونوا عبرة لكل من قد تسول له نفسه مستقبلا أن يسلك سلوكهم ويمشي في طريقهم ومحاكمة هؤلاء بطريقة عادله وبشفافية ستؤكد علي أن الشباب الذي ناضل من اجل استعادة حرية هذا الوطن يعلم جيدا أن القادم يجب أن لا يلوثه وجود مثل هذه النماذج بل يجب الأخذ علي يد أي كان بمجرد ان ينسي أنه من أبناء هذا الوطن وحق عليه أن يحافظ علي ثرواته من اجل أبناء الوطن لا أن ينشغل بالسلب والنهب ويفكر في تنمية ثروته بطرق غير مشروعه لا لشيء إلا لأنه عضو بحزب ما أو أسندت له مسئولية في وزارة كما حدث من قبل ،
يجب علينا أن ندقق في اختيار من سيمثلوننا في البرلمان لأنهم هم من سيختار من بينهم أعضاء الحكومة من السادة الوزراء ، ونحن إذا قمنا بواجبنا في اختيار من نحسبه علي خير ثم قمنا بمتابعته والرقابة عليه أولا بأول نكون قد قطعنا الطريق علي بادرة فساد قد تظهر من جديد ، أمامنا كأفراد ومؤسسات عمل كثير وجهد جهيد كي نصلح ما فسد علي مدار عقود لكن أذا فهمنا هذه الحقيقة وان الإصلاح قد يبدأ بخطوه لكنه يستلزم وقتا وقدرنا له وقته وسعينا إلي تفعيل كل الجهود للوصول بالوطن إلي بر الأمان فيقيني أننا سننجح