tadwina-18873864-tadwina

tadwina-18873864-tadwina

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

الحزن


الحزن
يمارس بعضا فلسفته الخاصه تجاه الحزن إما بالتجاهل أو الكبت أو الصراخ ونتفق علي مقوله يعتبرها البعض أمرا مسلما به إلا وهي إنه الشيء الوحيد الذي يولد كبيرا ثم يصغر ونهمل إكمال التعريف بأنه الشيء الذي يترك ندبا وعلامات علي النفس والقلب ، الشيء الذي يعتصر الروح فلا تعود كما كانت قبل أن يمر بها ، ولعل الحزن الذي يخلفة الموت هو أشد أنواع الحزن آيلاما ، وأكثرها شراسه في مهاجمة القلوب وذبحها بقسوه وبلا هواده ، ولعل بعضنا بل أكثرنا قد ذاق مرارة هذا الحزن بموت عزيز أو قريب ،
الموت الذي يمثل ذروة سنام الحزن هو ذاك الشيء المحير الذي ما آتي به الله تعالي في كتابة العزيز إلا مقرونا بالحياة كما الليل والنهار فهو برغم قسوته ضرور لتكون بعده حياة وهو كما ذكرنا المتسبب الأول والأهم للحزن ويتحكم في حجم الحزن الذي يعترينا بسبب الموت مدي قرب من فارقنا لقلبنا ، كما إنه يحدد صورة الحزن التي تكون متعدده فنري من يحزن ولا يزرف ولو دمعة واحدة ومن يغرق الدنيا بالدموع ويصم الآذان بالنحيب لفراق حبيب ، ويقول علماء النفس إن الحزن المتفجر والذي يستطيع صاحبه أن يعبر عنه هو أيسر أنواع الحزن وأقلها تأثيرا علي القلب والنفس ذلك لأن صاحبه يستنفذ طاقة الحزن المختزنه بالتعبير عنه ، أما من يكتم حزنه فأنه يشقي به ويعتصرة الآلم وقد لا يفارقه حزنه إلا بتفجر حزن أكبر في قلبه أو بالتعبير عنه ولو بعد حين .
والحزن هو الشعور الاكثر ظهورا في صور متعدده فهو إما حزن مرير وقاسي أو حزن يشوبه غضب أو حزن يتلبسه الشجن ، والأول غالبا ما يكون نتيجه لحدث جلل يغير حياة الإنسان وطريقة عيشه ويترك أبلغ الأثر علي نفسه وتطول مدة معايشة هذا النوع من الحزن وتؤثر سلبا علي من يصاب به مهما كانت قوة عزيمته وشدة شكيمته ، أما النوع الثاني والذي يشوبه الغضب فهو وليد حدث عرضي ويظهر أكثر لدي أشخاص بسطاء يتعاملون مع ظاهر الحدث في الغالب وسرعان ما ينجلي حزنهم بمجرد زوال السبب ، أما النوع الثالث فهو حزن خفيف في الغالب لا يكون له سببا محدد وتمر النفس البشريه به من آن لاخر خاصة الاشخاص ذوي الأنفس الرقيقه والأحاسيس المرهفه وكثيرا ما يصاب به الأدباء والكتاب وهو نوع غريب من الحزن ليس له سببا محددا لكنه حالة من حالات الشجن تقترب من حدود الاكتئاب والانطواء علي النفس لكنها وبلا مقدمات تنفرج ويخرج منها صاحبها معافي .
والحزن كشعور إنساني مثله مثل باقي المشاعر والأحاسيس الإنسانيه التي جبل عليها البشر وكما هو الحال مع باقي المشاعر الإنسانيه الأخري فقد بين الله عز وجل وبينت السنة النبويه المطهره سبل معالجة هذا الحزن مهما كانت صورته فبداية نحن مطلبون بأن نكون في هذه الدنيا كالمسافر الذي أستظل بظل شجره ساعه ثم أرتحل فما يضره ما حدث في تلك الساعه وهو المسافر إلي ربه وإلي الدار الاخره ، وهو توجيه نبوي أتي علي لسان رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم ، ثم تأتي آية كريمه تبين كشف الحزن مهما بلغت درجاته ( الغم وهو اقصي درجات الحزن ) عن أي أنسان بمجرد قرائتها - وقد جربت هذا شخصيا ونجح في كشف الهم عن قلبي في كل مره- كما جاء علي لسان رسول الله يونس صلي الله عليه وسلم في سورة الانبياء : إذ قال تعالي
وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَٰهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) الأية صدق الله العظيم
فعلاج الحزن مهما كان نوعه وقدره وقوة تأثيره بسيط ودرجة بساطته تتحكم فيها عوامل أهمها قوة إيمان الشخص وشدة تعلق قلبه بالله وهوان الحياة الدنيا بزينتها ومتاعها علي نفسه وإدراك أنها مجرد متاع وزينة وتفاخر وتكاثر بين الخلق في الأموال والاولاد ، متاع نأخذ منه بقدر ما يقيم حياتنا ويضمن لنا حظا من السعاده والهناء وتطبيق شرع الله في إعمار الارض وتحقيق سنة الله في خلقه وتأديه ما علينا من عبادة هي في الأصل سبب خلقنا ووجودنا علي الأرض
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالانْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ (56) الآية صدق الله العظيم
فهل نوقن بعد هذا أننا قادرين علي هزيمة الحزن والعيش في سلام بمنأى عنه بعدما عرفنا طريقنا لهزيمته ؟
أشرف نبوي

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

أردت فقط أن أدلي بتعليق سريع لأقول أنا سعيد لاني وجدت بلوق الخاص بك. شكرا